|
الزحف الكبير , والخطر الداهم .. الألغام .
|
بعد السلام وبعد توقف هذه الحروب اللعينة , يعود ملايين المشردين واللاجئين السودانيين الى مدنهم وقراهم فى الريف السودانى الواسع , والذى كان قسما كبيرا منه , ولا يزال .. ولفترة طويلة جدا , ميادين وساحات لحرب ظالمة بين أبناء الوطن الواحد . وفى هذه الحرب المدمرة , سعت كل الأطراف الى زرع الملايين من الألغام .. وضد كل شئ , ألغام ضد الأفراد , وألغام ضد العربات , وأخرى ضد المدرعات .
ومما لا يمكننا تجاهله هنا , أن هذه الألغام لن تفرق بين الأنسان وحيواناته ووسائل نقله المختلفة , وستصبح مصدر قتل وأعاقة دائمين , وأنها لن تتيح مجالا للتنمية أو الإستقرار , بل .. طالما زالت هذه الألغام موجودة وبالكثافة المزروعة بها وفى تلك المساحات الشاسعة من أرض المليون ميل "مربع" , ستظل هذه الحروب وكأنها لم تنتهى بعد , وسيظل هذا السلام .. وكأنه لم يتحقق على أرض الواقع .
أذا , وقبل عودة هذه الأفواج الضخمة فى زحفهم الكبير لمدنهم وقراهم ومزارعهم , على أعداء الأمس وأحبة اليوم وغدا .. أن ينظفوا هذه القرى والمزارع الواسعة التى زرعوها موتا ودمارا , قبل أن يطأها أهلهم من مواطنى القرى والريف السودانى , وقبل أن تصبح أرض السودان مصدرا للموت الدائم .. أو الأعاقة .
وحتى لا يصبح هذا الكلام مطلقا على عواهنه , ويصبح هذا النداء أفرغ من فؤاد أم موسى , يجب أن نبحث فى أنجع السبل والوسائل التى تجعل من أزالة هذه الألغام أمرا عمليا وفاعلا .
ولن يتم هذا ألا أذا أشتركت فى تحقيقه وأنزاله على أرض الواقع , وجعلته الهم الأول لها, الدولة نفسها وكل الحركات المسلحة , وهذه الأطراف تحديدا من المفترض فيهما إمتلاك كل الخرائط , أو البعض منها على أقل تقدير , التى تبين مواقع ذراعة تلك الألغام وأنواعها , بالأضافة الى إشتراك كل الأحزاب السياسية وقوى المجتمع المدنى فى حملة قومية وقوية لإزالة هذه الألغام قبل وصول هؤلاء النازحين الى مناطقهم ومواصلة حياتهم "الطبيعية" السابقة .
|
|
|
|
|
|