رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 02:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد عبد القادر سبيل(محمد عبدالقادر سبيل)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-22-2005, 02:18 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً)

    رسالتي الاولى الى السيد االصادق المهدي ( مفكراً)

    بسم الله الرحمن الرحيم


    سيدي الصادق ، اسمح لي اولاً ان أبدي لك محبتي وأعجابي الصادقين بشخصكم الكريم ، الأمر الذي أعزوه لعمق ثقافتكم وسماحة ذاتكم ومحتدكم الطيب ، ولا يخفى على أحد خطورة دور أسلافكم العظماء في تأسيس وصياغة بلادنا الحبيبة ، ليس سياسياً فحسب، وانما وجدانياً واجتماعيا وروحيا كذلك.
    لذلك فان مكانتكم لن تكون الا في القلب دائماً، أيها الكريم ابن الأكرمين.
    وبعد،،
    فقد اطلعت – عبر موقع سودانيز اونلاين بشبكة الانترنت، بعون من الزميلة الصحافية لنا مهدي- على آرائكم الخطيرة واللافتة فيما دعوتموه ( ضرورة الاجتهاد لمواجهة تحديات العصر ومنها "سيداو") .. ومن مطلع ورقتكم محل اللحظ هنا أقتبس :
    Quote: ضرورة الاجتهاد لمواجهة تحديات العصر ومنها سيداو
    الإمام الصادق المهدي

    ما تحدثت عن الإسلام في أوساط غربية أو آسيوية حديثة إلا انهمرت عليّ الأسئلة فيما بعد حول سبع قضايا يعتبرها السائلون عقبة في سبيل قبولهم للإسلام هي: الرق، الجهاد، المرأة، الحدود، التعامل مع الآخر الملي وسائر الأقليات، دولة الخلافة والعلوم الطبيعية.
    هذه القضايا هي بعض أهم ما استطاع الاجتهاد التقليدي الإسلامي أن يعلّبه في أحكام اعتبروها مؤسسة على النصوص المقدسة في القرآن والسنة. نصوص انطلق منها المجتهدون من السلف الصالح وبإعمال آليات القياس والإجماع مددوا أحكام تلك النصوص وأوجبوا على الخلف اتباع اجتهاداتهم ..


    وتقول كذلك ما يفيد ترجيح خيار العقل البشري كمرجعية لاعادة ضبط احكام وشرائع الدين:

    آليات الاجتهاد :
    كان القياس والإجماع هما آليات الاجتهاد بالإضافة لآليات أخرى مختلف على حجيتها، القياس ليس محكما لأنه لا يكون التشابه محكما أبدا وكذلك الإجماع لم يتحقق اللهم إلا في الأمور غير الخلافية. لا سبيل للخروج من محدودية المنطق الصوري هذا إلا بالركون لوسائل أخرى أجدى أهمها:
    المقاصد: فلدى التعارض بين نصوص الجبر والاختيار فان مقاصد الشريعة ترجح أن تكون آيات الاختيار هي المحكمة لان إنكار الاختيار يهدم مسئولية الإنسان عن أعماله وهذا يهدم الأخلاق.
    الحكمة: في كثير من النصوص يذكر الكتاب والحكمة وهي ملكة متاحة للرسل ولغيرهم من البشر قال تعالي: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَ شَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ) .
    وجاءت في القرآن إشارة للقمان الحكيم وغالب الظن أن لقمان هذا هو أركمان أو أرقمان أحد ملوك مروي العظام، وهو يصور في مقبرته بعين كبيرة تعبر عن الحكمة. قال تعالى: (آتَيْنَا لُقْمَان الحِكْمَةََ) . والأثر يقول الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها.
    المصلحة: يقول نجم الدين الطوفي أن المصلحة مرجعية راجحة في الشريعة لأنها تنشد: لا ضرر ولا ضرار.
    العقل: على حد تعبير الإمام الشاطبي فإن مطالب الشريعة لا تناقض مدركات العقول.
    العدل: قال الإمام ابن القيم كلما تحقق به العدل هم من الشرع وان لم يرد به نص.
    السياسة الشرعية: وهذه تمكن قيادة المجتمع الشرعية أن تتخذ سياسات لم يرد بها نص ولا قياس ولا إجماع مثل ما فعله عثمان بن عفان رضى الله عنه من توحيد نص المصحف وإحراق النصوص الأخرى. وما فعله عمر رضى الله عنه من عدم توزيع أرض السواد غنيمة للمجاهدين وهلم جرا.
    المعرفة: الاعتراف بالمعرفة التي يدركها الإنسان عن طريق العقل، والتجربة، والحواس، في أمر الكتاب المشاهد أي الطبيعية التي فطرها الله على سنن وقال: ( رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) وقال (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِين * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)
    استخدمت هذه الوسائل في اجتهاداتي وكانت النتيجة طائفة من المؤلفات اذكر منها : العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الاجتماعي الإسلامي – جدلية الأصل والعصر – الدولة في الإسلام – المرأة وحقوقها في الإسلام إلى آخر القائمة التي عبر كتب، ورسائل ومحاضرات، زادت عن مائة مداخلة في كافة قضايا الفكر في الساحة. وسوف أتناول هنا تفصيلا ما يتعلق بكافة أنواع التمييز ضد المرأة.
    انتهى الاقتباس.

    وعلى ما تقدم..
    اسمحوا لي بأن أبدى تالياً أرائي المتواضعة التي آمل ان تجد اهماماً من جانب سيادتكم رغم ما يعتورها من نقص أتوقعه وقلة زاد قياساً لما توفرتم عليه من ثقافة جمعت اطراف الادب والاقتصاد والسياسة والرياضة والعلوم الحديثة والفلسفة كما هو معروف.

    1/ سيدي، عنوان الورقة المشار اليها ، بجانب مقدمتها، يضيفان للمرة الأولى مسوغاً جديدا ، غير مسبوق، بالنسبة للمسوغات الشرعية التي تستدعي فتح باب الاجتهاد ، وأعني هنا مسوغ استيفاء شروط وملاقاة ميول الكافرين بغية اشباعها استرضاءاً لهم وذلك حتى يتحقق قبولهم بالاسلام !.
    ترى ماذا سيكون مثلنا وموقفنا في حال اننا قدمنا هذه ( التنزيلات) أو (التنازلات) الاساسية عبر القضايا السبع المذكورة ، تبرعا أو حرصا منا عليهم .. ثم رغم ذلك لم يدخل هؤلاء في دين الله الاسلام؟ .. ماذا سيكون مآلنا ومصيرنا ، بين يدي الله عز وجل اولاً ثم أمام المسلمين وامام أنفسنا؟، هل نقول آنئذ فقط ( انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)؟
    وأي دين هذا الذي يعتبر قناعات الكافرين وشروط الملل الأخرى مصدراً لتكيفه ودافعاً لتغيير حكم الله ورسوله بما يلبي مطالبهم ويحقق أمانيهم؟.
    2/ الم يقل ربنا عز وجل في خواتيم سورة النور (..لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا،قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) وهكذا فان أمر الرسول (ص) ليس قابلا للمراجعة والمخالفة وابداء الرأي وكذلك فان محاولة الالتفاف على حكمه وما أمر به تعد نوعا من التسلل خفية عنه ونوعا من مخالفته، الأمر الذي يستدعي الفتنة والعذاب.. وفي مستهل الحجرات يقول تعالى( يايها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم)؟ ألسنا بهكذا اجتهاد ازاحي-احلالي نفرض حكماً نوعياً لم يفرضه الله تعالى ورسوله على المسلمين، وفي الوقت ذاته نهدم حكمهما لعدم الصلاحية؟ وألم يقل عليّ رضي الله عنه ( الدين ليس بالعقل، والا لما مسحنا ظاهر الخف وتركنا باطنه لتطهيره)؟ مما يعني ان الدين بالنقل اساسا وبطاعة الله ورسوله؟
    أجل فالدين قائم كله على فضيلة الطاعة: طاعة الله ، الرسول، طاعة الوالدين، طاعة ولي الأمر، طاعة الأمير، الزوج ،الأمام في الصلاة تطيعه وتتبعه حتى في اخطائه مع تنبيهه فقط، طاعة الجماعة فيما اتفقت عليه ، وكل ذلك بما يرضي الله ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، .. هكذا الدين اساسا، الاعمال الصالحة فيه اسمها الطاعات والاعمال السيئة فيه هي المعاصي .. فكيف اذاً نستنكف مبدأ الاتباع والطاعة كأصل وقاعدة في الدين، ونجنح منحازين للمخالفة والانفراد وحرية الرأي والاختيار؟ فحرية الرأي خارج مباركة الجماعة وكذلك الركون الى المخالفة واختيار ما يحلو للنفس .. كلها مكفولة لمن هو خارج اطار الاستسلام لله ورسوله، وذلك هو ( الاسلام). فأنت داخل الاطار لست حرا وانما اخترت بنفسك ان تكون عبدا طائعاً لله وللرسول (ص) . الصحابة فقط هم الذين فهموا ان هذا هو المطلوب ، هذا هو معنى ( اسلام)، الى درجة ان نبي الله (ص) كان اذا سألهم ، في آخر ايامه ، عن ابسط الاشياء وأكثر جلاءً يجيبون بالقول: ( الله ورسوله أعلم)!
    وألم يقل ربنا ( والسابقون الأولون من المهاجرين والانصار والذين " اتبعوهم باحسان" رضي الله عنهم ورضوا عنه") مما يعني ان الدين بالاتباع اساساً ، وما العقل الا وسيلة مسخرة لمعرفة الله وآيات خلقه ولتكريس هذا الاتباع باحسان؟..
    فهل بعد هذا يمكننا ان نتصور مجالا ل"اخضاع" حكم الله لشروطنا وعقولنا، أولأعادة صياغته من حيث المعنى والمراد بما يوافق هوى الكافرين أو هوانا ويخالف الذين رضي الله عنهم؟
    أليس في مسعى كهذا ( أقصد محاولة الاستجابة لاشتراطات الكافرين وهواهم ) أليس فيه ركون اليهم شيئا قليلاً؟، وهو ركون منهي عنه صراحة بموجب الآية الكريمة ( وان كادوا ليفتنوك عن الذي أوحينا اليك لتفتري علينا غيره، واذاً لاتخذوك خليلا(73) ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئاً قليلا (74) اذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا(75) الاسراء.
    وبالتأكيد فأن ما يمكن افتراؤه لن يكون فقط (شكل الايات) وانما وبالاساس ( جوهرها وفحواها وحكمها) فهذا هو الأهم وليس مجرد اللفظ كما ذهبتم اليه ازاء قطعية الثبوت ولاقطعية الدلالة.

    3/ مما سبق يمكننا القول بأن القرآن محفوظ ، بمعنى أنه ثابت وقطعي من حيث الشكل ( الألفاظ) وايضاً من حيث المضمون ( الدلالة) ، وذلك استنادا الى وصفه سبحانه له بأنه ( كتاب مبين) ، و( فيه آيات بينات) و( هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، و( لقد يسرنا القرآن للذكر).. ولكن مفتاح هذا الكتاب هو الايمان مع التقوى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب الخ)، ومن ناحية أخرى لكونه يفسر بعضه بعضا أو بالسنة ( ويعلمهم الكتاب والحكمة) ، وعلاوة على ذلك فليس منطقيا أن ينزل الله على الأميين أفكارا عصية ومعاني فلسفية معقدة تحتاج الى محللين ذوي مواهب استثنائية لتحليلها وفك رموزها عبر مجازفات وتقريبات اجتهادية قد تصيب أو تخيب، فاذا كان الأمر كذلك ، ولو حتى في جانب منه ، فلماذا لم ينزل القرآن في اثينا بلغتها؟.
    مقصدي أن القرآن نزل على البشرية ليقول ( معنى محددا) من كلام الله اللامحدود، معنى يكفينا ويهدينا الى الصراط المستقيم ، وما يفيض عن ذلك فعلمه وتأويله عند الله، ولابد أنه يناسبنا هذا المعنى المباشر الذي تبناه محمد(ص) واصحابه الراشدون ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين، معنى يعتصم بحبله الكل جميعا ، البسيط منهم وراجح النهى، وأما ماتشابه فنتركه لله ولكننا نؤمن به ( كل من عند ربنا).
    والا فكيف نتصور حفظ القرآن شكلياً فقط بينما جوهره ( وهو الأهم) متروك لارادة الانسان وصروف عقله الذي ينال منه الخطأ والنقص والسقم والزمان والعيوب الخ .. ثم نزعم أن ذلك من قدر الله !.
    .. أقول ان دلالة الاية الكريمة( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) لا يمكن ان تكون سوى حفظه شكلا ومضموناً معاً .. ومن ذلك نستنتج ان المضمون او الدلالة المطلوب تطبيقها ( حكم الآية ) يجب أن يظل ثابتاً دائماً مادام الذكر محفوظاً والا فهو غير محفوظ.

    4/ ثم ان الله ورسوله يستحقان الاجلال على النحو الذي لا يدعنا ( نُخضع) قولهما للفحص والنقد وتبديل المعنى بما يوافي وجهة نظرنا أو راحتنا أو مصلحتنا المعاصرة أو غير المعاصرة.
    اقصد انه ينبغي ان نستوفي شرط (تقديس) كلام الله و(اتباع) كلام رسول الله دون تقصير او تحوير والا هلكنا كما قال ( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك).
    فكيف ياترى نعلن تقديسنا لكلام الله ( شكلا ومضمونا) ثم نأتي لنبدله وفق شروط عقولنا النسبية؟ فماذا بقي حينئذ من التزام التقديس، طالما ان النصوص المقدسة قابلة عندنا للنقد واعادة الفهم بصيغ عديدة يمكن ان تتباين، تماما كما لو انها نظرية فلسفية اصلاحية أو ايدولوجيا بشرية .. ما الفرق بين المقدس اللاهوتي والناقص الناسوتي ؟.فالمقدس ثابت ، متبوع، ومطاع، بينما البشري متحول ، خاضع ومطواع وذلك لأن كلاهما منسوب الى شروط مصدره.

    5/ لابد من الاتفاق حول مصطلحي ( دين ) و(اسلام) اذا كنا نريد مقاربة مفردات اخرى ذات علاقة بجوهر اجتهاداتكم ومنها مفهوم الاتباع والابتداع . خاصة ان من المعاني التي تروق لي في خصوص ( ان الدين عند الله الاسلام ) ما يذهب الى ان المقصود هو الاذعان والتسليم التام لله ورسوله فيما حكما به عبر الكتاب والسنة ، وهو ما تبناه الصحابة رضي الله عنهم والتابعون "باحسان". فما معنى " دين" اذا لم يكن الخضوع والاذعان ، وما معنى "اسلام" اذا لم يكن التسليم الكامل والاعتماد فقط على الخالق ، مخلصين له الدين حنفاء كابراهيم(ص) وهو أول المسلمين، وفي الوقت ذاته نحيا آخذين بالاسباب والسنن التي سببها وسنها الله عز وجل لاجراء مشيئته؟.وهذا من معنى لا حول ولا قوة الا بالله.

    6/ ليس معلوماً لدينا ما يمكن ان تعنيه لديكم الاحاديث التالية، ورغم ذلك تذهبون بثقة نحو اجتهادات انقلابية كالتي رأينا في الورقة، وهذه الاحاديث: ( كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) وحديث ( انهم ليسوا من امتك ، لا تدري ماذا بدلوا من بعدك ، فيقول رسول الله : سحقا سحقاً) أو كما قال رسول الله (ص). وحديثه (ص) الذي فحواه( من احدث في هذا الأمر ماليس منه فهو رد) وحديثه(ص) حول القابض على دينه كالقابض على جمر، وحديثه خير القرون قرني ثم الذي يليه ثم الذي يليه ) واورد هذا الاخير للدلالة على ان السلف الصالح – الذين تدعونا لتجاوز قياسهم وفهمهم لأنه جامد معلب وتقليدي - لم ينالوا هذه المكانة المرجعية فيما تبنوا من صيغة للاسلام ( شكلا ومضمونا) الا لأنهم اتباع صحابة رسول الله الذين دعا رسول الله الى الاقتداء بهم فقال( اصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) وتبعهم التابعون وتابع التابعين .. وهؤلاء اخيار هذه الامة واعلامها الذين بهم وصلنا هذا الدين أصيلاً تاماً بعد ان احسنوا ( الاتباع) في حكم الله ورسوله(ص).

    7/ اذا تجرأنا واجتهدنا بمحض ارادتنا ومكنتنا العقلية بكل عيوبها، فما الذي يضمن أن يكون اجتهادنا هذا مقبولاً عند الله؟ أم أن حسن النية يمكن ان ينجينا بين يدي الرحمن فيما اذا كان اجتهادنا ضلالة تضل المسلمين عن دينهم الذي ارتضى لهم ربهم( وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ) ، ( ورضيت لكم الاسلام دينا).

    8/ سيدي كيف يمكننا ان نفرّق بين مسعاكم هذاالذي يفضي الى نوع جديد من ( الاصلاح الديني) وبين حركة ( الاصلاح الديني ) المسيحية التي افرزت البروتستانتية على يد مارتن لوثر؟
    9/ واذا كانت البواعث والمؤديات تختلف عن الاصلاح الديني المسيحي ( حيث بدلوا وغيروا وحرفوا وفهموا على كيفهم) فهل سيختلف موقفكم القاضي بضرورة ( الاجتهاد مع النص) عن موقف المفكر محمود محمد طه ؟ .
    10/ سيدي هل الله تعالى ودين الله يحتاجان الى احد ممن نستهدف خطبة ودهم؟ أم أن البشرية هي التي في حاجة اليه؟ فلماذا اذاً يسعى دين الله نحو استرضاء الكافرين عبر ما نقدمه نحن ( العباد) من "تخفيضات" ترويجية، باسم الله ورسوله دون اذن او تخويل منهما فنقول ( هو من عند الله وماهو من عند الله)؟ واذا فعلنا فأين نحن من التسليم الكامل المطلوب شرعاً لما قضى الله ورسوله حيث ورد بالاية الكريمة(.. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما)، فكيف الآن نجد في انفسنا حرجا مما قضى ربنا عز وجل في كتابه وابان رسوله لسلفنا الصالح؟
    قال تعالى ( يا ايها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين(100) آل عمران.

    11/ هل تسمح لي سيدي بأن انبهك الى تحقيق مميز نشرته صحيفة الصن داي تايمز البريطانية خلال العام المنصرم وهو يرصد ظاهرة متنامية تتعلق بدخول اعداد مقدرة من ابناء الطبقات العليا البريطانية ( TOP PEOPLE) كما يقول العنوان، دخولهم في الاسلام، أتدري لماذا يا سيدي؟ .. لسبب يناقض ما تسعون اليه هنا، فهم معجبون جدا بكون الاسلام مايزال يحافظ على صيغته الاصلية دون ان يقدم اتباعه تنازلات لصالح الحضارة المادية المعاصرة ، فهذا في نظرهم هو الدين الحق الذي يستحق الاتباع !!
    نعم ان بقاء دين الله الاسلام ( معلبا كما تصف) يعد الميزة الاهم التي تعلي من قدره، وليس نقيصة تستدعي تبديله بزعم تحسين صورته، والآن بالذات في ظل سيوف الحملة الصليبية الجديدة؟.ترى هل هو الرضوخ تحت الضغط؟.
    غير اننا نقول بأنه مهما تغيرت الاحوال والعصور فان هنالك دائما قاعدة مرنة يقدمها الاسلام لاتباعه هي( لايكلف الله نفسا الا وسعها ) ولعل هذا مما قد تعنيه الآية ( هو اجتباكم وماجعل عليكم في الدين من حرج ، ملة ابيكم ابراهيم، هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس) ولا يكون الرسول شهيدا علينا الا بالأمانة التي أداها الى اصحابه ومن تبعهم بالتواتر والاتباع باحسان وتقى، ولن نكون شهداء على الناس الا بما شهد به الرسول علينا واشهدنا عليه - كأمة عبر الصحابة- يوم حجة الوداع، فهل نبدل ونتنازل عن حقوق الله تعالى بغية تسويق مايريده الناس ويروق لهم؟

    12/ سيدي ، لقد لحظت - من خلال قائمة المراجع المنشورة الكترونيا- ان ورقتكم ، رغم خطورة ما تضمنته من آراء الا انها تكتفي بما تراه انت فقط ، حيث لا تتفق او تستفيد من آراء أخرى لباحثين سابقين في مجالات الاجتهاد والشريعة وعلوم القرآن والحديث ، فيما عدا مصدر واحد فقط هو ( كتاب الحجاب والسفور ) الذي لم يرد في الهامش اسم مؤلفه حتى نتأكد من صلاحيته مرجعاً. فكيف اذاً يا سيدي يجرى البحث والاجتهاد من خلال ( العصف الذهني الشخصي ) دون اعتبار لآراء السابقين أو المعاصرين؟ ، وهل تعتبر ورقة مطولة وجادة كهذه مقبولة وقابلة للمساءلة من الناحية المنهجية العلمية؟.
    ثم أليس في الأكتفاء بالرأي الشخصي نوعا من استبعاد الشورى المتمثلة في اراء الغير التي يجب ان يستأنس بها المؤلف أو الباحث ، خاصة في شأن بهذا المستوى من الأهمية، الا تجد في ذلك نوعا من الاستغناء بالرأي الواحد والنظرة الاحادية؟
    في ختام رسالتي الاولى هذه اشكر لكم تعاطيكم مع محاولاتنا البسيطة والنابعة من محبتنا لكم ، ومن رغبتنا في الاستزادة من علمك الغزير.
    هدانا الله الى مراشد الهدي وسواء السبيل.
    وآتاني واياك حسن الختام.
    والى ان التقيك في رسالة تالية استودع الله دينك وخواتيم اعمالك.

    تلميذكم
    محمد عبد القادر سبيل
    أبوظبي في 10/3/2005

    (عدل بواسطة محمد عبدالقادر سبيل on 03-22-2005, 03:33 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبدالقادر سبيل on 03-24-2005, 01:46 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبدالقادر سبيل on 03-28-2005, 11:37 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد عبدالقادر سبيل03-22-05, 02:18 AM
  Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) إسماعيل وراق03-22-05, 02:27 AM
    Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد حامد جمعه03-22-05, 02:53 AM
    Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد عبدالقادر سبيل03-22-05, 02:59 AM
      Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) إسماعيل وراق03-22-05, 03:09 AM
  Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد الواثق03-22-05, 03:45 AM
  Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) lana mahdi03-22-05, 03:52 AM
  Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد عبدالقادر سبيل03-23-05, 01:00 AM
  Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) Dr.Mohammed Ali Elmusharaf03-23-05, 03:47 AM
    Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد عبدالقادر سبيل03-24-05, 02:47 AM
      Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد عبدالقادر سبيل03-26-05, 01:58 AM
  Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) Mohamed Elbashir03-26-05, 02:05 AM
    Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد حسن العمدة03-26-05, 12:45 PM
      Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد عبدالقادر سبيل03-27-05, 02:06 AM
        Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد عبدالقادر سبيل03-27-05, 11:08 AM
  Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) lana mahdi03-27-05, 11:12 AM
    Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد عبدالقادر سبيل03-28-05, 01:35 AM
      Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد عبدالقادر سبيل03-29-05, 04:22 AM
        Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد عبدالقادر سبيل03-31-05, 03:00 AM
          Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد عبدالقادر سبيل04-07-05, 03:19 AM
            Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد عبدالقادر سبيل04-11-05, 05:14 AM
              Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد عبدالقادر سبيل04-18-05, 04:52 AM
                Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد عبدالقادر سبيل04-19-05, 00:16 AM
                  Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) إسماعيل وراق04-19-05, 01:55 AM
                    Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد عبدالقادر سبيل04-20-05, 04:04 AM
                      Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) إسماعيل وراق04-20-05, 04:12 AM
                        Re: رسائلي الى السيد الصادق المهدي ( مفكراً) محمد عبدالقادر سبيل04-25-05, 12:14 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de