قال شهود عيان يوم الاحد ان الشرطة والقوات السودانية واصلت حملة قمع في مناطق عشائر البيجا في بورتسودان يوم السبت بعد أن قتلت بالرصاص 18 شخصا على الأقل كانوا يتأهبون للمشاركة في مظاهرة.
وأضافوا ان سبعة أشخاص على الأقل أصيبوا بجروح خطيرة في الحملة في المدينة المطلة على البحر الاحمر شرق السودان والتي شهدت القاء الجنود قنابل يدوية على منازل على بعد عدة كيلومترات من موقع المظاهرة.
وقال عبد الله موسى عبد الله وهو سياسي محلي بارز في البيجا ان عشرات المنازل تعرضت للهجوم لكنه لم يعط رقما محددا للخسائر. ولم يتسن على الفور الاتصال بالسلطات للتعليق على التقرير.
ومن بين الضحايا الذين ما زالوا يخضعون للعلاج في المستشفى يوم الاحد مريم مختار البالغة من العمر خمسة أعوام وعمها موسى مصطفى مختار (20 عاما) ومحمد الدين من المنطقة ذاتها.
وقالت مصادر من المستشفى ان 18 شخصا على الاقل قتلوا وأصيب 40 في حادث اطلاق النار على متظاهرين كانوا قد تجمعوا للمشاركة في مسيرة لمطالبة حكومة الخرطوم ببدء مفاوضات مع البيجا حول اقتسام السلطة والموارد بالبلاد.
وقال مسؤول في الامم المتحدة ان هناك تقارير غير مؤكدة تشير الى حصيلة قتلى تصل الى 30. ولم يتضح ما اذا كان بعض القتلى قد سقطوا نتيجة للاضطرابات التي وقعت في وقت لاحق يوم السبت.
وقال موسى حسن محمد شقيق الطفلة المصابة ان "القوات الخاصة ألقت قنبلة يدوية على منزلنا. انهم يقتلون الابرياء .. لماذا؟."
وكان جسد مريم النحيل مليئا بالشظايا بينما كان رأسها ملفوفا في ضمادات. وكانت ترتجف في فراشها من أثر الحمى بينما احتشد الاهالي حولها في حجرتها الصغيرة ذات الجو الخانق بالمستشفى.
ورقد عمها على الفراش المجاور مصابا بشظايا بينما غطت ضمادة بيضاء أصل ذراع حيث كانت كفه موجودة يوما ما. وفي الحجرة المجاورة قال محمد الدين الذي يعاني من جروح بالغة انه تعرض لاطلاق النار في الوقت الذي اجتاحت قوات مسلحة منزله يوم السبت.
وقدمت منظمات البيجا قائمة مطالب يوم الاربعاء الماضي وكانت تتأهب للمظاهرة صباح السبت عندما فتحت القوات النار عليهم وفقا لما قاله شهود عيان.
وزير الداخلية: ما فعلناه كان لحماية الميناء وخزانات النفط
وقال عبد الرحيم محمد حسين وزير الداخلية ان الشرطة فتحت النار على متظاهرين بعد إضرام النار في سيارات ونهب محال تجارية.
وتابع حسين الذي يزور دبي في مقابلة مع رويترز ان قوات الامن اضطرت لحماية الميناء وخزانات النفط مشيرا الى ان الوضع الان مستقر.
وقال عبد الله , الامين العام لمؤتمر البيجا وهو حزب سياسي يمثل المجموعة العرقية التي تحمل الاسم ذاته انها كانت أسوأ أعمال عنف ضد مدنيين شهدها في بور سودان.
وأضاف "سمعت بالابادة الجماعية في دارفور لكنني رأيتها الان بعيني هنا" وذلك في اشارة الى المنطقة الصحراوية النائية الواقعة غرب البلاد حيث حمل متمردون السلاح قبل عامين.
ويتهم مؤتمر البيجا وجماعات سودانية معارضة أخرى حكومة الخرطوم بتجاهل المناطق النائية من البلاد لصالح المركز.
وينظرون الى الاتفاق الذي أبرم هذا الشهر بين الحكومة ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان على أنه نموذج ينبغي تطبيقه على مناطقهم. ويعطى الاتفاق حصة للجنوبيين في عائدات نفط منطقتهم.
ولمؤتمر البيجا جناح عسكري نفذ عمليات عسكرية محدودة في الشرق. وقال عبد الله ان قوات البيجا هاجمت قوات حكومية أمس السبت واليوم في احدى المناطق جنوبي بلدة كسلا.
ويعيش البيجا في أكواخ ببلدات مترامية الاطراف في ضواحي بور سودان. وهم بدو رحل بالاساس وانتقل كثيرون منهم الى بور سودان للعمل في المهن اليدوية بعد أن قضت المجاعة على ثروتهم الحيوانية وشاع استخدام الميكنة الزراعية في أراضيهم منذ ثمانينات القرن الماضي.
وفي المقابر خارج المدينة كان الاف الرجال الغاضبين يستعدون لدفن قتلاهم.
وصاح عبد السلام محمد قائلا "بالامس وقعت مذبحة هنا.. نحتاج الى حماية دولية. سوف نناضل. وسنعد العدة للحرب."
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة