الغيبوبة والاستيقاظ على صوت عائشة-من مواضيع مجلة حق الاخيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 03:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.امجد إبراهيم سلمان(Amjad ibrahim)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-12-2003, 03:56 PM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغيبوبة والاستيقاظ على صوت عائشة-من مواضيع مجلة حق الاخيرة (Re: Amjad ibrahim)


    سلام جميعا
    هذا موضوع آخر من الملف الثقافي و الادبي لمجلة حق قلم الستاذ عبد الفتاح عبد السلام
    ارجو العذر حيث اني لم استطيع نقل الصفحة بنفس الشكل و الاخراج المتبع في المجلة قد استطيع لاحقا ان ارسل راس هذا الموضوع و فيه صورة الاستاذ وردي و جزء من الصفحة
    اتمنى ان تنال هذه المواضيع اعجابكم
    تحياتي امجد

    "وردي" مستودع الطفولة
    بقلم : عبد الفتاح عبد السلام
    "كنتُ ، منذ طفولتي ، أفتحُ في كل مكان حللته ، نوافذ" أدونيس


    و من غير "وردي" أعاننا علي فتح تلك النوافذ . نوافذ طفولة العالم الرحب ، بشمسه الحارقة وظلاله الممتدة .
    أول مرة رأيناه فيها ، رأي العين ، في زمان غير الزمان ومكان قلما صادفناه في ترحالنا المديد . في النصف الأول من الستينات العامرة ، أوان الورود ونسيم الروح . أمام مدرسة ظلت مجهولة لزمن ولكني أستعيدها الآن ، اسمها مدرسة "أستاذ سيّد" ، عندما كانت المدارس مدارس . فجأة رأيناه ، نحيلا مستبشرا متجها من باب المدرسة نحو سيارة صغيرة سوداء . المدرسة تقع في الشارع الواصل من محطة "الشجرات" في شارع القصر جنوب إلى محطة "أبو حمامة" غرباً . هكذا كانت حدود دنيانا ، غير أن خيالنا بوسع الكون . صحنا كلنا بصوت طفل واحد "وردي !… وردي!" ، واخترقت جلبتنا صمت الشوارع والبيوت في تلك الساعة من النهار ، صوتٌ جعل النسوة يخرجن مستطلعات مستنكرات . وظللنا هناك ، جيش من الأطفال ، نتقافز ونملأ عين الشمس حتى بعد أن غادرت عربة "الأستاذ" المكان وأصبحت ذِكري .
    حديقة الحيوان علي نيل خرطوم أوائل الستينات ، والزمان أول أيام العيد الحديقة غاصة بزوارها من الأطفال المبتهجين . وطفل غر تشده صور معلقة علي شجرة . وأغان عذبة مبثوثة من مكان ما . صور وردي وإبراهيم عوض وعثمان حسين . ولبراءته ظنّ الطفل أنهم يحيون حفلا. ولما لم يكن رآهم من قبل (رأي العين) ، فقد اندفع كالمجنون غير عابئ بالزحام حتى انتهي إلى مكان مسوّر . ولخيبته لم يكن المكان سوي مطعم يقدم سندوتشات الفلافل والسجق .
    لزمن طويل كنت أعتقد أن مصطلح "العبقرية" يعني الذكاء المفرط والموهبة الخارقة ولا شئ سواهما . غير أن الحياة هي المعلّم الأول . صدف وأنا أهم بكتابة هذا المقال أن عُرضت حلقات مختصرة من مسلسل "أم كلثوم" . فقلت لولا بذرة الاستنارة التي حملها مثقفو مصر لما صمدت أم كلثوم و لما بقيت ذكراها . ولولا مقارعتهم قوي الظلام و طيوره لما ارتقت الفنون والفكر والآداب من عالمها السفلي الذي قبعت فيه طيلة قرون الانحطاط . عبقرية وردي تتجلى في ذلك التشابك المبدع بين احترامه لفنه واعتزازه بثقافته وأصالته وخصوصيته . وفوق ذلك جميعا مسئوليته نحو وطنه ومواطنيه في شموخ قل نظيره . ومواقفه ضد أعداء الحرية ومنطق العصر كثيرة ومعروفة . انتابني قلق حقيقي ولا يزال عندما علمتُ أن الإنقاذيين في بداياتهم عمدوا إلى اقتلاع عدد كبير من أشرطة "الماستر" في الإذاعة السودانية وطبعوا عليها كلامهم السخيف ، استسهالا إزاء استيراد أشرطة جديدة . انتابني القلق لأنه قد تكون من بين هذه الشرائط تسجيلات عزيزة من زمن الطفولة . إذ أنني وحتى اللحظة لا أستطيع سماع بعض أغنياتي الأثيرة ، خصوصا للأستاذ "وردي" ، ما لم تكن بتسجيل استديوهات الإذاعة ، بأوركسترا الإذاعة الكامل من ذلك الزمن الجميل .
    رحلة الخزّان
    خزان "جبل أولياء" وما أدراك ما الخزان . الزمان النصف الأول من الستينات ورحلة مدرسية ببصٍ مستأجر من خطوط "الخرطوم ـ السجانة" بلونيه الأصفر البراق والأزرق الداكن . وهناك علي ضفة النيل الأبيض و تحت ظلال الاستراحات المشرفة علي الخزان وقبل انتصاف النهار ومن مكان ما وسط أشجار "اللبخ" انطلق صوت صاف يغني "جيت أعاتبك واشتكي لك واشرح الحب من بدايته" .
    اسمه "العجب" . لا أدري من أين . ففي ذلك الزمن لم يكن أحد يسأل عن جهة شخص أو هويته . كان يسكن في شارع قريب منا . وكان دكان "الرشيد" ملتقى الجميع . وعند الأصيل كان الأستاذ يشدو من المذياع الموضوع علي رف أنيق في واجهة الدكان أغنية "الوصية" . ويبدو أن يومها كان "البث" الأول لتلك الأغنية من استوديوهات الإذاعة ، أي "الديبيو" حسب مصطلح صناع الأفلام في وصفهم لأول عرض . وقف "العجب" مشدوها بعد أن اشتري سيجارة واحدة من عم "الرشيد" وبعد قليل رأيته يردد كالمأخوذ مع الأستاذ: "الطير في غصونه الساجعة وحنانا/كل الناس تغني ليه نحن الهم طوانا" .
    "اليوم نرفع راية استقلالنا" ـ الزمان آخر أيام المشير والمكان حافلة تسير بهدوء في إحدى العصريات في طريقها إلى أمدرمان . السائق استغني عن الإذاعة وأدار شريطا خاصا به "يا اخوتي غنوا معي غنوا معي …" فانطلق من بالحافلة وكان معظمهم شبابا في العشرين أو دونها في كورال مهيب مع الأستاذ .

    الزمان منتصف الصيف . في النصف الأخير من السبعينات . والمكان الحي التجاري لمدينة برلين . كنا ثلاثة جئناها زوارا لفترة قصيرة . شارع "الكودام شتراسه" وعلي جانبيه محلات أنيقة متعالية . سوداني وحيد في العشرينات من عمره افترش الرصيف اللامع يبيع أساور من الفضة والمشغولات والسكسك موضة الهيبيز الأخيرة في ذلك الزمن . تقدمنا منه مستبشرين . ردّ بلا اكتراث وبشيء من الحرج . فوقفنا غير بعيدين عنه نتأمل الأساور وقليل من المشترين والمشتريات . وبعد أن هدأ المكان وانقطعت المارة سمعنا "صاحبنا" يغني بصوت ملتاع " إنشاء لله تمشي … تمشي يا طير لَيْ تعود/بي حبيبي حامل الحُب و الورود" . ما أدهشنا أنه كان يغني وعيناه إلى السماء . كأن سربا خفيا من البجع كان مهاجرا إلى الجنوب .
    الأغنية التي فشلتُ في الاحتفاظ بها طازجة
    و لا تسل . فقد بحثتُ عنها في كل مكان . وفي دكان يبيع الأشرطة في جدة أكّد لي البائع أنها في آخر الشريط . ولكن ظني خاب بعد أن أدرت الشريط . مقطع واحد فقط منها يقول "و ريدك ليّا برعاه وأقاسيه/ولو خلاني ما بقدر بخليه" وباقي الأغنية ممسوح في نهاية الشريط . وفي زيارة لي لأحد أصدقائي المذيعين في إذاعة "أمدرمان" وانقلاب الإنقاذ له من العمر ثلاثة أشهر طلبت منه تلك الأغنية بالاسم بالشروط والمواصفات التي أحرص عليها . وعدني الصديق بأن يرسلها لي في شريط مع أي قادم . وكما وعد ، وصلني الشريط فيما بعد وكانت حسرتي كبيرة . لم تكن الأغنية المطلوبة بين الأغنيات . ولا أدري حتى الآن لمَ تذكرني تلك الأغنية بشارع معيّن ونافذة خضراء اللون في حي "السجانة الجديدة" بالديوم الشرقية ، مهد الطفولة .

    سألتُ مرة الأستاذ الشاعر "صديق مدثر" عن أغنية "الحبيب العائد" ، فذكر لي أنه كان متابعا لتلحينها "ساعة بساعة" عندما كان وردي يسكن "بُري" آنذاك ، في عام 1965 . وهو المكان نفسه الذي لحّن فيه أغنية "مرحبا يا شوق" رائعة "جيلي عبد المنعم عباس" في عام 1967 . و "جيلي" هو صاحب أغنية "الهوى الأول" التي فشلتُ في الاحتفاظ بها طازجة بتسجيل أوركسترا الإذاعة الأصلي .
    وكما كتب الناقد الراحل "عبد الهادي الصديق" في عام 1970 عن "مرحبا يا شوق" أن صوت وردي في تلك الأغنية قادم من أعماق التاريخ ، من أطياف "بعانخي" و "تهراقا" و"شباكا" ، من أهرامات "نبتة" و"الكرو" وشلالات النيل . و "مرحبا يا شوق" هي دفق الستينات المشع . ذلكم هو زمان عبد الهادي الصديق وعلي عبد القيوم والرضية آدم .
    هاجرت ذواتنا فيما بعد شمالا وشرقا وغربا . استمعنا لسيد درويش وأم كلثوم وعبد الوهاب وفيروز وسعاد محمد وعبد الحليم وغيرهم . وهزّتنا حقيقة موسيقي وألحان "الراي" الجزائرية عند الشاب خالد والشاب مامي ورهطهم . واحتفلنا بألحان "منليك" و "أستر" وبسواحلية كينيا و أنغام الكونغو الراقصة . استمتعنا بإيقاعات "سو شيين" و "أبا" و هموم "التمتيشنز" و "آيزاك هايز" مرورا بـ "مايكل جاكسون" . وأنصتنا بشغف لـ "موتسارت" و "تشايكوفسكي" و "برامز" ، غير أن وردي يظل لحنا ثابتا ونغمة متفردة باقية في القلب . فمن غيره يمنح طفولتنا معني ولسنينا الأثيرة صدي ؟ ومن غيره يثبت لنا في كل مرة أن الفن اعتزاز و أصالة وأن الالتزام وطن وحنين ، ليس حنين الخمول وبلادة المشاعر ، بل الحنين المدرك ، الحنين العاقل .

                  

العنوان الكاتب Date
الغيبوبة والاستيقاظ على صوت عائشة-من مواضيع مجلة حق الاخيرة Amjad ibrahim03-12-03, 03:33 PM
  Re: الغيبوبة والاستيقاظ على صوت عائشة-من مواضيع مجلة حق الاخيرة Amjad ibrahim03-12-03, 03:56 PM
  Re: الغيبوبة والاستيقاظ على صوت عائشة-من مواضيع مجلة حق الاخيرة Amjad ibrahim03-14-03, 01:44 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de