هديه (للطيب مصطفى) من( شوقي بدري) وحديث عن ظاهرة( الاغتصاب) !

Quote: كان الوالد عليه الرحمة يملك عربة "لاندروفر" يوصلنا في الصباح للمدرسة ثم يواصل مشواره للعمل. كان لا يبخل في توصيل بعض الجيران وبعض من يشيرون إليه بالتوقف في الطريق. كان جارنا "ح.س" يركب معنا بصورة دورية. يمد يده بصورة أثارت ريبتي لكنني لم أكن متأكدا ..أخبرت والدي فانتهرني قائلآ : عمك ح س رجل فاضل . جاء يوما يحمل أكياسا من الفاكهة وكنت أقف أمام الباب. لمحت والدتي رحمة الله عليها العم "ح.س" وهو يعاني من حمل الكيسين وأحدهما ممزق . قالت لي : يا ولد أمش ساعد عمك. حملت عنه أحد الكيسين وذهبت معه إلي منزله في نفس الشارع الذي نسكن فيه. كنت أتعامل معه بريبة.. أصر عليّ أن أدخل المنزل وكنت أعلم أن أسرته تقيم معه فللرجل بنتين في عمر الزهور وابن . بمجرد دخولي لاحظت أن المنزل ليس به أحد.. الراجل ما قصر وضع الكيس في التربيزة ومد يده مباشرة وبدأ في "المكابسة" . حتى تلك اللحظة لم أكن متأكدا أي الأنواع هو . في السودان يصنفونهم حسب التوجه وفي أوربا كلهم (Gays). لحسن حظي تقطن عمتي (النزهة ) في بيت يلاصق بيت العم (ح.س.) فسمعت عراكي مع الرجل وشتائمي له . مدت رأسها من فوق الحائط وصرخت به : يا راجل يا خائب ده شنو ؟ بقيت تقابض ؟ ما كان من العم (ح.س) إلا وأن ركض جاريا وأنا أرميه بفاكهة (القريب فرت) . لمت عمتي كل الجيران وكانت حكاية. ذهبت إلي المنزل وأخبرت الوالد كانت ردة فعله أن قال لي : أصبر لي بأدبو ليك الكلب. في صبيحة اليوم الثاني جاء كعادته مارا ولم يستح والله ؟؟؟ ناده أبي : يا ح س تعال... كان الشارع به شخصيتين شهيرتين فاعلتين .. الحاجة بتول عليها الرحمة والعم أبوشوك أسمعه أبي كلام مؤلم وختمه بالقول : تاني يا ح س ما تجي تركب معانا في العربية إنت راجل خائب. ناوله العم أبوشوك (كف صاموتي) دون أن يتفوه بأي كلمة "أكلها" صامتا وأراد الذهاب بسرعة منعا للتجمهر والفضيحة خاصة بعد أن فرجت فيه عمتي الجزء الآخر من الحي ظهر الأمس. لكن الحاجة بتول لم يرضها ما حدث فتناولت الموضوع : أجي يااااا بررررري . شوف الراجل وشوف خياستو ؟؟؟ أسمعته موال طويل أسعفه فيه طول رجليه وركض مجددا ليهرب. كان انتقامي من نوع آخر . كنت أجمع الأولاد في الحي وفيهم من يقف "الشيطان" أمامه محتارا . كنا نقف في انتظار ظهور العم ح س ونشيعه حتى قرب منزله : عم ح س الل ... عم حس الل... ..... ......... طبعا يا شوقي تمنعني (يد الأمين العام) من مواصلة سرد بعض الحكي والله ولا ينفع فيه وضع (....) فهي لا تعالج . كنا في المدرسة الثانوية العامة (متوسطة) مدرسة الخرطوم جنوب 2 . كان لدينا أستاذا عرف عنه أنه "بتاع طين" . كان والله يسكتنا (عاطف محمد خليفة وعيد عوض إدريس وشخصي الضعيف) ويمنعنا من المشاركة في الحصة بحجة إننا شينين ؟؟؟ أي والله كان لدينا أساتذة أفاضل كرام أذكر منهم الأستاذ عبد الرحمن محمد خلف الله علي من شبا والأستاذ محمد عابدين والأخير حلفاوي ضكران كان يدرسنا الإنجليزية . كنا نلجأ إليهم فيكفونا شر الأساتذة المتعفنين ... ذكرت مرة أن صاحب الكشك بتاع الجرايد جوار حديقة القرشي وبالظبط كده في الركن المجاور للكبانية وأذكر أسمه جيدا (يس) .. كان يتقرب للأطفال بواسطة مجلات (سوبر مان وميكي) والألغاز من قصص مثل (الشياطين ال 13 وتختخ ولوزة وعثمان السوداني) .. عملنا فيه من المقالب ما لا يعد .. وأعتقد غير جازم أننا عالجناه من أمراضه حينها ... الخلاصة يا شوقي يا أخوي المسألة ماها ظاهرة معذولة ... هذه من أمراض المجتمع المتجزرة.. ناقشت مرة لو تذكر أهمية وجود (بيوت الدعارة) وكانت حجتي أن وجودها يمنع الشرور من الانتقال إلي الأحياء .. الآن وأنا أقرأ لك وأنت تكتب عن الزعماء الشاذين جنسيا في زمن كانت بيوت الدعارة تنتشر في كترينا بالخرطوم 3 وفي مشعال قرب السوق العربي بالخرطوم وفي سعد قشرة ببحري وسبعة بيوت في أم درمان .. أتسائل هل فعلا تمنع هذه البيوت الشرور ؟؟؟ المجتمع السوداني الشمالي يحتاج إلي نقد (صريح) ومؤلم .. لبتر هذه الظاهرة المريضة .