فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 11:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة متولى عبدالله ادريس(elsharief)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-13-2003, 01:31 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ (Re: elsharief)


    الزميل الشريف والجميع..
    أرسل لي الزميل فيصل محمد صالح هذه الرسالة المفتوحة من الأستاذ فاروق البدوي.. اردت اشراك الجميع بها..

    ---
    بسـم الله الرحمـن الرحيم وبه تعالي نســتعين
    اللـه أكـبر وللـه الحمـد

    سـؤال لكم موجع ... يقلق لنا مضجع !!!

    إلي الفريق عمر البشـير رئيس حكومة حزب المؤتمر الوطني المتحكّـم بجمهورية السـودان
    إلي الكوماندور جون قرنق رئيس الجيش الشعبي المحارب لتحرير جمهورية السـودان

    السلام عليكما ورحمة الله تعالي وبركاته وبعد

    قال تعالي (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزّل به سلطانا وأن تقولوا علي الله ما لا تعلمون ... )) ؛ (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّـموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسـلّموا تسليما ... )) ؛ (( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ... )) صدق الله العظيم

    قال الصادق الأمين رسول الله سيدي وحبيبي صلي الله عليه وسلم << الدين النصيحة. قيل : لمن يا رسول الله . قال صلي الله عليه وسلم : لله وملائكته وكتبه ورسله وأئمة الناس وعامتهم . >> صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم .

    مدخل
    من خاف الله خوّف الله منه جميع خلقه ؛ ومن لم يخاف الله خوّفه الله من جميع خلقه .
    مبحث
    يحكي أن رجلا عابدا كان يخلو بنفسه لعبادة الله تعالي مرة تحت شجرة في أرض فلاة قاحلة ومرة في شبه كهف بغابة علي الجانب الآخر من القرية ؛ وفي ذات يوم عندما كان مولّيا وجهه قبل الشجرة إذ بليث مفترس يقطع عليه الطريق ؛ فقفل هاربا صوب الكهف إلا أن الغضنفر كان وراءه حيثما حلّ ؛ إن صعد ربوة تبعه وإن هبط تلا سابقه ؛ وكان العابد يسـأل ربه أن ينجيه وفي لحظة توقف العابد وشرع ليصلي لله تعالي فما كان من الأسد المتلهف إلا أن وقف بجواره ودخل في صلاة هو أيضا ؛ تعجب العابد فسـأل الوارد عمّا يفعل ؛ فأعلمه بأنه هو يصلي أيضا ؛ ولماذا تصلي ! تساءل العابد ؛ فأجابه الرئبال بأنه وعشـيرته يصـلّون قبل الشروع في الأكل وتناول وجبة الطعام !!! فمن منهما قد يقبل الله صلاته ؛ صلاة الاسـتغاثة للإنقاذ من التهلكة أم صلاة الشـكر للإنقاذ من الجوع . هذا ما سـيتمخض من رحم الأيام القادمات ولا علم لنا به ولا لأحد ما إلا لعلام الغيوب ذي الطول الخبير البصير.

    مسـرب
    فأقول للفريق عمر البشير وجماعته تعلمون كيف أنكم - ومن شـارككم - هجمتم بهمجية اسـتئصالية للآخر لقبضة الحكم في الوطن الحبيب ؛ تمتطون ظهر دبابة مدرّعة متخفيين بالليل البهيم ؛ مخافة أن يراكم خلق الله وعباده فيقاومونكم حينها ويردعونكم ؛ لا خوفا من الخالق السميع البصير ؛ وقد نسـيتم أنه يسمعكم ويراكم ؛ ومن يراه الله علي خطأ فقد يرده عنه ويصفح ويتوب عليه إن نوي وعاد بصدق أو يمدّ له في أسـبابه مدا بإمهال ولا إهمال إلي وقت معلوم . فمنذ فجر 30 يونيو/ حزيران 1989 وحتى يومنا هذا وأنتم تشـهرون أسـلحتكم علي صدور الأبرياء العزّل وتشـهّرون بالناس كافة مسلمين وغيرهم ؛ عربا وعجما؛ دناقلة ودينكا وسواهم .. وذلك رغم ادعاءاتكم مؤخرا بإلغائكم بعضا من ممارساتكم وأفعالكم المكبّلة لحركة الناس والمقيّدة لحرياتهم ؛ ونصبتم أنفسـكم طوع إمرة { شيخكم المطاع } وهو اليوم { الحبيس المُضاع } حفّاظا وحماة للدين علي شعب بالفطرة الإلهية عرف عنه بأنه يقوم ويسعي وينوم علي منهج الله وأمر رسوله سيد الخلق أجمعين في ارتكاز علي قدسية كلام الله وسموّ بفحوى المنهج .. وقاتلتم وقتـّلتم المواطنين بدعوى الجهاد الشرعي وقد كانت دعوي في غير محلها بما اعترفتم به بعدما دبّ الخلاف بينكم علي أهواء السلطان الذي تقاسـمتموه لعقد كامل من عمر السودان؛ قبل أن يسـتفحل بينكم الخلاف والشقاق والفراق بسبب شهوات وأضواء وبهرج السلطة والحكم ؛ فتفرقت بكم السبل فغدوتما مؤتمرين نقيضين : الوطني فيهما يحكم ويتأمّـر وينهي ويأمر ... والشعبي منهما يعارض ويتآمر ويصغي ويزجر ( بضم الياء وفتح الجيم ) ورغم تغيير الاسم السياسي إلا أن النهج الأدائي ما زال هو نفسه القديم دون تغيير منذ جبهة الميثاق الإسلامي مرورا بالجبهة الإسلامية القومية ؛ وتناديتم بأنكم ورثة الأنبياء وخلفاء الله في أرضه وخلقه فسـمّيتم موتاكم بأنهم الشهداء وأصحاب الجنة وملاّك الحور العين .. وموتي الآخرين أنهم قتلي وفي عذاب السعير ؛ ورقصتم بالعصي المصنوعة من العاج والأبنوس وخشب الصندل؛ وأستبحتمونا بروايات القرود المحاربة والأرواح الخفيّة ضد العدو المضاربة وروائح الجنان في أكفان القوات المغلوبة السـاربة؛ و[ ورقصتم وعرضتم وبشـّرتم ] في بيوت العزاء وأمام ذوي الموتى- من جنود جيش السودان وأبناء الوطن المغرر بهم في قوات دفاعكم الشعبي - وثكلاهم وأراملهم وأيتامهم وأنتم سكارى فرحين باسـتشهادهم وتوجههم لأحضان الحور العين كما ادعيتم من قبل ومن بعد؛ وما راعيتم ولا اهتممتم بمشاعر حزن وأنات ألم من فقدوهم في تلك اللحظات ؛ وقلوبهم تتمزق حزنا وألما وعذابا ؛ وكانت الحسرة علي من فقدوا والدهشة مما تفعلوا تشـلّ فكرهم وتحبس أصواتهم... وما بأيدي الناس من حيلة كانت وقد تسـلّطتم علي البلاد والعباد تأمرون وتنهون بغير حق شرعي أو عرف وطني مقلّبين ما بين معاني الأمر والنهي بالمعروف والمنكر متوّهين المكان والزمان في أرض السودان ؛ وأبدا ما لقي أهل السودان من قبل مثل ما لقوا منكم .. ولولا أن قد حبا الله الإنسان السوداني وميّزه بين خلقه بشيمتي الصبر علي الشدائد والرباط عند المكاره ما مكثتم كل ذا .
    جئتم عنوة وقسوة ونزوة للحكم (( بتوجهكم الحضاري لإعادة صياغة الإنسان السوداني )) والذي كان قبل مجيئكم بالإنقاذ مثالا يحتذي وأنموذجا يقتدي ومنارا يهتدي ؛ فأضحي بكم معزولا ومطرودا ومنبوذا ؛ قذفتم الرعب في قلوب الناس باسم الدين الحنيف دين السلم والسلام ومروّعين لهم ؛ فاسـتجاروا بالمساجد خوفا علي أنفسهم من الفتنة والغلو؛ ولكن وما للفطرة البشرية التي فطر الله الناس عليها ما فتئت عقولهم تتطلّع وترقب المتاجر ومراكز المال ومكانز الثراء التي اسـتحوذتم عليها وحاربتم الناس فيها وضايقتموهم في كسب أرزاقهم وأقواتهم اليومية الحيايتة ؛ فأصبحت تتجافى جنوبهم عن مضاجعهم لهثا لتأمين الوقود والقوت لأطفالهم الذين يتلوون أمامهم ... وعجز قدراتهم علي الكسب يشـل حركاتهم وسـكناتهم ... مشوبا ومكدّرا سعيهم للعبادة والقنوت ؛ وساد بين الناس بسبب متخمي نظامكم وذوي الشـراهة من جماعتكم شعارا يتداوله الناس ما أنزل الله به من سلطان وما عرفوه من قبل ؛ يقنن للتعامل غير المشروع محددا بأنه [ ما أتاك هو رزق ساقه الله إليك فلا تبتئس ولا ترده !!! ] ؛ فاسـتبيح المال العام .. وعـرّي القطاع العام .. وانتهك العرض العام .. وما بقيّ شئ من العام يومها إلا ( قرنتية ) جزرت بأم درمان في نص النهارية . وإن تعدّوا المخالفات والتجاوزات في المال العام وسـرقته خلال فترة حكم الإنقاذ لا تحصوها ... والمقام هنا لا يكفي إن أردت الحديث ولو اختصارا عن الدمار الذي أصاب كل الحياة في السودان : سياسية واجتماعية واقتصادية وصحية وتعليمية وثقافية ومالية وبيئية وتربوية وأخلاقية وتعاملية وعقدية و ..... و ..... و ..... وهلمجرا !!!
    ما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم فظا عنيفا قتّالا سـفّاكا في دعوته الناس .. ولا ناشرا لدين الله بالعنف والقسوة والشـدّة .. ولا كان مشاحنا مغاضبا مشاجرا ... ولا كان يلقي أعداءه بقبح وبجفاء وغلظة بل برحابة وود وإحسان ... وما كان حتى أولئك الكفار الذين قد آذوه وقسوا عليه وآلموه يلقاهم إلا بلين ورفق وخلق عظيم ... وكان صلي الله عليه وسلم وخلفاؤه وصحابته أرفق ما يكون بغير المسلمين أكثر من أبنائهم وأهلهم ؛ كان عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم خلقه القرآن وإنه لعلي خلق عظيم ... وهو الأسـوة والمثل الأعلى المقتدي للمسلمين وللناس كافة بما أرسله الله به بشيرا ونذيرا ؛ فكيف به صلي الله عليه وسلم خلقه القرآن وبعض من القادة الحكام الذين أوصاهم بالرفق واللين والعطف علي الرعية كلها مسلمين وغيرهم ؛ تجد خلقهم في معاملة الناس ليسـتحي منه الشيطان ؛ حتى أنه عليه الصلاة والسلام كان يدعو الله أن يشـقق علي كل من شـق بالحكم والسلطانّ علي الناس . ترفعون الشعارات الإسلامية منذ يونيو / حزيران 1989 م ولكن ما زال بطش حكمكم بالناس شديدا ... وحبسكم لهم مديدا ... والتهم من أجهزتكم الأمنية تلقي عليهم يمنة ويسرة عديدة ... وقد أهين الناس وذلـّوا بحكمكم وأنهكوا حصيدا ... وإنكار الإنقاذ لحقوقهم الشرعية وواجباتهم الوطنية لا حصر لها ... ونقضكم وعدم التزامكم بما وقّعـتم من اتفاقات مع الآخر الملّي والذمّي نفت أن يكون لسـياسات نظامكم مصداقية ؛ فإلي أي مآل تدفعون بالسودان دفعا ؛ أم إنكم جئتم لتؤزوا الناس أزّا .............................

    متباين متوازي
    ما كان في أدبيات وبرامج وأهداف الجيش الشعبي وقائده الكوماندور جون قرنق المعلنة إنزال سوء وضر وشر بالسودان وبأهل السودان ؛ وكان المبغي في 1983 م من التمرد هو العمل العسكري الاسـتنزافي ضد نظام مايو 69 المتسلط وإنهاكه لينتفض الشعب السوداني علي الطاغية المخلوع ومن شايعه ؛ ولكن بمرور الزمن أصبح الجيش الشعبي مشاركا وعاملا في إنهاك الأمة السودانية وتقطيع أطراف هيبة الدولة وتدهور أسس الحياة من اجتماعية واقتصادية ومالية وتعليمية وصحية وبيئية وغير ذلك الكثير في عموم أرض السودان ؛ وبخاصة بدءا من دولة العهد الديموقراطي الثاني 86 / 89 م وتحديدا عندما تنازل وتخلّي رئيس الوزراء الديموقراطي المنتخب آنذاك السيد الصادق المهدي عن كل مسـمياته ومناصبه وحقوقه الدستورية من أجل السودان ؛ وفي أخطر سابقة دستورية ذهب للقاء قائد الجيش الشعبي العميد جون قرنق أملا في الوصول لحل مشكل الحرب واتفاق سلام ؛ ويأبي الكوماندور ويراوغ لأجندة خاصة بحسابات الجيش الشعبي أوصلت السودان اليوم إلي ميتشاكوس وناكورو وما قبلهما وما قد يأتي بعدهما ... وبينهما طرق وعرة لا ندري أبعدها منفذ أم نفق مقفول أم هاوية سحيق أم جدار موت شائك أو قد تكون قبور جماعية مفتوحة ؛ وليس هذا بتشاؤم بل إنه متابعة راصدة لما نقرأ ونسمع من بعد جولة فلقاء فاجتماع فتفاوض فاختلاف فتراشق فانفضاض لجولة تراشق أخري وهكذا دواليك ؛ وتنفضّ جماعتا قرنق والبشير لتلتقيا منذ سنين عددا ؛ وحتى هذا اليوم ما ملك أي منهما أن يثبت مصداقيته في الحوار والتفاوض وصولا لحل الأزمة وإنهاء الحرب وبناء مجتمع الفضيلة لا الرذيلة ؛ والإسهام الجاد من جماعة حكم الإنقاذ وجماعة الجيش الشعبي في مشروع تماسك وتطور الأمة بإبراز القيم والخلق التي تفضي لتماسك اجتماعي وقومي رغم التنوّع والتعدد الثقافي والديني والإثني مما يجعل للمواطن قدرا عليّا يحافظ فيه علي تكوينه وفطرته ومبادئه المكتسـبة التي خلق بها ؛ ولكن الطامة في أنه لا توجد مصداقية في العرض والطلب بين النقيضين الشريكين من أجل مصلحة السودان العامة ومواطنيه ... لا شئ بينهما من أجل السودان فقط !!! أين هو السودان منكما !!! حرب مسـتعرة لما يربو من الإحدى وعشرين عاما قذفت بالسودان بعيدا خلف أقرانه وقهقرته للوراء فغدا من أفقر الدول التي تحت خط الفقر والبؤس في العالم . إن ممارسات الجيش الشعبي في محاربة النظام الديموقراطي 86 / 89 م كانت سـببا مباشرا من تلكموا الأسباب الرئيسة التي جعلت الجبهة الإسلامية القومية تمتطي ظهر الدبابة المدرّعة وتسرق الحكم عنوة وقسوة ؛ لأن رفض الجيش الشعبي وقادته سماع نداء الأمة ممثلة في جهازها الديموقراطي الذي اختارته بعد انتفاضة أبريل المباركة ... أنهك الدولة بسبب الحرب وشـتت قواها وشغل برامجها بالتجهيزات والاسـتعدادات للقتال بدلا من البناء والإعمار لبلد أفرغه وأمرضه وأقعده نظام مايو وسـدنته من جماعة جبهة الميثاق الإسلامي ؛ كان استمرار العدوان من الجيش الشعبي علي سيادة الدولة الديموقراطية 86 ... وتصعيد الحرب ضد إمكانات الأمة المنهكة الفقيرة من بعد زوال نظام مايو 69 ... يعد العامل الأول في نمو معدل اليأس والقنوط والإحباط بين جماهير الشعب السوداني ؛ فانتحي الشعب جانبا مناوئا لحكومته ورافضا سياساتها لعدم مقدرة أجهزة وقيادة الدولة في الوفاء بوعودها وبرامجها لإعمار الوطن بعد خرابه من بعد مايو الغاشمة ؛ وتأمين متطلبات وضرورات حياة الناس ؛ لأن الناتج القومي والميزانية العامة رغم فقرها وقلة حيلتها فقد كانت تصرف وتذهب لتجهيزات الآلة العسكرية ومعدات الحرب ؛ وبدأ الشعب يتخذ مواقف سلبية ضد حكومته ويقف علي الرصيف متفرّجا مشـاكسا مقلقا ؛ الأمر الذي نتج عنه دبيب انقلاب الإنقاذ وفحيحها ؛ ووأد تام لحرية وكرامة وحلم الأمة في الديموقراطية التي ذبحت وهي طفلة غض ما تجاوز عمرها الثلاث سنوات وشهران وثلاثة أيام ؛ ثم ما فتئ أن انطلق المشروع الأكمل ما بين انقلاب الإنقاذ والجيش الشعبي لتصفية وتدمير كل ما تبقي من حطام في جسد الدولة السودانية ؛ وإزهاق تام لما تبقي من نفس ونبض بروح الأمة السودانية ؛ رغم ما بينهما من عداء وعداوة وعدوان وإعداد عدد وعدة ومعدات للإجهاز علي الآخر ؛ بسبب الحرب الشعواء المهلكة التي أداروها بصلف وحنق وحمق ضد بعضهما ؛ وحولوها لحروب جهادية وصليبية أزهقت فيها ملايين الأرواح البريئة من خيار أبناء الوطن كله ؛ وتشرد ملايين آخرون هربا من ويلاتها المتعددة المتمددة ؛ ولا تخرج المسـئولية عن الإزهاق والهلاك والدمار الذي وقع من أيدي الثلاثة حسن عبد الله الترابي وجون قرنق دي مابيور وعمر حسن البشير .
    إن وثيقة ناكورو وفي إصرار قيادة الجيش الشعبي علي وجوب أن تأخذ الحكومة الراهنة بها وتقبل بنودها دون نقاش ليوافقوا هم علي مهرها وإنهاء الحرب ؛ أقول أن فيه دلالة بائنة أن الجيش الشعبي يسعي وبسند من الأخر الخارجي أن يهيمن ويسـيطر علي زمم ومقاليد الأمور بتفرده في التوقيع علي اتفاق السلام مع حكومة هي لا تمثل شعب السودان أبدا لأنها جاءت غصبا وقهرا وعنوة فسرقت حكم الشعب ؛ وكل الآخرين يعارضونها ويقفون ضدها وحتى عرّابها وشـيخها وحاميها الذي أتي بها ملقي في غياهب السـجن لأنه اختلف مع من يحكمون اليوم ؛ هذه الوثيقة – والتي قال عنها الفريق عمر البشير – في ستين داهية ؛ أقول عنها لتذهب في ستمائة ألف مليون داهية وكل من يقف معها ويؤيدها ويدعمها ؛ لآن فيها إسقاط تام لحقوق أهل شمال السودان وتجعلهم يكدحون وينتجون من أجل كفاية أهل جنوب السودان ؛ فلماذا لا تقف الحرب ونكدح سـويا يعين كل منا الآخر من أجل بناء وطن واحد موحّد متحد ؛ وفيها أكثر من ذلك أن يتنازل أهل الشمال عن أكثر ثرواتهم وحقوقهم ؛ ولأجد لي عندكم عذرا إن أكون الآن غليظا جافا كمناخ بلدي الطبيعي والسياسي والاجتماعي ؛ إن قلت علي كل من يقول أو يحسـب أن هذا تكتيك تفاوضي عا لي من الجيش الشعبي وقيادته فهو واهم غير فاهم ولا مدرك للعواقب ؛ وحري به أن يترك العمل العام والسياسي ويلج موالج أخري يجد فيها ضالته ؛ وأكثر من ذلك أقول أنه من المفيد للسودان كله شمالا وجنوبا أن ينفصلا في سلام بدلا أن يعيشـا في خصام ؛ فليس هناك ما يمنع الفراق والانفصال ويصبحا بلدين أخوين متجاورين ؛ يتعاونان في السراء والضراء ؛ ويشـدّ أحدهما إزر الآخر ؛ بدلا من اسـتدامة القتال والبغضاء والتربص الفتـّاك ؛ ومن يقول أن إسرائيل سـتدخل الجنوب مباشرة بعد الانفصال هو كذلك واهم ؛ فقد قالوا ونشروا وأكّدوا أن إسرائيل ستدخل إريتريا عند اسـتقلالها وانفصالها من أثيوبيا؛ فهل نجد اليوم إسرائيل في إريتريا !!! وأي اتفاق يتم بين نظام الإنقاذ والجيش الشعبي وفيه تخطي لعموم أهل السودان من أحزاب وتجمعات وقوي أخري ؛ سيكون مصيره الرفض حتما وسيلقي مواجهة متعددة الأشكال ؛ وبداية ذلك تتمثّل في اتفاق فصائل محاربة وقوات مثل : قوات الفصيل المتحد وقوات دفاع جنوب السودان وجيش تحرير جنوب السودان الذين رفضوا أي اتفاق بين حكومة الإنقاذ والجيش الشعبي منفردين لا اعتبار للآخرين من أهل السودان ؛ فقد تنتهي جبهة واحدة ولكن سـتفتح عشرات الجبهات الأخرى ؛ لأنه عمل ليس فيه الله تعالي ولا السودان ؛ فأين الله والوطن من هذا الاتفاق !!! وأحسب أنه ليس هناك ما يدعو للإسراع في التوقيع والإنهاء حسب ما تفرضه الإدارة الأمريكية من واشنطون ؛ والمعلوم أنها تبحث عن ورقة رابحة ترفعها في لوحات وشعارات انتخابات الرئاسة العام القادم 2004 م ؛ وذلك بعدما فشـلت في العراق ولم يتم إنجاز ما سـعي من أجله ؛ أقول أننا كل أهل السودان نتطلع اليوم قبل الغد لإنهاء هذه الحرب اللعينة وإحلال السلام والأمن والطمأنينة ؛ ولكن ليس لحساب مواطن علي آخر ؛ وليس علي حساب سيادة وبقاء وأمن واسـتقرار وتماسك الأمة السودانية بتعددها المثير الفريد نوعه ؛ فإن تعذّر ذلك واسـتمرأ الندان النقيضان اللعب بالوقت والمناورة وتضييع زمن وعمر السودان وأهله الشـعث الغبر ذوي السـويقة فلا يلومان إلا نفسـيهما الأمارتين بالسـوء ؛ ولينفصل هذا الجزء العزيز من الوطن كله ولكن ليس بكل من فيه ؛ لأن كثيرا من المواطنين لهم الحق في الاختيار وتقرير مصيرهم أين يفضلون العيش وفي أي جزء وأرض من الوطن الوسـيع يبقون ويهنأون بحياتهم إن بقي في الحياة هناء بعد كل هذا العناء المسـتدام منذ 1969 م وحتى اليوم فالحمد لله حمدا كثيرا ؛ فلنا أخوة وأحباب وأصدقاء وزملاء في دروب العطاء والجهاد والبلاء وقبل ذلك فصول الدراسة والجمعيات التربوية المختلفة ؛ لا ننسي بعضنا بعضا ونتمني كما يتمنون هم أن يجمعنا مكان واحد آمن ؛ فلهم ولنا الخيار أن نعيش في الوادي الشـمالي أم الوادي الجنوبي لا يمنعنا من ذلك مانع إلا الموت والانتقال إلي رحاب الله تعالي .
    فلا يتسـرّع الكوماندور جون قرنق وهو يقود وفد جيشه اليوم لمفاوضات نيروبي ولأول مرة وعلي عثمان طه نائب رئيس حكومة الإنقاذ عندما يلتقيان في نيروبي وجها لوجه بتوقيع اتفاق لا يرضي ... أكرر : لا يرضي ... عنه أهل السودان وقياداتهم سياسية أم حزبية أم عشائرية أم صوفية أم قبلية ؛ فقد تكثر وتمور الخروقات والأخراق في الجلباب السوداني مما يتعثر معه ترقيعه ولملمته والذي نطلب بتنبيه وطني لهما أن يعتمدا أن تكون حياكة الجلباب وحائكه سـودانية خالصة وتحت ظل شجرة نيمة ... وليس حائكا وحياكة أجنبية وإن كانت في أرقي بيوتات الأزياء العصرية الغربية ؛ ولتحذروا هدوء وترقب وصمت الشارع السوداني ؛ وكما يقول أهلنا بغرب السودان :
    الدنيا بتـلد بدون درّة – أي هكذا فجأة دون إنذار وبدون مظاهر الحمل وتوابعه وآلام المخاض .

    مبحث
    حوار الطرشان غير مسموع ولا بمفهوم وحتى بين الندّين إن كانا لا يعرفان لغة بعضهما ؛ أو لا يقرآن إشارات بعضهما ؛ وأكثر من ذلك إن كانا لا يودان التفاهم والتقارب من أساسه كما نشاهد منذ فترة بين النقيضين ؛ وهذا بعد أن أثبتا ( وفدا حكومة الإنقاذ والجيش الشعبي ) للناس ذلك ؛ لأن كل منهما له في جنبه من يؤيده ويدعم مواقفه ويسـتقطب لها حسبما نري ونسمع بين كل فينة وأخري أن ما بين النقيضين الرديفين رديغي شهوة السلطة ؛ يتمحور التجاذب حول اقتسام السلطة السياسية ومناصبها الدستورية والشراكة في ثروات الوطن الطبيعية القومية ؛ وكأن كل شمال السودان أصبح ملكا حرا لجماعة حكومة الإنقاذ وأن كل جنوب السودان أصبح ملكا حرا أيضا لجماعة الجيش الشعبي ؛ ونري واضحا جليّـا أن ثقافة العنف واسـتئصال الآخر هي التي تسيطر تماما علي طرحهما ومناوراتهما وتكتيكاتهما في مفاوضات الحل السياسي المنقوص من أجل سلام في السودان يدعيان أنه سيكون شاملا ؛ ولا أجد في جميع معاجم السياسة والتفاوض والأزمات وأيضا قواميسـها معني لحل سياسي شامل يبعد عنه ما يفوق تسعون في المائة ( 90 % ) من تعداد شعب تلك البقعة ويجلس ما يساوي أقل من عشرة من المائة ( 10 % ) ليتحكموا هم في مصير هذه الأمة ومن فيها من الأغلبية !!! ولماذا !؟! أهل ذلك لأنهما يملكان القوة الباطشة والسلاح الفتاك ؛ وفي هذا الزمن يسـتشري داء الصلف الذي يلغي كل ما سواه ... فلا اعتبارات لمنطق وفكر وخلق ومبادئ وصدق ونزاهة وعفة وكل محاسن الأخلاق ؛ ولا وجود لأي مخلوق بشري وحياة إن كان بقدر الله محروما من مال أو جاه أو غيره من متع الدنيا هذه الفانية وزخرفها الزائل ... فلا اعتبار لإنسان إلا بمنطق القوة وما حظي بها منها ... متناسـيين القوي الجبار المتين .
    فالقول الثابت هنا أنكم وغيركم مهما عملتم فلن تسـعوا الناس بأموالكم وجاهكم وسلطانكم ؛ ولكن حتما تسـعوهم بأخلاقكم وتضحياتكم وإيثاركم .

    مختم
    يعلم المتفاوضان – الحاكم منهما والمحارب – أن المسئولية الوطنية علي عاتقيهما كبيرة وجسـيمة ولابد من تحكيم العقل الراشد والمنطق الرشيد ؛ وأن يكون نصب أعينهم مصالح الوطن العامة وعذابات شـعبه كله ؛ وأن يتجاوزوا المصالح الضيقة الذاتية والجهوية ليكون اتفاق السلام إنقاذا حقيقيا من مناورات وويلات وتقاتل نظام الإنقاذ والجيش الشعبي معا ؛ وحتى يكون فعلا وفاقا شاملا عامّا كاملا لابد من أن يجلس فيه ويشارك ممثلوا كافة القوي السـياسية والتنظيمية الأخرى حتى يتجنب العهد القادم اشـتعال فتيل الرفض والمعارضة مسـلحة كانت أم مدنية ؛ لأن جسـد الوطن المريض المنهار المتعب هذا لن يتحمل أكثر مما تحمّل أو أن تقع عليه ضربات أخر... وعلي عاتق الآخرين من القيادات العمل بفعل إيجابي للمشاركة في ما يجري من تفاوض ومنع أي تجاوز لأغلبية شعب السودان في أمر مصيري يحدد حاضر مسـار حياتهم ومقبل نهار أيامهم ؛ وعلي أن يعوا أن ما يؤول إليه الاتفاق قد يفضي إلي ما هم خارج إطاره ومنظومته لأن الكرة معلّقة بين فريقي البشير وقرنق ؛ وكل منهما يصرح بعد كل جولة تفاوض وبين الفينة والأخرى بأن الكرة في ملعب الآخر ؛ ما يدل علي أن كل منهما يتجنب التعامل مع الكرة والتقدم لمرمي الفريق الخصم لعدم ثقته في الوصول للمرمي والهدف السليم ؛ لأن الهدف إن كان حقا سـليما لاتفق الفريقان وأشـركوا باقي الفرق الأخرى جميعها ليشاركوا في الإجراء والاتفاق والتنفيذ لإنقاذ السودان .
    إن القيادات الحكيمة الرشيدة الأمينة تضع المحورين السياسي والاجتماعي نصب العين لتحقيق عقد متكامل فريد ... ورباط قوي وشـج بين مجموع فئات وطبقات الشعب ... رغم تعدد وتنوّع واختلاف ثقافاته ومعتقداته وعاداته وأجناسه وأمزجته كما هو في أرض السودان وما فيه من تمازج غريب جميل مفيد ما بين عروبة وإفريقية ؛ مسلمين وغيرهم ؛ حضر وبدو ؛ وغيره الكثير .. مما يدلّ تماما بأن شعب السودان الراقي الأبيّ الواعي هذا .. هو نسـيج وحده بما خلقه الله وحباه ؛ وما يفتقده حقا في عقد نسـيجه هذا إن هو إلا الحاكم العادل الرشيد الديموقراطي الصادق الأمين ؛ وأرض السودان ولاّدة ... تلد في كل يوم وساعة ولحظة ... وفي رحمها الآن مواليد قيد الخروج ناضجين جاهزين للوطن وفي سـبيله ... وعلي حجرها يتململ آخرون ويتهيأون للوثب وللقطف لإعطاء الوطن ... وقد حان يوم القطاف .
                  

العنوان الكاتب Date
فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ elsharief08-30-03, 10:24 AM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ Raja08-30-03, 02:03 PM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ elsharief08-30-03, 03:38 PM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ kofi08-30-03, 05:48 PM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ elsharief08-31-03, 08:59 AM
    Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ مارد08-31-03, 02:56 PM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ elsharief09-01-03, 11:13 AM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ Raja09-02-03, 05:10 PM
    Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ elsharief09-12-03, 12:15 PM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ elsharief09-04-03, 10:32 AM
    Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ elsharief09-15-03, 11:54 AM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ elsharief09-05-03, 10:02 PM
    Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ Raja09-06-03, 03:05 PM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ elsharief09-07-03, 04:31 PM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ Raja09-09-03, 02:45 PM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ elsharief09-11-03, 04:06 PM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ elsharief09-12-03, 11:25 AM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ Raja09-13-03, 01:31 PM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ Raja09-13-03, 01:32 PM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ elsharief09-15-03, 11:20 AM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ ودقاسم09-15-03, 12:30 PM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ elsharief09-15-03, 07:20 PM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ بجاوى09-16-03, 08:11 AM
  Re: فشل الجولة السابعة للمفاوضات ما هو العمل مع الانقاذ elsharief09-16-03, 04:13 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de