|
Re: هل هناك جيش قومي و شرطة تحمي الشعب .. أم انها مجرد مليشيات لحماية الجلابة ؟؟!! (Re: Mohamed Suleiman)
|
الأخ محمد سليمان,
لك التحية و الإحترام..
شكرا علي التوضيح الضافي, قرأت ردك بإمعان و حقيقة فقد كان تركيزي حول الكيفية التي فقدت بها القوات المسلحة و الأخري النظامية قوميتها منذ الإستقلال إرتباطا بحديثك حول البنية التي سارت و تطورت عليها هذه القوات و ما إذا كانت مؤهلة"شرفيا" لحماية "جميع مواطني الدولة السودانية" أم أنها ظلت أداة ظلت تشكلها الأنظمة المتعاقبة كي تخدم أغراضها, أضف إلي ذلك أننا درجنا علي تسمية الجهات التي حكمت السودان بمسمياتها المتعارف عليها قبل أن تصل الجبهة الإسلامية بالمسألة الدارفورية و الأخري في جنوب السودان إلي "مراقي" التصفية العرقية و الثقافية إلخ..
معروف أن جموع الهوامش داخل القوات المسلحة و الأخري النظامية ظلت تشكل الوزن الرئيسي لتلك القوات و من مختلف القبائل السودانية , و أنا هنا أتحدث عن الهامش بي منظور الفقر و التعليم و المؤهلات المعرفية لا أكثر و هو ما عنيت به مسألة إستخدام هذه القوات ال"لحم راس" لضرب مختلف المواطنين ال"لحم راس" كل ما واجهوا السلطات في أمر أو آخر و بخاصة حول قضايا الإقتصاد و الصحة و التعليم إلخ.. معظم هذه المواجهات مع القوات النظامية,إن لم تكن جميعها, ظلت تتم في المدن و بخاصة في المركز مما يعني أن الأغلبية التي دائما ما تعرضت لتبعات مواجهة الأنظمة تشكلت بصفة رئيسية من أبناء و بنات "الجلابة" بحكم وجودهم الغالب هناك لا أكثر و دون إغماط لحق الآخرين في شرف المشاركة بخاصة في الإنتفاضة الكبرى في أبريل في مواجهة "شلة" نظام نميري قبل أن تتقاطع مصالحه مع مصالح"حزب" الجبهجية,
هذه هي المسميات و المصطلحات المألوفة في السياسة السودانية"أحزاب, شلة ,عصابة, نظام إلخ.." .. و ما انطبق علي الخدمة العسكرية و النظامية إنطبق كذلك علي بقية المواقع الخدمية المدنية أي مسألة تمركز "العوام" في البني التحتية لأي من المرافق في مقابل وجود صفوة الأفندية في المواقع القيادية و يرجع "سوء النية" من وراء هذه الصورة الهيكلية العامة إلي مسائل معروفة ترتبط بظروف ما قبل و ما بعد الإستقلال من حيث حجم الفرص المتاحة من موارد للتعليم و التصنيع و الأمية و موضوعات القبلية و التراث و الأعراف و الزراعة إلخ.. ده المألوف يا محمد سليمان, أما أن تقود سياسات و تصرفات الإسلاميين في دارفور و في الجنوب و "في الشرق" لضرورة تبني فهم "أوضح" لطبيعة جذور الصراع البشري في السودان علي أنه عرقي أم طبقي أم قبلي أم صراع موارد إلخ.. مع وجوب تقسيم طرفي الصراع إلي طرفين رئيسيين لا ثالث لهما "جلابة و مهمشين" فأنا ضد إسقاط تهمة "عرقنة" الصراع علي كل من هو غير دارفوري و ينتمي لأحد قبائل الوسط , الشمال, أو الشرق لأن في ذلك إسقاط لتهمة اللا أخلاق علي عشرات القبائل برمتها بل و علي جميع من شاركوا في كل أجهزة الحكم بمختلف طبائعها, فتراتها, و ما أتيح ليها من إمكانيات عملية لحلحلة قضايا أكبر الأقطار الأفريقية حديثة الإستقلال ,نسبيا,
إن كان هناك ما ما يستوجب الوقوف عند مصطلح"جلابة" فهو إحساسي برغبة البعض في التعامل مع المشكل علي طريقة"علي و علي أعدائي" دون إخضاع لمسألة تواريخ و مراحل الصراع , تطوره و معيقات إحتوائه و نوع و طبيعة تشكيلات النخبة و الصفوة المعنية بالقضايا إلخ..,
بمعني آخر, مؤسسة الجلابة وجدت وموجودة تاريخيا و آنيا, و التهميش حقيقة صارخة في الحياة السودانية مع اختلاف موضوعاته بما فيها العرقي منها"سيبك من كلام ضابط الإنقاذ", لكن لا يمكن أن نضع خارطة أنثروبولوجي و تاريخ حقب سياسية و محتوى اختلافات مجموعاتية قيمية و منهجية كلها في سلة واحدة نسميها "مؤسسةالجلابة" في مجافاة تامة,عن قصد أو كفقه ضرورة, لكل متطلبات التحليل العلمي الإجتماعي السياسي إلخ..و دونك ما قرأناه هنا في بوست ل"كوستاوي" من حديث ل"عبد العزيز الحلو" حيث قدم تشريحا تاريخيا حول طبيعة مؤسسة الجلابة المعنية هنا بتاريخها و تاريخ مصالحها,
|
|
|
|
|
|