الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: غضبة السوداني تعودنا أن نلتقي يوميا بالغرفة 478 ومنها ننطلق إلى المطعم لتناول وجبة الغذاء معا, ثم نقوم بجولة قصير بساحة الحي الجامعي,(كنا نسميها بالدورة الشرفية) أحيانا نأخذ صورا جماعيةو وبعد ذلك نرجع إلى الغرفة لإعداد الشاي الأسود الذي كان يتناوله معنا باستمرار طالب مصري ويلقي علينا محاضرته المملة حول القومية العربية ,والاشتراكية المصرية ,وبطولات عبد الناصر ... (كان عقله مشدودا إلى لسانه وأذنيه ) كنا نتظاهر بالاهتمام بما يقول, دون أن نكترث بحكيه المقيت. وما أن يحين وقت محاضرة المساء, والذي يبدأ في الغالب في الثانية بعد الزوال حتى يهرول مسرعا إلى كلية الحقوق .استمر على هذا الوضع أكثر من شهرين. (يشرب الشاي ويحاضر ونحن نستمع ) وذات يوم قام الطلبة بإضراب عن الدراسة فاقترح علي الأخ مغراوي أن نذهب إلى الملاح لقضاء حاجة لنا وأثناء عودتنا اقترحت عليه زيارة الإخوة السودانين الذين كانوا يدعوننا وبإلحاح لزيارتهم في مسكنهم الجديد وافق صاحبي على الفكرة بعد تردد .طرقنا الباب فتح الأخ مصطفى أبو إدريس الباب رحب بنا الجميع وكان القلق باد عليهم شرعوا في تهيئ الشاي الأسود طبعا, لكن مدة التهيئ استغرقت وقتا طويلا كثر الحديث والتشاور فيما بينهم .لم يستطيعوا إخفاء غضبهم , وانزعاجهم ,تعجبنا لهذا التصرف المشين .كانت أعيننا تقول كيف يدعونا لزيارتهم وبإلحاح ,ثم يهينوننا؟ أومأت لصاحبي بالانصراف. لكن الإخوة السودانيين أصروا على شرب الشاي معهم إزداد تعجبنا من هذا التصرف ولم نفهم أي شيء.ونظرا لعلاقة المودة التي تربطنا والاحترام المتبادل بيننا لبينا رغبتهم .وحضر الشاي ولكن الإخوة السودانيين لم يحضروه فازدادت حيرتنا, وقلقنا, وندمنا ,على الزيارة الغير مرغوب فيها ,ولم نقل شيئا خرجنا حيارى نجر أذيال الخيبة .لم يكلم أحدنا الآخر .فكل واحد منا كان مشغولا بحل هذا اللغز الذي ما عهدناه عند الإخوة السودانيين .وفي الغد التحق بنا الإخوة السودانيين كالعادة بالمطعم, وأخبرونا بأنهم رحلوا من المنزل الذي كانوا فيه, وطوينا الصفحة, ولم نثر الموضوع من جديد ,ولكن كان شيئ ما في نفسي لم يهدئ, وظل يطالبني بمعرفة سبب تصرف أطيب خلق الله هذا التصرف.ولم أهدأ حتى أخبرني الأخ مصطفى, والأخ كامل, بالقصة وملخصها, أن أستاذنا المصري ,المحاضر, الاشتراكي, القومي, الناصري , الثوري الذي أتعبنا بإعداد الشاي له , كان يسكن معهم, ورفض زيارتنا,بحجة أن الجامعة في إضراب, ونحن مغاربة ,ولا بد أن البوليس كان يلاحقنا ليتجسس علينا ,وحتما سيكتشف أننا على اتصال بالسودانيين. وبما أنه يسكن معهم, فلابد أن يلحقه الأذى هو الآخر ولذلك حجز الكؤوس وأواني إعداد الشاي وأغلق عليه الباب .لم يرض الإخوة السودانيين بهذا السلوك ,فتخاصموا معه, وحملوا أمتعتهم ورحلوا إلى منزل آخر بالليدو. وما هي إلا يومين أو ثلاثة ؛حتى جاء أستاذنا المصري زائرا لغرفة 478, وربما كان في جعبته محاضرة أخرى عن الأخوة العربية ووحدة الأمة .ولكنه أساء التقدير, إذ أغلق الباب في وجهه مطرودا غير مأسوف على معرفته .ومن يومها لم أره ولم أسمع عنه . ********** عمر حيمري مدينة وجدة المغرب

(عدل بواسطة omer abdelsalam on 08-13-2007, 07:24 PM)
(عدل بواسطة omer abdelsalam on 08-14-2007, 06:46 PM)