أصْدَاءٌ مِن سِيْرَةِ المَرْحُوم أَجْوَادْ وَدْ رَعِيَّةْ __كمال الجزولى

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 07:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة متولى عبدالله ادريس(elsharief)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-04-2003, 04:58 PM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أصْدَاءٌ مِن سِيْرَةِ المَرْحُوم أَجْوَادْ وَدْ رَعِيَّةْ __كمال الجزولى




    وَلا هَذِى .. وَلا تِلْكَ!
    (1) أصْدَاءٌ مِن سِيْرَةِ المَرْحُوم أَجْوَادْ وَدْ رَعِيَّةْ

    كمال الجزولى
    [email protected]


    (1/1)
    روى المؤانس البارع شوقى بدرى ، فى بعض حكاياته عن أمدرمان القديمة ، أن (أجوادْ وَدْ رَعِيَّة) كان مولعاً بحشر نفسه فى كل مشكلة تنشب بين شخصين فى المدينة ، غير أنه لم يعتد أن يفعل ذلك لوجه الله تعالى ، كما قد يتوهَّم البعض ، وإنما لخدمة (أجندة) تخصه هو وحده! وقد سمع ، مرَّة ، أن أحدهم استدان جنيهاً من آخر على أن يردَّه له بعد يومين ، ولكنه فشل فى ذلك ، برغم مرور أكثر من شهر ، حتى تعب الدائن ، وتملكه اليأس تماماً ، وكفَّ عن ملاحقته ، مفوِّضاً أمره إلى الحى الذى لا يموت. هنا ، وكالعادة ، ظهر الأجواد ليطلب من الدائن أن يوكل له المهمة ، متعهِّداً بأن ينجزها خلال ما لا يجاوز يوم الغد ، فوافق الدائن اليائس ، بطبيعة الحال. ولعلمه بمسألة (الأجندة الخاصة) ، فقد زاد بأن وعد الأجواد بريال بأكمله ، على سبيل المكافأة ، إن هو نجح فى مهمَّته. سوى أنه لم ينس ، تحت ضغط الاحساس باليأس ، أن ينصحه بأن يحذر (لولوة) المدين ومماطلته. وجاء يوم الغد ومضى ، ومضت مثله أيام أخرى ، بل وتصرَّمت أسابيع طوال دون أن يظهر أثر للأجواد! فجأة ، وبعد كل تلك الفترة ، التقى الرجلان بالمصادفة فى مناسبة عزاء ، فشرع الدائن يعاتب الأجواد على إهماله له ، لكن صاحبنا قاطعه قائلاً بكلِّ بساطة: "أنا والله ما أهملتك ، لكين ياخى كلامك عن لولوة زولك ده طلع صاح .. ده فعلاً زول صعب .. أنا ذاتى يا ألله ويامين حِتين قِدِرت أطلع منه ريالى"!!
    هكذا ظلت هذه الحكاية تقفز إلى ذهنى ، بصورة أو بأخرى ، كلما قرأت أو سمعت عن (مبادرة) سودانية أو أجنبية لتحقيق (وفاق) بين الانقاذ ومعارضيها.

    (1/2)
    وفى الحقيقة فإن السودان لم يشهد ، خلال السنوات الثمانى الماضية ، وفرة تعدل هذه الوفرة فى المبادرات الداخليَّة والخارجيَّة التى تزعم كلٌ منها ، على اختلاف مناهجها ومنطلقاتها ، القدرة على تحقيق هذا (الوفاق). وباستخدام شئ من مربع أرسطو فى المنطق نستطيع أن نقرِّر ، باطمئنان ، أن كلَّ (مبادرة) هى ضرب من (الجوديَّة). وأن كلَّ (جوديَّة) تنطوى على (أجندة) خاصة (بالأجواد) ، فى واقع محلىٍّ وإقليمىٍّ ودولىٍّ لا يعترف بالحياد (المطلق) فى صراع المصالح الطبقية والوطنية. ولئن كان (أغلب) هؤلاء (الأجوادين) يحتقب أجندة (أجواد وَدْ رَعِيَّة) ، فإن ذلك يعنى ، فى الوقت نفسه ، وبالضرورة ، أن (بعضهم) ليس كذلك. وكون (الكثير) من هذه الأجندات (سيِّئاً) ، لانغلاقه فى محض مصلحة الأجواد (الخاصة) الضيقة ، تقابله حقيقة أن (القليل) منها (مشروع) ، كونه مؤهَّلاً لأن يشكل معامل التقاء بين مصلحة (الذات الأجوادة) وبين مصالح (الآخرين) الذين تفيض عليهم (بجوديَّتها) ، فلا تثريب عليها إن هى انطرحت ، فى هذه الحالة ، كرافعة ، أو كطاقة دفع potential باتجاه (توحُّد) الإرادات والمصالح المشتركة أولاً ، ثمَّ (تحققها) ثانياً.
    أيَّاً كان الأمر ، فليس من الواقعية فى شئ محاكمة (الجوديَّات) ، فى حقل الصراع السياسى بالذات ، ببعدها (الأخلاقى) المثالى وحده ، بمعنى أن ينصرف الناس عن (مؤهلات) الجوديَّة نفسها فى الوصول بالأطراف إلى الهدف المنشود ، للانشغال بمقايسة مسعاها ، فى السياق نفسه ، لإصابة (كسب خاص) ، وطنيَّاً كان أم أجنبيَّاً! هذا الضرب من المقايسات (الأخلاقية) يصِحُّ ، فحسب ، حال طغيان (الخاص) الذى يضمره (الأجواد) على (العام) الذى يظهره ، كما فى حالة (أجواد وَدْ رَعِيَّة)!
    إن الكشف عن البعد الأخلاقى المحض (للجوديَّة) ، فى معنى التحقق مِمَّا إذا كانت تنطوى على أيَّة مصلحة (خاصة) بالأجواد نفسه أم لا ، ثم التعامل معها ترتيباً على ما يتكشف ، بصرف النظر عن مدى تطابق هذه المصلحة (الخاصة) مع أية مصلحة أخرى (عامة) ، ليس كافياً وحده ، أو بمجرَّده ، للحكم لها أو عليها ، كون هذا البعد ، على أهميَّته القيميَّة ، وعلى كثرة ما يقال باسمه من فوق المنابر ، وإن توَجَّب الالتزام به فى خاصة النفس، إنما يمثل للكثيرين ، فى الواقع ، حقل عمل (المصلحين) لا (المصارعين) ، وسوف يظلُّ لهذا السبب ، وللأسف ، أكثر حقول الأداء السياسى كساداً وبواراً ، إلى حين إشعار آخر تتقدم فيه (منظومات القيم) الأخلاقية المعياريَّة ، حقاً وفعلاً ، إلى واجهة المشهد السياسى!
    مهما يكن من أمر ، وبقدر ما هو مهم إرساء وإصلاح وتطوير الأسس النظريَّة للمعايير القيمية بالنسبة لأية حركة سياسية ، إلا أن المحكُّ العملى فى ممارسة الصراع السياسى سوف يظلُّ ، فى كلِّ الأحوال ، هو مدى الانتباه الثاقب الذى يستطيع أن يوليه الطرف المعيَّن لتكتيكات الأطراف الأخرى ، والقدر من التوفيق الذى يمكن أن يصيبه فى التقاط الخيوط الصحيحة المفضية لمعرفة المصالح الاستراتيجية الحقيقية التى تخدمها هذه التكتيكات ، ومن ثمَّ المستوى من الواقعيَّة والتناسب الذى يوفق لبلوغه ، فى نهاية المطاف ، عند اتخاذه لموقفه فى مجابهة هذه الاستراتيجيات والتكتيكات فى ضوء ما يتكشف له من تطابق أو تنافر بينها وبين استراتيجياته وتكتيكاته هو ، بحيث تتكشف المعياريَّة القيمية لهذا الموقف أو ذاك من خلال الأداء العملى ، وليس الخطب التبشيرية. إن مجرَّد الانكباب على معرفة درجة التطابق أو التنافر بين استراتيجيات وتكتيكات هذا الطرف أو ذاك من أطراف الصراع السياسى ، وبين المنظومات القيميَّة والمعياريَّة التى يفترض فيه الالتزام بها ، إنما هو عمل خليق ، لا بالممارسة التطبيقية ، وإنما بالدراسات البحثية فى حقول التاريخ أو الاجتماع أو الاقتصاد أو الحقوق أو العلوم السياسية أو ما شابه ، اللهم إلا إذا كان المقصود من هذه المعرفة توفير رافدٍ يثرى المنطلقات النقديَّة فى مستوى الخطوط الدعائية والفكريَّة للنشاط السياسى ، وليس خارجها أو فوقها أو على هامشها.

    (1/3)
    فى ضوء هذه المحدِّدات قد تبدو محيِّرة ، لدرجة الارباك ، منطلقات الاستقطاب المجانىِّ المبهظ الذى يشهده راهن التعبير السياسى فى بلادنا حول اثنتين من أحدث مبادرات الوفاق الوطنى: مبادرة (ملتقى السلام) ومبادرة (لجنة العشرة). وسيبقى هذا الاستقطاب مجانيَّاً، وبلا جدوى ، ما لم تتحدَّد الأسس والمعايير التى تنهض عليها المواقف المختلفة.
    لقد برزت كلتا هتين المبادرتين عند المنحنى الذى بلغته مبادرة الايقاد ، فى اللحظة التى انتقلت فيها إلى (ناكورو) و(نانيوكى) ، فأضحت مرشحة لواحد من ثلاثة احتمالات: أولها وأضعفها الانكسار النهائى ، فالهبوط الارتدادى إلى سفح المواجهات الحربية. وثانيها وأقواها جمود الطرفين ، بلا حول ولا قوة ، ريثما يكتمل تآكل المساحة الزمنية (المسموح بها) ، فيتدخل (أجوادْ ودْ رَعِيَّة) الأمريكى ، طارحاً مشروعه البديل على طريقة (خذه أو اتركه ـ take it or leave it!) ، حسب السيد قاست ممثل مجموعة إدارة الأزمات بواشنطن لدى زيارته للخرطوم مؤخراً. أما ثالثها فهو مجرَّد احتمال نظرىٍّ قائم على حواف الاستحالة فى أن يقدم الطرفان ، فجأة ، ومع دقات الساعة الخامسة والعشرين ، من التنازلات المتبادلة المرغوب فيها ما يفتح الطريق أمام التوقيع على اتفاق سلام ما!
    رجحان الاحتمال الثانى ناتج ، بلا شك ، عن حالة الضعف والانهاك البادية بوضوح على كل جبهات القوى السياسية السودانية. فنظام الانقاذ ظلَّ مفتقراً للارادة السياسية فى التوجُّه المستقيم لتوحيد الجبهة الداخلية ، وظلَّ يدفع فاتورة السنوات المتطاولة من القمع الوحشى مزيداً من الرفض لسياساته وسط الجماهير ، والعداء له بين القوى السياسيَّة ، والعزلة فى محيطه الاقليمى والدولى ، كما ظلَّ يعانى الأمَرَّين من التشرذم ، والانقسام ، وتآكل الشعارات ، وتشاكس الصفوف ، والعجز أمام شيوع الفقر ، وتردى الخدمات ، واستشراء الفساد المالى والادارى ، وانهيار (المشروع الحضارى) فى نفوس الكوادر الموالية بأكثر من انهياره فى الذهنيَّة والوجدان الشعبيين ، فلم يتبق له ، فى النهاية ، من أمل فى مواصلة البقاء فى السلطة ، إلا بإبرام (صفقة) ما مع الحركة الشعبيَّة (وحدها) ، يتقاسمان بموجبها السلطة والثروة ، بمعزل عن بقية القوى السياسية ، كحل نهائىٍّ للنزاع المسلح الطويل ، وعلاج ناجع لكل مشكلات التجربة وأدوائها ، وذلك ، للعجب ، تحت رعاية ذات القوى الاقليمية والدولية التى ظل يناصبها العداء السافر طوال السنوات الماضية! كانت تلك هى قراءة النظام الخاطئة الثانية لخصومه الجنوبيين ، متوهِّماً فى تلك (الصفقة) غاية ما يحقق طموحاتهم ، ويغويهم لإلقاء السلاح ، والابتعاد عن حلفائهم فى صفوف المعارضة ، بعد أن تبيَّن له خطأ قراءته الأولى لهم ، حين راهن ، أغلب تسعينات القرن المنصرم ، على أن تكثيف العمليات العسكرية ، والتعويل على الحراك الجيوبوليتيكى ، كفيلان وحدهما بسحقهم وكسر شوكتهم. غير أنه ما لبث أن وجد نفسه مرغماً ، مرَّة أخرى ، على الاستيقاظ المضطرب من أحلامه الورديَّة تحت وطأة اليد الثقيلة (لوثيقة ناكورو) المزعجة ، فانقلب يحاول البحث عن تحالفات بديلة وسط خصومه التقليديين ، رداً على ما حققت الحركة من نجاحات على هذا الصعيد بين الخرطوم والقاهرة ولندن. ولكنه سعى لذلك ، مرة أخرى ، بشروطه هو ، الأمر الذى لم يَخفَ على كل ذى عينين ضمن ملابسات (لقاء القصر) بين رئيس الجمهورية وأقسام من المعارضين السياسيين والموسيقيين وإداريى أندية كرة القدم ، وما أعقب كلَّ ذلك من تداعيات بزغت من بينها مبادرتا (ملتقى السلام) و(لجنة العشرة)!
    أما الحركة الشعبية ، من جهتها ، فلم تعدم الانقسامات الحركيَّة تارة ، وضغوط التيارات الانفصالية تارة أخرى ، وعمق التناقض ، تارة ثالثة ، بين طموح التصدى لتحرير كل السودان ، من ناحية ، وبين عزلتها السياسية عن أغلب شعوب الشمال ، من الناحية الأخرى ، واكتفائها ، من الناحية الثالثة ، بإبرام التحالفات الفوقية مع قيادات القوى السياسية الشمالية ، والتنسيق معها ، يميناً ويساراً ، دون أدنى استطاعة للاحتكاك أو العشرة الحركية أو حتى الفكرية/الثقافية مع قواعد هذه القوى ، فكان (أجْوادْ وَدْ رَعِيَّة) الأمريكى والأوربى والأفريقى أقرب إليها ، بالضرورة ، من حبل وريدها الشمالى!
    وأما المعارضة الشماليَّة فقد ألحق بها أفدح الضرر البعد الجغرافىُّ المتطاول لقطاعها الخارجى ، والقمع الوحشىُّ المتطاول لقطاعها الداخلى ، وانسلاخ حزب الأمة الباكر عن أقوى أشكالها التحالفية ، علاوة على أيدى النظام الطويلة التى ما انفكت تجوس بين صفوفها ، تفت فى عضدها ، وتخلف على جدار وحدتها ما لا تجدر الاستهانة به من شروخ ، ولا يستطيع سوى مكابر أن ينكر الحجم المقدر من النجاح الذى أصاب النظام على هذا الصعيد. ولو كان قطاف الانتصار النهائىِّ ممكناً بمجرَّد تطاول الصبر ، وبسالة الصمود ، وسداد المواثيق ، وجسامة التضحيات ، لكان التجمع أكبر قاطفيه منذ أمد بعيد!
    تلك هى بعض ملامح الحالة السودانية التى تمخضت فولدت (الأجوادين الجدد) فى (ملتقى السلام) و(لجنة العشرة) ، وهى حالة لا نجد أبلغ من كلمة الأستاذ محمد ابراهيم نقد فى وصفها بأنها (حالة توازن الضعف)!
    (نواصل)


                  

العنوان الكاتب Date
أصْدَاءٌ مِن سِيْرَةِ المَرْحُوم أَجْوَادْ وَدْ رَعِيَّةْ __كمال الجزولى elsharief09-04-03, 04:58 PM
  Re: أصْدَاءٌ مِن سِيْرَةِ المَرْحُوم أَجْوَادْ وَدْ رَعِيَّةْ __كمال الجزو فتحي البحيري09-04-03, 05:12 PM
    Re: أصْدَاءٌ مِن سِيْرَةِ المَرْحُوم أَجْوَادْ وَدْ رَعِيَّةْ __كمال الجزو عاطف عبدالله09-06-03, 08:32 AM
  Re: أصْدَاءٌ مِن سِيْرَةِ المَرْحُوم أَجْوَادْ وَدْ رَعِيَّةْ __كمال الجزو elsharief09-11-03, 03:23 PM
    Re: أصْدَاءٌ مِن سِيْرَةِ المَرْحُوم أَجْوَادْ وَدْ رَعِيَّةْ __كمال الجزو فتحي البحيري09-13-03, 11:27 AM
  Re: أصْدَاءٌ مِن سِيْرَةِ المَرْحُوم أَجْوَادْ وَدْ رَعِيَّةْ __كمال الجزو elsharief09-24-03, 02:09 PM
  Re: أصْدَاءٌ مِن سِيْرَةِ المَرْحُوم أَجْوَادْ وَدْ رَعِيَّةْ __كمال الجزو elsharief10-02-03, 02:28 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de