|
Re: الخطوط البحرية السودانية تندمج مع الماليزيين فتصبح : سودانلاين - مسك! (Re: القلب النابض)
|
انظروا إلى أفعال مهاتير لا أقواله مرة أخرى احتفى المتشددون الاسلاميون العرب بأقوال رئيس ماليزيا السابق مهاتير محمد التي صرح بها في منتدى القادة في دبي قبل ايام عندما هاجم اليهود والغرب وبرر العنف.
الكلام الذي نسب اليه فيه مبالغة وان لم يكن ايضا غريبا على مهاتير الذي كثرت زياراته واختلاطه مع العرب في السنوات القليلة الماضية، فصار خطابه اكثر شعبوية. ولن أجادل في أقواله لأنني أؤمن بأن علينا الايمان بأنه حتى الكبار لهم حق في مساحة حرة يعبرون فيها بعيدا عن التزامات المكاتب الرسمية والمواقف المحسوبة.
الجانب الذي يهمني تقديمه للمهللين والمصفقين لمهاتير هو أعمال مهاتير، رئيس الوزراء، باني ماليزيا الحديثة، وليس مهاتير ضيف الحفلات الشعبية. فمهاتير بالفعل يستحق تقديرهم لما فعله وليس ما يقوله. فهو زعيم ليبرالي مسلم يؤمن بالتعايش، صنع لماليزيا تجربة مميزة ادخل فيها الماليزيين الهندوس من اصول هندية، والبوذيين من مواطنيه الصينيين، وجعل الحريات الشخصية مقدسة نظاما وتطبيقا، وصارت ماليزيا في عهده بلدا، بأغلبية مسلمة، ناجحا. مهاتير طبق في ماليزيا علمانية متسامحة اكثر من اي زعيم مسلم آخر، حيث فصل الدولة عن رجال الدين، فصار عالم الدين متخصصا في الدين، وعالم الفيزياء يعمل في الفيزياء، وبه حققت ماليزيا نجاحا باهرا في البحوث والعلوم والاقتصاد.
نحن بكل أسف نسمع من مهاتير ما نحب سماعه، انما نصيحتي لكل محب لهذا الرجل العظيم ان يرى اعماله عندما كان في سدة الحكم وبنى ماليزيا الحديثة، لا أن ينصت لخطبه. مهاتير ليس رجلا متشددا، ولم يكن حاكما منغلقا، بل عرف كداعية تعايش لا مروج للكراهية، والتحدي كان بالبناء لا الارهاب.
ومن يريد ان يصور مهاتير على انه حركي اسلامي متشدد فهو مخطئ، فهو زعيم مسلم ليبرالي. وخاض حربا مع الاصوليين وآخرهم نائبه انور ابراهيم مؤسس حركة الشباب المسلم، الذي اتهمه مهاتير باستغلال الدين للوصول الى الحكم. ومهاتير هو صاحب القول المأثور، «الرشوة والقتل والتلاسن والخداع الديني والمحسوبية والعديد من الوسائل الاخرى تحقق النصر لمرشحين غير مناسبين لقيادة الامة».
مهاتير في آخر سنوات حكمه ومن اجل مواجهة ماكينة دعاية الاصوليين حاول ان يسايرهم في بعض اقوالهم دون ان يتراجع في مواقفه الاساسية التي بنى بها ماليزيا من حيث التعايش والسلم الاجتماعي والانتباه للتطوير العلمي والاقتصادي. لهذا مهما تطرف مهاتير في اقواله الدعائية اليوم فينطبق عليه ما قاله شكسبير الذي استعار منه كلمته وهو خارج من مقر رئاسة الوزراء في كوالالمبور للمرة الأخيرة «ان الشر الذي يفعله الانسان يبقى وراءه، اما الخير فانه عادة ما يدفن مع عظامه».
alr
|
|
|
|
|
|
|
|
|