نسا تدعو الخرطوم إلى وضع حد لأعمال العنف في دارفور.. والتعاون مع لاهاي!!

Quote: فرنسا تدعو الخرطوم إلى وضع حد لأعمال العنف في دارفور.. والتعاون مع لاهاي مستشار البشير في العاصمة الفرنسية: الخرطوم وباريس «متفاهمتان» في كل المسائل باستثناء موضوع المحكمة الدولية الاربعـاء 08 شـوال 1429 هـ 8 اكتوبر 2008 العدد 10907 جريدة الشرق الاوسط الصفحة: أخبــــــار باريس: ميشال أبو نجم الخرطوم: «الشرق الاوسط» تبذل الحكومة السودانية حاليا جهودا دبلوماسية كبيرة، لاحتواء أزمة المحكمة الجنائية الدولية التي طالب مدعيها العام في يوليو (تموز) الماضي توقيف الرئيس عمر البشير، وفي وقت يتحرك فيه نائب الرئيس علي عثمان محمد طه داخليا، لتوحيد الرؤى، يتحرك مساعد الرئيس ومسؤول ملف دارفور نافع علي نافع، خارجيا منطلقا من باريس. ويزور وفد من وزراء الخارجية العرب الخرطوم، حاليا، لبحث مبادرة الجامعة العربية بشأن دارفور. وفجأة طار طه أمس الى مدينة «جوبا» عاصمة جنوب السودان وأجرى هناك مباحثات مع النائب الاول للرئيس السوداني سلفا كير ميارديت، انتهت باتفاق بين الطرفين على تسريع خطوات لايجاد الحل السلمي والعادل لقضية دارفور عبر مبادرة اطلقها الرئيس البشير اخيرا حملت اسم «أهل السودان»، وبذل كافة الجهود لانجاح المبادرة العربية لتحقيق السلام الشامل والدائم بالبلاد، والتي من المقرر ان تستضيفها دولة قطر. ووصف المراقبون في الخرطوم زيارة طه الى جوبا بانها خطوة للتنسيق بين الشريكين في الحكم، الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، بشأن المباحثات التي يجريها المبعوث الاميركي للسودان في الخرطوم، والمباحثات التي من المقرر ان يبدأها وفد عربي مكلف تنفيذ المبادرة في العاصمة السودانية اليوم. في غضون ذلك، اشارت مصادر مطلعة الى تباعد في وجهات النظر بين الحكومة الفرنسية والوفد السوداني الكبير الموجود الان في باريس بشأن الازمة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية على خلفية المذكرة التي تطالب بتوقيف البشير، وحسب المصادر فان الدكتور نافع علي نافع رئيس الوفد ابلغ الجانب الفرنسي موقف السودان الرافض لتسليم وزير الشؤون الانسانية السوداني احمد هارون، وعلي كوشيب المطلوبين لدى المحكمة. وقبل أن يترك نافع الأراضي الفرنسية أصدرت الخارجية في باريس بيانا أكدت فيه لمساعد الرئيس السوداني «قلق فرنسا من تدهور الوضع الميداني» في دارفور واستمرار أعمال العنف مطالبة السودان بوضع حد لهذه العمليات التي «تدوم منذ أسابيع». وشددت باريس على ضرورة أن يعمد السودان «بشكل جذري وفوري»، الى تغيير السياسة التي يتبعها في دارفور وهو ما كان الرئيس ساركوزي طالب به الأسبوع الماضي من على منبر الأمم المتحدة. وأشارت الخارجية الفرنسية إلى ضرورة أن «يتعاون السودان» مع المحكمة الجنائية الدولية وأن «ينفذ» القرارات التي اتخذتها بشأن الوزير أحمد هارون ورئيس ميليشيا الجنجويد علي كوشيب اللذين تطالب بتسليمهما لمحامتهما بسبب ما تنسبه اليهما من دور في دارفور. وكان نافع علي نافع قد رد سلفا على بيان الخارجية بتأكيده أن الخرطوم وباريس «متفاهمتان» بشأن كل المسائل باستثناء موضوع المحكمة الدولية التي لا تزال تشكل العقدة المستحكمة. وأشار في لقاء في بيت السفير السوداني في باريس وفي لقاء صحافي أمس الى أن بلاده ترفض ما يوصف بـ«الشروط» من أي جهة أتت في إشارة الى الشروط الفرنسية الأربعة.