|
Re: بل من أجل إطلاق سراح كل المعتقلين .. يا حزب المؤتمر السودانى (Re: مجدي شبندر)
|
الأخ مجدى
تحياتى الطيبة
حتى بعد التوقيع على إتفاقية السلام , وتكوين ما يعرف بحكومة الوحدة الوطنية , فإن الصراع بين سلطة الإنقاذ والحركة الشعبية لا يزال مستعرا ومتواصلا , وكأنهما أتفقا فقط على إسكات صوت البندقية وإستبدالها بأدوات أخرى لصراع والحرب بينهما . وهذا الإختلاف الكبير والتنافر بين القطبين الحاكمين للسودان بعد إتفاقية السلام , سيضر تماما بقضية وحدة البلاد وبالتحول الديمقراطى المرتجى فيها بعد الفترة الإنتقالية . فحكومة الجبهة الإسلامية حرصت تماما , ومنذ البداية , على إسبعاد الحركة الشعبية ما من كل من شأنه أن يجعلها شريكا حقيقيا فى تقاسم السلطة والثروة , وأنكرت عليها تماما الإطلاع على التفاصيل الكاملة للملف الأمنى والإقتصادى , وحتى المناصب الوزارية السيادية التى شغلتها الحركة .. إستطاعت الحكومة السابقة الإلتفاف عليها وتعيين وزائها السابقين كمستشارين لرئيس الجمهورية ليواصلوا فى أداء مهامهم السابقة تحت هذا المسمى الجديد , وهذا كله بالطبع لكى يبقى الحال السابق كما هو عليه .. وإن أصبحت الحركة الشعبية شريكا فى الحكم .
واليوم , وكأنى بالحركة الشعبية قد زهدت بإحداث التغيير فى السودان ككل , وركزت كل جهدها فى إحداث هذا التغير فى جنوب البلاد وحده , وكأنى بها فى هذا أيضا , قد رمت بكل ثقلها خلف الولايات المتحدة , والتى تسعى حثيثا هى الأخرى لفصل جنوب السودان عن شماله . وحتى تحفظ سلطة الإنقاذ كفة التوازن فى هذا التحالف والتنسيق الجديد بين الحركة الشعبية والولايات المتحدة , سعت هى بدورها لفتح الباب واسعا للصين " القطب الدولى المرشح للعب دور الإتحاد السوفيتى .. المنحل " , لتنسق معها فى الدعم السياسى وفى الإستثمارات الإقتصادية الضخمة فى شمال البلاد , كل يغنى على ليلاه .. وليذهب السودان الواحد الموحد .. وشعبه الى الجحيم .
والمحزن حفا , أن الحركة السياسية التقليدية فى السودان , عاجزة عن قراءة هذا الواقع السياسى السودانى البائس , وحتى إن إستطاعت قراءته , فستظل عاجزة ايضا عن التصدى الجاد له ولقضايا الوطن الذى يوشك أن يضيع , لأنها ملهية تماما بتلميع مجدها الشخصى .. وبمصالحها الذاتية . أما قوى المجتمع المدنى , والحركات الثورية الجديدة فى السودان , فأتفق معك تماما على أهمية دورها فى إحداث التغيير المطلوب فى الساحة السياسية السودانية , ولكن يبقى التحدى الأكبر فى كيفية تنسيق مواقفها وتوحيد تحركها فى الساحة السياسية السودانية حتى تصير جبهة لها ثقلها المؤثر فى إحداث التغيير المطلوب .
لك الشكر الجزيل
|
|
|
|
|
|