صحوا كلية موسيقانا على ابداع أل شداد رسل فن الموسيقى السودانية الجدد

Quote: الاخ يوسف الموصلي      لك خالص التحايا و الشكر الجزيل على دعمك المعنوى وتشجيعك للابناء الموسيقين ,وجهدك ايضا فى التعريف بهم وبمشروعهم الموسيقى .   اكرر لك جزيل الشكر والتقدير وجزاك الله خير جزاء . كنت احسب ان الاتصال التلفونى معك لاشكرك وأثمن ماقمت به ,وقد حاولت عده مرات بالتليفون الموجود على سودانيز اون لاين , وكانت تجينى العباره (اسوف اتصل بك قريبا) وحاولت كثيرا ان اجد وسيله ,حيث اننى غير مشترك فى سودانيز اون لاين . واخيرا والحمد لله تحصلت على تليفون الاخت بثينه(حفظها الله) . واسمح لى من خلالك ان اشكر كل اللذين ساهموا معك وكلماتهم الطيبه الرقيقه الانسانه ..(صلاح شعيب ,سلمى الشيخ سلامه ,بثينه تروس ,عبدالله عثمان ,الباقر موسى ,وكل الاسماء الطيبه ,وسوف اعود لهم بالتفصيل) ..حيث لكلماتهم هذه دعم معنوى كبير فى ظروف (مشاق الغربه) ,فلهم جميعا خالص الشكر. ايضا احب ان اشكر اساتذه معهد الموسيقى بالسودان اصدقائى وزملائى .. واذكر اننى حين اصطحبت الابناء للكليه رحب بهم الجميع , واذكر د.صلاح محمد الحسن , و د.عثمان مصطفى ,و د.كمال يوسف الذى بادر فورا بدعوتهم للنادى الالمانى,وله جزيل الشكر ,و د.ترنين حيث اتصل بالصحف ورتب لنا لقاء صحفى بمكتبه ,و د.عبد الحليم للأشاده واهداء الابناء نوت سودانيه لاول مره, د.عادل حربى.   اخى الكريم نحن فى الاسره مازلنا نعمل على مواصلة المشوار الطويل والمضنى منذ زمن طويل, نتسلح بالامل والاصرار ,ونرجو من الله التوفيق .ومازلنا ننشد الغوص فى بحور الموسيقى العميقه وأيضا الابحار نحو ضفاف الاحلام المستحيله. الامر اصلا حلم.. لغايه.. ,ولكن كانت صخره الواقع تفرض بقسوه المشقه والارهاق و التوتر واليأس. أصارحك أنى كثيرا ما فكرت ان ارجوا من الابناء إيقاف المشروع , و كثيرا ما كنت اتشكك فى جدوى المشروع ,واحدث نفسى ربما نحن نرتكب خطاء , حيث ان الدراسه فى الكونسيرفتوار ساحقه تماما ,واقل من 10 ساعات فى اليوم تدريب على البيانو ,ربما تقرر لجنه الامتحانات فصل الطالب ,ثم يحدث احيانا المشهد الغريب والمؤثر حيث تختلط دموع الطالب مع دموع استاذه الدكتور . الاخ الموصلى ينتابنى الالم ايضا حين يكون علينا ان نمسح اثار الانامل الداميه على مفاتيح البيانو , هل تطيق الامهات عاده مثل هذا؟ نحن لا نجد الوقت الكافى مع الابناء بسبب عبء المناهج وكانت هذه معضله, على كل يحى الصغير"حفظه الله" بعد كل هذه السنين الطويله تبقى له 7 سنوات للبكلاريوس + 2 سنه دراسات عليا , حتى يتسجل فى مرحله الماجستير هو حاليا يعالج الصعوبات التكنيكيه لكونشرتو (فيوتى) للكمنجه و (الكادنزه) الخاصه به.وسوف ارسل لك بعض من تسجيلاته ثريا (الحمد لله) تخرجت هذا العام من الكونسيرفتوار ,بعد احرازها"كما هو متوقع" درجه الامتياز فى(البيانو) وهى حاليا تدرس بقسم الدراسات العليا ,ثريا تبحث عن فضاء جديد لاكمال الدراسه.       فى الماضى كنا متأثرين بشده بجو الكونسيرفتوار المتحرك والثرى والخصب بالأضافه الى الجديه والصرامه الاكاديميه ,ومثلنا مثل اى سودانى يلح عليه ضميره بشده التفكير ماذا لو نقل مثل هذا الصرح الحضارى للسودان وذلك الدور الكبير الذى سوف يسهم به ,وكنا مقررين بمجرد ان يكمل الابناء الدراسه الجامعيه اكمال الحلم وذلك بالعوده للسودان واقامه سلسله من الندوات ودعوة كل المهتمين بالشأن الموسيقى والفنى, وتقديم نماذخ مجوده من الاعمال العالميه تكون مقدمه, واعلان قيام كونسيرفتوار للسودان ودعوة الدوله للمساهمه او التبنى للمشروع ,وفى حاله عدم الاستجابه يقوم بالجهود الذاتيه ويعمل كونسرفتوار اهلى (خاص) . وكنا نعول على مشاركه الدوله بشده,إذ ان لابد ان يكون بجانب الكونسيرفتوار تكمله طبيعيه عباره عن صالات الأوركستر السمفونى ودار أوبرا, و الكونسرفتوار اصلا بطلابه وأستاذته وخبراءه يقوم بتغذية الاوركسترا السمفونى واوركسترا الاوبرا ,ولأ فما فائده الكونسيرفتوار دون الاوركسترا السمفونى أو دارالاوبرا . عاده ماتقوم المشاريع خطوه خطوه , ولكن لابد أن يكون البرنامج مطروح بأبعاده كلها. ولكن الامر اختلف : _فى زيارتنا لمعهد الموسيقى ,كنا نسمع الشكاوى المريره من الاساتذه والطلبه والخريجين عن تدهور حاله المعهد الجامعى وضعف الامكانيات المناهج والمستوى الاكاديمى ,وكانوا معنا صريحين للغايه كعادة اهل السودان(وهذا لا يعيب) كما اننى عملت بالتدريس زميل لهم,وافهمونى ان عمل الاولاد فى المعهد مكسب لهم وخساره لنا ,حيث ان المعهد لا يقدم لهم اى شىء ,كما ان الفارق بين ما درسوه وما درسه الطلاب شاسع , حيث ان السير فى المعهد بعد السنوات ال 5 ربما سير أفقى ,وهنالك شك ان يقوم الطلاب بأداء الصوناتات والكونشرتات العاليه . بل ان أحد الاساتذه اشار لى بلطف على رجل عجوز يجلس على الارض فى الشمس بعيدا ,ويضع يده على خده ,وقال لى هنا سيكون مصير اولادك لو جو عندنا .. أيضا ذهبت الى الاخ والزميل عبد القادر سالم حينما كان رئيس ونقيب المهن الموسيقيه واشكره على الترحيب واخبرته ان الابناء والحمدلله قد تخرجوا من الكونسرفتوار ,فقال لى وفهمنى انهم هنا ممكن ان يعملوا مع الفنان محمد الامين و وردى (رحمه الله) ,وبلطبع حينما اخبرته لم نكن نبحث عن عمل ولكن ظننا ان يكون الحديث عن مناهج فصول تدريس الموسيقى الملحقه بالاتحاد ,بل حول مشاركه شامله لمناقشه مناهج تدريس الموسيقى فى المعهد , وفى حديثه هذا تذكرت ان بعض الطلاب فى الكونسرفتوار فى الفصول المتقدمه فى لحظه فراغ قاموا بأداء أحد أعمال الفنان "عمر دياب" ,وماكان على إدارة المعهد إلا فصلهم من عدة ايام اذ ان المقام هنا ( لبرامز وهايدن وباخ وشوبان وتشايكوفسكى ... ) _ فى زيارتنا لمعهد الموسيقى ,وهو المعهد الرسمى والتابع لجامعه السودان لا أحدثك عن ضعف الامكانيات والتهميش الذى يشكو منه الجميع ويبدو واضح للعيان ,ولكن كانت هنالك مظاهر خطوره ملفته "قليله" حيث شاهدنا فى قسم الفلوت عدد من الالات الصينيه ويظهر فى اطرافها الصداء(الصقر) بالتحديد فى (البوكينو) وحول (التمبونات)فى الجسم المعدنى وانت ملم وتعلم ماذا يعنى هذا فى الات النفخ حيث البخار والرزاز والبكتريا ,وهذا يعنى دون اى مواربه احتمال بتر اصابع الطالب المسكين.. اقول هذا ونحن شهود عيان لمثل هذه الحوادث. كان الذهاب بمناسبه التعرف على الجو العام والاقتراب من مشاهدة البنيه التحتيه والكادر البشرى, وكانت السلبيات الكثيره التى ذكرتها أسره المعهد والتهميش العام أمور لا تبشر بخير.. ولهذا لم ندعو للندوه واعلان قيام مشروع الكونسيرفتوار. بعدها ابدى الابناء الرغبه فى مواصلة الدراسات فوق الجامعيه وهذا من حقهم(حفظهم الله).. حينما كنا فى ذلك اللقاء فى القاهره الوقت لم يسع لأقص عليك القصه كما اننى لم أشاء ان أدخل عليك بعض اليأس الذى أصابنى و اصاب الاسره. نحن نرجو ونتمنى ازدهار الفنون فى كافه التخصصات فى السودان ولاسيما الموسيقى.. والله المستعان ,       أكرر شكرى وتقديرى