الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: الليدو وبعض الليالى الملاح >ب< ******************** ليالى مزمل وحافظ وقدوري والجمري ======================= فهاهي ليلة الأخ مزمل بخيت عثمان ...ذلك الرجل المطبوع بالوفاء الذي كان صادقا كأصدق مايكون الناس ..طابت معه جلساتنا ...وكان بهجة أيامنا وهو يصدح في الليدو بأغنياته المفضلة وفي مقدمتها أغنية { سارة } والتي يقول فيها : الليلة بعدتي ياسارة .............وبقينا نشيل هموم إتنين كلامك كان بهدي الناس ........وبعجب فيك عسل عينيين . سارة لم تكن إسما مستعارا ، بل كانت هي حلم المستقبل الجميل ، وهاهي سارة اليوم رفيقة الدرب الوفية وأم أحمد وريم . وبعد أغنية سارة ، ينتقل بصوته العذب الجميل إلى أغنية { الجندول } فيردد : ياعروس البحر ياحلم الخيال .........أين عشاقك سمار الليالي رقص الجندول في النجم الوضيع ......فاشدو ياملاح الصوت الشجي أيها الملاح قف بين الجسور .......فتنة الدنيا وأحلام الدهور هاجت الذكرى فأين الهرمان ......أين واد السحر صداح المغاني أين ماء النيل .................... أين الضفتان وهنا يقف مزمل ليشرح كيف تم اللقاء بين الشاعر وتلك الفتاة بكل تفاصيله كأنه كان هناك ، ولقد كان لتلك الأغنية وقع السحر في نفوسنا ومن حلاوة وصف مزمل لذلك المشهد وتلك المدينة ، قررنا زيارتها أنا والأخ مزمل وعبدالمنعم الصديق شلعي في عام 1982بعد اكمال الجامعة مباشرة إلا أن هنالك ظروفا حالت دون ذلك ..ومازال الأمل متقدا .ثم يعرج مزمل لأغنية : ودالمك عريس خيلن بجن عركوس ماهو الففنوس ماهو الغليظ البوص حي ياعلى سيفه البحد الروس......حي ياعلى سيفه البسوي التح . وفي ليلة أخرى يطل الأخ الحبيب / حافظ عبدالماجد ، ذلك الرجل ذو اللسان الدرب العفيف والمواهب العديدة والذي ينتمي اليوم إلى قبيلة خريجي المغرب أكثر من الانتماء إلى زملاء الدراسة من روسيا حيث أكمل دراسته هناك . حافظ ترك بصمات خالدة وفي مجال الغناء ترك أغنية مشهورة يقول فيها : الليلة باكية مالك ياعيون حبيبتي زول حب خاتي قول وآخر جزاك زولك نساك . وكان الأخوة يتذكرون هذه الأغنية جيدا طوال إقامتنا هناك خاصة عندما يحل فصل الشتاء البارد وتغلق الشبابيك لعدة أسابيع متتالية . وعند الصباح يتجمع البخار على الزجاج ، فيرسم الزملاء بجرة الأصبع على الزجاج صورة العين ..وماهي إلا لحظات فتدمع العين وتسيل فيردد الجميع : الليلة باكية مالك يالعيون . وكانت الدمعة عند حافظ هي شعار الفرح والشوق معا ..تسيل منه الدموع اذا استلم خطابا من السودان ويقول أنها دموع الفرح ، وتسيل منه إذا وصلت الخطابات ولم يكن له نصيب ..ويقول أنها دموع الشوق ..الم تسمعوا دمعة الشوق كبي .... أما أمسية الأخ / محمد حسين عبدالماجد ..ذلك الرجل الهميم العطوف المملؤ حنانا ورقة ..فيبدأ بنفسه ويقول : شايل هموم الناس ..وماقادر يشيل همو وكانت تلك اغنيته المفضلة ،: نرسل ليك عشان تقرا العلم تلحقنا في الضيق ......اتاريك في بلاد الترك ولدا مطيليق . ويشرح ان ذلك مضمون خطاب والده له اما رده وهو لاششوفتن تبل الشوق ولا ردا يطمن اريتك تبقى طيب والبي كلو هين ثم يواصل محمد حسين ويصف حاله والاغتراب بأغنية طويلة مطلعها : كم رسم مر بيك وكم ضحية ......وانت ياجيل الأسية البلد منك نائية وقصية . ثم يعرج الى إحدى أغنياته المفضلة : انت لوفكرت تتذكر غرامك تبكي ماضيك البعيد برضي زيك كنت عاشق وكانت أيام عمر ي عيد وعندما ينضب معينه يطلق ضحكته المعروفة ويختتم الليلة بالتعابير الراقية للصديق المشترك عبدا لمنعم ابو ريدة والتى كان محمد يحفظها عن ظهر قلب ،خاصة تلك التى بعث بها من ليبيا { شتان بين المغرب ولياليها وبين تلك الليالي الجديدة فانا هنا أعيش وسط قطيع من الميكانيكية والسواقين ..فهم لايقيمون للمعنويات وزنا ..الدراهم هنا هي لغة الخواص والعوام }ويواصل محمد حسين في تلك التعابير حتى يختمها بضحكة معهودة ثم يقول نودعكم والى اللقاء ..وأن عز اللقاء بكم فيوم الحشر نلقاكم . وفي ليلة أخرى ينتقل القوس لأخي عبدالقادر إسماعيل { قدور ي الكبير } والاخ قدوري الكبير رجل غني عن التعريف فقد كان بالفعل كبيرا سمحا ولوفا ..ذو سيرة ناصعة وهومن تحلو بوجودهم المجالس ويطيب السمر . استطاع أن يستوعب الهدرة المغربية ويطوعها ويمزجها باللغات الأخرى وكان قدور شاعرا وفنانا ومغنيا يجيد العزف على العود فيردد أغنيته الشهيرة من من تأليفه ومطلعها : وخا وخا ياسيدي ..... وصافي صافي ولون عيونك زيو مافي ويغنى اغنيته السودانية : شوف كم زهرة في أيدي ...والمشاوير الحزينة التى كانت تعجب أخونا عبدالاله زمرواي ويلح في طلب إعادتها ..وكانت لكل كلمة من أغنياته لها معنى وقصة . وفي مساء آخر يطل الأخ عثمان الجمري ، زين الصحاب وريحانة المجالس والذي أتى إلى فاس ووجد خانة متاحة فملأها بجدارة لايعرف التكلف ولايؤمن بالفواصل كان يستمتع بأغاني الحقيبة وكان الجمري يختار لحظات غنائه .فإذا هدأ المساء وطاب له المقام وبدأ يدندن : قم ياطرير الشباب غني لنا غني .....ياحلو يامستطاب انشودة الجن واقطف لى الأعناب واملأ بها دني حتى يجف الشراب في حافة الكأس فاعلم أن الجمري سوف يبدع ونسمع منه : صب دمعي وانا قلبي ساكن حار فراقك ....نار ياسواكن ..وربما نستمتع منه بأغنية ياقائد الأسطول بكل جلال كلماتها ولحنها . مختار البكري ولاية نورث كارولينا الولايات المتحدة