|
Re: حكاية (حوش البقر) ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*) موضع قصر (شكرالله الكبير) القديم , طريق أسفلتي يشقه , كان موقع قصره القديم عند إحدى منحنيات (النيل) , عند موضع حجرته وزوجته بالضبط , .. كانت (لفة الموت) , السيارات تجن عندها , وتكثر الحوادث , دون أسباب منطقية , .. وتتناثر الجثث وتسيل الدماء , في ذات الموضع الذي سالت به الدماء قديماً..!!
حفيد (شكرالله الكبير) ولد على ذات المتر المربع , الذي خرج فيه جده (شكرالله الكبير) إلى العالم , بزمان آخر , كان والده يبحث عن موضع قدم بين الأكرمين , عانى زل الفاقة وإنعدام العضد وقلة العشيرة , فألبس إبنه زياً من زمان آخر , أيضاً , ..
ليس زمان (شكرالله الكبير) , كما أنه ليس زماننا هذا , زمان تاه به الإنسان , بحثاً عن (إله) , .. فالإنسان بطبعه جبل على حب العبودية , وإستعباد الآخرين ..!! وحفيد آخر , ولد بذات عام ميلاده , وسبقه إلي البحث , عن مجد لا يفنى وسلطان متوارث , .. وذكر في الخالدين , .. الأول , صاغ ديناً توافد إليه الناس من مجاهل (إفريقية) , ..
أما الثاني فصنع جيشاً , قاتل ذات الأفارقة وعمل على بيعهم , وإسترقاقهم , .. ورد أسمهما بأسفار كثيرة , وترانيم وأغنيات ونبؤآت , .. عاشا أكثر مما يجب , ..
دين الأول صار دين الكثيرين , .. وجيش الثاني أسترق ما يساوي أتباع الأول , صدقت الرؤية , ..
وصار الحفيد الأول (نبياً) جديداً , .. حمل تعاليم بعض من سبقوه من الأنبياء , .. لكنه مزجها ببعض من ما يدفع بسلطانه ويوطد ملكه ..!
وهناك أيضاً , ..
صدقت الرؤية الأخرى , وصار رصيفه ,تاجر رقيق محتكر , لرقاب بعض القبائل , ..
جاءته النبوءة طائعة , رفضها وأختار أن يكون مقاتلاً , وتاجر رقيق ..!!
رضخ أتباع الأول لمن سرق هوية الإله , ورضخ أتباع الثاني لمن سرق سلطة الإله ,..!!
سألت معلم التأريخ , ذات حصة , والنهار ينتصف , .. من منهما أستحق الإحترام , ..؟ : النبي كذباً ..؟ أم تاجر الرقيق ..؟ قال معلمي :هولاء , رجال عظماء ..! كنت طفلاً حينها , لكنني رمقته في إحتقار..!
نبوءة (كاهنه) الأعظم , أشارت إلى عام ما بعد ميلاد المسيح , عودته إلى الحياة , ثم عودة (الروح) لإلهته , التي حبسها الضجر , .. قال كاهنه بسفر (عودته) الخاص : ستنفخ فيك الروح مرة أخرى , وستولد على منحنى قصرك هذا , مرة أخرى , .. ستتبعك إمرأتك , لكنها ستلتقيك بمنتصف الطريق , .. فقد تولد هي بمكان آخر , ستلتقيها , وربما تتعارفا من الوهلة الأولى , .. وربما لا ,لكن الدماء , ستسيل , وستعود روحك إلى اللمعان , .. وسينبت حاجباك من جديد , لكن حذاري أن لا تقتل (أمك) مرة أخرى , .. فبحياتها , رقة قلبك , التي لم يراد لها أن تشع ..!!
أرجع البصر مرتين , وما رأي سوى (دخان) ,(دخان ) ليس وراءه (نار) , .. وقف عند حافة النافذة , .. (نافذة) حجرته بالقصر , التي منها كان يخاطب شعبه , .. ومنها كان يحكم بإعدام إعداءه, .. ومنها نظر إلى شعبه فرآها , تقف في خشوع الرعية , قرب زوجها , قرر أن يتزوجها , .. ثم ومن ذات النافذة قرر إعدام زوجها , .. وبذات النافذة أدخلها إلى حجرته , .. وصارت زوجه و(أم الشعب) ..!!
عالم الآثار الألماني (غوتنبرغ) , عاد إلى موقع قصر(شكرالله) القديم , أملاً في معرفة (أسرار) , ماحدث هنا , .. بدأ يبحث عن وجه (شكرالله الكبير)الذي بدا له من تحت موضع تنقيبه , .. لم يجد أثراً , لمومياءه , .. وجد أربطة القماش (المهترئة) التي كانت تلف المومياء , على عمق مترين أو أقل .. ولكن قبره , كان خالي ..!!
حين نفخ الملاك الأول , ببوقه , وتبعه الثاني , .. أختفى (شكرالله الكبير) وحده , وبقي عالمه , في إنتظار الملاك الثالث , .. قبل أن ينفخ الملاك الثالث ببوقه , .. كان (شكرالله الكبير) قد أستيقظ على (سكين) (غوتنبرغ ) وهي تعبث بشاربه , .. من فوق (الرمل) الذي طمره , لقرون , حسبها (بضع لحظات) ..!! وجد نفسه هكذا , عارياً , وبعيداً عن قصره وحراسه , .. نظر حوله في فزع , .. لم يقلقه عريه , بقدر ما أقلقه بعده عن قصره وحاشيته وحراسه , .. كان الظلام قد خيم على المكان من حوله , .. صاح بعنجهيته تلك : ياحراااس ..! لم يجبه سوى صدى صوته , ..!! إستغرب للأمر , فهنالك الكثير من من يتربصون به , .. طالبين ثأرهم منه , .. فقد قتل بحياته من البشر , .. مايجعله يخشي كل البشر , .. فلا بد أن لأحد سكان (البسيطة) , علاقة ما بأحد ضحاياه , ..!!
تطلع إلى السماء , والرمل من حوله على مد (الأفق) , .. حاول أن يدقق النظر من حوله , ويمعن , عله يبصر حدائقه أو قصره , .. أو إشارة إلى مملكته , رائحة الصحراء ليست كما ألفها , .. تلك الرائحة التي تختلط مع نسائم المساء , التي تهب على رمالها , محملة قبل وصولها بعبق خضرة ما بجانبي (النيل) من جنان , لكأن المكان , لم يكن المكان , .. لكنه لم يدر بخلده قط , .أو يتصور , أن الزمان أيضاً , .. لم يكن ذات الزمان ..!!
(عدل بواسطة كمال علي الزين on 09-24-2008, 11:47 PM) (عدل بواسطة كمال علي الزين on 09-24-2008, 11:59 PM)
|
|
|
|
|
|