|
وداعاً حسن عبد السلام!
|
• بدأت الأزمة الأخيرة بتصريح من أمين خزينة نادي المريخ السيد حسن عبد السلام مفاده أن هناك أموال تصرف خارج القنوات المتعارف عليها ، بغض النظر عن ألمكان الذي نزل فيه التصريح أولاً لكن يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً لماذا اختار حسن عبد السلام بعض كتاب الهلال ليسر لهم بأسرار نادي المريخ وما كان الكسب المرتجى في تقديره وهل عجز عن تقويم المعوج داخل مؤسسة المريخ!
• أن يحدث ما صرح به حسن عبد السلام في المريخ فهو بلا شك ممارسة غير سليمة وتحتاج لمراجعة، لكني لا اعتقد أن أصل الخلاف هو الصرف الغير مؤسس في المريخ ولا يعقل بأن ندعي أن من ضمن الأجندة التي يخفيها حسن عبد السلام ما تم تداوله في الفترة الأخيرة من سوء الممارسة في صرف الأموال بل الأمر يتعدى ذلك بكثير!
• الخلاف بين حسن عبد السلام وجمال الوالي خلاف من نوع أخر ولم تكن هذه المرة الأولى ولن ينتهي بزيارة حسن عبد السلام لجمال الوالي كما يظن الكثيرين، فقد سبقت هذه الهدنة فترات أخرى من الهدوء ظننا بعدها أن الحرب قد انتهت وأن السلام هو الوعد القادم ولكن تبين بعدها أن الصراع هو صراع مناصب وأطماع وطموحات بعضها مشروع ويا ليت حسن سلك الطريق الصحيح المؤدي لتحقيق طموحاته المشروعة والتي يمكن تحقيقها داخل المؤسسة وعبر المؤسسية.
• للأسف نحن شعب يسهل خداعة وبعبارات محفوظة تعمل كالمخدر في عقولنا حين سماعها أولها بيت الشعر الأشهر (نحن في المريخ إخوة نعشق النجم ونهوى واختلاف الرأي فينا يجعل المريخ أقوى!!)
• مثل هذه المقولات الجميلة ينفي صلاحيتها التاريخ وهو شاهدي والخلافات السابقة التي حدثت في أروقة النادي الأعرق بينت تماماً أن من هم في قامة أبو العائلة بكل مجده وتأريخه مع النادي يمكن أن ينتهي به صراع لان يصبح مجرداً حتى من عضوية النادي!
• للعلم لم يكن الصراع وقتها مشابه لما يحدث اليوم فمن هم مثل هذه القامات لا يمكن أن يسمحوا لما يخص عشقهم أن يصبح مادة تستهلكها الجلسات الزرقاء وتلوكها الأسنان الملوثة بدماء ناديهم.
• ما أوردته أعلاه وحده يكفي لدحض هذه الأبيات الجميلة التي نتمنى أن تكون يوماً حقيقة معبرة عما في دواخلنا فإن كنا نتفق في كثير مما عناه الدكتور عمر محمود خالد فهناك جزء ثبت بأنه لا يصلح في مثل هذه الحالات فنحن فعلاً إخوة وعشاق للنجم وهواة له ولكن اختلاف الرأي هنا وفي مثل حالة خلافات السيد حسن عبد السلام يخلق جفوة يعجز كل ساعي لرأب الصدع عن ردمها أو علاجها!
• إذا تعاملنا مع تاريخنا كذاكرة مختزنة نستلهم منها الدروس نخلص لأن ما يدور الآن هو سطور في نهاية قصة حسن عبد السلام في إدارة أعرق فرق السودان،فقد أراد شعب المريخ بكل صدق أن تستمر هذه القصة وأن يكتب التاريخ أسم حسن عبد السلام كواحد من أفذاذ الإداريين الذين نجحوا في كسب كل رهاناتهم ضد الند التقليدي الهلال.
• فالكثيرين وأنا منهم كان يرى بأن حسن عبد السلام هو الضلع المكمل لمثلث القوة الذي يمثل فيه جمال الوالي (الحكمة) وحسن عبد السلام (الحنكة والدهاء) وعبد القادر همت (البطش وقوة البأس)
• لكن حسن عبد السلام أراد لها أن تنتهي بمثل هذه النهاية المحزنة وهو يختار أن يسلك أقصر الطرق المؤدية للخروج من قلوب (الكثيرين) من أنصار المريخ و كتبت الكثيرين وأنا أعنيها فقد أتضح جلياً بأن هناك البعض ممن يؤيد حسن عبد السلام في موالاته لمنسوبي الهلال من إعلام وخلافة متخذاً من المقولة المتداولة وغير المقبولة في نظري أخلاقياً(الغاية تبرر الوسيلة)
• حسن عبد السلام رجل يعشق المريخ هذه حقيقة لا يمكن أن يماري فيها او يشاكس أي شخص تعامل معه ، ولكن هو أيضاً من سعى لحتف أنفه بيده، ففي تقديري أن كل شي يمكن غفرانه وتجاوزه إلا تعدي الخطوط الحمراء التي تمس هيبة الفريق والتعدي على حرماته وتشويه تأريخه الناصع من مثل هذه السوابق، وحرماته المقصودة هي فتح الباب لكل من هب ودب وزحف ولعق أن يدس أنفه في شأن خاص يهم المريخ فقط ، ولا شأن لمن هم في خانة الأعداء به ألبته ، حتى ولو أدعى المنافقين من حملة الأقلام الزرقاء بأن شأن المريخ شأن عام.
• ختاماً هناك شي يجب أن يعلمه الجميع وهو أن ما كتبته هو تعبير عن ألمي وإحساسي بان المريخ قد فقد رجل كان يرجي منه الكثير ولكن المريخ برئ من ضياعه..وأن ما يتم الآن هو تخدير فقط ولن يجدي ابداً كعلاج ناجع للازمة، فحسن عبد السلام لن يحلو له العمل مع جمال وجمال لن يقبل بحسن ، أما إن كان تصالحهم على الصعيد الاجتماعي فهذا خير وإن كان لا يعنينا كثيراً.
|
|
|
|
|
|
|
|
|