التجاني الطيب بابكر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 01:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة متولى عبدالله ادريس(elsharief)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-31-2007, 05:24 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التجاني الطيب بابكر (Re: elsharief)



    السادة رئيس واعضاء المحكمة

    ها قد مضى احد عشر عاما اتيح خلالها للسلطة من حرية الحركة والقرار و التخطيط والتنفيذ و المراجعة ما لم يتح لحكومة قبلها. لقد اكتملت كل ملامح المجتمع المايوي و تجسدت في حقائق ملموسة و ظاهرة للجميع بحيث ان اية اضافات جديدة ستكون كمية لا نوعية. فما هي ابرز سمات هذا المجتمع؟

    اولا: يقوم نظام الحكم فيه على نمط الرئيس المطلق الصلاحيات و لا اجد ابلغ مما قاله رأس السلطة نفسه لدى افتتاح مجلس الشعب الاقليمي بالابيض حينما تهكم على من يجهلون سلطاته. موضحا ان المادتين 80 و 81 من الدستور تجيز ان له ان ينادي اى رجل امن و يقول له ان فلانا هذا خائن فاقتله فيقتله. و انه نمط الرئيس الذي يحيل المواطنيين الى رعايا و مؤسسات الدولة الى اجهزة خاضعة لتصرفه، الرئيس المعصوم الذي لا يمكن نقده ولا مساءلته و لا بالاحرى استبداله، و يحتكر بهذا النمط من الحكم سائر انواع النشاط السياسي و الاعلامي و النقابي و يقيم دولة بوليسية قمعية و يسلب المواطن ارادته وحقوقه الفردية و الجماعية. و بعد احد عشر عاما من فرض هذا النظام تعيش بلادنا حالة طوارئ دائمة اصبح تحتها الاعتقال و الملاحقة اليومية و الفصل من العمل لاسباب سياسية ظواهر ثابتة تسمم حياتنا و تخنق كل فكر وابداع، و خلال تلك الفترة لم تتوقف المعارضة و كانت يد القمع ثقيلة، فلم يعرف شعبنا من قبل مثل هذة الاعداد من المعتقلين و قتلى المظاهرات و الصدامات المسلحة و من الاعدامات لاسباب سياسية.

    ثانيا: بعد احد عشر عاما او على الاصح ثلاثة عشر عاما من مجئ سلطة مايو يبقى المجتمع السوداني بنفس ملامحه الاساسية التى كان عليها عام 1969 كما لم يحدث تغيير جوهري في اقتصادياته. فما زلنا نصدر نفس المحصولات الزراعية و التى يحتل القطن بينها نفس نسبته العالية، و ما زلنا نستورد نفس المنتوجات الصناعية، و اذا كان هناك من تغيير فهو مفاقمة العلل والادواء التى كنا نشكو منها. لقد فتحت السلطة كل الابواب امام رؤوس الاموال العربية و الاجنبية و الشركات متعددة الجنسية و مؤسسات الاستعمار الحديث التمويلية و ضاعفت الدين الخارجي 20 مرة الي اكثر من خمسة بلايين دولار بددتها في مشروعات غير مدروسة و في الانفاق على تضخيم جهاز امن الدولة و الاتحاد الاشتراكي و المنشأت التفاخرية و البذخ، و عانت جميع فروع الانتاج التخبط و سؤ التخطيط و عجز الاداء و من انعدام الوقود و قطع الغيار و المدخلات و الخامات و من اهمال صيانة المرافق العامة، مما ادى الى انخفاض الانتاج الصناعي والزراعي بصورة ملموسة و الى خراب مؤسسات راسخة مثل مشروع الجزيرة و السكك الحديد و الى توقف العديد من المصانع حتى الجديد منها او عملها بنسب منخفضة من طاقتها و الى توقف الانتاج في مديريات باكملها كالشمالية ، و اتسعت فجوة الخلل في الميزان التجاري و ميزان المدفوعات و اصيبت الميزانيات بداء العجز المزمن و المتزايد رغم ارتفاع الضرائب بمعدلات عالية، و لجأت السلطة الى تغطية العجز من النظام المصرفي ثم الى الاخطر و هو التمويل الاجنبي و قد بلغ العجز في ميزانية العام المالي الحالي 82/83 قرابة 600 مليون جنيه تمت تغطيتها كلها من التمويل الاجنبي، و باختصار فان الاقتصاد السوداني منهار كما اعترف رأس السلطة، و منذ اعوام سلمت السلطة مفاتيحه لصندوق النقد الدولي الذي املى ما سمى بسياسة التركيز ثم برنامج الانعاش وقد تم حتى الآن تخفيض الجنيه الى اقل من نصف قيمته، و بالتالي و بنفس النسبة الى رفع اسعار الواردات و خفض اسعار الصادرات مع تخصيص نسبة متزايدة من عائدها لتسديد الديون المجدولة، و تم الغاء الخطة الخمسية على علاتها مع الاتجاه الى توسيع ميادين نشاط رأس المال الاجنبي و المصارف و الاستثمارات الاجنبية. و تم فرض خفض النفقات الحكومية و خاصة تقليص فرص العمالة الجديدة و تجميد الاجور و وقف اي توسع في الخدمات، كما بدأ تفكيك القطاع العام و تحول المجزي منه الى القطاع الخاص و اضعاف دور الباقي، و كل هذة الحلول تسير في اتجاه تعميق الازمة بدلا من حلها لانها تسير في نفس الطريق الذي قاد الى الانهيار بل و تلقي المزيد من اعباء عجز سياسات السلطة و فشلها على عاتق الشعب الكادح بالمزيد من الضرائب غير المباشرة و التضخم والارتفاع الجنوني في اسعار السلع و في اجور الخدمات و انخفاض القدرة الشرائية. و هكذا فشل النظام المايوي في تحقيق ذات المهمة التى ادعى انه جاء من اجلها وهي دفع عجلة التنمية و التقدم، ان التنمية ليست كلمات وارقاما جوفاء بل واقع ينعكس على حياة الناس، و الواقع الذي نشهده هو تدني الانتاج و شح السلع و تدهور الخدمات و تضخم جيوش العاطلين و هجرة مئات الآلاف من الريف للمدن و اغتراب مئات الآلاف خارج الوطن، هذا بالاضافة الي الظواهر السلبية المخيفة مثل طغيان النشاطات الطفيلية و اتساع الفرص المعوجة للاثراء حتى قيل ( الما غنى في مايو ما بيغنى) و تفشي الفساد و المحسوبية و الرشوة و تأكل الاختلاسات المكتشفة فقط مليون جنيه من المال العام سنويا، و ينتشر التفسخ الخلقي و زكمت الانوف فضائح مالية و اخلاقية تورط فيها مسؤولون كبار في السلطة. و تعاني الاغلبية الساحقة من الشعب عنتا شديدا في معيشتها، فمتطلبات الحد الادنى من الاكل و الملبس و السكن و العلاج و التعليم و المواصلات ترتفع كلفتها باطراد، و في كل يوم يواجه الانسان البسيط و حتى المتوسط الدخل صعوبات اضافية في الحصول على المتطلبات ما ادى الى تدهور مريع في نوع الحياة و بين الناس البسطاء تزداد وطأة الفقر و المرض و العجز عن مواصلة التعليم. وفي مواجهة هذه التعاسة الشاملة تتمتع حفنة قليلة بثمار الرأسمالية الشوهاء و امتيازات السلطة، فبجانب الفئات الرأسمالية القديمة . ظهرت فئات جديدة ابرزها طفيليون و مغامرون من كل شاكلة، و لا يضيفون قدرات جديدة للاقتصاد بل يجنون ثروات طائلة من نشاطات غير انتاجية و من التسهيلات المصرفية و المقاولات الحكومية و فروقات الاسعار و العمولات و افساد الموظف العمومي. و هناك الجماعات التي تحتل المواقع العليا في اجهزة السلطة و الدولة بدءا من رئيس الجمهورية حتى اعضاء مجلس الشعب و كوادر الاتحاد الاشتراكي في المناطق، ولا يزيد مجموع هذه الصفوة كثيرا عن الالف ، و لكن ما ينفق على مخصصاتها و امتيازاتها يساوي اجور عشرات الالوف في ادنى السلم الوظيفي و اضعاف ذلك بالنسبة لمتوسط دخل الفرد السوداني. ان هذه القلة المحظوظة تحصل على كل شئ يشتريه المال و النفوذ وهي لا تعرف معاناة الحياة اليومية و تستطيع ان تدفع بيسر فاتورة العيادة و الصيدلية و المصاريف المدرسية و الخصوصية وكورسات التقوية للتلاميذ وتصيف خارج البلاد، و هذا هو الواقع المر حيث تزداد الاغلبيةالعظمى فقرا و بؤسا و حيث تزداد الاقليةالغنية غنى و ترفا، وتسميه السلطة بالاشتراكية.

    السادة رئيس واعضاء المحكمة

    اصل الى النقطة الثالثة و الاخيرة من سمات المجتمع المايوي وهى المتعلقة بسياسته الخارجية ، انها سياسة اهدار الاستقلال و التفريط في السيادة و الاعتماد اكثر فاكثر في مواجهة ما تحس به السلطة من عزلة و ضعف على السند السياسي العسكري من واشنطن و القاهرة والرياض و سوف اكتفي هنا ايضا بثلاث عناوين رئيسية لهذه السياسة. منذ سنوات و السلطة لا تنفك تثير ضجة لا تهدأ حول غزو وهمي وشيك يخططه الاتحاد السوفياتي من بلدان مجاورة. ان الاتحاد السوفياتي ليس دولة معتدية كما انه لا يدعي اية مصالح في بلادنا او اي مكان اخر، بل برهنت الاحداث انه الصديق المجرب لشعبنا و للشعوب العربية في الماضي و الحاضر.السلطة تختلق ضجة الغزو المزعوم لتبرر خروجها على مبادئ عدم الانحياز و ارتمائها في احضان الامبريالية الامريكية و قد اعلنت على لسان رئيسها مرارا انها تعتبر نفسها قوة امامية في الحلف المعادي للشعوب في منطقتنا بقيادة الامبريالية الامريكية، و تاكيدا لذلك منحت امريكا حق اقامة قواعد عسكرية برية و جوية و بحرية تستخدمها قوات التدخل السريع التي شكلت لضرب شعوبنا العربية و الافريقية حماية للمصالح التي تدعيها امريكا لنفسها في منطقتنا. عقد السلطة معاهدة للدفاع المشترك مع مصر تنص على اعتبار اي خطر داخلي في مقام الخطر الخارجي و تلزم الدولتين بان تهب احداهما لحماية الاخرى حتى لو لم تطلب منها ذلك، واضح ان المقصود السودان الذي اصبح بذلك محمية مصرية ، يدخل في هذا الاطار مايسمى بالتكامل السياسي و الاقتصادي و الذي يعطينا الدنية في كل شئ، تدخل فيه ايضا المناورات العسكرية المشتركة التي اجريت في السودان مع قوات التدخل السريع الامريكية و جيش الاحتلال المصري. اسقطت السلطة كل اقنعة التخفي و الرياء و انضمت سافرة الى معسكر كامب ديفيد الذي لعبت فيه من البداية دور الملحق التابع و تزداد جرأة السلطة مع تزايد الهجمة الامبريالية الصهيونية على شعوبنا العربية. ان السلطة قد اصبحت منذ اعوام بعيدة اداة طيعة في المخطط الامريكي لفرض الاستسلام الذليل على العرب و تصفية الشعب الفلسطيني وقضيته و تاكيد دور الكيان الصهيوني كقوة ضاربة للامبريالية الامريكية تحقق لها هيمنتها على ارض العرب و ثرواتها و موقعها الاستراتيجي.
    لقد انتزع شعبنا استقلالا نظيفا و ناضل دوما للذود عنه ضد حلف الشرق الاوسط و مشروع ايزنهاور و المعونة الامريكية و الحلف الاسلامي و مؤامرات اخرى و لكن السلطة تهدر كل هذا من اجل حماية بقائها. لقد اصبحت بلادنا ممرا لضرب انتفاضة شابا لحماية العميل موبوتو و لتدبير الانقلابات العسكرية الفرنسية في افريقيا الوسطى و لتنصيب العميل حبري في تشاد و لتدبير عدوان ضد ليبيا واثيوبيا واليمن الديمقراطية بعد ان كنا سندا لكل حركات التحرر العربية و الافريقية. ان سيادتنا تمزق مما يهدد نفس معنى وجودنا ثمنا لبقاء السلطة الراهنة. هذه في ايجاز شديد معالم النظام الراهن الرئيسية، و عندما تحظر السلطة المعارضة وهي تجابه المواطن كل يوم بسياساتها هذه فانها تكون كمن يلقي شخصا في الماء و يمنعه ان يبتل ثم يعاقبه اذا ابتل.

    السادة رئيس واعضاء المحكمة

    اثرتم في جلسة سابقة سؤالا هاما عن موقف الحزب الشيوعي من المصالحة؟ اعتقد ان هذا الموقف موضح في عدة وثائق بينها المستند رقم 4 المعنون (الديمقراطية مفتاح الحل) و يمكن تلخيص الموقف في ان المصالحة ظهرت نتيجة لازمة سياسية وطنية عميقة، و لكي تبرهن المصالحة على جديتها كان الواجب ان تتجه الى ازالة الاسباب التى قادت الى الازمة من سياسات و تشريعات و اشخاص و تكون الخطوة الاولى هي استعادة الديمقراطية فتلغى التشريعات التى تصادر حرية التنظيم و التعبير حتى يبدأ حوار تشترك فيه كافة الاطراف و بالدرجة الاولى اوسع جماهير الشعب للتوصل الى حلول للازمة. كما دعا الحزب كدليل على حسن النية الى رد الاعتبار لجميع شهداء المعارضة بما فيهم شهداء الحزب الشيوعي و 19 يوليو و نشر حيثيات محاكماتهم و كشف قبورهم و تسليم وصاياهم الاخيرة لذويهم، كما طالب بالكشف عن وقائع التعذيب و بمحاكمة الذين امروا به و نفذوه وتعويض ضحاياه. و بعكس ما يشاع فان الحزب الشيوعي لم يرفض العفو و لا مبدأ الحوار مع السلطة بل دخل في محادثات تمهيدية مع بعض اطرافها و بينهم ابو القاسم محمد ابراهيم و ابو القاسم هاشم ولكنه تساءل: ماذا يكون موقف السلطة من القادة الشيوعيين اذا خرجوا من اختفائهم و تحاوروا معها، ثم لم يتم التوصل الى اتفاق و لم تقدم السلطة اية اجابة، فكيف يدور حوار بين طرفين يملك احدهما ان يكمم فم الآخر و يعتقله. ان ما سمى بالمصالحة الوطنية لم يخرج عن اطار مناورة اتاحت للسلطة فرصة للتنفس و غطاء لتبرير التدابير الاقتصادية التى فرضها صندوق النقد الدولي، و لكن الازمة عادت اشد و اعمق، ازمة في الحكم وفي الاقتصاد وفي السياسة الخارجية وفي القطاع التقليدي وفي الجنوب، و ما زال المخرج في الديمقراطية. لقد اعترف رأس السلطة و معاونوه ايام المصالحة بوجود تشريعات استثنائية وعدوا بالغائها و خاصة قانون امن الدولة، لكن بعد ثلاثة عشر عاما من مجئ السلطة و بعد خمسة اعوام على المصالحة ما تزال الاوضاع الاستثنائية وقوانينها قائمة، و في نفس هذة اللحظة يوجد في سجون كوبر و بورتسودان و مدني و ربما في اماكن اخري اكثر من 250 مواطنا معتقلا بعضهم لاكثر من ثلاث سنوات متصلة وبعض المعتقلين اعتقل مرارا لفترات اربع و خمس و ست و سبع سنوات دون محاكمة و ما زالوا يلقون نفس المعاملة التى اودت بحياة الشهداء قاسم امين و عبد المجيد شكاك و حسن دفع الله الشامي و محمد ميرغني نقد و احمد فضل المولي وغيرهم، و لا زال التعذيب الذي وصفه رئيس جهاز امن الدولة امام مجلس الشعب عام 78 بالممارسات القذرة لا زال يمارس بواسطة نفس الجهاز و قد مورس ضد احد المواطنيين المعتقليين قبل اسبوعين او ثلاثة و ما زالت المواكب و المظاهرات تواجه بالرصاص القاتل.

    السادة رئيس واعضاء المحكمة

    ان وطننا لفي محنة و خطر عظيم مما يستوجب التفاف جميع ابنائه المخلصين حول مطلبين اساسيين عاجلين لانقاذه. اولهما وقف جميع التدابير المنافية للديمقراطية و اطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين و الغاء جميع القوانيين التى تصادر الحقوق و الحريات وعلى رأسها قانون امن الدولة، و ثانيهما استرداد سيادتنا بالخروج من اتفاقات كامب ديفيد و الغاء الاتفاق مع امريكا لبناء قواعد عسكرية في بلادنا و الغاء معاهدة الدفاع المشترك مع مصر و الاتفاقات المشابهة. الانتصار في تحقيق هذين المطلبين سيكون خطوة كبرى و واسعة نحو بناء السودان الذي يتطلع اليه الشعب بشوق و الذي تتمثل ملامحه الرئيسية في ما يلي :-

    اولا: استعادة الديمقراطية وفق دستور يوفر الضمانات الكافية لنفاذ الارادة الحرة للاغلبية الشعبية و كفالة الحقوق و الحريات الفردية و الجماعية و استقلال القضاء و سيادة حكم القانون، و تكون السلطة التشريعية بموجبه في يد مجلس نيابي منتخب ديمقراطيا و تكون السلطة التنفيذية مسؤولة امام هذا المجلس و خاضعة لثقته و تقتصر صلاحيات رأس الدولة على اعمال السيادة.

    ثانيا: العودة الى موقعنا الامامي في صفوف الامة العربية و الشعوب المضطهدة و اتباع سياسة خارجية مستقلة على اساس العداء التام للامبريالية و الاستعمار الحديث و الصداقة و التحالف مع البلدان الاشتراكية و حركة عدم الانحياز.

    ثالثا: تحرير الاقتصاد من كل اشكال التبعية و السيطرة الاجنبية و وضع خطة طويلة المدى للتنمية تأخذ في اعتبارها الاولويات الاساسية و على رأسها تطوير الاقاليم الاكثر تخلفا و الدمج التدريجي للقطاع التقليدي في الاقتصاد الحديث مع خطة عاجلة لانقاذ المرافق و المناطق التى لحقها الخراب خلال السنوات الماضية و وضع سياسة مالية لرفع المعاناة عن الجماهير الكادحة و اصلاح نظام الاجور بحيث لا يتجاوز اعلى مرتب عشرة اضعاف المرتب الادنى و توفير السلع الاساسية و تركيز و تثبيت اسعارها

    السادة رئيس واعضاء المحكمة

    ليست هذه اول مرة اواجه فيها القضاء، فانا مناضل منذ الصبا الباكر، اي قبل اكثر من اربعين عاما، و الفضل في ذلك يعود الى ابي و معلمي الذي كان قائدا لثورة 1924 في شندي و ظل وطنيا غيورا حتى وفاته قبل شهور، كما يعود الى جيلنا العظيم جيل الشباب الذي حمل على اكتافه القوية اعباء نهوض الحركة الوطنية و الديمقراطية الحديثة. و انني اعتز بانني كنت من المبادرين و المنظمين البارزين لاول مظاهرة بعد 24 و هي مظاهرة طلاب المدارس العليا في مارس 1946، و اعتز بانني كطالب في مصر اديت نصيبي المتواضع في النضال المشترك مع الشعب المصري الشقيق ضد الاستعمار و حكومات السراي و الباشوات و نلت معه نصيبي المتواضع من الاضطهاد باعتقالي سنة و قطع دراستي، واعتز بانني شاركت مع رفاق اعزاء في كل معارك شعبنا من اجل الحرية و التقدم الاجتماعي و الديمقراطي، و قمت بدوري المتواضع في بناء الحركة العمالية و تنظيماتها و نقاباتها و الحركة الطلابية و اتحاداتها، و اعتز بانني في سبيل وطني و شعبي شردت و اعتقلت و سجنت و لوحقت و انني لم اسع الى مغنم ولم اتملق حاكما و لا ذا سلطة و لم اتخلف عن التزاماتي الوطنية كما اعتز بانني ما زلت مستعدا لبذل كل تضحية تتطلبها القضية النبيلة التى كرست لها حياتي، قضية حرية الوطن و سيادته تحت رايات الديمقراطية و الاشتراكية. و لست اقول هذا بأية نزعة فردية فانا لا اجد تمام قيمتي و ذاتي و هويتي الا في خضم النضال الذي يقوده شعبنا و قواه الثورية، الا كمناضل يعبر عن قيم و تطلعات و اهداف ذلك النضال، الا عبر تاريخ شعبنا و معاركه الشجاعة التى بذل و يبذل فيها المال و الجهد و النفس دون تردد في سبيل الحرية و الديمقراطية و التقدم الاجتماعي، انني جزء لا يتجزأ من هذا التاريخ المجيد و هذه القيم و التطلعات النبيلة. ان هدف السلطة من تقديمي لهذه المحاكمة ليس شخصي بالدرجة الاولى و انما مواصلة مساعيها لمحو التاريخ الذي امثله و التطلعات التى اعبر عنها.. و لكن هيهات..
    وشكرا على سعة صدركم.
                  

العنوان الكاتب Date
التجاني الطيب بابكر elsharief05-29-07, 01:03 AM
  Re: التجاني الطيب بابكر elsharief05-29-07, 01:05 AM
    Re: التجاني الطيب بابكر elsharief05-29-07, 01:17 AM
  Re: التجاني الطيب بابكر Atif Makkawi05-29-07, 01:33 AM
    Re: التجاني الطيب بابكر طلال عفيفي05-29-07, 02:40 AM
      Re: التجاني الطيب بابكر elsharief05-29-07, 04:16 AM
      Re: التجاني الطيب بابكر Atif Makkawi05-29-07, 06:47 AM
        Re: التجاني الطيب بابكر طلال عفيفي05-29-07, 07:11 AM
  Re: التجاني الطيب بابكر sharnobi05-29-07, 05:37 AM
  Re: التجاني الطيب بابكر خالد العبيد05-29-07, 06:21 AM
  Re: التجاني الطيب بابكر خالد العبيد05-29-07, 06:28 AM
  Re: التجاني الطيب بابكر Raja05-29-07, 08:16 AM
  Re: التجاني الطيب بابكر حسن النور محمد05-29-07, 08:31 AM
    Re: التجاني الطيب بابكر elsharief05-29-07, 08:19 PM
  Re: التجاني الطيب بابكر عصام علي أحمد05-29-07, 08:37 PM
    Re: التجاني الطيب بابكر hanadi yousif05-29-07, 09:48 PM
      Re: التجاني الطيب بابكر abdalla elshaikh05-30-07, 01:02 AM
        Re: التجاني الطيب بابكر Osman Musa05-30-07, 02:20 AM
          Re: التجاني الطيب بابكر elsharief05-30-07, 05:29 AM
  Re: التجاني الطيب بابكر Raja05-30-07, 01:12 PM
    Re: التجاني الطيب بابكر elsharief05-31-07, 05:22 AM
      Re: التجاني الطيب بابكر elsharief05-31-07, 05:24 AM
        Re: التجاني الطيب بابكر awad hassan05-31-07, 07:16 AM
  Re: التجاني الطيب بابكر سلمى الشيخ سلامة05-31-07, 08:14 AM
    Re: التجاني الطيب بابكر Sidgi Kaballo05-31-07, 02:02 PM
      Re: التجاني الطيب بابكر الواثق تاج السر عبدالله05-31-07, 03:41 PM
        Re: التجاني الطيب بابكر Gazaloat05-31-07, 09:44 PM
          Re: التجاني الطيب بابكر هاشم نوريت05-31-07, 09:54 PM
  Re: التجاني الطيب بابكر NAZIM IBRAHIM ALI06-01-07, 04:18 AM
    Re: التجاني الطيب بابكر elsharief06-02-07, 05:05 AM
      Re: التجاني الطيب بابكر Amin Mahmoud Zorba06-02-07, 12:32 PM
        Re: التجاني الطيب بابكر النسر06-02-07, 03:22 PM
        Re: التجاني الطيب بابكر Osman Musa06-02-07, 04:22 PM
  Re: التجاني الطيب بابكر محمد مكى محمد06-02-07, 03:52 PM
  لا يتلفت فى الحق ولا يخاف .... Mohamed Elgadi06-02-07, 05:25 PM
  Re: التجاني الطيب بابكر abubakr06-02-07, 06:51 PM
    Re: التجاني الطيب بابكر Mohamed Elgadi06-02-07, 07:13 PM
  Re: التجاني الطيب بابكر abubakr06-02-07, 07:35 PM
    Re: التجاني الطيب بابكر الشفيع الياس06-02-07, 08:28 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de