|
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) (Re: محمد عبدالقادر سبيل)
|
رسالتي السابعة الى السيد الصادق المهدي ( مفكرا)
بسم الله الرحمن الرحيم السيد الصادق الموقر
ما فتئت أتشرف بالوقوف متأملاً – بتواضع وقلة زاد و بغَيرة المسلم -جوانب آرائكم اللافتة والواردة في ثنايا ورقتكم الموسومة ب( ضرورة الاجتهاد لمواجهة تحديات العصر ومنها "سيداو") خاصة محاولتكم تبرير مسعى تبديل ما رسخ من احكام الآيات المرتبطة بالقضايا السبع المشار اليها من قبل، ومن بينها قضية حقوق المرأة التي تتفاوت وتمتاز مابين اجتراحات مواثيق المنظمات الدولية من جهة ، وشرع الدين القيم الذي ارتضاه الله تعالى للناس كافة فبعث به محمداً مبلغاً وسراجاً منيراً هادياًالى صراط مستقيم( يتلو عليهم آياته ويزكيهم و يعلمهم الكتاب والحكمة )الآية. ههنا نواصل ما كنا بدأناه من خواطر تعترض مسوغاتكم المذكورة فأضيف بعد الاستئذان: تقولون سيدي: Quote: في الصحاح أحاديث تتناقض مع العلم كالحديث عن الذكورة والأنوثة وأنه إذا غلب ماء الرجل كان ابنا وإذا غلب ماء المرأة كانت بنتاً. مع أن القرآن ينسب الذكورة و الأنوثة لماء الرجل: خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى " الآية ".
|
وأقول بتواضع.. اذا وجدنا حديثاً يتناقض مع العلم المادي الشهادي ( علم الشهادة) ، فهل نتركه لهذا السبب ونأخذ بالعلم مطمئنين ومتجاهلين البعد الغيبي منه ؟ طبعاً هنالك من يقول ( لا يعلم الغيب الا هو ) ولكن الثابت أن الله تعالى علم من لدنه علماً فيه قسطاً من الغيب، وليس فيه علم الغيب كله، والقرآن قص علينا بعضاً( من انباء الغيب نوحيه اليك) ، والرسول (ص) قال: لو علمتم ما أعلم عن أمر يوم القيامة لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولخرجتم الى الصعدات تجأرون الى الله )أو كما قال." هذا الحديث يؤلمني دائما سيدي" .. اللهم انا عبيدك بنو عبيدك بنو امائك ، نواصينا بيدك، ماض فينا حكمك عدل فينا قضاؤك نسألك العفو والعافية والسلامة.
حسناً، العلم المادي لم يتوصل الى وجود (عالم الغيب) هذا ، بل لم يتوصل الى وجود السماء ،التي نعتقد أنها ملموسة وتراها العين ( الذي خلق سبع سماوات طباقا ماترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور) والتي قال عنها تعالى ( والسماء بناها ، رفع سمكها ...) فهي متماسكة ملموسة قطعاً ولها ابواب تطرق وتنفتح وعليها ملائكة يعبدون الله ( أطت السماء) وسوف تتشقق وتنفطر وتُطوى الى يمين الرحمن يوم القيامة الخ ..!! هل ننتظر رأي العلم واثباتاته لكي نؤمن بذلك؟ اذاً فالصحابة كانوا سذج!! ، ولكن حاشاهم الكُمّل حملة شهادة الرضوان.هم خير منا. هل نقول فقط برأي العلماء القائل بأن طبقات السماء انما هي غازات واشعة منكسرة توهمنا بأنها جسم ازرق؟ هل هذا هو الايمان بالغيب الذي بدونه لا دين ولا يحزنون. ظني سيدي أن الايمان عكس ذلك ، هو ان نكف عن طلب البراهين للتحقق مما جاء به الرسل عن امر السماء ، وما طلب احد شئ من ذلك حتى انتقده المولى عز وجل بما فيهم الانبياء ، والمصطفى وحده لم يفعل ليتأكد من ان ما ينزل عليه حق ونحن لم يسمنا ابراهيم (ص) مسلمين من قبل الا لهذا . ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنو بالغيب ..) فضلا عن ذلك فالقرآن مثلا يتحدث عن وظيفة ادراكية يقوم بها القلب وليس العقل ، والرسول (ص) يقول التقوى هاهنا مشيرا الى قفص صدره ، فهل نقول ما يقول بعضهم عن ان الصدر انما هو الرأس لكي يكون مضمون القرآن أوالحديث صحيحاً من الزاوية العلمية؟ أم نسلم كما أسلم السلف الصالح وجمهور المسلمين ب ( انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ). العلم حتى الآن يناقض هذا الحقيقة ، فهل نترك قول الله (و ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) وكذلك نتجاوز قصة شرح صدر النبي صلوات الله وسلامه عليه، في صغره بواسطة الملائكة في بادية بني سعد ( الم نشرح لك صدرك) ونذهب الى العلم الذي لا اشك قط في انه سيأتي متأخرا ليكتشف هذه الوظيفة الادراكية لمضغة الجوف التي قد تكون ذلك النابض لا ارادياً بقدرة القادر وليس بقدرة العلم، أوقد يكون المقصود مضغة أخرى في تلك الناحية من القفص الصدري. أقول لابد وأنا واثق ومتيقن ( وما اوتيتم من العلم الا قليلا). ما اعجز العلم يا سيدي. فكيف اذاً نحتكم اليه صرفاً ودوننا (قال الله ) عز وجل، خالق العقل نفسه ،عالم الغيب والشهادة، (علم آدم الاسماء كلها ..علم الانسان مالم يعلم) ودوننا كذلك (قال الرسول) الكريم الذي علمه شديد القوى؟ العقل ليس الهاً ربّاً قرآنه العلم ومعجزته التكنولوجيا، كما يوحي سلوك مثقفي هذا العصر ممن يحتكمون اليه ويتوكلون ويغترون كما سبق الى ذلك قارون، (فخسفنا به وبداره الارض) ، وانما العقل عبد مسخر لهذا الدين اذا اطاع ، فهو مخلوق ضعيف ومحتاج الى الله علام الغيوب وأما العلم، (فانما العلم عند الله) يؤتيه لمن يشاء بقدر وبسنن لا تجد لها تبديلا. سيدي ، لابد من وضع العقل في مكانه الصحيح قبل ان نحوله الى وثن نألهه وندعوه من دون الله ( انّ الذين تدعون من دون الله لن يخلوقوا ذباباً ولو اجتمعوا له ، وان يسلبهم الذبابُ شيئاً لا يستنقذوه منه ، ضعف الطالب والمطلوب(73) ما قدروا الله حق قدره ان الله لقوي عزيز(74) الحج. الرسول (ص) حينما قال للناس منذ اربعة عشر قرناً أن الجنين يبقى في رحم امه نطفةً لاربعين يوما ثم علقةً لاربعين ثم مضغة لاربعين ثم تنفخ فيه الروح ما كان طبيباً قبيل البعثة ، وما كان هنالك من يكذبه لهذا السبب، حتى الكفار، وما كان هنالك علم مادي يصدق كلامه الا في عصرنا الراهن . الا يكفينا مثالاً ماثلا ( حديث الذبابة !!! ؟). فالحديث الصحيح صحيح وان كذّبه العلم والعقل راهناً. لأن الله ورسوله اعلم دائماً. وهذا هو جوهر معنى أشهد أن محمداً رسول الله. ثم سيدي .. ماهو وجه التناقض بين الاية والحديث المشار اليهما؟ ، اذ لا ندري ربما كان المقصود هو أن للرجل في صلبه ماء انثى كما له ماء ذكر أيضاً، فاذا غلب احدهما فيما يقذفه من ماء، صار الأمر للغالب. وبالفعل تقول نظرية لم الجينات بهذا الصدد أن حيونات المني اما ان تكون انثوية الكروموسوم ( X ) أو ذكورية الكروموسوم(Y) وكلاهما من صلب الرجل ، فاذا كان الحيوان الاقدر على اختراق بويضة المرأة التي هي دائما انثوية الكرومزوم( X) أقول اذا كان ذلك الحيوان ذكوريا ( Y) فان المزيج سيكون (XY ) فيصبح المولود ذكراً ، أما اذا غلب حيوان يحمل وراثياً صفة الانوثة على بقية الحيوانات المقذوفة واخترق هو أولاً فسيكون حاصل تمازج الحيوان المنوي الانثوي أكس مع البويضة التي هي دائما انثوية أكس سيكون الحاصل ( XX) فيكون المولود بالتالي انثى. أوالغلبة قد تكون بقوة الحيوان بنيوياً أو بسرعته أو بكمية الحيامن التي هي من صفة وراثية واحدة.. وهكذا سيكون الحديث النبوي الشريف معجزة اضافية . أو ربما يكتشف العلم يوماً أن ثمة صراعا يتم خلال عملية الاخصاب بين البويضة والحيوانات المنوية فتدافع البويضة عن صفاتها حتى اذا فشلت الحيامن الذكورية جميعا في التغلب عليها تخصبت بحيوان انثوي ( اسير ) فتكون البويضة قد غلبت وفرضت صفاتها على جنس الجنين المرتقب.. هذه كلها احتمالات أو افتراضات قابلة للتجريب والمراقبة وبعيداً عن هذا .. فربما يكون العلم على خطأ فيما توصل اليه حتى الآن بهذا الشأن، بينما ماء المرأة يمكن أن يسمى نطفة ايضاً أو أن النطفة هي الزايجوت خليط الطرفين ( أقول مثلاً، والله ورسوله أعلم ) ، فمن يدري ؟ ربما كان السائل الذي تفرزه المرأة اذا كثر في حال اللذة ربما كان قادراً على انعاش الحيامن الانثوية (اكس) دون الذكورية ( واي)، أو أنه قادر على قتل الحيامن ذات الصفات الذكورية دون الانثوية !!.. كل ذلك لم يتضح لنا رأي العلم فيه ، وعلماء المسلمين – عادة - لا يبذلون ما يكفي لاستباق منجزات العلم بالاستفادة من القرآن والسنة وانما ينتظرون حتى تتم الاكتشافات ثم يقولون ان ذلك موجود عندنا في القرآن أو السنة منذ (14) قرناً !! فمثلاً هاهو العلم فاجأنا قبل اسبوع واحد فقط بالضجة التي احدثها رئيس جامعة هارفارد حول الفروق الاساسية والكبيرة بين كل من مكونات الذكر والانثى ، الأمر الذي ينعكس جديا في مدى قدرات كل منهما العقلية ، حيث ان قدرات المرأة في الرياضيات والعلوم تعد اقل ، وقد ايدته في ذلك دراسة ( محكمة قام به فريق من كبار العلماء في جامعة ديوك الامريكية) نشرتها مجلة ( نيتشر ) العلمية مؤخراً ، كما أشرنا الى ذلك في رسالة سابقة. ..المهم عندي ان تكون ثقتي برسول الله مطلقة وبالتابعين الثقات قاطعة، لا تردد فيها، فالشك بالعقل المحض خطر قد يتهدد معظم شرائع الدين الواردة عبر السنة ، ويتهدد ايضاً الايمان الذي هو متعلق بالغيبيات اصلاً، والغيبيات تدرك بالقلب وليس بالعلم المادي ولا بهذا العقل المتخبط بين التجربة والخطأ والتطوير الناقص باستمرار . ثم لماذا اعمد اصلا الى بحث وابراز المتشابهات والمواطن التي تثير عدم القناعة والرضا في نفسي المؤمنة، هل في ذلك صلاح دين أم دنيا ؟، أم نفعل ذلك لكي نحسن صورة الاسلام امام اعين الاغيار الذين سبقونا الى تغيير دينهم بعدما عقلوه ، فبدلوه لكي يوافق هواهم ورضا انفسهم. (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرّفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون(75) البقرة. في الختام استودع الله دينكم وخواتيم اعمالكم حتى رسالة أخرى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تلميذكم محمد عبد القادر سبيل 20/3/2005م
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد عبدالقادر سبيل | 03-22-05, 02:18 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | إسماعيل وراق | 03-22-05, 02:27 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد حامد جمعه | 03-22-05, 02:53 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد عبدالقادر سبيل | 03-22-05, 02:59 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | إسماعيل وراق | 03-22-05, 03:09 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد الواثق | 03-22-05, 03:45 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | lana mahdi | 03-22-05, 03:52 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد عبدالقادر سبيل | 03-23-05, 01:00 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | Dr.Mohammed Ali Elmusharaf | 03-23-05, 03:47 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد عبدالقادر سبيل | 03-24-05, 02:47 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد عبدالقادر سبيل | 03-26-05, 01:58 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | Mohamed Elbashir | 03-26-05, 02:05 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد حسن العمدة | 03-26-05, 12:45 PM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد عبدالقادر سبيل | 03-27-05, 02:06 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد عبدالقادر سبيل | 03-27-05, 11:08 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | lana mahdi | 03-27-05, 11:12 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد عبدالقادر سبيل | 03-28-05, 01:35 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد عبدالقادر سبيل | 03-29-05, 04:22 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد عبدالقادر سبيل | 03-31-05, 03:00 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد عبدالقادر سبيل | 04-07-05, 03:19 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد عبدالقادر سبيل | 04-11-05, 05:14 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد عبدالقادر سبيل | 04-18-05, 04:52 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد عبدالقادر سبيل | 04-19-05, 00:16 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | إسماعيل وراق | 04-19-05, 01:55 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد عبدالقادر سبيل | 04-20-05, 04:04 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | إسماعيل وراق | 04-20-05, 04:12 AM |
Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) | محمد عبدالقادر سبيل | 04-25-05, 12:14 PM |
|
|
|