|
طرد البنوك الإسلامية من الجنوب
|
عندما أصدر سيئ السيرة والسريرة , الديكتاتور نميرى , أمره المؤقت رقم (9) بتاريخ الرابع من أبريل من عام 1977 م , والخاص بإنشاء بنك فيصل الإسلامى فى السودان , لم يكن يكن يدور فى خلده (الأفرغ من فؤاد أم موسى) , أنه ليس فقط , بصدد إصدار أمر زوال حكمه بيده . بل إنما هو يضع حجر الأساس لدعائم أضخم أمبراطورية مالية تمتلكها جماعة من جماعات الهوس الدينى فى العالم . لم يكن يعلم أنه إنما وضع فى إيدى أعداء البلاد وشعبها , الوسيلة الأسرع فتكا بهم .. سجنا وقتلا وتشريدا , والأداة الأكثر فعالية لنهب ثرواتهم وسرقتها , وقد كان , سحق جزء من الشعب بجحيم الفقر والجهل والمرض , وأصبح ما تبقى من وقودا للحروب المتواصلة التى أشعلها أصحاب فقه الضرورة فى كل ركن من أركان الوطن .
والآن , أصبح كل الشعب يعلم تماما , أن أيا من هذه المؤسسات المالية والإقتصادية , المسماة زيفا وتخديرا "إسلامية" , والتى تمدت وإنتشرت كالسرطان فى كل مفاصل الدولة , لم تكن , ولن تكون , يوما .. مؤسسات إقتصادية وطنية تسعى , من قريب أو بعيد , لتنمية الوطن وخدمة أبنائه , وإنما هى مؤسسات مالية محصورة وتدور بالكامل فى فلك جماعة الهوس الدينى لتخدم مصالحه ومصالح أفراده وكوادره النافذة والمقربة . وكانت المحصلة .. تركيز كل موارد الدولة وثرواتها فى إيدى قلة من الإنتهازيين واللصوص وأصحاب الذمم الخربة , وضاعت الدولة .. وضاع إنسانها المسكين .
وحسنا فعلت حكومة جنوب السودان , بإصدارها لقرارها الواعى للخطر التدميرى الكبير لهذه المؤسسات, وهو قرار وضعت بموجبه هذه المؤسسات أمام خيارين ; فإما أن تتحول الى النظام المصرفى التقليدى .. أو التغادر جنوب السودان .
|
|
|
|
|
|