|
Re: قضية اللاجئين بنظرة أكثر .. تعقلا وحكمة. (Re: Rashid Elhag)
|
الأخ العزيز راشد
تحياتى الطيبة
غير هذه الجريمة والكارثة التاريخية التى أرتكبتها الحكومة المصرية فى حق هؤلاء اللاجئين السودانيين المستجيرين بمصر , والتى مرغت سمعة مصر وشعبها فى الوحل , فالعلاقة بين مصر والسودان لم تكن أبدا متكافئة فى الماضى , ولا تزال غير متكافئة فى هذا الحاضر الآن , وأكثر من هذا , كل الحكومات المصرية المتعاقبة كانت , بصورة أو بأخرى , وصية على كل الحكومات المتعاقبة على حكم السودان. ولا زالت هناك أراضى سودانية مغتصبة من قبل الحكومة المصرية , ولا يزال هناك ظلم للسودان ولبقية دول حوض النيل فى مسألة التقسيم العادل لمياه النيل .
كل هذا أعرفه وأعييه جيدا , ولكن .. يا سيدى , أن إختلافى معك , ومع آخرين , ليس فى المناداة بحل هذه المعضلات , ورفع الظلم عن الأهل والوطن , وأنما إختلافى كان , ولا يزال , فى طريقة وأسلوب الحل الذى نتبعه نحن لحل هذه المشاكل القديمة والمستعصية لوطننا ولشعبنا , ومن ضمن هذا علاقتنا بمصر حكوماتا وشعبا.
إختلافى كان , ولا يزال , فى أى الطرق الناجعة التى يمكننا طرقها وسلكها الآن مع الحكومة المصرية , لنعيد لوطننا كافة حقوقه .. ولشعبنا كل كرامته وعزته ؟؟.
هل نعلن الحرب على مصر مثلا ؟؟.
هل نعتدى على الوفود المصرية أو المواطنين المصريين فى السودان , ونبرر للمصريين أن يعاملونا فى مصر بالمثل ايضا ؟؟.
أم ننادى بطرد المصريين من السودان , وبالتالى سحب أو طرد السودانيين من مصر , وقفل السفارتين فى البلدين .. كما طالب البعض هنا مثلا ؟؟.
فى تقديرى المتواضع , ولأسباب عقلانية وموضوعية جدا , أن كل هذه الأطروحات أعلاه , ليست أطروحات يمكنها أن تعيد لوطننا حقوقه وأرضه , أو لشعبنا عزته وكرامته , وأنما مشكلتنا نحن فى الأساس , والتى يجب علينا مواجهتها وحلها .. كشعب سودانى , تكمن فى إنظمتنا الحاكمة التى أرتضت لوطننا الإحتلال والإستغلال , ولشعبنا القتل الذل والمهانة .. بيدها وبأيدى الآخرين .
واليوم الذى نستطيع فيه , كشعب , أقرار دستورى ديموقراطى مدنى , ونستطيع فيه كشعب أرساء دولة مؤسسات حقيقية , ونستطيع فيه كشعب الإتيان بحكومة ديموقراطية وطنية مصدرها وقوتها من كل هذا الشعب , هو نفس اليوم الذى نستطيع فيه إعادة كافة حقوق وطننا وأرضه المسلوبة , وهو نفس اليوم كذلك , الذى نستطيع فيه رد الكرامة والعزة لشعبنا .
وأخيرا , شكرا جزيلا يا سيدى , على هذه اليد البيضاء التى ألجمتنى تماما بها , وشكرا على هذا العشم فى أكون بجانبكم لننتصر سويآ للمظلوم ولنتوحد في وجه الظالم الباغى , ولكن .. على بصيرة .
وكل عام وأنت .. وكل السودان
|
|
|
|
|
|