علاء الدين يوسف وعمر الفاروق

Quote: التقيت عمر الفاروق كثيرا ، والتقيت علاء الدين مرة واحدة ، وعندما تلتقي علاء وعمر فإنك لا تملك إلا أن تقول (سبحان الله ) . هما في المنبر مشاكسان لدرجة أنني كنت أصنفهما ثنائيا منفرا من المنبر ، وبصراحة شديدة لم أتمكن من فهمهما ، ولم أتمكن من تحديد أهدافهما ، أو انتمائهما من عدمه ، خاصة وأنهما ظلّا يؤكدان على عدم الانتماء إلا إلى السودان ... بين عمر وعلاء أشياء كثيرة مشتركة ، وحقيقة لا أعلم إن كانا يتعارفان قبل انضمامهما للمنبر أم لا ، لكن يبدو لي أن بينهما علاقة ما سابقة لعلاقة عضوية المنبر ،،، وهما في عمر واحد تقريبا ، أو على الأقل ينتميان إلى نفس الجيل ،،، لكنّ المشترك بينهما والذي لا يعرفه إلا من التقاهما أنهما : 1- يتمتعان بروح سمح ، وحسن خلق ، وكثير لطف . 2- تلحظ فيهما ذكاء واضحا من أول وهلة . 3- فيهما وسامة لا تخفى على من يراهما . 4- يبادلانك احتراما يفوق ما تتوقعه . 5- تشعر أنهما يتمتعان بقبول كبير حتى ممن يلتقيهم لأول مرة . 6- اجتماعيان ، ومجاملان . 7- أصحاب واجب . 8- يحبان الحوار . بدا لي علاء أكثر هدوءا من عمر . وبدأ لي عمر أكثر انطلاقا من علاء . وبدأ لي علاء أكثر إجادة للاستماع ، وبدأ لي عمر أكثر ميلا للأخذ بزمام المبادرة . ما كنت أبدا سأتقبل فكرة أن يكون علاء بهذا الهدوء ، وبهذه الرزانة ، وبهذه الروح الودودة ، وما كنت سأتقبل فكرة أن يكون عمر مرحا لهذا الحد ، ومجاملا ، وشهما لهذا الحد .. كنت أتصورهم شبابا لا همّ لهم إلا عكننة مزاج الآخر ، ولوي مسارات الحوار ، وصرف الناس عن مواضيعهم الأساسية إلى خلافات هامشية ،،، كنت أتصور أن علاء أو عمر يمكن أن ينتقلوا بالمشادّة الكلامية إلى الاشتباك بالأيدي ، أو استفزاز من يجالسهم أو يحاورهم .... وجدت علاء وعمر غير ذلك ، وجدتهم أكثر هدوءا من كثيرين كنت أعتبرهم هادئين ، ووجدتهم إنسانيين لآخر حد ،،، ولا أملك إلا أن أقول سبحان الله ...