اتفاق التراضي الوطني: حواشٍ على متون: أحمد إبراهيم أبوشوك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-20-2024, 11:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-03-2008, 06:13 AM

Ahmed Abushouk

تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 344

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اتفاق التراضي الوطني: حواشٍ على متون: أحمد إبراهيم أبوشوك (Re: الطيب رحمه قريمان)

    اتفاق التراضي الوطني: حواش على متون (2/3)


    هل التراضي الوطني سفينة نوح أم التايتنك؟
    كما يرى الصحافي ضياء الدين الدين بلال إن السيِّد الصادق المهدي مُبدع في اختيار العبارات والتشبيهات التي تختزل المواقف في قوالب مختصرة وجاذبة، والتي تعكس أيضاً مهاراته اللغوية في اختيار الألفاظ المناسبة وإنزالها على مقاماتها المطلوبة، وإجراء الاشتقاقات اللفظية المثيرة للإعجاب والجدل في آن واحد. ولا شك أن هذه الاشتقاقات والعبارات الرمزية الجاذبة جعلت مواقف السيِّد الصادق السياسية بموجبها وسالبها منحوتةً في مخلية العقل السوداني، ونذكر منها اصطلاح "يهتدون" عندما خرج من السودان وناصب نظام الإنقاذ العداء، و"تفلحون" عندما عاد من مهجره السياسي وآثر الحوار مع الإنقاذ ورموزها في الداخل، وقوله بعد اتفاق جيبوتي عام 1999م "ذهبنا لاصطياد أرنب واصطدنا فيلاً". وبعد توقيع اتفاق التراضي الوطني خرج أمام الأنصار على الساحة السياسية بعبارة الشهيرة التي تشبه الاتفاق بـ "سفينة نوح"، وبهذه الرمزية المختزلة وإيحاءات سفينة نوح المثقلة مفهوم الأنا والآخر أثار السيِّد الصادق جدلاً كثيفاً حول الغايات التي ينشدها اتفاق التراضي الوطني، لأن الوصف حسب رأي الأستاذ ضياء الدين بلال فيه "احتكار للحقيقة المطلقة، لا يتوافق مع نسبيات الواقع السوداني الملتبس."
    ولا شك أن إيحاءات الأنا والآخر المتدثرة بعباءة الحق والباطل قد أفرزت تداعيات سالبة، واجتهادات متعددة، بعضها يصب في خانة التأييد للاتفاق، وبعضها يرفض حيثياته جملة وتفصيلاً. بدليل أن الأستاذ علي أحمد السيِّد، القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي جناح الميرغني، يرى: "أن وصف الصادق لاتفاقه بأنه مشابه لسفينة نوح لا يدل على أثر مصالحة وطنية، لأن سفينة نوح كانت للمؤمنين في مقابل الرافضين لركوب السفينة، باعتبارهم كفاراً، وهي مقابلة لا تقود لمصالحة أو تراضي إطلاقاً" (الأحداث: 27/5/2008م). وفي ضوء هذه التوطئة يذهب الأستاذ علي أحمد السيِّد إلى القول بأن المصالحة الوطنية جهد يجب أن تقوم به حكومة الوحدة الوطنية مجتمعة، حسب ما هو منصوص عليه في اتفاقية السلام الشامل والدستور، وأن الانفراد الحزبي بمثل هذا الجهد يضعف هذا المسعى، ويخرجه من حيزه الوطني الرحب إلى إطار الثنائيات الضيق الذي لا يفي باستحقاقات الوطن والمواطن، والمواثيق التي تعاهد عليها طرفا نيفاشا.
    وتدفع أيضاً إيحاءات الأنا والآخر الأستاذ كمال الجزولي ليتساءل في ذكاء عن ابن نوح الذي آثر عصمة الجبل دون الصعود على متن السفينة الناجية، ويجيب الدكتور القراي عن تساؤله بقول: "إن موقف السيِّد الصادق المهدي، وقد خالف إجماع الشعب السوداني، بما فيه الشرفاء من أبناء حزب الأمة وكيان الأنصار، يشبه موقف ابن نوح، الذي خالف أباه والعقلاء من قومه، واتبع الغاوين فغمره الطوفان، وحين يقع الندم، ويدرك السيِّد الصادق الغرق، يلتمس له هذا الشعب المغفرة" (سودانايل، يونيو 2008م). وهنا تكمن إشكالية التشبيه، لأن الساخطين على حزب الأمة القومي حاولوا أن يفسروه حسب ما يتفق مع توجهاتهم الأيديولوجية، ويكرسوا بذلك للقيم الإقصائية في إطار مفهوم الأنا والآخر. لأن تشبيه السيِّد الصادق المهدي بابن نوح يقلل أيضاً من فرص التواصل السياسي الايجابي بين القوى السياسية في السودان، ويضع العراقيل إمام أي تراضي وطني يمكن أن يتواضع عليه أهل السودان ليخرجوا البلاد والعباد من نفق الصراع السياسي المظلم.
    وفي مقابل تشاؤم الساخطين من التشبيه هناك تفاؤل في معسكر الراضين عن الاتفاق، ويمثل هؤلاء موقف الدكتور عبد الرحيم عمر محيي الدين، القيادي في المؤتمر الوطني، الذي يرى أن التراضي الوطني خطوة إيجابية تجاه "تصحيح أخطاء الماضي القاتلة" التي ارتكبها السيِّد الصادق المهدي "في محاربة الإسلاميين"، ويمضي ويقول "نحن أبناء الأنصار وأعضاء الحركة الإسلامية نضع أسلحتنا في كنانة الإمام، ونقول له الآن قد بدأت المسيرة التي سيسجلها لك التاريخ بمداد من نور في سجل الخالدين. إنها سفينة نوح التي سنسعى نحن في المؤتمر الوطني أن نوفر لها المراسي، والوقود، والزاد، وأن نزودها بالجدية والعزيمة، وعلى إخوتنا في قيادة المؤتمر أن يصدقوا هذه المرة مع حفيد المهدي قبل أن يدركهم الطوفان، وأن يترفعوا عن صغائر الدنيا، ومناصبها، ومغانمها من أجل سودان مسلم، وقوي، وموحد لا مجال فيه لمخالب القطط الأجنبية" (آخر لخطة، 5 يونيو 2008م).
    فلا غرو أن تفسير المتن بهذه الكيفية القادحة والمادحة دون الوقوف على حواشيه اللاحقة فيه إشكال رمزي جارح في مواقف الذين يقفون على ضفة النهر الأخرى، ويعتقدون أن اتفاق نيفاشا ومعارضة الإنقاذ سينجيانهما من الغرق، وفيه أيضاً تجسيد لجدلية التدافع بين الحق والباطل الذي تزخر به أدبيات التراث الإسلامي. إلا أن السيِّد الصادق نفسه يرى أن تفسير خصومه السياسيين فيه خطأ وإجحاف لفهم التشبيه المجازي، لأنهم فسروا عبارة "سفينة نوح" على طريقة "لا تقربوا الصلاة" دون إيراد علة السُكر القائم عليها الحكم، بذلك يرى أن مفهوم سفينة نوح المقصود به التراضي السوداني في جوهره العام، وليس اتفاق الأمة والوطني، لان الاتفاق محطة في الطريق إلى تلك الغاية المنشودة، وجزء من التراضي الوطني الشامل، وإذا لم يكن الأمر كذلك فلا داعي للدعوة إلى مؤتمر جامع (الشرق الأوسط، 5/6/2008م).
    ويندرج تحت هذه الحاشية موقف الدكتور إبراهيم الأمين الذي يرى أن السودان أمام خيارين لا ثالث لهما: أحدهما خيار توحيد القوى السياسية في السودان حول مشروع يشكل نموذجاً للدولة القومية، والممثلة لكل مكونات المجتمع السوداني، وهنا يأتي اصطلاح سفينة نوح والناجين من الغرق، والخيار الثاني هو خيار الغرق الذي يجعل السودان ساحة للصراعات الداخلية والاستقطاب الإقليمي والدولي (الأحداث: 25 مايو 2008م). إلا أن الدكتور إبراهيم الأمين لم يفصح صراحة عن ماهية المشروع القومي الذي ينشده والذي يمكن أن تتوحد حوله القوى السياسية. هل يعني اتفاق التراضي الوطني في إطاره الثنائي الناشد للقومية، أم يدعو أصحاب العقل الاستراتيجي في السودان إلى البحث عن مشروع آخر في الأفق؟ لست أدري!
    وفي نسق أكثر رحابةً من رؤية الدكتور إبراهيم الأمين ترى الأستاذة رباح الصادق أن "التراضي الوطني كفكرة مجردة (وليس الاتفاق بين الأمة والوطني) هو عصا موسى التي تلقف ما يأفكه الاستقطاب، وهو سفينة نوح التي تنقذ بلداننا من طوفان المواجهة والتمزق والدمار"، وسفينة نوح من وجهة نظرها هي "الروح الوطنية المخلصة التي تنتظم جميع الأحزاب"، وتتجاوز الأحزاب بها هنَّات الخصام السياسي إلى تشمير ساعد الجد لإنقاذ البلاد والعباد، دون تقسيم القوى السياسية إلى معسكر ناجين ومعسكر مُغرقين. وبهذه الكيفية تحاول الأستاذة رباح الصادق أن تأتي بحاشية مفيدة، تفرغ رمزية سفينة نوح من معناها التقليدي التقابلي، وتأتي باصطلاح تصالحي معاصر يتجسد في فكرة التراضي الوطني في معناها المطلق الذي لا يرتكن إلى إقصاء أحد، بل يسعى إلى وحدة الصف السياسي حول القضايا المصيرية، وبذلك يستطيع السودان أن يخطو إلى الأمام بعيداً عن أدبيات الشقاق والنفاق، وإيماءات معسكري الأنا والآخر المثقلة بجدلية الحق والباطل.

    هل التراضي الوطني خطوة نحو الانتخابات القادمة؟
    عرض مراسل صحيفة الشرق الأوسط الصحافي عيدروس عبد العزيز على السيِّد الصادق المهدي سؤالاً في هذا السياق مفاده أن "البعض يقول أن حزب الأمة يريد أن يمتطي جواد المؤتمر الوطني للاستفادة من إمكانياته لخوض الانتخابات، وأن المؤتمر الوطني يريد الاستفادة من جماهير الأمة في مواجهة تكتلات أخرى قد تطرأ؟" فرد عليه السيِّد الصادق المهدي بقوله: "لن نمتطي جوادهم ولن يمتطوا جوادنا، هناك جوادان، بدليل أننا نتحدث بلغتين في كثير من الموضوعات، مثل قضية العدل والمساواة وتشاد، ونحن حزبان مختلفان، وإن اتفقنا على أجندة واحدة."
    ويبدو أن ما جاء في الاتفاق حول قضية "التعاون بين الحزبين في بناء القطاعات الفئوية والطلابية والنقابية والمفوضيات"، قد أثار حفيظة التنظيمات السياسية المعارضة للتوجهات الإسلامية للحزبين، ودفعها لتقديم بعض الاجهادات التفسيرية الطاعنة في قومية التراضي الوطني، وعدم شرعيته كوعاء للتفاوض القومي الشامل. وترى حركة حق في الاتفاق تكريس لاصطفاف سياسي يقوم "على أيديولوجية الإسلام السياسي، ومفاهيم السودان القديم، وسيكون العمود الفقري لتحالف انتخابي مرتقب، ويدل على ذلك التوسع والاستطراد في تناول قانون الانتخابات ودعوة منسوبي الحزبين للتعاون" (سوانيزأولاين: 26/5/2008م).
    ويصف أحد ناشطي حزب الأمة في المهجر، الأستاذ أبو هريرة زين العابدين، قضية التعاون مع الحزب الوطني بأنها "الكارثة بعينها"، ولا يدري كيف سيحقق حزب الأمة هذا المسعى، هل بتشكل جهاز أمن يقوم بإجبار القطاعات الجماهيرية الرافضة للتعاون على الانصياع لتوجهات القيادة العليا في الحزب، أم يستورد الحزب جماهير جديدة لتقوم بالتطبيع الناعم مع المؤتمر الوطني الذي ذاقت جماهير الأمة العتيقة على يديه الأمرين. ومجمل قوله أن تنفيذ هذا البند دونه خرت القتاد. (سودانايل، يونيو 2008م).
    ويرى بعض الناشطين في معسكر المؤتمر الوطني خلاف ذلك، لأن التعاون بين الحزبين من وجهة نظرهم سيفسح المجال لتجاوز الخصومة السياسية بين الأنصار والحركة الإسلامية، تلك الخصومة غير المبررة، التي لا تستند إلى "أسس فكرية، وإنما تؤججها الغيرة والتنافس حول مناصب الدنيا. فكل واحد من طرفي الاتفاق يحتاج بشدة للآخر. فالمؤتمر الوطني قادم على انتخابات غير مضمونة النتائج، وعلى مستوى حزب الأمة فإن السيِّد الصادق لا زال يرقد على عسل نتائج 1986م، ويظن أن الولاء لا يزال ثابتاً له، وكأنه لم يستصحب نفور وابتعاد أقرب الناس إليه، أمثال مبارك، والصادق الهادي، ومسار، والزهاوي، ونجيب، وغيرهم من الزعامات والبيوتات، علاوة على اشتعال دارفور، وظهور قوى جديدة في غرب السودان لها طموحاتها وارتباطها المحلية والإقليمية والدولية". ومن هنا يأتي تصور الدكتور عبد الرحيم عمر بأن التراضي الوطني سيمكِّن الحزبين من مراجعة مشروع الإسلام الحضاري، وتنقيحه ليكون ترياقاً ضد أي مخطط يهدف إلى تفكيك السودان عبر زرع مخالب قط أمريكية بين جنابته، لذلك يسارع حفيد المهدي ليأخذ سيف الإمام بحقه، ويستعد لمنازلة المشاركين في المخطط الأمريكي الصهيوني." (عبد الرحيم عمر، آخر لحظة، 5/6/2008م).
    لا جدال أن مثل هذه الرؤية الحالمة بانصهار الحزبين تخلق تشوشاً لمشروع السيِّد الصادق المهدي، الذي يريد أن ينطلق به من ضيق الثنائية الحزبية إلى رحاب القومية الشامل، وذلك عندما تناقش مفردات التراضي الوطني في مؤتمر جامع، يعقد الأمل عليه ليكون مخرج صدق من الأزمة السياسية الراهنة. ولكن يبدو أن بعض أنصار المؤتمر الوطني يفكرون في إطار حزبي ضيق لا يسمح لهذا المشروع بأن تنداح دائرته لتشمل الجميع، بل لا يزالوا يفكرون في إطار سفينة نوح ومفهومها التقليدي القائم على أدبيات المعسكرين المتخاصمين، وبذلك تصبح حواشي أمام الأنصار وأنصاره المؤيدين لاتفاق التراضي الوطني محل شك في نظر الخصوم، الذين يقدحون في الشرعية الثنائية القائم عليها الاتفاق، وفي عُرف بعض ناشطي حزب الأمة القومي الذين يروون في التعاون السياسي مع حزب المؤتمر الوطني حشف وسوء كيل لجهاد حزبهم المرير ضد حكومة الإنقاذ ورموزها السياسيين.








                  

العنوان الكاتب Date
اتفاق التراضي الوطني: حواشٍ على متون: أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk07-03-08, 02:07 AM
  Re: اتفاق التراضي الوطني: حواشٍ على متون: أحمد إبراهيم أبوشوك الطيب رحمه قريمان07-03-08, 02:52 AM
    Re: اتفاق التراضي الوطني: حواشٍ على متون: أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk07-03-08, 06:13 AM
      Re: اتفاق التراضي الوطني: حواشٍ على متون: أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk07-03-08, 06:17 AM
    Re: اتفاق التراضي الوطني: حواشٍ على متون: أحمد إبراهيم أبوشوك Mohamed Doudi07-03-08, 06:39 AM
      Re: اتفاق التراضي الوطني: حواشٍ على متون: أحمد إبراهيم أبوشوك Ahmed Abushouk07-03-08, 11:08 AM
        Re: اتفاق التراضي الوطني: حواشٍ على متون: أحمد إبراهيم أبوشوك Mohamed Doudi07-03-08, 04:00 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de