كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: أحداث العنف في الخرطوم هل هي بداية لعنف اكبر!! (Re: Amjad ibrahim)
|
سلام جميعا
الاخ حيدر حماد شكرا على التشجيع، و قد قمت فعلا بارساله البارحة لسودانايل لكن الايميل لم يعمل بصورة جيدة و ارسلتها اليوم بعد مكاتبة مع الاخ طارق الجزولي له مني كل الشكر على مجهوداته الرائعة.. في مواصلة اصدار سودانايل رغم كل الصعوبات...
مرسل ايضا عنوان المقال الذي اقتبست منه عن الوزير عصام أحمد البشير و قد كتب في الوطن القطرية بتاريخ 8 مايو 2005 لان البعض طالبني بالنص الاصلي للمقال حتى تكتمل الصورة
=======================
مصدر المقال http://www.al-watan.com/data/20050508/index.asp?content=writer4
محمد الربيع ـــــ اختلاط أم تخليط ! دعا عصام احمد البشير وزير الشؤون الدينية والأوقاف في حكومة الانقاذ جموع المصلين في مسجد الشهيد بالخرطوم والمسلمين في السودان في خطبة الجمعة الفائتة الى التعاضد والتآزر للوقوف ضد من اسماهم العلمانيين والحداثيين الذين يريدون اطفاء نور الاسلام في السودان بحرمان الاغلبية المسلمة من حقها في ان تحكم بشرع الله‚
وجاء حديث الداعية الوزير في اطار تنبيه المسلمين في السودان الى ما يحيط بهم من مؤامرات وضرورة تجاوز الولاءات الضيقة للحزب او الشخص او الاشخاص ورص الصفوف في مواجهة الاعداء‚
ولا أكاد ارى عدوا يهدد الاسلام والمسلمين والسودان والسودانيين اكثر من هذه التعميمات التي تأخذ الظاعن بجريرة المقيم والصحيح بجريرة العليل وتخلط الحابل بالنابل‚
ولا ارى خطرا على الوطن اعظم من اطلاق هذه التعميمات من منابر يرى فيها جموع المسلمين صوتا للحق والعدل والكلام السليم حيث لا احد يحاجج او يستدرك على تعميمات الامام‚ وحتى لا نسقط في مغالطة التعميم التي اعتمد عليها الشيخ عصام في بناء وجهة نظره اشير بشكل مباشر الى بؤر التوتر في هذه الخطبة التي تجعلها مثار خطر وأولاها انه لم يطلق تعريفا محددا للعلمانية او الحداثة التي وصمها بالعداء للاسلام والمسلمين ولم يشر الى علماني او علمانيين محددين أو يلقي الضوء على حداثي او حداثيين محددين عبروا عن عدائهم لله والاسلام‚ فضلا عن انه لم يتحدث بإبانة ووضوح عن التفاصيل التي مثلت عنده علاء للشريعة‚
ان هذه الطريقة في معالجة الامور في اللحظات المفصلية من تاريخ الامم والشعوب مثل اللحظة التي يمر بها السودان الآن تفتح ابوابا للحيف والافتئات على الناس باسم الدين‚ وتجعل الدين مطيّة للسياسة وليس هاديا لها ووسيلة لتصفية الحسابات ليس غايتها رضا المولى عز وجل‚
واذا كان الشيخ عصام يقصد بالعلمانيين جون قرنق وجماعة الحركة الشعبية المتحالفة مع الانقاذ تلك مصيبة لأنه يكون عمليا قد قضى باخراج حكومته من ملّة الاسلام‚ وشكك في مواثيقها لأنه منذ توقيع اتفاق سلام السودان لم يعد جون قرنق يوصف بالكافر ولا الملحد ولا الصهيوني‚‚الخ‚ ولم تعد الحكومة تجيش الجيوش‚ او تستنفر المجاهدين للقتال ضده‚
الى جانب حقيقة اخرى يمليها فقه الحكم او السلطة التي يمثل الشيخ عصام جزءا أصيلا منها وهي ان جون قرنق قد اصبح بمقتضى هذه المواثيق نائبا للرئيس اي ان طاعته واجبة والخروج عليه مفارقة للجماعة وتفريط في وحدتهم‚
اما اذا كان الشيخ يقصد بالعلمانيين والحداثيين السيد الصادق المهدي وحزبه والسيد محمد عثمان الميرغني وحزبه وتجمعه ممن ينادون بضرورة اعتماد المواطنة وحرية المعتقد والتدابير الحداثية الاخرى في بناء منظومة الحكم ودستور البلاد فالمصيبة أعظم !
لأنه يكون بذلك قد افتى بخروج هؤلاء الذين يمثلون الاماني والطموحات السياسية لابناء اكبر طائفتين مسلمتين في السودان هما طائفتا الانصار والختمية من الاسلام‚
اما اذا كان يقصد الشيخ حسن الترابي وحزب المؤتمر الشعبي المعارض لحكومة الانقاذ فيصبح الامر بابا في التخليط لا اول له ولا آخر‚
ان تاريخ السودان السياسي القديم والمعاصر يشهد بخطورة اطلاق الاحكام والاقوال على عواهنها وبسوء المآلات التي تؤدي اليها من فقدان للارواح والاموال ووحدة الاوطان وسلام الناس الاجتماعي‚
ليس في دفاع الشيخ عصام عن حكومته ومقولاتها السياسية ما يضير‚ لكن من سوء التقدير والتدبير ان يستخدم الاسلام في الحط من شأن هؤلاء المعارضين واخراجهم من الملّة‚ لأن الامر يخرج عاجلا أم آجلا من الاختلاط في الفهم والمفاهيم الى التخليط الصريح ومآلاته المؤسفة‚
|
|
|
|
|
|
|
|
|