سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 09:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-04-2008, 02:32 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    ابو الحسين
    صادق التعازي لك اخي ولك طائفة الختميه ولعضوية الحزب الاتحادي في فقيد
    البلاد الرجل الطيب احمد الميرغني.

    ويعلم الله انه رجل طيب فهاهي روحه توحدكم باذن الله.

    ربنا يرحمه ويصبركم فانه فقد جلل.
                  

11-12-2008, 06:20 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: Tragie Mustafa)

    Quote: ابو الحسين
    صادق التعازي لك اخي ولك طائفة الختميه ولعضوية الحزب الاتحادي في فقيد
    البلاد الرجل الطيب احمد الميرغني.

    ويعلم الله انه رجل طيب فهاهي روحه توحدكم باذن الله.

    ربنا يرحمه ويصبركم فانه فقد جلل.


    أشكرك جداً صديقتي الجميلة أُم حازم...

    نسأل الله يجعلها آخر الأحزان علينا وعليكم وعلى عموم بلدنا السودان يااااارب...

    لك قواسيب مودتي التي تعرفي...


    أبو الحُسين...
                  

11-05-2008, 06:39 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    حزب الأمة القومي

    دائرة سودان المهجر

    نعي

    قال تعالى( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) صدق الله العظيم

    فقدت بلادنا أمس الاثنين 3نوفمبر 2008م أحد أبناء السودان الأعزاء رئيس مجلس رأس الدولة في العهد الديمقراطي الثالث السيد/ أحمد الميرغني رحمه الله رحمة واسعة0

    لقد كان السيد أحمد الميرغني رجل وفاق وصاحب منهج قومي في التعامل السياسي وصاحب رؤية تصالحيه لم يتنازل عنها في أي مرحلة من مراحل حياته وكان عف اللسان وكان يميز بين ما هو حزبي وما هو قومي0 ونذكر له أنه خلال الديمقراطية الثالثة كان حريصا على التفريق بين المصالح الحزبية الضيقة التي انخرط فيها البعض وبين المصالح الديمقراطية والقومية0 ولقد كان في ذلك من الذين يدعمون تلاقي قوى الوسط السوداني باعتبارها الرابط بين أعراق السودان وأن حزبي الأمة والاتحادي لهما إسهام تاريخي في دعم الاندماج القومي السوداني واستقرار التوجه الديمقراطي0

    يرحل الناس وتبقى المعاني معاني السعي إلى التصالح والنزوع نحو قبول الآخر والتوصل لحلول قومية وديمقراطية0 نسأل الله أن يتقبل السيد أحمد الميرغني قبولا حسنا ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أسرته وكافة الإخوة الإتحاديين الصبر وحسن العزاء وإنا لله وإنا إليه راجعون0

    العزاء بإسم دائرة سودان المهجر بحزب الأمة القومي للسيد / محمد عثمان الميرغني واسرة الميرغني ولكافة الإخوة الاشقاء في الحزب الاتحادي الديمقراطي خاصة وللشعب السوداني عامة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


    البشرى عبد الحميد محمد

    مساعد الامين العام للمهجر

    حزب الأمة القومي
                  

11-06-2008, 06:06 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    الالاف يشيعون رئيس مجلس رأس الدولة السابق السيد أحمد الميرغني في الخرطوم

    احمد الميرغني

    الخرطوم (رويترز) ـ سودانايل

    شارك الاف السودانيين يوم الاربعاء في تشييع جثمان رئيس مجلس رأس الدولة السابق احمد علي الميرغني في جنازة ضخمة في شوارع الخرطوم.

    وكان الميرغني رئيسا لمجلس رأس الدولة في الفترة من 1986 الى 1989 عندما اطاح به الانقلاب الذي جاء بالرئيس عمر حسن البشير الى السلطة.

    ونقل جثمان الميرغني الى الخرطوم جوا من مصر يوم الاربعاء ورافقه شقيقه محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض الذي عاد الى البلاد لحضور الجنازة بعد 15 عاما في الخارج.

    وأفادت وسائل الاعلام الرسمية بأن الميرغني توفي يوم الاحد في مدينة الاسكندرية المصرية عن عمر يناهز 67 عاما.

    وكان الميرغني رئيسا لمجلس رأس الدولة في اخر حكومة سودانية منتخبة ديمقراطيا بينما كان الصادق المهدي الذي يرأس الان حزب الامة المعارض رئيسا لمجلس الوزراء في سلسلة من الائتلافات غير المستقرة.

    وتجمعت حشود ضخمة في مطار الخرطوم لاستقبال جثمان الزعيم الراحل ثم في حديقة قريبة من النيل تخص عائلة الميرغني واخيرا للصلاة على الجثمان في مسجد السيد علي في شمال الخرطوم.

    وقالت وسائل الاعلام الرسمية انه سيدفن في مدافن الاسرة في الخرطوم.

    ولم يكن واضحا ان كان محمد عثمان الميرغني يعتزم البقاء في السودان ام العودة الى مصر.

                  

11-06-2008, 06:55 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    وصول مولانا السيد/ محمد عثمان الميرغني "حفظه الله" إلى أرض الوطن المُتعشقة لمُعانقته...



    تشكراتي للأخ الكريم عبد الله آل الخليفة ود الطاهر...
                  

11-06-2008, 09:33 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    الدكتور جلال الدقير يرثي فقيد البلاد السيد احمد الميرغني
    الي جنات الـخلد الحسيب النسيب أحمد الميرغني




    جــــلال.. وحشــــود ..وإمتثال

    الحمد لله اللهم لك الحمد حمداً يصعد أوله ولا ينفذ آخره اللهم لك الحمد حمداً تضع له السماء كنفها وتسبح لك الأرض ومن عليها، اللهم لك الحمد حمداً سرمداً أبداً لا إنقطاع له ولا نفاد، ولك ينبغي وإليك ينتهي.. ولك الحمد متفرداً بالعزة والبقاء وقاهراً لجميع عبادك بالموت والفناء ومصلياً دائماً على محمد وآله الأصفياء...

    السيد أحمد نسمة تحدرت من أصلاب الأئمة الراكعين الساجدين وقرة عين أودعت أرحام القانتات المحجوبات.. ومجمع للفضائل والمكارم أطل على عالم الأغيار والكثرات ? وترعرعت في كنف الدين والتقى والوطنية وأشتملت من ذلك أيها الراحل الحبيب عنا أجمل وأروع وأطهر ما أختزن في هذه الأكناف العالية من قيم فاضلة أنتجتها الأديان وكريم أخلاق الرجال العظام.

    نشهد لك وأنت في عالم الحق ومحتد الصدق وبين يدي الله الرحيم أنك كنت من دعائم الدين وأركان المؤمنين ومن حملة الحق والسلام.. ونشهد لك أنك من دعاة الإصلاح وتوحيد الصف ونبذ العنف.. ونشهد لك أنك من الساعيين بالخير بين أبناء الأمة تبقى جمع الكلمة.. ونشهد لك أنك ما خيرت بين أمرين إلا إخترت إيسرهم على الناس وأفيدهم وإن كان فيه العنت والرهق عليك .. ونشهد لك أنك كنت من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والصابرين على الأذى والإبتلاء.. ونشهد لك بأنك كنت من الناظرين بعين البصيرة إلى حقائق الأشياء دون قشرها وبهرجها، فلم يخدعك الزيف ولم تركن إلى خديعة
    ونشهد لك أن الوطن عندك فوق الحزب وأن الحزب عندك فوق الطائفة وأن الطائفة عندك فوق الأسرة والبيت، تسدي نصحك وناصع رأيك وأياديك البيضاء المخضرة.

    نم أيها السيد في معراجك العالي فما بذرته حتماً سيثمر خيراً ونماء.

    نسأل الله لك رفعاًًَ في ملكوته وإنزالاً لك في أرتع ساحات رضوانه ورحمته وأن يلهم الأمة السودانية وجماهير الحزب الصامده الصابره في كل ربوع السودان فيك الصبر على الفقد والسير على النهج وأن يمن على صنوك السيد مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بعظيم السلوان شاملاً خاصة الأهل وجميع الأسرة الميرغنية الشريفة وكافة الطريقة الختمية المنيفة عزاءاً جميلاً .

    الدكتور جلال يوسف الدقير

    الامين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي
                  

11-08-2008, 08:35 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    كتب الأُستاذ تاج السر محمد حامد... الصحفي بجريدة الخرطوم... مُعزياً في وفاة مولانا السيد أحمد الميرغني...

    أى آهة غرستها فينا ( ياسيدى) .. وأى دمعة حزن تركتها تنحدر
    من مآقينا .. فقد كان رحيلك بفاجعته عن دنيانا يكذب عقولنا
    التى لم تصدق .. لكنها أمام إرادة الله لابد أن تصدق وتخضع لامره
    سبحانه فلابقاء إلا لوجه الكريم .

    سبحان الذى وهبك عطف أمته .. وساقك الى دروب الخير تبحث وتنقب
    عن آلام الاخرين وتمسح دمعة المكلومين وتطرد محنة المحتاجين ..
    كنت شلالا متدفقا من العطاء بلاحدود .

    أيها الانسان النبيل الشهم .. أى فاجعة تركتها بعد أن تعلقنا بك
    حبا بعد أن ذبت فى أفئدتنا وتربعت فى قلوبنا وسكنت بين جوانحنا
    أبكيك محترقا بلوعة الفراق .. عايشناك وأنت رئيسا لمجلس رأس الدولة
    فبهرتنا بحنكتك وقوة شخصيتك وبثقافتك العاليه وبروحك السمحه ..
    ابكيك وقد عهدناك قلبا مملوءا رحيما تطرد الذل والعوز بيديك
    الكريمتين .. كنت عطوفا تسأل عن أحوال الصغير فبل الكبير .. أبكيك
    والتفكير مهما بلغ التعبير لن يستطيع أن يسطر فى سجاياك ومزاياك
    وخلقك الرفيع مايوفيك حقك ومايعدد مآثرك .. فقد تشتت الكلمات وشلت
    قدرتنا أن نعبر عما يجيش فى قلوبنا .

    وداعا مولانا السيد / أحمد على الميرغنى بجسدك لتبقى أعمالك الخيرة
    باقيه مابقى الزمن .. ألا رحمك الله بقدر ماأعطيت ووفيت لامتك .. وأن
    يجعل كل ماقدمت فى ميزان حسناتك .. كما نسأله العلى القدير أن يحسن
    مثواك ويدخلك فى جنات النعيم مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا
    أنا لله وإنا اليه راجعون .

    تاج السر محمد حامد
    00966508730423
                  

11-09-2008, 09:04 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    أضواء كاشفة

    علي هامش الأحزان الإتحادية الممزوجة بالفرح ... قال الشعب كلمته

    صلاح الباشا
    [email protected]

    إن القلم ليعجز عن الكتابة تحت ظل هذه الظروف المكتنزة بالحزن النبيل .. وإن الكتابة تستعصي علينا برغم سهولة أمر الكتابة تحت أحلك الظروف . فمادعانا إلي مقاومة الأسي والبحث عن سبيل ذهني للكتابة صباح اليوم هو ذلك الإنفعال الجماهيري الذي عمّ الوطن كله حين نعي الناعي رحيل أعز الرجال إلي قلوبنا ألا وهو الحبيب النسيب السيد أحمد الميرغني وقد تبارت صحافتنا وتنافست ونجحت جميعها وبتقدير إمتياز في الوفاء لهذا الراحل الضخم عقب رحيله .. فمآثره عديدة وروحه طاهرة .. وقلبه كان كبيراً علي الدوام.

    وحين أتي خبر مرافقة الحبيب النسيب سيادة مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي ورئيس التجمع الوطني الديمقراطي ومرشد الطريقة الختمية ذات الأهداف والمرامي الخيرة ، حين أطل هذا الخبر علي مسامعنا ونحن جلوس بالقاعة الهاشمية في ذلك الليل الحزين من يوم الأحد الماضي .. كان وقعه قد أحدث دوياً هائلاً .. ذلك أنه كان قراراً صائباً بعد أن كنا نحبس أنفاسنا خيفة ألا تتحق أمنية أهل السودان في العودة الميمونة .. فجاءت مصيبة الشعب والحزب والطريقة في الحزن النبيل في فقدنا .. وحقا أن المصائب تجمعنَ المصابينا .. وقد جمع الله شعبنا بالميرغني بعد أن ظن ألا تلاقيا إلا خارج الوطن .

    وفي الواقع .. هناك حسابات عديدة ربما كانت تباعد في ألا يعود السيد الميرغني إلي شعبه الذي ظل يتحرق شوقاً للقائه .. فهو الذي حمل الهم الوطني لمايقارب العقدين من الزمان .. فلم يتنازل قيد أنملة عن الأجندة الوطنية وعن عودة الحق الديمقراطي الذي يتكيئ علي الحريات كاملة الدسم وعلي تحقيق المساوة في كل شيء.

    وإننا لنعجب حقاً من الذين ظلوا يكتبون من وقت لآخر في حق السيد الميرغني دون إستصحاب أية معلومات عما كان يجري ما بين السلطة وسيادته .. وبالتالي ظلت بعض الأقلام تكرر الكتابة في أن أمر عودة الميرغني مرهونة بتحقيق مطلوبات شخصية ... فتأمل !!

    فقد حدثني البارحة بعد مواراتنا لجثمان فقيد شعب السودان ونحن جلوس في باحة مسجد مولانا السيد علي الميرغني بالخرطوم وقد أرخي ليل الأحزان سدوله .. وقد كنا نتناقش في أمر الكتابة السالبة من بعض كتاب الأعمدة الذين تنقصهم المعلومة وظلوا أحياناً يكتبون في بعض القضايا وبكامل الإستعلاء الممزوج بالأوهام والأخلام النرجسية لتنوير المجتمع دون بذل الجهد الإستوثاقي الذي يتطلب الوقوف علي حقائق الأشياء حيث لا تتوفر المعلومات عنها أحياناً أو كلياً .. غير أن التمسك والإلتزام بالكتابة اليومية الراتبة مع ضغوط الوقت تجعل الكاتب يستسهل أمر توجيه النقد وبخدر لذيذ يظل يكتب حتي يحدث فرقعة يظنها تقوي من مردود قلمه .. فإذا بها تباعد بينه وبين القاريء المتميز الذي يفهم في السياسة أكثر منا نحن أصحاب الأقلام الراتبة في الصحف .. فيحدث النفور وتصبح النتائج تعبر عن إستخفاف القاريء بما يكتبه الصحافي الراتب.

    أقول ... حدثني أحد الأصدقاء القدامي وهو زميل قديم لنا .. ثم تفرقت بيننا سبل الحياة ولا نتقابل إلا لماماً .. وقد جمعنا هذا الحزن النبيل أول أمس الأربعاء في ذلك المكان .. وهو مقرب جداً من بعض الإلمام بعلاقات السيد الميرغني المتمددة مع العديد من قادة المنطقة العربية .. وقد كان الميرغني وقتها في زيارة إلي دولة خليجية عالية المقام وتحب جداً أهل السودان بعمق لاتخطئه العين ، فكان الزمان هو العام 1991م ، وموقف بلادنا الرسمي آنذاك لم يكن في جانب الدولة المحتلة ( الكويت ) حسب ظروف تلك الأيام العربية العصيبة .. وحينذاك قررت العديد من دول المنطقة أهمية التخلص العاجل من العمالة السودانية المتواجدة بها.. فسأل زعيم تلك الدولة السيد الميرغني إن كان في حاجة عاجلة لدعهم يخفف عنه مصادرة أملاك ورثة السيد علي وأعمال الأسرة الميرغنية بالسودان إبان سنوات الإنقاذ الشرسة ضد خصومها السياسيين . تصوروا ماذا كان رد السيد الميرغني ؟ قال لذلك الزعيم الشيخ : والله إن كنت أنا مهموماً علي أمر المصادرة لما خرجت من بلدي .. ولكن طلبي الوحيد والذي أرغب في الإستجابة العاجلة له هو عدم قطع أرزاق أبنائنا من أهل السودان الذين يعملون في دولتكم وعدم محاسبتهم بما جري من موقف رسمي للسلطة في تلك الأيام . فتمت الإستجابة الفورية وتوقف قطع الأرزاق والتي حتماً كانت وتظل تتنزل خيرا وبركة من مجاميع المغتربين لأهلهم المحتاجين داخل الوطن .. وهنا لم يميز السيد الميرغني في طلبه الإستثناء لفئة الإتحاديين أو أبناء الطريقة الختمية .. بل قال أهل السودان.. لذلك أرجو الإنتباه لتحاشي الكتابة بلامعلومات.. ولكن لايكتب البعض عن لماذا أصلاً تتم مصادرة أملاك الخصوم في السياسة ؟ ماهي القاعدة الفقهية التي تبرر ذلك أصلاً .. فقد ظلوا يكتبون علي الدوام .. لكن لم يكتب أحدهم بشجاعة يسجلها لهم شعب السودان دفاعاً عن حقوق الذي صودرت بيوتاتهم وتشردت عائلاتنهم في العراء وهم خارج الوطن يناضلون ... فتأمل !!!!!!!!!

    إما إن عدنا لما ظل يجري من تدفقات بشرية من كافة أنحاء البلاد صوب حلة خوجلي بالخرطوم بحري فإن القلم ليعجز عن الوصف .. ونحن الذين كنا نرابض في العمل باللجان مع أشقائنا في الحزب والطريقة لترتيب أمر هذا التدفق قد أصابنا العجز كثيراً في ضبط الأمور .. غير أن الجماهير القادمة من خارج العاصمة كانت هي تتوقع هذا الأمر وتجد لنا الأعذار لأنها تتمتع بحس عالٍ من تقدير للظرف وللكثافة القادمة ولتأخير الخدمات أحياناً برغم توافرها للجميع بالمسجد وبالجنينة منذ زمن مبكر بعد إعلان الخبر الحزين جماهيرياً حيث كانت اللجان تلبحث وتخطط وتتناقش وترتفع الأصوات أحياناً قرابة الفجر يومياً ليخرج الجميع أشقاء بعد الإجتماعات

    والله .. والله علي ما أقول شهيد.. لم أر تجرداً في حياتي ونكران للذات مثلما كان يجري من تجرد من كافة أعضاء لجان الأسرة الإتحادية والختمية التي تحملت عبء إدارة هذا الأمر منذ اليوم الأول وحتي تاريخ اليوم .. وقد كان معظم أصحاب المسؤولية لاينامون أكثر من ثلاث ساعات في اليوم الواحد إلي أن ظهر الوهن والضعف الجسدي علي معظمنا أحايين كثيرة .. غير أن الله سبحانه وتعالي كان يمنحنا طاقة قصوي للعطاء بعد كنا نحسب بأننا سنتوقف ونعجز عن العمل .. غير أن توزيع المهام بين اللجان ظل هو المرتكز الأساس لأعمالنا خلال الأيام الماضية.

    فقد يكون هنالك بعض الإخفاق في أشياء وأشياء .. غير أن ضغط الزمن وضيق الوقت وكثافة تدفقات الأمواج الشبرية من العاصمة والولايات خلال الأيام الماضية لابد من أن يجعل أعمالنا يشوبها بعض الهنات .. ولكن ماباليد حيلة .. فأحياناً كنا نتقبل إنـتقادات الجمهور .. وأحايين أخري كنا نقابل الإنفعالات بدم بارد .. بل وفي أوقات كثيرة كنا نطلب من الضيوف مساعدتنا والشد من أزرنا .. فيحدث ذلك وبأسرع ما يمكن .. نعم إنه لتجرد إتحادي عجيب دون الإنتظار للمقابل مثلما يجري في العديد من مواقع بلادنا .

    ونحن حين نتحدث اليوم بعد أن خفت ضغوط العمل تماماً .. لابد من الإشادة بقيادات الشرطة وفي مقدمتهم السيد مدير شرطة ولاية الخرطوم ومعاونيه من شتي الأٌقسام الأمنية والمرورية لما بذلوه من جهد ظل التخطيط يجري له بواسطتهم لمدة أربعة أيام بلياليها .. فيجب ألا نبخس الناس أشيائهم .. وحقا أثبتت الشرطة بأنها في خدمة الشعب .. ذلك الشعار السوداني الذي ظلت تحمله الشرطة منذ زمان قديم .. وقد كنت أري بنفسي معاناة رجال الشرطة بمختلف الرتب مع إنفعالات جمهور المشيعين والحماس الذي كان يقود أحياناً إلي تفلتات الجمهور في ذلك اليوم العصيب طوال الأربعاء الماضية ... والحمد لله علي كل حال .

    أما عن الإخفاق الذي لازم الإستقبال الرسمي والإتحادي والختمي بالصالة الرئاسية بالمطار.. فإن عدم التنسيق المتتابع بين لجاننا وبين لجان السلطة ذات الشأن كان هو النقطة السوداء الوحيدة في الأمر والتي حرمت العديد من الممثلين المختارين لدخول الصالة بالمطار برغم أن الفرصة قد أتيحت لعدد تسعين شخصاً بدلاً عن الخمسة عشر حسب التنسيق الأول والذي واجاهته قيادات الحزب برفض بائن كاد أن يلغي الإستقبال بالكامل .. فإرتفع العدد إلي دخول تسعين شخصية .. وفي هذه الجزئية لم يكن الإعداد الفني للقوائم جاهزاً .. وبالتالي لم تستجب السلطات المختصة بالصالة لدخول ممثلي الحزب والطريقة الختمية والطرق الأخري بالدخول .. غير أنه كان من الممكن تجاوز الأمر في لحظات وإستجلاب أي حافلة من داخل المطار لتوصيل قيادات الإتحادي من البوابة إلي الصالة حسب العدد المتفق عليه .. الشيء الذي أحدث مردوداً ظلت إنعكاساته متمددة طوال يوم الأربعاء الماضية .. لذلك كان من الواجب أن يكون هنالك إبداعاً إدارياً سريعاً بالصالة يعمل علي حل مثل هذه الأمور الطارئة دون مغالاة في تنفيذ الأوامر من الجانبين ودون الحاجة إلي خلق بؤر توتر تظل آثارها تنتقل من جيل إلي جيل ... ولا أزيد.

    ولكن ... مايؤكد علي أن جماهير الحزب الإتحادي عامة وأرباب الطريقة الختمية خاصة قد تمددت أعدادهم وسط الأجيال الشبابية الحالية بعد أن ظل البعض يصرح بأن التلاشيء لهذا الحزب العريق قد أطبق علي خناقه .. قد أثبتت تجربة الأيام الأربعة الماضية أن شعب السودان في معظمه ظل متمسكاً بالقيادة التاريخية لمولانا السيد محمد عثمان الميرغني لمجمل الحركة الوطنية في بلادنا .. وفي قلبها الحزب الإتحادي الديمقراطي .. وقد ظل الزعيم يحمل هموم الوطن في حدقات عيونه حتي يحدث الإستقرار والنماء من أجل هذا الشعب الجميل النبيل .

    رحم الله رجل المهام الصعبة والذي يؤديها بكل صمت وحكمة مولانا السيد أحمد الميرغني والذي تعانق روحه الآن وهو في مرقده بجوار والده الحبيب النسيب مولانا السيد علي الميرغني ( حكيم السودان ) طيب الله ثراهما .

    وأن يجعل الله تعالي البركة في سيادة مولانا محمد عثمان الميرغني لتحقيق آمال هذه الأمة التي كانت هتافاتها بالأمس القريب تردد شعارات الفرح العديدة بقدومه وتضع الآمال في أن تتواصل جهوده لتجنيب بلادنا مما يجري لها .

    وحقا من خلال الأحزان الممزوجة بالفرح قال الشعب كلمته ونقلتها الفضائيات إلي كل الدنيا .. وهذا وحده يكفي وإلي اللقاء ،،،،،،
                  

11-13-2008, 07:24 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    الميرغني .. اسبوع في الخرطوم

    ضياء الدين عباس

    اليوم الأول

    في مطار الخرطوم وفي الجانب المخصص لمهبط طائرة الرئيس ونائبيه (فقط) كان الترقب سيد الموقف لكل المنتظرين وصول السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الإتحادي ومرشد الختمية مرافقاً جثمان شقيقه الأصغر ونائبه الأول الراحل السيد أحمد الميرغني والوفد المصاحب لهما. وكلما يشتد الترقب كانت هنالك زيادة طردية للدقائق التي تجاوزت الوقت المحدد له الساعة العاشرة حتى تضخمت الى ساعات بلغت الاربع ساعات ونصف وكان ذلك لأسباب (لم تكن معروفة) للمنتظرين. وبعد أن اصطف الجمع كل في مكانه بحسب المراسم المرتبة لاستقبال الجثمان تفاجأ بأن هنالك طائرة تحلق في أجواء مطار الخرطوم غير تلك التي يتوقعها، حيث أرسلت الحكومة طائرة رئاسية لهذا الشأن، بينما وصل الميرغني وجثمان شقيقه في طائرة خاصة. وحينما تجاوز الحضور هذا المشهد لأن في حسبانهم أن الموكب سيأتي بطائرتين إحداهما الرئاسية التي ستقل الميرغني والجثمان. وتفاجأوا مرة أخرى حينما رأوا الجثمان يسحب من داخل الطائرة الخاصة ويظهر الميرغني من ذات الطائرة غير أنهم انشغلوا وهم يستمعون لموسيقى التشييع من قبل الفرقة العسكرية. وكانت القيادات الإتحادية تنظر للمشهد بنظرتين متناقضتين الأولى كانت تجسد الحزن في اتجاه نعش الفقيد والثانية كانت تتراقص طرباً بعودة ورؤية السيد محمد عثمان الميرغني بعد غياب دام لأكثر من (1 عاماً.

    البشير حضورا في مراسم الدفن
    إحدى المقولات الشهيرة للإمام الصادق المهدي في حق الرئيس البشير: (لم أذهب الى مناسبة إلا ووجدته أمامي) فقد كان البشير حضوراً في مراسم دفن الراحل السيد احمد الميرغني الى أن ووري الراحل الثرى جوار ضريح والده.

    الميرغني يعود إلى البلاد نهائياً:
    عاد الى البلاد قادماً من القاهرة السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي يوم الأربعاء الماضي بعد غياب دام لأكثر من (1 عاماً. وأكد الميرغني لدى مخاطبته مراسم إنتهاء العزاء في الفقيد السيد أحمد أنه أبلغ الرئيس البشير لدى لقائهما الأخير بالمدينة المنورة أنه سيعود الى البلاد في مطلع العام الهجري المقبل 1430هـ وقال الميرغني ولكن (الله يعلم وأنتم لا تعلمون).

    تعليق على الخبر:
    فسرت قيادات إتحادية ذات صلة بملف عودة الميرغني العبارة التي قالها الميرغني (الله يعلم وأنتم لا تعلمون) بانه يقصد بها أن الله شاء أن تكون عودته للبلاد قبل الموعد المضروب وقطعت القيادات الطريق أمام التكهنات بمغادرة الميرغني للبلاد الى منفاه الإختياري مرة ثانية وقالوا: إلا أن يغادر في إطار زياراته للأقطار العربية والأفريقية في مهامه الوطنية. وتابعوا: في هذه الحالة سيكون سفره كما يسافر الإمام الصادق المهدي أو د. حسن عبدالله الترابي أو الأستاذ محمد إبراهيم نقد.

    الحشود الضخمة كانت تسعى بين جنينة ومسجد السيد علي عبوراً بجسر المك نمر وبعضهم حينما أدركتهم صلاة العصر اتخذوا من الجسر مسجداً وأدوا فيه الفريضة.

    كانت أمواج وفود الحزب الإتحادي عند شاطئ شارع النيل أمام جنينة السيد على الميرغني إستعداداً لاستقبال جثمان الراحل الذي رصدت خطة أمنية محكمة لخط سيره الى أن يصل مسجد السيد علي عبر جسر المك نمر.

    ارتكزت جماهير الحركة الشعبية في الجهة الشمالية من الجسر لتستقبل جثمان الفقيد بأعلامها ولافتاتها التي كتبت فيها: (لا سلام بلا عثمان). فكانت مشاركة الحركة قيادات وجماهير لافتة للأنظار.

    .اليوم الثاني:
    خصص الميرغني يومه الثاني في البلاد بعد طول غياب لإستقبال المعزين في القاعة الهاشمية فتلقى العزاء من الدستوريين في الدولة وسفراء الدول في الخرطوم.

    رجال خلف الكواليس:
    أحمد علي أبوبكر الرجل المقرب للميرغني الفاتح تاج السر وهشام الفحلابي القيادي النشط بالحزب ومقرر لجنة العودة ظلوا يعملون في خفاء منذ أن نعى الناعي رحيل السيد أحمد الميرغني فقد كان أبوبكر يعمل على مدار الساعة لترتيب السكن والمعيشة للجحافل المعزين وتاج السر كان في حركة دؤوبة لترتيب سفر الميرغني من جدة الى الأسكندرية، أما الفحلابي فقد أولى عناية فائقة بالإعلاميين قبل وصول الجثمان الى جنينة السيد علي.

    تاج السر: نافع (حقاني) والدقير (مهذب)
    شهدت الأيام الثلاثة المضروبة للعزاء حضوراً مميزاً من قيادات القوى السياسية المختلفة وفي اليوم الثالث مثل حزب المؤتمر الوطني في الحضور د. نافع علي نافع نائب رئيس الحزب للشؤون السياسية والتنظيمية ود. مصطفى عثمان إسماعيل أمين العلاقات الخارجية ود. مندور المهدي أمين العلاقات السياسية. أما فيما يتعلق بالدكتور جلال الدقير الأمين العام للحزب الإتحادي المسجل فقد كان أول الحاضرين لمسجد السيد علي حينما أعلن الناعي من الأسكندرية وفاة السيد أحمد الميرغني وسجل حضوراً احتفظ له بخصوصية العلاقة مع الإتحادي (المرجعيات). وقال الأستاذ تاج السر محمد صالح مستشار رئيس الحزب الإتحادي معلقاً على نافع والدقير: (إن الدكتور نافع لمن لا يعرفه رجل حقاني، فقد كان منذ إتفاق القاهرة الرجل الذي ينحاز لنا دون حزبه حينما يرانا على حق. أما د. الدقير فهو معروف بأدبه العالي وإحترامه لمقامات الناس).

    اليوم الثالث:
    صادف أول جمعة للميرغني يؤديها في مسجد والده ببحري وكان يوم رفع سرادق عزاء الفقيد السيد أحمد الميرغني. ولم يختلف كثيراً عن اليوم الأول من حيث الحشد الجماهيري والوجود الشرطي المكثف سوى اختلاف طفيف في وجوه الوافدين. فقد بدأ الزحف الإتحادي نحو مسجد السيد علي ببحري منذ الصباح وكل وافد يمني نفسه بموقع إستراتيجي داخل المسجد يمهد له على أسوأ الفروض برؤية السيد محمد عثمان الميرغني.
    وشهد اليوم الثالث مشاركة واسعة من القيادات الرسمية وقيادات الأحزاب السياسية ومشايخ الطرق الصوفية. الى أن دخل المساء وامتلأت ساحة المسجد عن آخرها وأصبحت المباني والأشجار التي تحيط به أشبه بخلايا النحل بعد أن إتخذت جموع من الناس مواقع لرؤية الميرغني بعد (أن ظنوا ألا تلاقيا).

    السيد جعفر الصادق نجل الميرغني قدمه حاتم السر ليلقي كلمة الأسرة معتذراً للميرغني بمشقة السفر وقال (هذا الشبل من ذاك الأسد).

    نشوة بعد احباط:
    كانت الجماهير تتحرّق شوقاً لسماع الميرغني وهو يخاطبهم وكلما انتهى متحدث تطالب المنصة بتقديمه ويقولون: (قدم السيد قدم السيد) كانت لهفتها تكاد تتقاذف من العيون وهي تردد هذه الكلمات الى أن جاءت فقرة كلمة أسرة المراغنة. وجاء صوت المنصة ليعلن أن السيد جعفر الصادق نجل الميرغني سيلقى كلمة الأسرة وبالرغم من عظم مكانة الرجل في قلوب الإتحاديين والختمية، إلا أن هذا النبأ أصابهم بإحباط تبين من السكون الذي خيم على باحة المسجد وبدت تصدر همهمات عدم الرضاء، وبعد أن ألقى السيد جعفر الكلمة وهمت الجماهير للخروج في تثاقل جاء صوت الأستاذ حاتم السر الناطق الرسمي باسم الإتحادي يبشرهم بأن الميرغني سيقرأ معهم الفاتحة على روح الفقيد من المنصة ويسلم عليهم فنزلت عليهم هذه الكلمات (كقبلة الحياة) على الغريق أو المغشي عليه من الموت وتدافعت نحو المنصة من جديد ليسمعوا بعض الكليمات بعد غيبة ناهزت العقدين من الزمان.

    اليومان الرابع والخامس:
    خصصهما الميرغني بحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ (الرأي العام) لإستقبال أسرة المراغنة في الجزء المرتب في داره بأبي جلابية.

    اليوم السادس:
    كان أشبه بضربة البداية للعمل لأول لقاء سياسي حيث التقى الميرغني في داره بأبي جلابية الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية في لقاء إستغرق زهاء الساعتين شرح فيهما طه للميرغني مبادرة اهل السودان.

    اليوم السابع:
    ربما حضر الميرغني الجلسة الختامية لمبادرة اهل السودان اليوم بقاعة الصداقة وهنالك تكهنات من مصادر إتحادية أن يأتي اليوم الفريق سلفاكير النائب الأول لرئيس الجمهورية قادماً من مدينة جوبا لتقديم واجب العزاء للميرغني.

    القامة الوطنية حواء الطقطاقة دائماً ما تشكل حضوراً لافتا في مناسبات أحزان الوطن وهي تردد مناحاتها فقد كانت حضوراً في يوم تأبين السيدة الراحلة سارة الفاضل حرم الإمام المهدي، لا ينسى أحد مقولتها الشهيرة في أحداث الهجوم على أمدرمان في العاشر من مايو الماضي وهي الآن تتوكأ عصاها وترثي الفقيد السيد أحمد الميرغني.

    حكايات الميرغني:
    أوضح الميرغني لدى مخاطبته جموع إنتهاء العزاء أنه قام بمساعٍ متواصلة لحلحلة القضايا الوطنية أثناء وجوده في الخارج وحكى في هذا الشأن عدداً من الروايات.

    الرواية الأولى ..(طواقي مولانا)
    حكى الميرغني إن كانت هنالك مشكلة في التجمع الوطني الديمقراطي بسبب مقابلات له مع حسني مبارك الرئيس المصري والعقيد معمر القذافي الرئيس الليبي دون أن يأخذ أحد من هيئة التجمع فاحتجوا عليه وقال الميرغني: قلت لهم أنا التقيت بمبارك والقذافي بوصفي رئيساً للحزب الإتحادي وليس للتجمع، فتصدى لهم الراحل الدكتور جون قرنق وقال: (مولانا ده عندو أربعة طواقي، طاقية بتاعو، طاقية بتاع إتحادي، طاقية بتاع ختمية، طاقية بتاع تجمع، هو يلبس اللى عاوزو). وفي هذه اللحظة ردد الحضور من قيادات الحركة الشعبية (مولانا وييي).

    الرواية الثانية .. (حكاية الجدين)
    حكى الميرغني إبان الأزمة بين الخرطوم وأسمرا وقال: تحدثت مع الرئيس البشير وقلت له أريد أن أتدخل ما رأيك؟ فقال لى: انا أوافق بوصفك مرشد الختمية وليس رئيس الحزب الإتحادي لأن الختمية هنا وهناك. وتابع الميرغني: بعدها تحدثت مع الرئيس الإريتري اسياس أفورقي وقلت له أنا أريد أن اتدخل ولست متطفلاً لأن في كسلا جدي السيد محمد الحسن وفي مصوع جدي محمد هاشم. واقرني أفورقي على ذلك. وأضاف: بعد ذلك التقيت بالبشير في المدينة المنورة وصادف ذلك عيد إستقلال أريتريا وطلبت منه أن يذهب النائب على عثمان محمد طه الى أسمرا فاستجاب اليّ مشكوراً وذهب طه وحضر إحتفالات أريتريا وكان بعدها بخمسة أيام أفورقي في الخرطوم.

    الميرغني يرفع العزاء في الفقيد وهذا الخليفة يرفع تمام أكتمال زعماء الأحزاب الوطنية بعودة الميرغني.
                  

11-09-2008, 01:00 PM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)
                  

11-11-2008, 08:43 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    التحليل السياسي
    امام مشهدين مهمين.. عبقرية السودانيين تحيل الحزن لوحدة وطنية شاملة
    محمد سعيد محمد الحسن
    الصحافة ـ الإثنين 10 نوفمبر 2008م


    هذه واقعة مهمة سمعت وشوهدت ، وجديرة بالإستعادة والتذكير والالتفات، في يوم الاحدالثاني من نوفمبر 2008م نقلت الاجهزة الاعلامية الصحف والاذاعة والتلفزيون لقاء الرئيس عمر البشير برئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي ومرشد الختمية مولانا السيد محمد عثمان الميرغني في المدينة المنورة للتداول حول الاوضاع السودانية، واعلن السيد الميرغني عن عودته في مطلع العام الهجري الجديد اي بعد 3 أشهر. وفي عصر الاحد 2نوفمبر 2008م أذيع النبأ الفاجع لرحيل السيد احمد الميرغني رئيس مجلس السيادة السابق ونائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الى رحاب ربه، وانقسمت عناوين الصحف اليومية بالنسبة لمسألة عودة السيد محمد عثمان الميرغني لتشييع شقيقه السيد احمد الميرغني الى مثواه الاخير بالخرطوم بحري، وراجت شكوك حول تكليف من ينوب عنه لمرافقة الجثمان من القاهرة الى الخرطوم، وقلق كثيرون من مجرد طرح الإحتمال ، فاذا لم يعد السيد محمد عثمان الميرغني مع جثمان شقيقه السيد احمد ويشيعه ويصلي عليه فمتى سيعود؟

    وفي عصر الاربعاء 5نوفمبر 2008م وقف السيد محمد عثمان الميرغني الى جوار جثمان شقيقه السيد احمد الميرغني في مطار الخرطوم وتابع الوداع الرسمي والسلام الجمهوري ونعشه على اكتاف رموز الوحدات العسكرية للقوات المسلحة كان المشهد مهيباً، وحزيناً ومؤثراً وكان حضوره اي السيد الميرغني ووقوفه الى جانب جثمان شقيقه وتشييعه والصلاة عليه هو عين الصواب في التراحم وفي مشاطرة الملايين حزنها النبيل على رحيل قيادة وطنية مخلصة ، ثم يأتي الحديث عن مشهدين مهمين يعكسان التناقض الحاد في سلوك الدولة السودانية تجاه الرموز الوطنية احدهما تعاملها بايجابية لافتة ومقبولة والاخرى بسلبية بشعة منفرة ولكن العنصر الاهم في المشهدين تمثل في وطنية هذا الشعب ووعيه وحاسته الشفافة التي لاتخطئ تجاه من سينحازون له ويقفون معه ويناصرونه ويمثلون قيمه في الخصال الطيبة والإرث الحسن والنموذج الكريم.

    والمشهد السالب المنفر من جانب الدولة السودانية تمثل لدى الرحيل المفاجئ للرئىس اسماعيل الازهري رئيس مجلس السيادة في 27 اغسطس 1969م اي بعد ثلاثة اشهر من انقلاب 25مايو 1969م الذي عمد الى معاملة فظة قاسية لزعيم وطني نزيه ومخلص فقد احاط الانقلابيون منزله بام درمان بالدبابات وحظر عليه الخروج ، ثم اعتبروا ان بقاءه وحبسه في داره ترف فتم نقله الى سجن كوبر بالخرطوم بحري وعندما فاجأه مرض بفعل المعاملة السيئة والاجهاد نقل الى مستشفى الخرطوم وعندما طلبت اسرته علاجه في مصر رفض الطلب لأنه مواطن عادي يعالج كغيره في المستشفى، وعندما انتقل نهاراً الى رحاب ربه عرف السودان كله وفي لحظتها من صرخة اطلقها المرضى والعاملون في المستشفى حزناً عليه، ولكن الدولة المايوية رفضت اذاعة النعي الا متأخراً في الليل وسمحت بذكر في نشرة اخبار الوفيات وباعتباره (معلماً سابقاً) وليس الزعيم الوطني ولا رئيس اول حكومة وطنية ولا رئيس مجلس السيادة ولا رئيس لجنة حكماء افريقيا ولا رئيس اول قمة عربية تاريخية، وحاولت الدولة المايوية منع الجماهير من المشاركة في التشييع ، وحظرت تحركات البصات والسيارات والقطارات، ولكن الجماهير جاءت في ذات الليلة من جميع انحاء السودان الى ام درمان ثم حاولت (السلطات) منع السيد محمد عثمان الميرغني من حضور التشييع وحملته المسؤولية الجسيمة في حالة الإنفلات الامني ولكنه رفض الانصياع للامر وشيع الازهري وأدى الصلاة وترحم عليه ثم خطب في الجماهير معدداً ومشيداً بمآثر وبمواقف الازهري وما بذله من تضحيات للوطن واهله وعندما سارعت الصحف وبوجه خاص صحيفة (الرأي العام) الى تغطية الحدث الحزين الفاجع، وتدفق الجماهير لوداعه وتشييعه وابرزت حديث السيد محمد عثمان الميرغني عنه فانها سرعان ما تلقت امراً بعدم نشر أي حديث عنه او عن سيرته الوطنية وحظر عليها الاشارة الى اسمه واختفى اسم الازهري من الصحف وبقي في العقل والقلب والوجدان الوطني.

    اما بالنسبة لحدث الرحيل المفاجئ في 2نوفمبر 2008م لرئيس مجلس السيادة السابق ونائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي مولانا السيد احمد الميرغني جاء الامر مغايراً تماماً، فان رئيس الجمهورية عمر البشير هو الذي نعاه في بيان رسمي للامة السودانية والعربية والاسلامية رغم انه جاء لتوه من المملكة العربية السعودية وأشاد بشخصيته كرجل دولة مخلص ونزيه وهاتف السيد محمد عثمان الميرغني معزياً في فقيد الوطن، وسارع بالحضور الى مسجد مولانا السيد على الميرغني لتقديم العزاء لقيادات الطريقة الختمية الصوفية ولقيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي، وكذلك فعل نائب رئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه والقيادات الدستورية والتنفيذية ووالت اجهزة الاعلام والصحف والتلفزيون والاذاعة تقديم تغطية ممتازة للحدث الحزين والمفاجئ وتناولت كافة الجوانب الوطنية والدينية والسياسية ومواقف الفقيد القومية واقواله الشهيرة ومنها (لا لنقطة دم سودانية) ،اما التشييع الجماهيري والرسمي والذي بدأ منذ لحظة وصول الطائرة المقلة له من القاهرة إلى الخرطوم وشاركت فيه القوات المسلحة بالتحية العسكرية وبحمل الرموز العسكرية من قادة القوات المسلحة للنعش على الاكتاف، وظل البثان الاذاعي والتلفزيوني مباشرين وحيين لنقل وقائع التشييع والدفن لتمكين المواطنين من المتابعة، ومثلما استقبل نائب رئيس الجمهورية الاستاذ علي عثمان محمد طه جثمان الراحل لدى وصوله مطار الخرطوم، فان الرئيس عمر البشير وقف الى جانب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني في حضور وموالاة مراسم الدفن حتى مواراته المثوى الاخير.

    في المشهد الاول الخاص بالزعيم اسماعيل الازهري واغسطس 1969م كانت الدولة الرسمية قاسية وغليظة ومنفرة ومجافية تماماً للقيم الدينية والوطنية والاجتماعية السودانية وامتنعت تماماً ايضاً عن المشاركة واكتفت بالاطلالة من طائرة الاستطلاع العسكري لمراقبة الحشود الكثيفة المودعة للرئيس اسماعيل الازهري وهي تتحسب لمواجهة معها لتناقض الموقفين اي الشعب في جانب والدولة كلها في الجانب الآخر . اما الجانب الاهم في كلا المشهدين في تشييع الميرغني والازهري فتمثل في التدفق الجماهيري الغفير الكثيف للصغار والكبار والمرضى والعجزة والوقوف لساعات طويلة على الشوارع المؤدية لمسجد مولانا الميرغني بالخرطوم بحري كتعبير صادق للوفاء والعرفان لقيادة وطنية مخلصة، لقد صنعت الجماهير بكل طوائفها وأحزابها وهيئاتها وفئاتها وبعبقرية فذة من حزنها بناءً وطنياً قومياً قوياً يؤكد ان الوطن سيظل قوياً بهذا البناء الشعبي المتين.
                  

11-11-2008, 09:12 AM

محمد عمر الفكي
<aمحمد عمر الفكي
تاريخ التسجيل: 10-15-2006
مجموع المشاركات: 7313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    والله يا ابو الحسين سفينتك دي بعد السمعناه عن التشييع بتاع السيد احمد الميرغني الا تعمل لها تلحقية كوم مراكب وقوارب انقاذ، اقول لك حاجة شوفوا لكم طريقة اساطيل.
                  

11-12-2008, 06:38 AM

عثمان الشيخ

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: محمد عمر الفكي)

    ابوالحسين
    البركة فيكم وفي الشعب السوداني
    وحمدلله بعودة السيد \ محمد عثمان الميرغني
    كنا في السودان حين عودتة وفي المطار لاستقبالة لكن الجماعة طلعوا بالباب الشمالي للمطار
    وسجلت ليك مقاطع من الاستقبال في المطار في انتظارك حين نلتقي
    وشاهدت اصناف من المستقبلين والمريدين بينهم امراة كبيرة في السن شاهدت في عينيها خليط من حبها للسيد الواصل وحزنها علي السيد الراحل وعند خروج السيد محمدعثمان بالباب الشمالي للمطار اصرت ان تذهب الجنينة لمشاهدته دون ان يكون معها مرافق ودبرنا لها سيارة الي الجنينة اتمني ان تكون قد وجدت طريقة لمشاهدته مع الجموع الغفيرة هنالك ....... وغيره من المشاهد
    حمدلله علي السلامة والبركة فيكم .
    طارق الشيخ يرسل لك سلاما بلا حدود وشوقا لاينتهي
                  

11-15-2008, 06:24 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: عثمان الشيخ)

    Quote: ابوالحسين
    البركة فيكم وفي الشعب السوداني
    وحمدلله بعودة السيد \ محمد عثمان الميرغني
    كنا في السودان حين عودتة وفي المطار لاستقبالة لكن الجماعة طلعوا بالباب الشمالي للمطار
    وسجلت ليك مقاطع من الاستقبال في المطار في انتظارك حين نلتقي
    وشاهدت اصناف من المستقبلين والمريدين بينهم امراة كبيرة في السن شاهدت في عينيها خليط من حبها للسيد الواصل وحزنها علي السيد الراحل
    وعند خروج السيد محمدعثمان بالباب الشمالي للمطار اصرت ان تذهب الجنينة لمشاهدته دون ان يكون معها مرافق ودبرنا لها سيارة الي الجنينة اتمني ان تكون قد وجدت طريقة لمشاهدته مع الجموع الغفيرة هنالك ....... وغيره من المشاهد
    حمدلله علي السلامة والبركة فيكم .
    طارق الشيخ يرسل لك سلاما بلا حدود وشوقا لاينتهي


    قريبي عثمان الشيخ... سلامات وتحايا نواضر وألف حمداً لله على سلامة العودة من أرض الوطن...

    أشكرك جداً يا أخي على هذا الإهتمام ونقلك المباشر لي عبر الهاتف الجوال مجريات الأحداث من مطار الخرطوم مروراً بجنينة السيد علي الميرغني إنتهاءاً بالفيديو المصاحب لك...

    وأسأل الله أن يجعلها آخر الأحزان على الشعب السوداني عامة وأُسرة آل الشيخ وآل عبد الماجد بصفة خاصة...

    الأخ الحبيب طارق إلتقيته عدة مرات عبر الهاتف نقل لي الأحداث كما فعلت أنت مشكوراً وإنشاء الله سيكون لي لقاء معك قريباً نعزي بعضنا بعضا...

    لك قواسيب مودتي وعبرك لشاعرنا محمد الحسن سالم حمِّيد...

    ملحوظة:
    أطمنك يا عزيزي أن المرأة الكبيرة التي تتكلم عنها ورجل كبير أيضاً... حظيا بمقابلة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني "حفظه الله" شخصياً وقدما له العزاء والبركة بالقدوم الطيب... كما نقله لنا مصدر موثق بأن معظم الأحباب إلتقوا حبيبهم... وزي ماب يقولو الحي يلاقي... نسأل الله لهؤلاء المُحبين جوار كريم مع خير المرسلين في جنة الفردوس الأعلى ولمولانا السيد محمد عثمان بركة العُمر والتوفيق والصلاح...


    أبو الحُسين...
                  

11-13-2008, 09:02 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    العميد (م) فاروق هلال يكتب من كندا عن الراحل أحمد الميرغني
    الراحل الملك كان نسيج وحده ومتفرداً.. وكان حكيماً وحليماً
    الرأي العام الخميس ـ 13 نوفمبر 2008م


    أخي وصديقي كمال حسن بخيت، رئيس تحرير صحيفة «الرأي العام»، تحياتي هذه المرة ملتحفة بالحزن ومتوشحة بوشاح هول الفجيعة وإنا بها هائمون. تحية من قلب مكلوم منفطر الى مثيله فيك، تحية قاسمها المشترك بما لنا من معرفة لصيقة بفقيد البلاد. وأعلم أنك تحب بصفاء لا تشوبه رغبة أو رهبة أطره مهنيتكم العالية. من يلازمه الحق فأنت صنوه ورفيق دربه.
    قرأت لك ولآخرين عن رحيل فقيد الأمة الذي كان يبني ولا يهدم ويعمر ولا يدمر. جاء قولك (رحيل الملك) كان لهذا النعت وقع الحافر على الحافر لرؤانا ورؤيتنا لمناقب السيد أحمد الميرغني سليل الدوحة النبوية. وقولك (رحيل الملك) سبقتك إليه يوم عاد من أرض الكنانة بعد سنين عددا. كتبت يومها (عودة الملك) في عمودي الراتب وقتها في صحيفة (الوفاق). سبقتك بالعودة وأعقبتني بالرحيل. عاد يتملكه حب لهذا الوطن ووفاق أهله. سردت عليك يومها قصة هذا اللقب من والده عليه الرضوان. والآن لا المكان ولا الزمان ظرفها. سمعتها من والده الميرغني ووثقتها عن الخليفة (رجب) الملازم الخاص للميرغني وهو والد اللواء شرطة طيار عمر رجب الابن البار وأيضاً أكدها لي. وأقول عن اللقب:
    (اسم على اسم وذاك هو الاسم ?? قد قل ذو اسم يطابقه اسمه)
    الأخ كمال: لعلمي الأكيد لرباط الود بينكما بل إن جاز، صداقته لك أنت والدكتور الباقر أحمد عبد الله وصلا ًلما يكنه لكما الفقيد من ود واحترام مقابل ما في نفسيكما، لهذا خصصتك بالنشر.
    أخي كمال: قرأت لك وسمعت رثاء الأخ د. الباقر أحمد عبد الله وقرأت بـ (الوطن) لأخي وصديقي سيد أحمد خليفة وهو ختمي الأم وتجاني الأب (ورفيق كوبر) ومحجوب عروة كما قال من أهل البيت وقرأت للأخ (جمال عنقرة) في (سودانيل) والكتَّاب الآخرين الذين لم تمكني ظروف صحتي متابعة مهنيتهم الراقية. فكان كله حديث المكلوم كالهرة لفقد بنيها. فهذه صحافتنا العامرة بجميع رؤساء تحريرها ومحرريها وفرسانها الغر الميامين.
    أخي كمال: إن (آل هلال ) كما تعلم ويعلم كل ختمي كنا رفقاء درب للسادة المراغنة منذ الطفولة والصبا والشباب ثم الكهولة. جدنا أحمد هلال كان من أبرز خلفاء السيد المحجوب ووالدي محمد أحمد هلال خليفة خلفاء السيد علي بالعاصمة، أما عمي علي هلال كان من سكرتاريته ومستشاريته في حله وترحاله داخل وخارج الوطن ختماً بزيارة بابا الفاتيكان في روما.
    نحن آل هلال أحطنا بالسادة المراغنة إحاطة السوار بالمعصم (العروة الوثقى) لم نكن خيار الخيار. لكن مولانا السيد علي لنا الفخر بأن جعلنا من حاشية أبنائه الميامين. ويكفينا فخراً أن الشريفة السيدة فاطمة أم السبطين النيرين كانت تتقبل العزاء في وفاة والدي جنباً الى جنب مع والدتنا رحمهما الله. هذا كله كان نتاج القلادة السامية التي ألبسها لنا مولانا السيد علي رضوان الله عليه.
    فقيد البلاد نسيج وحده متفرداً في كل ما يوصف به أهل المعرفة والحكمة والحلم وسعة الصدر والأفق وكان يرى ما تحت الرماد من وميض نار.
    والآن فقدنا يرفل مع الشهداء والصديقين في رحاب الله ورحاب جده المصطفى. كيف لا؟ وهو من صلب طاهر ورحم طاهر الى قبر طاهر جوار والده ووالدته الزهراء.
    أخي كمال: نحن آل هلال وجميع (الكنوز) في أرجاء السودان وخارجه نسأل الله أن يوفقنا حتى نرد جزءاً من فضائل مولانا السيد علي الميرغني. وعلى الطريقة سالكون فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.
    أخي كمال: السيد أحمد كان عف اللسان طليق المحيا تسبقه ابتسامة وضاءة لضيوفه مهما اختلفت مذاهبهم وولاءاتهم سواء حزباً أم طريقة أو ديناً. يعمل للوفاق لتوافقه مع مبادئه ونشأته الكريمة وسيد القوم لا يحمل الحقد.
    كان له ما يستشهد به لخاصته.
    وإني ألتقي المرء أعلم أنه ?? عدو وفي أحشائه الضغن كامن
    فأمنحه بشراً فيرجع قلبه ?? سليماً وقد ماتت لديه الضغائن
    كان بلسماً وعطراً مهدئاً لخواطرنا حين تجن، وكابحاً لعواطفنا حين تسبق تفكيرنا.. في معيته تكتسبك الإلفة والهدوء والطمأنينة، وتلتفح بالمودة وبالصفح عن الآخر. ماجاء متخاصمان إلا غادراه متحابين.
    أخي كمال: أذكر يوم استشهاد صديقنا المشترك محمد طه محمد أحمد إنك قلت: ما خشيت إلا على ثلاثة: غازي سليمان وضياء الدين بلال وفاروق هلال، فهذه قيم الحب والصداقة عندك.
    ووالله أخي كمال: بسماع الفاجعة ما خشيت إلا عليك والأخ د. الباقر.
    قف إن استطعت رويداً ?? في الهواء لا اختيالاً على رفاة العباد
    ربّ لحدٍ قد صار لحداً مراراً ?? ضاحكاً من تزاحم الأضداد
    ودفين على بقايا دفين ?? على قرب الأزمان والآباد.
    أخي كمال: صفات وتاريخ سياسي ناصع وعلمك العميق بشلالاته المتدفقة في بحيرة الحياة السودانية.
    أقول يستوجب عليكم والأخوة الآخرون في بلاط صاحبة الجلالة على سبيل المثال لا الحصر: سيد أحمد خليفة، وجمال عنقرة، وعروة، وكمال بخيت، يستوجب على الجميع فتح خزائن كنوزهم ونفائسهم وتوثيقه، فالتاريخ نصفه في الصدور والآخر في القبور.
    أنا أكتب إليكم من كندا جئتها مستشفياً ولكمْ تمنيت أن أكون بينكم وظروف علاجي استوجبت ذلك.
    عزائي الحار لمولانا وشيخ طريقتنا السيد محمد عثمان الميرغني وأقول له إنك الأسد من ذاك الأسد، ويا من بشَّر بكم الختم قبل مولدكم. فأنت لها وندخرك للنائبات والملمات. إن مخزونكم من التجارب ونشأتكم في كنف والدكم العظيم يؤهلانك للقيادة والريادة وجمع الصف الحزبي والوطني ورعاية الطريقة.
    إن فقد الشقيق عظيم عظمة قدرتك على رعاية الطريقة وحزبك العملاق.
    ولا نقول إلا كما قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم: القلب يحزن والعين تدمع وإنا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون.
    لك واسع الرحمة فقيدنا وفقد الأمة يا خيار الخيار.
    أخي كمال: تحياتي للأخ والإبن علي اسماعيل العتباني صاحب القلم الرشيق وتحت قيادته وأنت أصبحت «الرأي العام» منبراً للوفاق الوطني.
    وإني مداوم على الانترنت وأول ما أبدأ به يومي والإبن أرجو أن يكون لك باب حتى إن كان صغيراً فليكن راتباً.
    وتحياتي لكل أصدقائي قبيلة «الرأي العام» وأرجو أن تداوموا وتحياتي لأستاذنا اسماعيل العتباني رائد الصحافة السودانية، وأن تظل «الرأي العام» رائدة الوفاق وليكن ذلك تاجاً على رأسكم جميعاً عندما يتحقق الوفاق الوطني لكل أهل السودان. ولكم التوفيق.
    أخي علي وأخي كمال، سوف تُجرى لى جراحة أخرى هذا الشهر، فدعواتكم الصالحات، وهي التي منعتني من الحضور للعزاء في الراحل أحمد الميرغني.. لكنني فتحت منزلي لتلقي العزاء في الملك الراحل وقد توافدت جموع السودانيين للترحم على روح الفقيد.
                  

11-13-2008, 10:22 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    Quote: والله يا ابو الحسين سفينتك دي بعد السمعناه عن التشييع بتاع السيد احمد الميرغني الا تعمل لها تلحقية كوم مراكب وقوارب انقاذ، اقول لك حاجة شوفوا لكم طريقة اساطيل.


    حقيقي يا صديقي كان الجمع مهول قدر الحدث الأليم...

    ولو نظرنا إلى هذه الصورة والحشود الجماهيرية الحاشدة...





    حقيقي أن السفينة تحتاج لأساطيل لكن بُشراك أخي الكريم ود الفكي أن سفينة الختمية تحوي الجميع...

    وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد... وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المُجتبين...

    أشكرك على مرورك الجميل يا رجل يا طيب...


    أبو الحُسين...
                  

11-14-2008, 12:55 PM

ناهد بشير الطيب
<aناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    تشكر علي المجهود المتواصل

    ونفعنا وايكم وكل القوم بجاه الحبيب
    المصطفي وال بيته الاطهار

    ورحم الله الفقيد الراحل رحمة واسعة ...






    ______________________

    سلامات اخونا ابو الحسين ....
                  

11-16-2008, 02:32 PM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: ناهد بشير الطيب)

    Quote: تشكر علي المجهود المتواصل

    ونفعنا وايكم وكل القوم بجاه الحبيب
    المصطفي وال بيته الاطهار

    ورحم الله الفقيد الراحل رحمة واسعة ...


    ______________________

    سلامات اخونا ابو الحسين ....


    قريبتي الأُستاذة ناهد بشير...

    أشكر لك مرورك وحضورك الجميل في الحضرة الميرغنية الهاشمية...

    وتقبل الله دعواتك الصادقة ونقول آمين...

    لك قواسيب مودتي التي تعرفي...


    أبو الحُسين...
                  

11-15-2008, 12:27 PM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    السوداني ـ السبت ـ العدد رقم: 1080 2008-11-15

    وعزاء هذا الشعب أن عزاؤه عثمان في ذاك الطريق دليل

    عمر الترابي

    صُعقنا والأمة بنزول أعظم بلواء وأكبر مصيبة وأثقل هم، ولا نملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون، فاليوم ننعنى زعيماً وقائداً و إماماً وعالماً و علماً ومربياً وشيخاً وسيداً ومجاهداً و مناضلاً، ننعيه بقلوبٍ يكويها الحزن وبعيون ملؤها دمع عزيز ونفوس راضية بأمر الله تسأله عليه صبراً، فقد انتقل إلى جوار ربه سليل الأنبياء صفي الأصفياء طاهر السريرة حسن السيرة الولي التقي النقي السيدي صاحب السيادة الحسيب النسيب سيادة مولانا السيد أحمد الميرغني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، ولأن البلاء من عند الله صبرنا، ولأن الله قال في محكم تنزيله (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الخَوْفِ وَالجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) "البقرة 155"، فالموت علينا حق وهو ابتلاء، و نُشهد الله أنا قد صبرنا ما استطعنا إلى الصبر سبيلاً.

    فاليوم نبكي أعز حكمائنا، وأجل قادتنا، وما نقول إلا ماقاله الوطني الغيور الوزير الأديب يحى الفضلي رحمه الله في تأبينه للسيد علي الميرغني :

    لو أن ميتاً لايموتُ لــعزة فـي قومهِ ما ماتَ قبلُ رسولُ
    أو كانَ فيضُ الدمعِ يُحيي ميتاً لبكــى بذاخرهِ عليكَ النيلُ

    فقدت الإنسانية مفكراً، وفقدت الأمة الإسلامية زعيماً فذاً فريداً ومربياً ربانياً نادراً، وفقد الوطن رمزاً للوطنية والتفاني، وفقدت الحركة الإتحادية اقتصادياً متميزاً ومجاهداً صبوراً و فارساً أصيلاً، وقبلهم كلهم فقدت الطريقة الختمية ركناً أصيلاً من أركانها، فقد كان لنا أباً ومربياً وراعياً وموجهاً، فهو ثاني الأنورين وأحد الأزهرين، وحامل اسم الزعيم الأكبر سيادة مولانا السيد علي الميرغني – قدس الله روحه-، هو وسيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني –صبره الله وصبرنا به وأجاره - أخيه وصنوه وشريك نضاله وجهاده وعطائه العظيم.

    وكاذب من ادعى أن مداده جامعٌ لمآثر الفقيد ومناقبه، فقد منّ الله عليه بآلاءٍ حِسان، فكان وقّاد الفكر، يعمل بصمت وكتمان، طيب العريكة ، حسن المعشر، يحبه من جالسه ويلمس منه لطف الصالحين، على وجهه من نور النبوة لمحة، وفي خصاله من سمت الأولياء والمتقين، حلو المنطق حكيم اللفظ طاهر اللسان والجنان، لا يقول إلا بضبط و تروي وإحصان، وفي هديه قبسٌ من مشكاة جده صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، متواضعاً لا يرد من أتاه لحاجة، لا يعرف قلبه الغل والحسد والبغضاء، ذاكراً عابداً محباً للعلماء مصطفياً لهم، سهلاً سمحاً عليه تبين أثر البركات، ثابتاً على المبادئ ملتزماً بمنهج أبيه السيد علي -قدس الله روحه- و معضداً لأخيه صاحب السيادة السيد محمد عثمان –حفظه الله-.

    وصاحب السيادة مولانا السيد أحمد -رحمه الله-، هو رجل المهام الصعبة، وشعاره العمل في صمت، وجل جهده في خير الوطن، بل والأمة جمعاء، فكم كان واسطة خيرٍ بين زعماء الأمة العربية وكم كان رسول سلام بأمر والده الزعيم الأكبر مولانا السيد علي الميرغني -رضي الله عنه-، وكم كان محاوراً ساعياً إلى وحدة الأمة الإسلامية ومقوماً لمقوماتها بين الطوائف كلها، وقد كان يؤدي دوره الديني الوطني السياسي الحزبي بكفأةٍ نادرة، فقد كان خزينةً للتاريخ الوطني الحديث فهو أحد رفاق الرئيس الأسبق الزعيم اسماعيل الأزهري رحمه الله وشاهداً فاعلاً في ذلك التاريخ المضئ للحركة الوطنية، ورائداً من رواد العمل المؤسسي في البلاد، وقد كان مُستشعراً لمقامه العظيم ولواجبه كمنتسب للبيت الميرغني المحمدي الشريف، فكان وفاقي الطبع والهوى، وقد تلقى أعلى المناصب برضاً من الناس فكان مثالاً للحكمة والعمل السديد وحب الوفاق، داعيةً للسلام والنماء والعطاء وهو من قال لا لأي نقطة دم سودانية تسقط.

    وإننا إذ ننعيه فإننا نتوجه بالعزاء الخالص إلى مقام شيخنا المربي صاحب السيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني حفظه الله، ونسأل الله أن يكون في عونه و يُلهمه الصبر والسلوان، ويجعل له في بنيه أنجاله و أنجال الفقيد الراحل قرة أعين ويجعل له في أتباعه ومحبيه السلوان.
    وإننا في هذا المقام العصيب إنما نستشفع و نتصبر به ونتقوى بصبره، ونستبصر ببصيرته، فهو عمدتنا وزادنا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة، فها نحن نأتي إليه اليوم، فنحن:

    لم نر أعصى مِنه للحزَن عبرةً وأثبت عقلاً والقلوبُ بلا عقل

    فإننا اليوم عامة أهل السودان و عامة الصوفية، وخاصة الختمية في بلاد السودان و مصر واريتريا و اثيوبيا ويوغندا بل وافريقيا و الخليخ العربي واليمن وفلسطين وأصقاع الأرض كلها، نرفع أكفنا بالدعاء أن يتقبل الله فقيدنا ويثبتنا على دربه ويؤهلنا لحمل رايته و وعزاؤنا وعزاء هذا الشعب أن السيد الأكبر مولانا السيد محمد عثمان الميرغني حفظه الله، مازال ممسكاً بالراية وهو دليل ذات الدرب، فأصبروا وما صبركم إلا بالله، وبشرى للصابرين، فإن العظماء في حياتهم حياة وحتى بعد موتهم يبقى ذكرهم دفعاً للحياة.
                  

11-16-2008, 06:59 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    أحبتي الكرام...

    سلامات وتحايا نواضر... وصلتني هذه الرسالة من إيميل الأخ العوض علي خالد ولما فيها من خير أردت نشرها عليكم هنا...

    فن التعامل مع المخطئ

    الخطأ سلوك بشري لا بد أن نقع فيه حكماء كنا أو جهلاء ..و ليس من المعقول أن يكون الخطأ صغيراً فنكبره ..و نضخمه.. ولابد من معالجة الخطأ بحكمة ورويه و أياً كان الأمر فإننا نحتاج بين وقت و آخر إلى مراجعة أساليبنا في معالجة الأخطاء ..

    ولمعالجة الأخطاء فن خاص بذاته .. يقوم على عدة قواعد .. أرجو منكم أن تقرؤها معي بتمعن ..

    القاعدة الأولى

    اللوم للمخطيء لا يأتي بخير غالباً

    تذكر أن اللوم لا يأتي بنتائج إيجابية في الغالب فحاول أن تتجنبه ..وقد وضح لنا أنس رضي الله عنه انه خدم الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات ما لامه على شيء قط ..

    فاللوم مثل السهم القاتل ما أن ينطلق حتى ترده الريح علي صاحبه فيؤذيه ذلك أن اللوم يحطم كبرياء النفس و يكفيك أنه ليس في الدنيا أحد يحب اللوم ..

    القاعدة الثانية

    أبعد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ

    المخطئ أحيانا لا يشعر أنه مخطئ فكيف نوجه له لوم مباشر و عتاب قاس وهو يرى أنه مصيب .. إذاً لا بد أن نزيل الغشاوة عن عينيه ليعلم أنه على خطأ وفي قصة الشاب مع الرسول صلى الله عليه وسلم درس في ذلك حيث جاءه يستسمحه بكل جرأة و صراحة في الزنا فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اترضاه لأمك)؟

    قال: لا

    فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( فان الناس لا يرضونه لأمهاتهم)

    ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أترضاه لأختك)؟؟

    قال : لا

    فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم)

    فأبغض الشاب الزنا.

    القاعدة الثالثة

    استخدام العبارات اللطيفه في إصلاح الخطأ

    إنا كلنا ندرك أن من البيان سحراً فلماذا لا نستخدم هذا السحر الحلال في معالجة الأخطاء .. فمثلاً حينما نقول للمخطئ (لو فعلت كذا لكان أفضل..) (ما رأيك لو تفعل كذا..) (أنا اقترح أن تفعل كذا.. ما وجهة نظرك).

    أليست أفضل من قولنا .. يا قليل التهذيب و الأدب.. ألا تسمع.. ألا تعقل.. أمجنون أنت .. كم مره قلت لك ..

    فرق شاسع بين الأسلوبين .. إشعارنا بتقديرنا و احترامنا للآخر يجعله يعترف بالخطأ و يصلحه .

    القاعدة الرابعة

    ترك الجدال أكثر إقناعاً..

    تجنب الجدال في معالجة الأخطاء فهي أكثر و أعمق أثراً من الخطأ نفسه وتذكر .. أنك بالجدال قد تخسر..لأن المخطئ قد يربط الخطأ بكرامته فيدافع عن الخطأ بكرامته فيجد في الجدال متسعاً و يصعب عليه الرجوع عن الخطأ فلا نغلق عليه الأبواب ولنجعلها مفتوحة ليسهل عليه الرجوع .

    القاعدة الخامسة

    ضع نفسك موضع المخطئ ثم ابحث عن الحل

    حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ و فكر من وجهة نظره و فكر في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها واختر منها ما يناسبه.

    القاعدة السادسة

    ماكان الرفق في شئ إلا زانه..

    بالرفق نكسب .. ونصلح الخطأ .. ونحافظ على كرامة المخطئ .. وكلنا يذكر قصه الأعرابي الذي بال في المسجد كيف عالجها النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق .. حتى علم الأعرابي أنه علي خطأ..

    القاعدة السابعة

    دع الآخرين يتوصلون لفكرتك..

    عندما يخطئ الإنسان فقد يكون من المناسب في تصحيح الخطأ أن تجعله يكتشف الخطأ بنفسه ثم تجعله يكتشف الحل بنفسه و الإنسان عندما يكتشف الخطأ ثم يكتشف الحل و الصواب فلا شك أنه يكون أكثر حماساً لأنه يشعر أن الفكرة فكرته هو..

    القاعدة الثامنة

    عندما تنتقد اذكر جوانب الصواب..

    حتى يتقبل الآخرون نقدك المهذب و تصحيحك بالخطأ أشعرهم بالإنصاف خلال نقدك .. فالإنسان قد يخطئ ولكن قد يكون في عمله نسبه من الصحة لماذا نغفلها..

    القاعدة التاسعة

    لا تفتش عن الأخطاء الخفية..

    حاول أن تصحح الأخطاء الظاهرة و لا تفتش عن الأخطاء الخفية لأنك بذلك تفسد القلوب ..و لأن الله سبحانه وتعالى نهى عن تتبع عورات المسلمين .

    القاعدة العاشرة

    استفسر عن الخطأ مع إحسان الظن..

    عندما يبلغك خطأ عن إنسان فتثبت منه واستفسر عنه مع حسن الظن به فأنت بذلك تشعره بالاحترام و التقدير كما يشعر هو بالخجل وان هذا الخطأ لا يليق بمثله ..كأن نقول وصلني انك فعلت كذا ولا اظنه يصدر منك .

    القاعدة الحادية عشر

    امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب ..

    مثلاً عندما تربي ابنك ليكون كاتباً مجيداً فدربه علي الكتابة و أثن عليه و اذكر جوانب الصواب فإنه سيستمر بإذن الله ..

    القاعدة الثانية عشر

    تذكر أن الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة تؤدي المعنى نفسه.. ولنعلم أن الكلمة الطيبة تؤثر .. و الكلام القاسي لا يطيقه الناس..

    القاعدة الثالثة عشر

    اجعل الخطأ هيناً و يسيراً و ابن الثقة في النفس لإصلاحه .. الاعتدال سنة في الكون أجمع و حين يقع الخطأ فليس ذلك مبرراً في المبالغة في تصوير حجمه ...

    القاعدة الرابعة عشر

    تذكر أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم .

    و أخيراً...

    فن معالجة الأخطاء فن لابد أن ندرك أهميته...

    ـــــــــــــــــــــــــــ

    شكري وتقديري بلا حدود لك أخي العوض...

    وللجميع قواسيب مودتي... ونفعنا الله بما نكتب ونقرأ...

    وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المُجتبين...


    أبو الحُسين...
                  

11-16-2008, 02:35 PM

ناهد بشير الطيب
<aناهد بشير الطيب
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 4180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    Quote: وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المُجتبين...




    ومازلنا نتنشق معك نسيم المصطفى.....

    عليه افضل الصلاة واتم التسليم .....




    ________________

    سلامات اخونا ابو الحسين لعلك طيب .....
                  

11-16-2008, 02:40 PM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: ناهد بشير الطيب)



    رحم الله المؤبن والمؤبن,

    مولانا السيد علي الميرغني

    وأستاذنا حادي ركب الحركة الوطنية المناضـل يحي الفضلي,


    Quote:
    لو أن ميتاً لايموتُ لــعزة فـي قومهِ ما ماتَ قبلُ رسـولُ
    أو كانَ فيضُ الدمعِ يُحيي ميتاً لبكــى بذاخرهِ عليكَ النيلُ



    أحمد الشايقي
                  

11-18-2008, 06:54 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أحمد الشايقي)

    Quote: رحم الله المؤبن والمؤبن,

    مولانا السيد علي الميرغني

    وأستاذنا حادي ركب الحركة الوطنية المناضـل يحي الفضلي,

    Quote:
    لو أن ميتاً لايموتُ لــعزة فـي قومهِ ما ماتَ قبلُ رسـولُ
    أو كانَ فيضُ الدمعِ يُحيي ميتاً لبكــى بذاخرهِ عليكَ النيلُ

    أحمد الشايقي


    تسلم قريبي أحمد الشايقي...

    وصادق دعواتنا لهؤلاء الأعلام بالرحمة والقبول الحسن...

    وإنا لله وإنا إليه راجعون...


    أبو الحُسين...
                  

11-20-2008, 06:24 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: ناهد بشير الطيب)

    Quote: ومازلنا نتنشق معك نسيم المصطفى.....

    عليه افضل الصلاة واتم التسليم .....

    ________________

    سلامات اخونا ابو الحسين لعلك طيب .....


    يا هلا بي بنت العم أهلي الكرام أُستاذة ناهد في الحضرة الميرغنية الهاشمية...

    الصلوات والتحايا الزاكيات لسيدي النبي المختار وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المُجتبين...


    أبو الحُسين...
                  

11-17-2008, 06:48 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)


    بتنا الكريمة ناهد... سلامات وتحايا نواضر...

    أشكرك على حضورك الجميل وعبرك التحية والتقدير لكل أهلنا وأحبابنا من أراك شيخنا ود إبراهيم لي مورا شيخنا ود حاج موسى...

    وأهديك مع مودتي... تحية القدوم المُبارك لمولانا السيد محمد عثمان الميرغني

    شعر: محمد خضر


    الرحبُ أنت فما لِقوْليَ مرحبا والدارُ دارُك شاءَ غيرُكَ أَم أَبى
    والناسُ في شوقٍ إليك وما انثـنوا يترقبوا سَحَراً لأرياح الصَّبا
    فلعلها حَمَلتْ عبيقَ عبيرِكُم مِن نحوِ مكَّةَ والأباطِحِ من قُبَا
    ويتيمُ شَعْبِك إِنْ سَرَتْ أَعرافُكُمْ بَعَثَتْ إليهِ يَدُ المَسِيحِ بها أبا
    وكغيرِهِ إِذْ يَنْتَظِرْكَ وربما فاقَ الكيانَ بعلْمِهِ مَنْ أحببا
    أحفادُ مَنْ حَفِلُوا بِمَقْدَمِ جَدِّكُمْ ختم الولايةِ مَشْرِْقَاً والمغرِبا
    فاقُوا بحبِّه من تقدَّم قبلَهُم والبَرُّ مِنْ أبنائِهِمْ يقفوا الأبا
    فترقَّبُوا بشراهُ في أحفادِهِ حتى أَجَبْتَ عن العظيمِ من النبأ
    فوضعتَ رِجلَكَ حيثُ قبلكَ لم تَطأ قَدَمٌ مكاناً دُون غيرِكَ مُحْجَبا
    محضُ اعتِدالِكَ في الكمَالِ بأسْرهِ أنْبَأ بأَن حقَّـقْتَ معنىً مُغرِبا
    معنىً حسِرتُ وقد عمدْتُّ تبصُّراً اسْتكْنهنْ مسترجعاً له إذ أبا
    لا الشمسُ تحكي إن بدت رأد الضحى ولا البدرُ في تمٍّ يشقُّ الغيهبا
    فإِذا خَطَبْتَ فما لوائلِ قائلٌ وأخُو أيادٍ سيفُ منْطِقِهِ نَبا
    أوجزتَ للمعنَى الكثِيرِ بَداهَةً لو أنَّ ثبتاً في البلاغةِ أطْنَبا
    كم فِيكَ غالٍ لامَهُ عُذَّالُهُ لكنني أَعْجَمتُ ما قد أعْرَبا
    إِنَّ السِياسَةَ سُنةٌ نبويَّةٌ سارَت بها الخلفاءُ إِثْرَ المُجتبا
    من ذا القمينٌ بأن يسير بسيرهم إلاّك أنت فما أحقَّ وأوجبَا
    أم من قمينٌ أن يَقوم مقامه والابنَ معلومٌ بأنْ يرِثِ الأبا
    إن النبوّة قد ورد ميراثُها والذكرُ نصاً قد أفاد فأسهبا
    لَكأَنِّي بالخُرطومِ تَشكُرُ ربَّها لمَّا إليها مِنَّةً بكَ قدْ حَبا
    وكأني بالاسلامِ تسطعُ شمسُه فوق البريةِ لا تُداني المغربا
    أهلاً بِمقدمِك الكريمِ أَصالةً عن نفسيَ الولهَى بكُم مُنذُ الصِّبا
    أهلاً بمقدمِك الكريمِ نيابةً عن كلِ قلبٍ بالمودةِ قد ربا
    أهلاً بمقدمِك الكريمِ عبادةً تُرضِي الإلهَ ومَن إليكُم قد صَبا
    ما ضَرَّنا من حادَ عنا ولا انْتَفَعْ فيا ليتَ بيداًً دونهُم أو سَبْسَبا
    لولا التِزامِي لا عَدَاءَ بأَمْرِكُم فمِن القوافِي لخالُوا سَبْعاً مُسْغَبا
    من لم يُراعِي طه في أَحفادِهِ فجوادُه يومَ القيامةِ قد كَبا
    صلى عليه الله ثم وآله ما قال ابنُ الخضـرِ فيه فأعجبا
    ـــــــــــــــــــــ

    وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد... وعلى آله الطيبين الطاهرين... وصحبه المُجتبين...

    ولك قواسيب مودتي...


    أبو الحُسين...

                  

11-17-2008, 11:08 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    مات الحسيب... مات الحنين... حفيد النبي والحسين

    عادل سيد أحمد
    [email protected]
    (0912364904)


    ما أَفجع الخبر... وما أَقسى أَنْ يفقد الناس، عزيزاً لديهم..
    فكيف إذا كان المصاب قومياً.. والجلل وطنياً.. والفاجعة، فاجعة أُمَّة.. والفقد، فقد شعب بأكمله..؟؟!.
    ***
    نحن شعب محظوظ... فقد احتضنت بلادنا، بيتاً كبيراً وعظيماً... فيه دم النبي... وفي روحه، قبس من نور الحسين..
    ***
    الله... الله يا شهداء كربلاء..
    والله.. الله، يا أَحفاد النبي، وأَبناء الحسين..
    ***
    نعم..
    تعطّر السودان بهجرة التصوُّف الكبرى... حيث فاح العبق، بمقدم آل البيت...
    ***
    الله.. الله يا الختم..
    ورضوان الله عليك، يا أَب جلابيه..
    حتى سيدنا مولانا علي الميرغني... والذي حمل عصى التصوُّف.. كرمز أَول للطريقة الختمية...
    وأَجلسته القوى السياسية، في مقعد أُبوَّة السودانيين...
    فكان نِعمَ الزعيم... وأَعظم أَب، عرفه التاريخ السوداني..
    حيث حققت حكمته وصبره...
    وفكره الثاقب، ومواقفه الصلبة.. فانبلج صبح الاستقلال... كنتيجة لنضالات ومجاهدات مولانا السيد علي الميرغني، والامام عبدالرحمن... وبقية عقد الأمة الفريد: الأزهري والمحجوب، وسائر أفذاذ صناع الإستقلال.
    ***
    إنَّ الأمم التي لا تحترم تاريخها... غير موعودة بنجاحات، في حاضرها ومستقبلها..
    وتوقير وحفظ مكانة الكبار، بفضل أفعالهم وأدوارهم.. واجب وطني وتاريخي، يستحقوه.. ويقابله الناس بالتقدير... ولا يشكر الله، مَنْ لا يشكر الناس.
    بيد أنًّ الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ـ وأعني بريطانيا ـ، لا زالت تحترم وتوقر النظام الملكي.. وقد أسمت الدولة كلها، عليه «المملكة المتحدة».. ورئيس الوزراء، لا تكتمل دستوريته، إلا بأداء القسم أمام الملكة.
    إنه ضرب من ضروب وفاء الحاضر، تجاه عطايا الماضي.
    ***
    واستمرت شجرة الدوحة النبوية، في الإثمار،في السودان... حيث جاء من صلب مولانا السيد علي... جاء حفيدان جديدان، لسيدي الإمام الحسين..
    فأراد الله أَنْ تتواصل الرسالة، في أَرض السُّودان... واستمر عطاء بيت سيدي مولانا علي الميرغني... بمقدم السيدين محمد عثمان الميرغني... وأَحمد علي الميرغني.
    ***
    الأول: مولانا السيد محمد عثمان الميرغني... تصدى للعمل الوطني.. وأجمعت القوى السياسية المعارضة، أَنْ يكون رمزها القيادي... للخروج بالسُّودان من أَكبر أَزمة سياسية مرَّت به، بعد الإستقلال.
    وقد كانت - ولازالت - قيادة الميرغني للعمل السياسي، بروح قومية... وبمسؤولية وطنية... كان للقيادة دورها وأَثرها، على مشاريع السلام والوفاق...
    وبحمد الله... فقد انتهى الجهاد الأصغر، بالإتفاق على وضع الأمور في نصابها:
    وقف الحرب، والعودة إلى الشعب، عبر انتخابات حُرَّة ونزيهة.
    ***
    ولم يبقَ سوى الجهاد الأَكبر... وهو جهاد النفس...
    وهذا لن يتأَتى إلاَّ بوأد التوجهات الحزبية الضيقة... وأَنْ ينبذ، الحاكمون، الوصاية وإحتكار السُّلطة.. والتخلي، نهائياً عن نهج الشمولية وفرض أجندة حزب بعينه.. وإطلاق التصريحات الإستفزازية... والتي لا تخدم قضية، ولا تنجح مسعى..
    كما.. لن يتأَتى «جهاد النفس»، إلاَّ بتخلي المعارضين، عن أي إتجاهات للشماتة أو التشفي أو تصفية الحسابات.
    ***
    وإِنَّه جهاد، لو تعلمون عظيم..!.
    ***
    ومن عظائم الخصال، وفضائل السجايا، أَنْ تتمثّل كلَّ المعاني النبيلة، المطلوبة - في هذه المرحلة، في رجل حكيم... وهو السيد أحمد الميرغني.
    وهو أَمر ليس بالغريب، على بيت الدوحة والنبوَّة والحسين...
    ***
    نعم... نعم.. نعم..
    لقد كان سيدي أَحمد الميرغني، وهو «حكيم السودان»، بلا منازع... حيث لم تُسجَّل له أو عنه، أي تصريحات، تصب في خانة الإستقطاب الحاد..
    في أصعب ظرف: يوم أَنْ حدث انقلاب الإنقاذ، في يونيو 89.. ويوم أَنْ إتضح للناس، أَنَّ السُّلطة قد استولى عليها الحزب الثالث، في آخر إنتخابات حُرَّة ونزيهة..
    تلك مسألة، لن يفيد اجترارها.. وغير مُحبذ، تردديها..
    ولكنّني أذكرها، على سبيل وقائع التاريخ، وليس إنكاء الجراح..!.
    ***
    في شدة الإستقطاب السياسي، وقسوة السياسيين، في مواجهة بعضهم البعض، عسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً... وهم يعلمون علم اليقين، أَنَّ نتائج هذه المواجهة الدامية، والإستقطاب المتصاعد.. أَنْ يتجه السُّودان نحو الصوملة أو الأفغـــــــنة، أو حتى «العرقنة»..!.
    ***
    ولكن، رغم توفُّر كُلَّ مقومات ضياع الدولة، والدخول في أتون حرب... بل حروبات سياسية وإثنية ودينية... إلاَّ أنَّ ذلك بحمد الله، لم يحدث.. والفضل.. كُلَّ الفضل، بعد الله... هُم أهل الله..
    فالتصوُّف الراسخ، داخل السُّودانيين... ونار القرآن، التي لا تنطفيء أبداً.. والسِبحة، الشغالة، ليل ونهار «بواسطة» أسيادي مشايخ الطرق الصوفية.. كانت كلها، حائط صد متين.. ضد كُلِّ ما من شأنه، أَنْ يجعل الوطن في مصائر، لا تُبقي ولا تذر..!.
    ***
    لقد كان السيد أحمد الميرغني، رمزاً لكلَّ هذه المعاني... بروح المتصوِّف، وقلب الزعيم...
    ***
    فالراحل الكبير هو رافع الشعار العزيز: «لا لنقطة دم سودانية واحدة».
    ***
    تأمل معي هذا الشعار الهميم... من رجل رحيم... من بيت عظيم.. من نسل كريم..
    ***
    الله.. الله، يا رسول الله..
    فقد أكرمنا ربك، بنسلك...
    والذين نشهد لهم، بأنهم ساروا على درب إمام الحكمة، علي بن أبي طالب.. وساروا على طريق المجاهدة، والذي قاده مفجّر ثورة التصحيح، إمامي شهيد كربلاء، سيدي الحسين.
    ***
    وبعدُ:فقد جاءنا الخبر المفجع الحزين... برحيل السيد الجليل، مولانا أَحمد الميرغني... حيث فاضت روحه الطاهرة، أول أَمس، بالأسكندرية..
    كان خبراً فاجعاً..
    خيَّم الحزن، بعده، على كلِّ أُمّة السُّودان..
    ***
    مات سليل المجاهدين.. الحسيب النسيب..
    مات السيد، ابن السيد، ابن السيد..
    ***
    وأهلنا في الشمال، الآن هُمْ مفجوعون.. حزينون.. متأثرون.. متألمون..
    وكأن لسان حال الخَلف.. تماماً، كما قال لسان السَلف:
    يا الغالي وينك ليا..
    دايرين شوفتك الشايقية
    يا سيدي وينك ليا..
    وينك ليا، يا دُخري الحوبه
    تسقيني اللبن بالكوبه
    فاطني الزهري، ليك حبوبه
    سيدي المولى، عظم صورتو
    تحتو الباشا، بدبورتو..
    ما بحكُم حُكم، غير شورتو
    يا الغالي وينك ليا..
    ***
    نعم.. أَهلنا في الشمال مكلومون
    ففقد الرمز والقائد، هو فجعية كبيرة، ومصاب جلل..
    وسيدنا أَحمد الميرغني، كان رمزاً وقائداً... نذر نفسه وبيته ووقته وصحته، من أَجل إسعاد وإستقرار، وأَمان، مواطن السُّودان.. الوفي النقي التقي.
    وهي خصال، جعلت من شعب السُّودان، أَعظم شعب.. يحترمه القاصي والداني، على نطاق كُلِّ الدنيا..
    ولعلَّ ذلك هو السر العظيم، في تماسك هذا الوطن الشامخ العزيز.. رغم تبايناته، دينياً وعرقياً وقبلياً.. وخلافه..!.
    ***
    مات حفيد النبي.. وسليل الحسين.. ولسان حال الخرطوم.. كما عبّر الشاعر الكبير السر عثمان الطيب:
    الخرطوم بدونك.. ضهبانة وتفتش لواحات عيونك
    ***
    تاهت في الهجاير.. باهت لون جبينا
    تتلفلت تعاين.. مالي الشوق عيونا
    تتعشم تصادفك.. نظراتا الحزينه
    تصغر بين ضفافا.. وتصبح ما مدينه
    ***
    يكسي الليل بيوتا.. تتوشح ظلاما
    يحكي الحال سكوتا.. يتبعثر كلاما
    فقدت يوم رحليك.. طعم الابتسامه
    ***
    النيل فوق خدودا.. دمعه بكت عليك
    قبل يحين فراقك.. ملتاع مشتهيك
    لو يقدر يغير مجراهو.. يجيك
    ***
    طافت بضفافا.. كايساك المراكب
    وقُمريات تنادن للعُش، في المغارب
    والعُش، يا حليلن.. عصفتو الهبايب
    ***
    أرصفة الأماني.. طال فيها انتظارا
    ساعة اللُقيه عدت.. فات ميعاد قطارا
    هزت راسا بلعت.. همها وانكسارا
    ***
    تسألني الشوارع.. عنك وعن مكانك
    جلسات الفتارى.. منتظرين أوانك
    وهمهمة الحيارى.. والباكين عشانك
    ***
    الناس يسألوني.. وأسأل غيري عنك
    سبب الفُرقه نحن.. ولا أسبابا منك
    ليه الغيبه طالت.. ليه يا المشتهينك
    ***
    إلى جنات الخُلد، السيد أَحمد الميرغني..
    إلى الفردوس الأعلى، يا مولاي.. مع الجد النبي، ومع السبط الحسين.
    _________________
                  

11-19-2008, 08:20 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    أحبتي الكرام...

    صبحكم الله بالخير والرضا...

    قصيدة في رثاء مولانا السيد أحمد الميرغني

    حسن بابكر الحاج

    إن المراغنة آل بيت محمد
    أهل الكساء أكرم بني الإنسان

    وهبوا حياتهم ليرضوا ربهم
    أهل الطريقة وناشري القرآن

    أهل الديانة والعلوم العالية
    ان شئت أقرأ المولد العثماني

    أو اقرأ في عشق الدجى توسلا
    اسماء ربي الواحد الديان

    هم عصبة جاد الاله لنا بهم
    يبغون كل الخير للسودان

    ان أحمد سيدي لاقى ربه
    فالبركة في الأبناء وفي عثمان

    سمح كريم وقليل مثله
    في الزهد في هذا الحطام الفاني

    ان أحزن الأقوام نعيك أحمد
    فامامك الزهراء والحسنان

    وشيخ الطريقة والحقيقة كلها
    وهذا أبوك علي السلطان

    والله أرحم من لقيت
    فإنه للمخبتين الصادقين أمان

    ـــــــــــــــــــــــــــ

    صادق دعواتنا لمولانا السيد أحمد الميرغني بالرحمة والمغفرة والقبول الحسن...

    وإنا لله وإنا إليه راجعون...


    أبو الحُسين...
                  

11-22-2008, 02:53 PM

حاتم هاشم
<aحاتم هاشم
تاريخ التسجيل: 08-31-2006
مجموع المشاركات: 1411

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته ...

    اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا
    محمد وعلي الـــ÷ وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

    ــ
    أبوهاشم .
                  

11-24-2008, 08:58 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: حاتم هاشم)

    يا هلا بيك أخي الحبيب "أبو هاشم"...

    عودتك للحضرة الميرغنية لها طعم خاص...

    لك قواسيب مودتي التي تعرف وفوقها حرباشة لزوم الشوق...


    أبو الحُسين...
                  

11-25-2008, 08:54 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    العدد رقم: 1089

    السوداني ـ الإثنين 24 نوفمبر 2008م

    الاتحادي وسفينة نوح الختمية

    لواء ركن (م) بابكر إبراهيم نصار
    الملحق العسكري الأسبق في أثيوبيا

    في الخامس من هذا الشهر عاد مولانا محمد عثمان الميرغني زعيم الختمية ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي إلى السودان عودة اضطرارية في ظروف غير عادية إذ جاء مرافقاً لجثمان شقيقه المغفور له بإذن الله السيد أحمد الميرغني نائبه الأول في الحزب والرئيس السابق لمجلس رأس الدولة ووجدت هذه العودة الفجائية استقبالاً رسمياً وشعبياً هائلاً جاء بطريقة عفوية وغير موجه وخرج هذا الاستقبال أكثر تنظيماً وأمناً ولا نعتقد ان لجنة الاستقبال التي تم تكوينها قبل حوالي العام من الآن لاستقباله عند عودته الطوعية التي سوف يحدد موعدها هو لا نعتقد ان إجراءاتها كانت ستتم بمثل ما تمت هذه الاجراءات العفوية. وهذه العودة الاضطرارية وفرت للجنة مئات الملايين من الجنيهات التي تم جمعها لصرفها لهذا الغرض وهذه العودة وان كانت حزينة حققت للميرغني الكثير وبحجر واحد اصطاد عصافير كثيرة الاستقبال الرسمي وتشييع الجثمان الرسمي كان على أعلى مستويات الدولة كما ان الاستقبال الشعبي فاق الوصف ولم يكن على مستوى القاعدة الاتحادية والختمية فقط بل تعداها ليشمل جميع ألوان الطيف السياسي وجميع أشكال الطرق الصوفية كما ان التغطية الإعلامية للحدث كانت فريدة وممتازة استفاد منها الحزب كثيراً وفي مقر اقامته زارته العديد من الوفود الرسمية والشعبية لتقديم واجب العزاء مثل الدستوريين وسفراء بعض الدول الإسلامية والعربية وبعد انتهاء العزاء زاره السيد رئيس الجمهورية والأستاذ علي عثمان محمد طه الذي سلمه نسخة من التقرير الختامي لاجتماعات ملتقى أهل السودان وقدم له الدعوة لحضور الجلسة الختامية لتسليم التقرير والتوصيات للسيد رئيس الجمهورية ولبى السيد الميرغني الدعوة وحضر الجلسة وإمتدت نجاحات ومكاسب هذه العودة لتشهد لم الصف الاتحادي وشوهدت رموز اتحادية وختمية كبيرة قيل انها انفصلت من الحزب شوهدوا يتقدمون الصفوف ويقفون إلى جانب الميرغني ويتلقون العزاء، أما الدكتور جلال الدقير فقد كان موقفه أكثر من رائع وله أكثر من معنى ومن مكاسب هذه الزيارة أيضاً بروز نجم جعفر الصادق الميرغني الذي كلفه والده للحديث انابة عنه بعد انتهاء مراسم العزاء ونشير إلى ان السيد جعفر وصل إلى السودان قبل ستة أشهر تقريباً مترئساً لوفد المقدمة للاعداد لعودة والده ويبدو ان الوالد يعد ابنه للدخول في العمل السياسي وهكذا أصبح السيد محمد عثمان الميرغني رجل دين ودولة يترأس حزباً لا يمكن تجاوزه تسعى معظم الأحزاب الأخرى للتحالف معه للسيطرة على الانتخابات القادمة. ونرجح بقوة تحالفاً ثلاثياً بين الاتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية والمؤتمر الوطني ليصبحا قوة ثلاثية وإذا لم يتم ذلك نرجح تحالفاً ثنائياً بين الاتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية وملاحظ في الحالتين يوجد تنسيق وتفاهم تام بين الاتحادي والحركة الشعبية يعود للعلاقة القديمة القوية المستمرة بينهما التي بدأت بعد انتفاضة أبريل 1985 وكللت بالنجاح بتوقيع اتفاقية الميرغني/ قرنق في نوفمبر 1988م وأذكر عندما وصل السيد محمد عثمان إلى أديس أبابا لمقابلة الراحل جون قرنق لتوقيع الاتفاقية كانت هناك بعض البنود لم يتم حسمها بواسطة وفدي التفاوض مثل الشريعة الإسلامية التي كانت تعرف بقوانين سبتمبر وطالب وفد الحركة الشعبية بالغائها، ولكن بعد وصول الميرغني ومقابلته للعقيد جون قرنق رئيس الحركة الشعبية وافق الراحل قرنق على تجميد هذه القوانين بدل الغائها إلى حين قيام المؤتمر الدستوري وقال جون قرنق لن أخذل مولانا الميرغني ولا يمكن ان يأتي مولانا الميرغني بكل ثقله ووزنه الديني والسياسي ويعود إلى الخرطوم خالي الوفاض ولهذا وافقت على هذا الحل الوسط وفعلاً تم التعديل والتوقيع في 16/11/1988م وعند عودة الميرغني إلى الخرطوم تم استقباله في المطار استقبالاً هائلاً وحاشداً وهنا تبرز رابطة قوية تجمع بين استقبال نوفمبر 1988م واستقبال نوفمبر 2008م لأن الحشود الجماهيرية في الاستقبالين خرجت بطريقة عفوية ولنا أيضاً ابراز وجه الشبه بين هاتين العودتين للسيد الميرغني والاستقبال الحاشد الذي وجده فيهما ومقارنة ذلك بالاستقبال الضخم الذي وجده الراحل جون قرنق في مطار الخرطوم بعد توقيع اتفاقية سلام نيفاشا والعلاقة بين الحزب الاتحادي والحركة الشعبية ازدادت قوة بعد استلام الإنقاذ للسلطة في يونيو 1989 وبعد مغادرة السيد الميرغني إلى القاهرة وانضمامه إلى التجمع الوطني وعندما أراد أعضاء التجمع الوطني تعيين العقيد جون قرنق رئيساً للتجمع بحكم انه يملك القوة العسكرية الأساسية في الميدان رفض جون قرنق ذلك واقترح تعيين مولانا الميرغني وأصر على ذلك وهكذا أصبح الميرغني رئيساً للتجمع الوطني وجون قرنق نائباً له وكان الراحل جون قرنق دائماً يصف علاقة الحركة بالحزب الاتحادي بالعلاقة الاستراتيجية وبعد رحيله سار الفريق سلفاكير وقادة الحركة على نفس النهج وعندما جاء نائب رئيس الحركة الشعبية مالك عقار برفقة السيد ياسر عرمان إلى سرادق عزاء الراحل أحمد الميرغني قال ياسر عرمان ان مولانا محمد عثمان الميرغني بكل رمزيته وما يعنيه لهم في الحركة الشعبية وما يعنيه للسودان نزل أهلاً وحل سهلاً في البلاد وفي وقت أحوج ما تكون إليه وإلى حكمته ورأيه وانه زعيم من زعماء السودان.. وقال ان الحركة الشعبية تتطلع إلى العمل المشترك معه.
    اما رئيس الحركة الفريق سلفاكير الموجود في مدينة جوبا منذ فترة اتصل تلفونياً بالسيد الميرغني معزياً بينما حضر وفد الحركة الرسمي إلى سرادق العزاء وقدم واجب العزاء وضم الوفد اتيم قرنق نائب رئيس المجلس الوطني وباقان اموم الأمين العام للحركة إلى جانب ادوارد لينو والدكتور منصور خالد وياسر عرمان ورحب الوفد بعودة الميرغني واكدوا ان بقائه بالسودان يسهم ايجاباً في تحقيق التحول الديمقراطي والاستقرار السياسي وعندما عبر موكب الميرغني كوبري المك نمر إلى ناحية الخرطوم بحري في طريقه إلى مسجد السيد علي الميرغني استقبلته حشود كبيرة من أفراد الحركة الشعبية مرحبين بعودته ملوحين باعلام الحركة ويهتفون استفتاء حقيقي يا عثمان ولا سلام بدون عثمان، هذا من الناحية السياسية أما من الناحية الأخرى الطائفية الدينية قال مالك عقار انه موجود في موقع العزاء كختمي ابن ختمي، ونحسب ان السيد محمد عثمان الميرغني يدرك كل ذلك كما يدرك أيضاً بأنه لا مجال لعزل أي حزب سياسي ولم ينسق وراء الأصوات المتطرفة التي تنادي بالتكتل وتكوين جبهة سياسية عريضة من جميع الأحزاب لهزيمة المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة لأنه بادر وحسم ذلك بتصريحه القوي ذو اللاءت الثلاث الذي اطلقه في القاهرة بتاريخ 17/5/2008م وقال فيه لا تكتلات ضد أي كيان ولا عداء مع المؤتمر الوطني ولا مشاركة منفردة مع المؤتمر الوطني ولهذا جاءت ترشيحاتنا السابقة لاحتمال تحالف ثلاثي يجمع الحركة الشعبية مع الاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الوطني أو تحالف ثنائي بين الحركة والاتحادي، والآن وبعد هذه العودة الاضطرارية للبلاد يغادر الميرغني مرة أخرى إلى الخارج في نهاية هذا الشهر بعد حضور الذكرى السنوية لوالده السيد علي الميرغني ثم تكون العودة النهائية للداخل في بداية العام الهجري الجديد وسوف تتم هذه العودة في هدوء تام وبطريقة عادية وبدون لجان وبدون صرف أموال وهذه العودة سوف تتم قبل الانتخابات باقل من عام واحد وسيكون هذا هو التحدي الأكبر لهذا الحزب إذ عليه ان يستعد جيداً ويعيد هيكلة الحزب من جديد بعد رحيل النائب الأول لرئيس الحزب على ان يتم ذلك بطريقة ديمقراطية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ولابد من مزج القدامى بالشباب ليكون فعلاً حزب الوسط كما يطلق عليه لأنه يجمع أطياف الطبقة الوسطى من المواطنين كما يجمع بين طائفي ختمي وسياسي واتحادي وبمناسبة طائفة الختمية نجدها معروفة وممتدة إلى خارج السودان وينتمي إليها اعداد كبيرة من الاريتريين خاصة في ميناء مصوع وشيد لهم المريغنية مسجداً هناك وربما لهذا السبب استمرت العلاقة الجيدة بين مولانا الميرغني والرئيس الاريتري اسياسي افورقي الذي حرص على مقابلته خلال زيارته الأخيرة للسودان لتقديم واجب العزاء.
    وللختمية قصيدة يقول مطلعها: الحق نفسك قبل تروح الختمية سفينة نوح ربما يتم تعديلها لمواكبة الحملة الانتخابية لتصبح الختمية والاتحادي سفينة نوح.


                  

11-26-2008, 06:57 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    التحية والتقدير والتجلة... لكل أبناء وبنات السادة الختمية...

    نحن أبناء وبنات الختميه..

    وسجل إسمك أوعة يروح... الختمية سفينة نوح...

    نسأل الله ونتوسل إليه أن يهدينا والجميع إلى طريق الخير والصلاح...

    وأن يبلغ مقاصدنا ويحقق أمانينا في كل ما يرضيه...

    وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد... وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المُجتبين...


    أبو الحُسين...
                  

11-27-2008, 10:53 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    التحليل السياسي
    في الذكري الاربعين للسيد علي الميرغني.. مواقف لافتة في السياسة السودانية
    محمد سعيد محمد الحسن
    الرأي العام ـ الخميس 27 نوفمبر 2008م


    يصعب تناول «شخصية سودانية» لافتة وفذة بمعاييرها وابعادها الانسانية والدينية والوطنية والسياسية والثقافية والموسوعية كسيادة مولانا علي الميرغني الا بقدر محدود، فالسيد علي الميرغني حسب شهادة الاستاذ اسماعيل العتباني مؤسس جريدة (الرأي العام) اليومية المستقلة كان هو زعيم السودان الأول ودون منازع، وليس سرا أن الادارة البريطانية 1889 -1955 كانت تعرف تماماً قدره وتتعامل معه باحترام وحذر شديدين وسمحت للطريقة الختمية الصوفية بممارسة نشاطها والتوسع والانتشار لانها تعرف انه رجل دين وعالم نافذ الكلمة ولديه قبول ديني وشعبي واسع في انحاء السودان وفي اقطار اخرى عديدة، وهو الى جانب زعامته ومكانته الدينية فهو عالم ومثقف ومطلع على علوم الفضاء والكواكب والنجوم والجغرافيا والتاريخ والثقافات والديانات القديمة، وقد ضمت مكتبته كنوزاً من الكتب والمراجع والمؤلفات والدراسات والبحوث النادرة، وقد استخدم قدراته الثقافية والمعرفية والموسوعية بذكاء بالغ من رجال الادارة البريطانية الذين ثابروا على لقائه والتحدث إليه لمعرفة ارائه واتجاهاته وافكاره، وكان قادراً على إدارة دفة الحديث على مواضيع اخرى فتأخذ الدهشة مستمعوه وهو ينتقل بهم من موضوع الى آخر وعندما ينتهي الزمن المحدد للقاء يكتشف رواه الانجليز ومنهم من وزارة الخارجية البريطانية، انه حدثهم عن كل شئ ما عدا ما جاءوا من اجله.
    ..............................................................................
    ومن مؤشرات قدراته الفكرية والسياسية المتقدمة معرفته لمتطلبات تلك الفترة الثلاثينيات والاربعينيات وتفكيره في اصدار صحيفة تكون معبرة عن وجدان وتطلعات الشعب السوداني وتسهم في تطوير وعيه وتوحد صفوفه وتعكس اخبارها ما يجري في الداخل والخارج، وقد اختار اول رئيس تحرير لها في العام 1939م الاستاذ محمد عشري صديق وهوموظف سابق بالمصلحة القضائية واستقال منها ويمتاز بدرجة جيدة من التعليم والذكاء والثقافة الغربية وبوجه خاص الانجليزية، وكان لافتا في ذلك الوقت ان اول رئيس تحرير لصحيفة اسسها سيادة علي الميرغني «صوت السودان» تعود اصوله وجذوره الى جنوب السودان وهو اختيار يمكن ان يقاس بمعايير اليوم على انه دليل رؤية وطنية فذة وقناعة تامة بوحدة السودان شماله وجنوبه وكان بمقدوره اختيار رئيس تحرير من العديد من الشخصيات التي يعرفها جيداً وتدين له بالولاء ولكن بفكره الثاقب تعمد هذا الاختيار والذي تجاوز به فعلياً ومنهجياً سلوكيات الولاءات او العرق او اللون او الجهوية وجاء الاختيار وطنياً موفقاً ودلالة على رؤية بعيدة لمفهوم وتجسيد الوحدة الوطنية السودانية.
    واختار بعده كرئيس لتحرير جريدة «صوت السودان» الاستاذ اسماعيل العتباني من قيادات مؤتمر الخريجين ولم يخف الاستاذ العتباني آنذاك 1941م دهشته للاختيار ونقل لمن ابلغوه بالامر انه ليس بطائفي ولا ختمي وموافقتي على تولي مسؤولية رئاسة تحرير (صوت السودان) مشروطة بات تكون هي صوت اهل السودان وان تدعم مؤتمر الخريجين لكونه المعبر عن تطلعات السودانيين آنذاك وان تكون بحق صوت السودان، وقبل له ان هذه الاهداف والمبادئ هي عين ما طلبه السيد علي الميرغني وسجل الاستاذ اسماعيل العتباني انه يشهد لسيادة مولانا علي الميرغني مؤسس صحيفة (صوت السودان) انه طوال رئاسته لـ (صوت السودان) فانه لم يوجه اليه اية ملاحظة او رسالة او يبدي اعتراضاً او تحفظاً على ما كنا نكتبه ونعبئ به السودانيين لدعم مؤتمر الخريجين والحركة الوطنية، وكان بعض ما نكتبه فيها يغضب الإدارة البريطانية ويثير حنقها وكنا نتناول كافة القضايا بجرأة ولكن بموضوعية شديدة وكان هذا يوجههم ولا يستطيعون ازاءه استخدام القانون، وانه أي سيادة علي الميرغني اهتم بنشر طريقة الختمية كطريقة صوفية التف حولها الكثيرون من مناطق السودان كما انه كان الموجه والاب الروحي للحركة الوطنية والاتحادية وكان حريصا على جمع الصف الوطني وينفر من التعصب والتطرف وكان حكيماً في ابداء رأيه تجاه اي شأن او قضية تخص السودان.
    وكانت ثقافته وخلفيته الموسوعية لافتة تماماً فقد روى الاستاذ محمد خليفة طه الريفي انه قام بزيارة لصديقه العالم الدكتور التيجاني الماحي مؤسس دراسات علم النفس في السودان ورئيس مجلس السيادة بعد ثورة اكتوبر 1964م بمناسبة عودته من تركيا ولدى نهاية زيارته قدم له الدكتور التيجاني الماحي كتابا وصفه بانه كتاب نادر وقد اشترى نسختين، واحدة له، والاخرى لسيادة على الميرغني، ومؤلف الكتاب جوهر الصقلي، وانه عندما ذهب اليه بالكتاب واخبره انه هدية من الدكتور التيجاني الماحي الذي عاد لتوه من انقره، فقال لها ان الدكتور التيجاني مشكور على هديته، وهي مقبولة، ثم قال «نحن لدينا نسخة من هذا الكتاب بخط مؤلفه نفسه».
    ملامح الدقة والنظام
    كان شديد الاهتمام بالوقت وتنظيمه وتوزيعه بشكل يغطي الانشطة كافة ويلتزم بالمواعيد تماماً، وجاءه ذات مرة المهندس ميرغني حمزة وفيما بعد نائب رئيس الوزراء وزير الزراعة والري وابلغه برغبة مسؤول بريطاني كبير في مقابلته، فوافق وحدد الموعد وزمن المقابلة، وفي الوقت المحدد كان جاهزا ولكن المسؤول البريطاني لم يأت في الزمن المحدد فاتجه سيادة الميرغني الى غرفة اخرى وبدأ عملاً آخر، وعندما دخل عليه المهندس ميرغني حمزة لابلاغه بان الزائر وصل، فجاء رده، قل له اننا بدأنا عملاً آخر بعد ان تأخر ولا سبيل لمقابلته اليوم، وخرج المهندس حمزة واخبر المسؤول بما سمع، واتفقا ان يحدد لهما السيد علي الميرغني موعدا آخر للقائه، وعندما طلب المهندس موعداً جديداً فان سيادة الميرغني قال له: فليذهب الى مكتبه ويتصل تليفونياً لطلب موعد جديد، وبالفعل تم ذلك. وكان يعرف لكل مناسبة ما يلائمها ويوافقها، فلدى زيارة الرئيس جمال عبدالناصر للخرطوم في نوفمبر 0691م حيث اقام له حفلا كبيرا في مقره بالخرطوم «الجنينة»، فان المقريء تلا بعض الآيات من سورة طه قال تعالى «ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من اهلي هارون اخي اشدد به ازري واشركه في امري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا». «صدق الله العظيم».
    ولاحظ الرئيس جمال عبدالناصر ان المقريء الذي تلا الآيات من الذكر الحكيم في حفل السيد صديق عبدالرحمن المهدي قرأ «واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم» «صدق الله العظيم». كانت التفاصيل لديه احيانا بأهمية الخطوط الرئيسية انه يعرف جيدا ان لها مغزى ورسالة.
    اغراءات عرش السودان
    على كثرة ما جرى تداوله في الكتب والوثائق وما دار من احاديث حول عرض الادارة البريطانية الملكية على سيادة علي الميرغني ومدى صحته فربما كان ادق ما نقل في هذا الصدد ما كتبه الاستاذ المؤرخ حسن نجيلة في كتابه «ملامح من المجتمع السوداني»، واورد هنا نصه:
    هل عرض الانجليز على سيادة علي الميرغني ان يختاروه ملكا على السودان؟ في نهاية الحرب العالمية الاولى 4191م- 9191م وظل العرض قائما حتى زيارة اللورد اللبني للسودان في ابريل 2991م.
    ورأيت ان انقب وابحث عن الحقائق التاريخية التي بعث لي البحث عنها ثم رأيت ان اتصل بالسيد علي الميرغني شخصياً واسأله عن هذا الامر.
    والتقيته وجلست قبالته ووجدته متماسك القامة ويتحدث بطلاقة دون تلعثم وبتركيز جيد الذاكرة، وبعد حديث بادرته بسؤال عن حقيقة عرض «الملك» عليه من قبل الادارة البريطانية، والاختلاف حول تأكيد هذه الحقيقة أو نفيها، فاجاب في يقين وثبات «نعم تقدم الى الانجليز بهذا العرض واعتذرت عنه»، وسألت ان كان قد قدموا اليه رسائل تحمل هذا المعنى، فقال: كلا، كانوا يبعثون الى برسل من كبارهم يتحدثون معي في هذا الشأن، وسألته: لماذا رفض؟ فرد سيادة الميرغني «ان الملك الذي يصنعه الانجليز بيد يمكن ان يسحبوه باليد الاخرى متى ارادوا، لانه ملك لا يقوم برضاء الشعب ورغبته ولا اختياره، وانما يكون مفروضا عليه، ومن السهل انتزاعه والامثلة على ذلك عديدة، وفي العام 5491م كان هنالك اتجاه قوي بين القاهرة والخرطوم لاختياره كرئيس اول اتحاد لوادي النيل ولكنه اعتذر، لان الامر متروك للشعب وحده.
    أول معركة انتخابات
    لعل ذروة مهامه الوطنية اضطلاعه التام بادارة العملية الانتخابية التي نجمت عن اتفاقية الحكم الذاتي وتقرير المصير للسودان والتي وقعت بين الحكومتين البريطانية والمصرية في 21 فبراير 3591م بالقاهرة، واجراء اول انتخابات عامة للبرلمان باشراف لجنة برئاسة القاضي الهندي سولك مارسن وعضوية ممثلي الوطني الاتحادي والامة وممثل لبريطانيا والولايات المتحدة، وهي آنذاك معركة حاسمة لانها تشكل وتؤثر في مستقبل السودان، وحدد لاجراء الانتخابات العامة نفس العام اي 3591م، والحزب الاتحادي برئاسة اسماعيل الازهري ورعاية سيادة علي الميرغني، ولم يمض على تكوينه في القاهرة سوى أشهر قليلة حيث دمجت الاحزاب الاتحادية والوحدوية، وهي حزب الاشقاء بزعامة اسماعيل الازهري، وجناح الاشقاء برئاسة محمد نور الدين والاتحادي برئاسة حماد توفيق والاحرار برئاسة الطيب محمد خير ووادي النيل برئاسة الدرديري احمد اسماعيل، وغيرها ولم تكن تنظيماتها أو قواعدها قد تشكلت ولكن جماهير طريقة الختمية وحدها كانت منظمة تنظيماً دقيقاً وبالتالي فان سيادة الميرغني ادار المعركة الانتخابية بالكامل، وقد شهده القريبون منه وهو يتولى مراجعة خواتم كل دائرة انتخابية في المدن والارياف والمناطق النائية، دائرة دائرة، من مقره بحلة خوجلي بالخرطوم بحري اذ كان يجمع قيادات كل دائرة ومنطقة للتشاور معهم حول اوضاعهم واستعدادتهم ورسم خطط التسجيل والاقتراع والعمل الافضل للفوز.
    وقد ادهش المتابعون له اثناء ادارته لهذه المعركة الانتخابية بحنكته ودرايته وصبره والمامه ومعرفته الكاملة لدقائق الامور في كل دائرة انتخابية والاشخاص المؤثرين فيها معهم أو ضدهم، واحتمالات الفوز والاخفاق، والعوامل التي تؤدي الى كليهما، وظل خلال التحضير للانتخابات وعلى مراحلها كافة مثابرا ومتابعا للتفاصيل كافة، ويعقد الاجتماعات المتوالية التي تستمر النهار كله، وتقطع من الليل اكثره، وقد تستمر حتى يسفر الصبح فيؤدي صلاة الفجر، وقد يتعب من حوله ويتوقفون فترة راحة أو استرخاء فيأذن لهم بينما هو نشط، يقظ جاد وصبور، مع انه اكبرهم سنا وانحفهم جسدا.ولذلك وعلى حد شهادة المؤرخ الاستاذ حسن نجيلة فانه يكذب من يقول ان معركة اول انتخابات عامة في السودان في العام 3591م والتي فاز فيها الحزب الوطني الاتحادي فوزا اذهل الادارة البريطانية وغيرهم من المراقبين، على منافسة حزب الامة، يكذب من يقول ان هذه المعركة التاريخية الفاصلة قد ادارها شخص غير سيادة علي الميرغني، فقد ادارها بحنكة وبراعة فائقة كان ممسكا بكلتا يديه بكل خيوطها يشدها أو يجذبها أو يرخيها، كما كانت تقتضي ظروف المعركة الانتخابية الحاسمة الساخنة والتي كان عقلها المدبر ومخططها والمنتصر فيها.
    على دائرة الازهري
    وقد نقل لي مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ان حزب الامة آنذاك اي في اول انتخابات عامة بالسودان، وضع ثقلة وامكانياته وراء مرشحه السيد عبدالله الفاضل، ضد الرئيس اسماعيل الازهري، باعتبار ان إلحاق الهزيمة برئيس الحزب الوطني الاتحادي هو في حد ذاته نصر لحزب الامة، فما كان من سيادة مولانا علي الميرغني إلا ان انتقل من داره بحلة خوجلي بالخرطوم بحري الى داره في ام درمان، وكان عادة لا يتحرك الى هنالك إلا لعمل يتصف بالأهمية البالغة، وكان يعتبر فوز الازهري مسألة لا تحتمل التهاون، واخذ في ايفاد مبعوثيه ومندوبيه الى كل بيت في الدائرة الانتخابية، لانه كان يعرف جيدا اصول الاسر والعائلات، لضمان التصويت للازهري الذي كان بدوره مشغولا مع زملائه في الدوائر الانتخابية الاخرى.
    ويوم اعلان النتائج فاز الازهري على منافسه القوي السيد عبدالله الفاضل، وكان وراء هذا النجاح والفوز سيادة علي الميرغني شخصياً.
    وبمجرد اكمال سيادة علي الميرغني لمهمته الوطنية الكبيرة بتحقيق النجاح والفوز للاتحاديين فانه قرر الاعتكاف، وترك للرئيس اسماعيل الازهري مسألة تشكيل اول حكومة وطنية منتخبة وحرص على النأي عن التدخل بالاشارة أو التلميح أو الرسائل تأكيدا على ثقته الكاملة في الازهري، ولكن ثقة سيادة الميرغني في الازهري ما كانت تعني بالنسبة اليه تجاوز الاصول، فهو على علم بها.. فطوال رئاسته للحكومة الوطنية 4591- 9691م، وكذلك طوال رئاسته لمجلس السيادة 7691- 9691م، كان شديد الحرص على ارسال التشكيل الوزاري الى سيادة الميرغني للاطلاع عليها اولاً وقبل اعلانها، فاذا اعاد القائمة اليه فذلك يعني موافقته وقبوله وبالتالي اعلانه.
    وقد اكدت لي شخصيات عديدة في مقدمتهم مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ان مولانا سيادة علي الميرغني لم يبد اية ملاحظة أو تحفظ تجاه اية شخصية رشحها الازهري للوزارة، ثقة تامة فيه.
    مع زعماء العالم
    وكانت لمولانا سيادة على الميرغني علاقات قوية بالرئيس جمال عبدالناصر وزملائه في مجلس قيادة ثورة 32 يوليو 2591م، وقد حدثني السيد زكريا محيي الدين الذي شل مناصب عليا في مصر وعضو مجلس الثورة، والذي كان يصحب سيادة علي الميرغني لدى زياراته للقاهرة والاسكندرية بوجه خاص، ان الرئيس عبدالناصر واعضاء مجلس الثورة كانوا يحملون قدرا كبيرا من الاحترام والتقدير لسيادة الميرغني، ويعرفون قدره ويعتبرونه بمثابة الاب والوالد، ويقبلون بارشاداته وتوجيهاته، وكذلك كانت لديه علاقة مع جواهر لال نهرو اول رئيس حكومة للهند ومؤسس نهضتها، والامبراطور هيلاسلاي وكوامي نكروما، وكانت لديه مناقشات مهمة مع الرئيس السوفيتي برزنيف عندما زار السودان في مطلع الستينيات، وقد ذهل برزنيف من الالمام الواسع لدى سيادة الميرغني عن الاتحاد السوفيتي، والقوميات وتاريخها، ودخول الاسلام في روسيا، وفرح وهو يقول: لقد قالوا لي في البرنامج انه رجل دين، ولكنه عالم واسع الثقافة والمعرفة.
                  

12-27-2008, 07:19 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد...

    وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المُجتبين...
                  

11-29-2008, 09:10 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)
                  

11-30-2008, 07:29 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)


    أحبتي الكرام...

    سلامات وتحايا نواضر وكل عام وأنتم بألف خير وعافية...

    كتب الأخ الكريم أمير الشعراني بسودانيات في حولية صاحب السيادة مولانا السيد علي الميرغني رجل الوطنية ورجل السلام والديموقراطية... بمناسبة ذكراه الأربعين...
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    في ذكرى كنز العديم ملاذ الخائف الوجل
    السيد علي الميرغني: مسير شمس الضحى في الحزن والسهل..!
    بقلم: أمير الشعراني


    (1)
    منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، ينحدر سيل من الأحباب والمريدين والخلفاء من مختلف أرجاء السودان صوب مسيد السيد علي الميرغني ببحري الذي اكتسى حلة زاهية وارتفعت فوقه الرايات احتفالاً وابتهاجاً وتخليداً لذكرى صاحبه السيد علي الميرغني، التي تجىء هذا العام بحضور مرشد الطريقة الختمية وزعيم الحزب الإتحادي الديمقراطي مولانا محمد عثمان الميرغني وكبار قادة الحزب والطريقة العائدين للوطن بعد طول غياب.
    مسجد السيد علي مثل خلية نحل يعج نشاطاً ونظاما، كل يعمل بهمة ونشاط، الأنوار والرايات والصور، طبول ونوبات ونحاس، شباب وشيوخ ونساء وأطفال، كل على قدر سعته يبذل الجهد والعرق لتجميل المسجد بعماره الجميل المميز.
    (2)
    المحتفى به، هو مولانا علي بن السيد محمد عثمان الأقرب، بن السيد محمد الحسن الميرغني (أبو جلابية) بن الإمام السيد محمد عثمان الميرغني (الختم) مؤسس الطريقة الختمية الذي ينتمي نسباً الى الإمام الحسين بن سيدنا علي كرم الله وجهه، ولد السيد علي الميرغني بديار الشايقية بجزيرة مساوي في العام 1880م حفظ القران الكريم وتلقى مبادئ العلوم الشرعية بمدينة سواكن تحت اشراف عمه السيد تاج السر الميرغني، بعدها هاجر طلباً للعلم والمعرفة لأرض الكنانة ملتحقاً بالأزهر الشريف الذي نال فيه الشهادة العالمية برعاية عمه السيد محمد سر الختم، ليعود الى السودان عبر سواكن ومنها الى كسلا فالخرطوم في العام 1901م ليستقر به المقام بحلة خوجلي ببحري التي توفي بها الى رحمة مولاه في 21 فبراير 1968م الموافق الثاني والعشرين من ذو القعدة للعام 1387م بعد أن خط سيرته بأحرف من نور فى تاريخ الدعوة الإسلامية والعمل من أجل الوطن، وشيعته الخرطوم في موكب مهيب بعد أن أوصى بالخلافة لنجله مولانا السيد محمد عثمان الميرغني الذي سار على نهجه وطريقته بحنكة وإقتدار.
    دموع كثيرة بكت السيد علي الميرغني وخلده رتل من الشعراء في ديوان كبير عثرت (حكايات) على نسخة منه بمكتبة المسجد، اقتطفنا منه قصيدة رثاء سطرها الشاعر والسياسي الراحل يحيى الفضلي يقول فيها:
    لو كان فيض الدمع يحيى ميتاً
    لبكى بذخره عليك النيل
    وعزاء هذا الشعب في بلواءه
    عثمان في ذاك المكان بديل
    (3)
    عقب رحيل السيد علي الميرغني، أطلقت بلدية الخرطوم أسمه على شارع الحرية بالخرطوم بحري ويمتد من كوبري النيل الازرق حتى كوبري شمبات، والقى الزعيم إسماعيل الأزهري كلمة خاصة بالمناسبة جاء فيها: (انه لما يسرنا جميعاً ان يرفع اسم مولانا السيد علي الميرغني على هذا الطريق الذي يبدأ من داره التي ضمت رحابها أروع أحداث تاريخنا الوطني وأستقبل بابه المفتوح دعوات الحرية والاستقلال والتحرر والانعتاق وصدرت منها ارشاداته وتوجيهاته للعمل من أجل الوطن والمواطنين).
    (4)
    مدير مكتبة مسجد السيد علي، الخليفة صلاح سر الختم اختار لنا قصيدة جميلة في مدح السيد علي الميرغني كتبها الشيخ ابراهيم أبو النور، نقتطف منها هذه الأبيات لتكون مسك ختام لتوثيقنا:
    ان ابن عثمان قد سارت فضائله
    مسير شمس الضحى في الحزن والسهل
    فرد الزمان وحيد الدهر ذو شرف
    كنز العديم ملاذ الخائف الوجل
    الفاطمي الحسيني الذي سبقت
    له العناية بالتقديم في الأزل
    رحم الله مولانا السيد علي الميرغني، أحد رموزنا الوطنية الخالدة وجعل البركة في ابنائه وأحفاده وأحبابه والمريدين.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    لك أخي الكريم أمير قواسيب مودتي... وأكيد سأتشرف بحضور الحولية العلوية الميرغنية معكم بي هناك...

    وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد... وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المُجتبين...


    أبو الحُسين...

                  

12-03-2008, 06:54 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    حولية مولانا السيد علي الميرغني "عليه السلام"...

    اكتب حولية السيد على الذكرى الاربعين (توجد صور)

    مع تقديرنا ومحبتنا للإخوة الكرام طارق وعثمان الشيخ الذين مدونا بهذه الصور الجميلة...

    وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المجتبين...


    أبو الحُسين..
                  

12-25-2008, 09:16 AM

أبو الحسين
<aأبو الحسين
تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 7948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سجل إســمك أوعة يروح دي الختمـية سفينة نوح... (Re: أبو الحسين)

    خواطر حولية السيد علي :أوباما حلم مارتن لوثر وفراسة الميرغني برواية عبدالرحمن مختار

    صحيفة السوداني

    بقلم: عمر الترابي "النحلان"...

    الحولية أصلها من حول والحول السنة فيقال لكل ذي حافر أول سنةٍ حولي والأنثى حولية، وأَحالَ اللهُ علينا الحول أي أعاد ميقاته من السنة، و هي ربط للناس بسنة الدنيا وتذكير بأنها تعاقبٌ و دوران وأن المغزى والمربط دائماً أن يتنبه الإنسان لحال الدنيا فيغتنم ما يستكثر به من الخيرات لعُقبى الدار، ويستزيد بروحانيات حاضره التي يستلهمها من ما يغشاه من ذكرى للصالحين وأحوالهم، فيزكو بفالح العمل ويسمو بصالحه ويستهدي بأئمة الرشاد، وهنا تكمن قيمة الحولية فإنها تذكر الناس بأئمة الهدى حولاً عقب حول، وهو مطلب تجده دائماً في هدى الدين، فالمسلم يرتبط دائماً بالصالحين كقدوة ويتذكرهم دوماً فنقرأ في صلاتنا التي هي ميقات معلوم (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ(الفاتحة:7، فنطلب الصراط ونربطه بأهله أئمة الهدى، ونختم صلاتنا تحيةً لهم فنقول (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)، فتُكرر الصلوات خمساً وفي أحيانٍ كثيرة نستجمع العبرة بالصالحين ومنهم مقاربين ومسددين لأن نكون منهم ومثلهم ونجعل ذكراهم منطلقاً لمواسم ومختتم لآخريات، ونعيّن لهم ذكرى حَولية فمن حيث ماتوا ننطلق بذكراهم ونحمل رسالتهم، ونسترشد بهديهم و نربطهم كلهم بميلاد الهدى الذي يبقى نوره أبداً سيدنا رسول الله صلى الله عليه وصحبه وآله وسلم.

    و الآن تهل علينا حولية أحد أقطاب التصوف و أئمة الهدى وقادة العمل الوطني والعربي الإسلامي والإنساني في القرن الأخير وهو صاحب السيادة مولانا السيد علي الميرغني – قدس الله روحه-، و مولانا السيد علي رجل تزدهي المكارم به و المفاخر تستنير لعلمه وعلمه وشرفه وحسبه، فقد كان مثالاً يحتذى في كل مناحي الحياة وكان مداً للزعماء وعالماُ شهد بعلمه القاصي والداني، فالحديث العام عنه لا يضيف للقارئ الكريم لذا أحببت اليوم تنزيل مد الروحانيات على الواقع و السمو بها لأستشف منهما ما يثبتني في دورة الحياة لأستمسك بدرب الهدى ويلهم الآخرين معاني التغيير ومناهج الدعوة، سأضع بين أيديكم لمحة أو قل كرامة أو قل فراسة أو قل قراءة، لعلها تكون زاداً للمحبين ونوراً للمفكرين وتثبيتاً للعارفين.

    شواهدها كثيرة ولكن راويها الأستاذ عبد الرحمن مختار وهو من علية المثقفين والكتاب وأهل الفكر والقلم النزيه في بلادي –رحمه الله وأحسن إليه-، يقول في سفره العظيم الذي أرخ فيه لمرحلة دقيقة من تاريخ السودان _خريف الفرح_ والذي تشعب فيه ومضى به الحديث إلى أن وصل إلى الكلام عن سيادة مولانا في ص 34 فقال (كان مولانا الميرغني مولعاً بحركات التحرر في جميع أنحاء العالم متابعاً للإنتفاضات الإسلامية أذكر أنه استدعاني عام 1960 م عندما كنت متجهاً لأمريكا لحضور الجلسة الإفتتاحية للأمم المتحدة وبدأ يتحدث معي عن حركة الزنوح والصحوة الإسلامية التي أخذت تظهر تباشيرها في الولايات المتحدة الأمريكية وتناقشنا في عديد من القضايا المطروحة في الأمم المتحدة آنذاك خاصة الجلسة الإفتتاحية المرتقبة التي سيطرت فيها أحداث افريقيا بعد مقتل لوممبا وأحداث الكنغو الشهيرة وانتفاضات عدد من الدول الأفريقية.

    وفي ختام لقائي بمولانا الميرغني طلب إلي أن أحضر له أي مخطوطات عن حركة الزنوج: مسارها آثارها ومستقبلها حتى أن مولانا تنبأ في ختام حديثه بأن الزحف الزنجي سيصل قمته المؤثرة في الولايات المتحدة عام 2000 ولا يستبعد في أو قبل هذا التاريخ بقليل أن يقتحم البيت الأبيض سيد أسود !! ضحكت وضحك وودعني متمنياً كل التوفيق.

    تحدث مولانا الميرغني معي طويلاً عن الزعيم الزنجي مارتن لوثر كينج زعيم حركة الزنوج الذي كان آنذاك ملء السمع والبصر ووصفه بأنه قريب للإسلام أكثر منه للمسيحية وقال لي الميرغني انه قرأ فيما قرأ دعوة للزعيم الزنجي للفتيات الزنجيات أن يلدن بأية طريقة وأية وسيلة يعني دعوة صريحة للزنا)

    عزيزي القارئ :
    في 16/12/2000 اقتحم البيت الأبيض الجنرال كولن باول وزيرا للخارجية في إدارة الرئيس جورج بوش الأولى كأول أسود ينال هذا المقام، وبعد هذا التاريخ بقليل (اقتحم البيت الأبيض سيدٌ أسود) وهو باراك أوباما رئيساً للقارة البيضاء، أعيد إلى الأذهان أن هذا القول - أو التنبؤ - كان قبل نصف قرن تنقص عاماً، سمها كرامة سمها فراسة سمها نبؤة، ولكن اتعظ منها بأن المؤمن يجب أن يتبصر أحوال الآخرين يمد يده بالنصح إلى كل العالم يستشعر أنه مخاطب بتكاليف الحياة كلها وبتطوراتها فيتفاعل معها ومع شعوب العالم كله رغبةً في خيرهم وإستشعاراً بتكليف الله بحمل مشكاة الدين والدعوة إليه بالحسنى، ولا بد من قراءة متأنية للمستقبل ومن نظرة بعيدة تعتمد على المنهجية العلمية البحتة واستقاء المعلومات من أهلها واستصحاب الدعاء وجماع اسباب الهداية الربانية مع الأخذ بالأسباب.
    إذاً هكذا صاغها و ساقها الأستاذ عبدالرحمن مختار سارداً هذه الكلمات النيرات كاشفاً لنا جانباً آخر في حياة الزعيم الأكبر إذ يقول (كان مولانا الميرغني مولعا بحركات التحرر) فأي شأو هو شأوك أيها الزعيم النبيل وأي مقام هو مقامك وأي همةٍ هي لك، لم يقعدك عن حمل هم الدعوة تباعد المسافات بينك ومن تدعي و لا تكاثر الإبتلاءات عليك، أنار الله ضريحك بقدرما أعطيت، هذا عطاء فريد ولكن ليس بغريب على الميرغني، لم لا أليس هو خليفة جده مولانا السيد محمد عثمان الختم- رضي الله عنه-؟ الذي هجر لذيذ العيش بمكة وعبر البحر الأحمر إلى أثيوبيا واريتريا والأنقسنا والسودان وبعث بنيه بالحق ناصحين وبالخير سائرين يحيون سنن الهدى و ينشرون تعاليم الدين دعوةً للحق والمنهاج القويم في كل أرجاء المعمورة.

    نعود إلى كلام الأستاذ إذ يواصل في كتابه فيمضي في ص 34-35 ليمنحنا شيئاً من اسهامات مولانا الميرغني في خطاب الزعامات وحوار الحضارات و الدعوة للإسلام بالحسنى، وليبرز لنا الفطنة والحكمة في أبهى صورها إذ تتجلى وتتحلى في عرض مولانا السيد علي الميرغني للإسلام فيقول (تحدث مولانا الميرغني معي طويلاً عن الزعيم الزنجي مارتن لوثر كينج زعيم حركة الزنوج الذي كان آنذاك ملء السمع والبصر ووصفه بأنه قريب للإسلام أكثر منه للمسيحية وقال لي الميرغني انه قرأ فيما قرأ دعوة للزعيم الزنجي للفتيات الزنجيات أن يلدن بأية طريقة وأية وسيلة يعني دعوة صريحة للزنا ليسهمن في زيادة عدد الزنوج حتى لا يعودوا أقلية فإذا عرف الزعيم الزنجي أن الذي يواجهه الآن وأهله هو نفس ما واجهه الإسلام عند ظهوره وفي فجره وهو مشكلة الأقليات) ومضى يحلل إلى أن قال (ويبدو أن هذا كان فحوى الرسالة التي أعطاني إياها الزعيم الراحل وقابلته بعد ثلاثة أيام يبدوا أنه خلالها تمكن من جمع المعلومات عن مولانا الميرغني وقد ظهر واضحاً عند لقائي بالزعيم الزنجي أنه كان ملماً بشخصية الميرغني وأبدى إعجابه الشديد بتحليل الإسلام الزواج من أربعة نساء دفعة واحدة...( إلى أن يقول (ووصف مارتن لوثر رسالة الميرغني وما جاء فيها أنها عملية وجيدة وتستحق الدراسة والمتابعة)
    وهنا لنا أن نتغظ بأسلوب النصح والخطاب الحسن والجميل وفتح الأفق و المبادرة إلى الحلول وعرض الدين عرضاً يوافق العصر ويحافظ على الجوهر.
    وآتي على الجزئية الأهم إذ يقول الأستاذ عبدالرحمن (وأكد لي الزعيم الزنجي وهو يسلمني رداً على رسالته أنه إذا ماقام بزيارة إلى افريقيا فإن أول بلد سيزوره هو السودان وأول يد سيصافحها هي يد مولانا الميرغني)
    ثم يعلق قائلاً (وهكذا فإن هموم مولانا الميرغني لم تكن قاصرة على السودان والعالم العربي وحركات التحرر الإفريقية وإنما امتدت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبهذه المناسبة أقول بأن مولانا الميرغني طيب الله ثراه كان مثقفاً ومطلعاً وباحثاً وهو يملك مكتبة ثرة وضخمة ومتنوعة قل أن يكون لها مثيل وفوق ذلك فإنه يقرأ اللغة الإنجليزية بفهم وتمعن وإدراك وتعمق الشئ الذي يجهله أقرب الأقربين إليه)

    عزيزي القارئ:
    كل فقرة مما نقلته إليك يحتاج لأيام لنبسط الحديث عنه ولعلك الآن بدأت تدرك العظات والعبر من هذا التاريخ، فأنظر بأي فكر وبأي فراسة قال مولانا الميرغني ما قال في اقتحام السيد الأسود للبيت الأبيض ولعلها ليست من محض الصدفة أن يدخله باراك حسين أوباما وهو الذي بحق حلم مارتن لوثر الرجل صاحب المقولة الشهيرة (I have a dream) وحقاً فإن أوباما بر بمارتن لوثر وحقاً إنه حقق حلمه، ونعم إنه أوباما هو فراسة مولانا الميرغني، كان حلم مارتن لوثر الذي قال أن أول بلد تطأه قدمه في افريقيا هو السودان وأن أول يد سيصافحها هي يد الميرغني، فما يدريك لعل باراك يحقق رغبة مارتن لوثر الثانية ويأتي السودان أولاً ويصافح مولانا الميرغني. من يدري ؟ ولعل ذلك يتم بشكل من الأشكال.

    عزيزي القارئ
    إن ما اختطه الأستاذ عبدالرحمن بقلمه النزيه يجعلنا نقف إجلالاً لهذا العلم الصحفي و الرقم المهم في تاريخ حركة التوثيق المهني في البلاد، ولعله يقدم لإخواننا من الجيل الجديد مثالاً في المصداقية والمهنية العالية نرجو أن تكون شعاراً لهم فنحن نفخر دوماً بصحافةٍ نزيهة شريفة. فلله دره عبد الرحمن مختار فقد قال كل شئ بصراحة ووضوح و صدق -عليه الرحمة-.
    والحق أن السادة المراغنة عرفوا عبر تاريخهم المديد بالصدق و الإخلاص والدعوة الواعية لدين الله مرافقاً لذلك العلم التام بعلوم الدين فروعاً وأصولاً فالمكتبة الإسلامية تزخر بحورها بذخائرهم النادرة و بمؤلفاتهم التي تعد مرجعاً للعلوم الشرعية كالوجيز في أحاديث الرسول العزيز للسيد عبدالله المحجوب وتاج التفاسير للأستاذ الختم و كذا فتاويهم المشهورة كقضاة للحرمين و أورادهم المنثور والمنظومة وهم عماد الوسيلة المرضية الطريقة الختمية و قد كانوا عمدة لرواية كتب الحديث الستة، ولهم في ذا المجال الشأن العالي، لذلك لا عجب أن يكون مولانا السيد علي الميرغني امتداداً لهم ومداً لمآثرهم وإن كان متدثراً بالتواضع فإن هذه الإشراقات التي تتوالى اليوم إنما تعتبر دفعاً للمسلمين نحو تفاعل مع الواقع والإسترشاد بالتاريخ واستلهام العبر من هذه الأخبار، لنجعلها مبادئ للدعوة بالحسنى والحوار البناء والإضطلاع بالمسؤوليات الدينية والدينيوية لنرث الأرض بالصلاح ولنعمل نحو غد أفضل وعالمٍ متعايش.

    وقد أتت هذه الحولية هذا العام و هي تلبس ثوباً آخر وله وقع خاص، فشرفها و أزكى احتفالاتها في السودان بالحضور صاحب السيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني حفظه الله، مرشد الطريقة الختمية رئيس الحزب الإتحادي، فالتحية له والإكبار وهو يحمل راية والده ويسير في نهجه ويحذو حذوه بالمعروف والحق.
    ختاماً نذكر الناس بالقيمة الحقيقية التي ينبغي أن لا تضيع وهي أن الحوليات مدعاة للذكر و للتذكر وللعظة ولتزكية الروح وللتأمل في سير الصالحين و في مجاهداتهم و في سنة الحياة جميعاً تزوداً للآخرة، وهي محط لطلب الرحمات فإنه بذكر الله تطمئن القلوب وبذكر الصالحين تتنزل الرحمات.

    ــــــــــــــــــــــــ

    صادق دعواتنا لك أخي الحبيب عمر الترابي بالحفظ والصيانة والصلاح وبركة العمر وأن يحفظ أولادك ويعلي من شأنك ويحشرنا وإياك مع من تحب آل بيت النبي وجدهم الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه...

    ولك قواسيب مودتنا...


    أبو الحُسين...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de