الموضوع هام يا مهيرة ويا ياسر ، وأنا أرى أنه أمر ارتبط بالقوانين السائدة في زمانه ، وبالرغم من أني امتلك حق الرد على مايرد بهذا الموضوع من نقاش وحوار لكني حقيقة سأرجئ تفاصيل رأيي بعد أن أقرأ رأي د. ياسر ، فإن اتفق مع رأيي اكتفيت بذلك وإن اختلفنا فسأورد رأيي تفصيلا
الاخ ود قاسم نحتاج في زماننا هذا الى تجديد الفكر وتناول الكثير من الاشياء التي لا نستيطع فهمها فالدين الاسلامي نزل على مجتمع قبلي جاهلي ، فهل لنا ان نناقش المتغيرات التي يسمح بها الدين في ظل تطور المجتمعات التي نعيش فيها الان وما زال السلفيين يتناولونها بنفس الجمود دون مراعاة لتغير الازمان والاماكن
09-07-2003, 09:56 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48799
Quote: الاخ الفاضل الدكتور ياسر والمشاركون الافاضل تحياتى اولا:- اتفق معك فى قولك عن الدين الاسلامى:- (وإنما هو منهاج حياة للفرد بينه وبين ربه وبينه وبين أهله وأسرته وبينه وبين الناس، يتعين على كل فرد أن يعرفه وأن يمارسه.. كل مسلم عليه أن يعلم من أمور دينه ما لا تصح العبادة إلا به، وأن يعلم من شئون دينه ما يحتاج إليه.. ) ولكن هذا القدر المطلوب من العلم بالدين لا يجعل كل مسلم عالم دين او فقيه،ولذلك اشار الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم-(من اراد الله به خيرا يفقهه فى الدين) وقوله:-(خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء) فهنالك علماء متخصصون فى العلوم الدينية كماهنالك علماء متخصصون فى العلوم الدنيوية،والا لقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:-المسلمون ورثة الانبياء-ولم يقل:-( العلماء ورثة الانبياء) واسألك يا دكتور ياسر وانت الملم بالكثير من العلم الدينى:هل تستطيع ان تقدم برنامجا -على الهواء للاجابة عن تساؤلات الجمهور- فى الفقه والعبادات والتفسير والحديث وغيره من العلوم الدينية اذا طلب منك ذلك؟ أنا لا استطيع ذلك لأننى لست متخصصة فى العلم الدينى رغم اننى مسلمة اعلم من امور الدين الاساسيات من اركان الاسلام وما لا تصح العبادة الا به،وشىء من الثقافة الاسلامية.
الآية واضحة يا مهيرة.. قال تعالى: "واتقوا الله ويعلمكم الله، والله بكل شئ عليم"ـ العلم المقصود هنا هو العلم بالله.. والحديث النبوي واضح: "من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم" وهذا العلم هو الذي يسمى بالحكمة وقد قال فيه تعالى: يؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ .. البقرة 269
أنا لا اقصد علم التحصيل والقراءة والفقه وحفظ الشرائع أوالمقدرة على إجابة تساؤلات المسلمين في شئون دينهم على الهواء في التلفزيون.. أنا ضد احتكار هؤلاء الفقهاء لمسائل الاجتهاد والتفكير، لأن ظروف هذا العصر قد اختلفت عن كل الظروف الماضية، وتحتاج إلى تفكير واجتهاد وحكمة.. لقد ضربت لك المثل بآية ملك اليمين.. لا بد لكل مسلم أن يكون لديه وعي بهذا الواقع الجديد.. هذا العلم هو الحكمة والحكمة هي التي تجعل العلماء ورثة الأنبياء.. وسأورد لك بعض الآيات التي تؤكد أن العلم المطلوب اليوم هو الحكمة:
قال تعالى: وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ الزخرف 63 مثلا، من الحكمة التي أتى بها سيدنا عيسى عليه السلام، وكانت جديدة على اليهود هي تحليله العمل في يوم السبت، وقوله أن السبت من أجل الإنسان وليس الإنسان من أجل السبت.. ولكن علماء اليهود الذين يتمسكون بالنصوص أنكروا عليه مخالفة نصوص التوراة التي تنص صراحة على وجوب قتل من يخالف حرمة السبت.. المسيح لم يكن أحد هؤلاء العلماء، ولكن الله آتاه الحكمة..
قال تعالى عن سيدنا داود عليه السلام: فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ البقرة 251 ونحن نعرف أن سيدنا داود لم يكن من علماء اليهود وإنما كان شابا يافعا في جيش طالوت.. ولكن الله سبحانه وتعالى علّمه الحكمة، وهي العلم المفيد..
قال تعالى موصيا نبيه محمدا عليه أفضل الصلاة والتسليم: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ النحل 125
وأنا أجزم لو كان النبي عليه السلام بين ظهرانينا اليوم لخالف كل هؤلاء العلماء ولقال للمسلمين اسمعوا ما قاله العالِم المخلص محمود محمد طه.. وأنا لا أشك في مجيء اليوم الذي يدرك فيه المسلمون قيمة ما كتبه وقاله الأستاذ محمود.. الأستاذ محمود آتاه الله الحكمة والعلم.. وقد يقول قائل انه مدع.. وأنا أقول أن الدليل على صدقه هو أنه لم يكن طالب سلطة ولا أجر، ثم أنه لو كان كاذبا أو مدعيا لما ثبت على ما قاله: وقد طالب بإلغاء قوانين سبتمبر، لأن الحكمة تقول أن تلك القوانين ستقود إلى فتنة.. وقد صدّقت الأيام قوله..
ولك شكري واحترامي
ياسر
09-12-2003, 00:43 AM
مهيرة مهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 948
الاخ د.ياسر الآية الكريمة التى اوردتها لالاستدلال على فرضية العودة للآيات المكية وتجميد الشريعة او بعضها فى العصر الحالى وهى:-( "واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون") فالامر الالهى موجه الى جميع البشر باتباع احسن ما انزل من الخالق عز وجل وهو الاسلام.واذا قرأت الآية السابقة لها وهى:-(وانيبوا الى ربكم واسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون.)الآية54-الزمر والاسلام هو ان تنفذ ماتؤمر فى افعل ولا تفعل،ولذلك لا يستقيم عقلا ان ينزل الله سبحانه وتعالى اوامر للمؤمنين ويفصلها لهم ثم يأتى بعض المفكرين من خلق الله ليختاروا ما يروق لهم منها ويقبلون به ويرفضوا ما لاتهوى انفسهم ويتحججوا بأن تلك الاوامر كانت للجيل الاول من المسلمين-الاقل مرتبة فكرية وأقل تطورا ناسين ان ذلك الجيل الاول هو جيل الصحابة وفيهم رسول الله خير البشر!!! عليه افضل الصلاة والسلام. ومثل هذه الحجج ليست بجديدة وقالها اليهود من قبل حين ارادوا ان يبدلوا كلام الله ويحرفوا ما انزل اليهم :-(افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون)85 البقرة . الدين يستوعب كل ما يأتى به الزمان ولكن فى نطاق ما امر به الله وما نهى عنه، اما من يريد ان يطوع الدين لكل ما يأتى به الزمان والمفكرون من البشر فأنه يتطاول على احكام الله واوامره ولو حاول المراوغة والمخادعة، والامر واضح لكل ذى بصيرة فتلك اوامر الله سبحانه وتعالى وعلينا السمع والطاعة ولو لم تدرك عقول البشر القاصرة الحكمة من ورائها ،والاخرى افكار بعض خلق الله ونتاج عقولهم القاصرة ،اما من يعتقد ان عقول بعض المفكرين عقول جبارة لا تخطىء ، وان الاستاذ او غيره اوتى من العلم والحكمة ما لم يؤت غيره من علماء المسلمين السابقين واللاحقين للدرجة التى تجعلك تجزم بأن:-( وأنا أجزم لو كان النبي عليه السلام بين ظهرانينا اليوم لخالف كل هؤلاء العلماء ولقال للمسلمين اسمعوا ما قاله العالِم المخلص محمود محمد طه) ، مما يؤهله لنسخ المحكم من آيات القرآن الكريم وتعطيل بعض احكام الله ، فذلك امر آخر. ولك شكرى
09-07-2003, 10:29 AM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
الأخت مهيرة الأخ ياسر الإخوة المشاركين لكم تحياتي أتفق مع الأخ ياسر أن ملك اليمين تشريع خاص بزمانه ، وبكل زمان ترتضيه فيه الإنسانية ، وما ترتضيه الانسانية مسألة خاضعة للتطور الحياتي والفكري للإنسان ، والدين لا يمكن أن يقف حجر عثرة أمام تحقيق ما هو إنساني ، لسبب بسيط جدا وهو أن هدف الدين الأساسي هو تحقيق سعادة الإنسانية وبناء حياتها على أسس التعايش السلمي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) كما أن الإنسان مطالب بالحفاظ على الأمن لاستمرار التعايش ، ومن المهم جدا أن نضع في تعاملنا مع البشر التكريم الرباني للإنسان ، والذي تضمنه قوله سبحانه وتعالى ( ولقد كرمنا بني آدم ) وبذا يكون التكريم شاملا للذكر والأنثى وللمسلم وغير المسلم ، وبذا تكون الحروب استثناء في حياة البشر وهي في الأساس عمل يخالف التوجيهات الربانية لنا بالحفاظ على التعايش السلمي ، ومن الواضح أننا لن نتمكن من تحقيق التعايش السلمي الذي يمكننا من عبادة الرب وإحالة حياتنا كلها إلى عمل تعبدي لنحقق قول الله تعالى ( وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون ) ولن نتمكن من ذلك إلا إذا بشرنا بالسلم وعلينا( بتشديد اللام ) راياته باالاحترام المتبادل والعمل بمبدأ قبول الرأي الآخر ورفع كل ما يقود لظلم وغبن ، وذلك يتحقق فقط عند وصولنا إلى التطبيق الإشتراكي الذي يجعل الإنسان مشاركا بكل طاقته وحاصلا على حقوقه بقدر حاجته ، حينها سيزول كل غبن وكل ظلم وتستقر أوضاع العام وتشاع الحريات ويصبح الإنسان منتجا ومحققا لأسباب أن الرب جعله خليفة ليعمر الأرض ويلاحظ خلال حياة الرسول صلى الله عليه وسلم أن التشريعات كانت تتدرج وما كانت تقفز قفزا وبهذا جعل الله التدرج هذا قانونا لحياتنا ونحن مأمورين به في كل أعمالنا التعبدية والحياتية ، فأمر الأطفال بالصلاة تدجا ، وكذلك في الصيام ، وطبق الصحابة ذلك مع أولادهم ، والذهاب إلى الجهاد كان يراعي التدرج ، العمر ، المقدرة ، الظرف الخاص ، الأكل يراعى فيه التدرج ، ما ملا ابن آدم وعاء شرا من بطنه ، فإن كان لا محالة فاعل فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه . والسفر والتعامل مع الدابة استصحب التدرج ، والحديث يقول ( إن المنبت لا ارضا قطع ولا ظهرا أبقى ، وإزالة المنكر استصحبت التدرج ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإم لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) والأمثلة على أننا مأمورون بالتدرج عديدة ، لذا فإن الله تدرج مع البشر في التشريع ليكون ذلك مقبولا لديهم ومحتملا وحتى لا يكون فيه حرج ، وقد جعل الله الإنسان على نفسه بصيرا ومنحه عقلا يميز به بين الخبيث والطيب ، والمنكر والمعروف هما أمران مرتبطان بمصلحة البشرية وليس هناك أمرا محرما دون أن يكون فيه ضرر ، وجعلت هذه الأمة أمة تجمع على الخير ولذا لو ارتضت الأمة أمرا رأت فيه تحقيقا لإنسانيتها فإنها منحت الحق باتباع هذا الأمر ، وحقوق الإنسان أمر ارتضته الأمة لتحقيق إنسانيتها ولتمكينها من إقامة السلم الذي يحقق عبوديتها لله سبحانه وتعالى ، وهو يضع قوانين محددة لمعاملة الأسرى ، وعليه لابد من هجر كل أمر مخالف لذلك باعتباره جزءا من التدرج التشريعي تجاوزه الزمن وتجاوزه إجماع أمة تجمع على الخير ، ولا يخيف بعضنا ما يحدث من إنتهاكات هنا وهناك ، إذ أن كل هذا يقع في إطار التدرج ، والمخالفات تحدث في كل مكان وفي كل زمان ، ولذلك شرعت العقوبات للمخالفين وتم تفصيل القوانين وتم تبيان الحق والباطل ، ولم يخلو أي مجتمع من المخالفين بما في ذلك مجتمع المدينة المنورة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، والآن يتم تطبيق العقوبات على المخالفين ومجرمي الحرب ونحن لم نصل بعد إلى المجتمع الذي ننشده لكننا نتدرج نحوه وسيكتمل للإنسان قيام ذلك المجتمع الذي يسود فيه السلام والعدل والمساواة وتزول فيه كل الفوارق بكل أنواعها وحينها ستتحقق إنسانية افنسان بصورة بحتة وتتحقق عبوديته للرب بصورة بحتة أيضا
09-12-2003, 00:45 AM
مهيرة مهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 948
الاخ ود قاسم صحيح ان هدف الدين الاساسى هو تحقيق سعادة الانسان فى الدنيا بأن يعيش حياة طيبة آمنة وفى الآخرة بأن يدخله الله جنة النعيم ،وذلك لا يكون الا بتحقيق العبودية من الانسان لله وذلك لا يتأتى الا بطاعة اوامر الله عز وجل واجتناب نواهيه .ما اريد ان اوضحه هو انه ليس لبشر الحق فى نسخ حكم من احكام الله ورد نصا فى القرآن الكريم او السنة النبوية فالنص الشرعى باق وقابل للتطبيق متى وجدت الحالة الشرعية التى يطبق فيها . الشىء الثانى ان القصد والحكمة من كل الاحكام الشرعية المنصوص عليها هو مصلحة الانسان من ذكر وانثى لأن الخالق عز وجل الذى هو ارحم الراحمين ادرى بما يصلح من خلق . واذا اعدت قراءة ردى بخصوص الحكمة من تشريع –ملك اليمين- ستتبين لك الحكمة وراء ذلك التشريع والله الموفق ولك شكرى
09-12-2003, 09:42 AM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
الأخت الكريمة مهيرة لك التحية حقيقة اضطررت لأن أطرح عليك السؤال التالي هل طاعة الله في أن يغتصب المسلم المنتصر امرأة أسيرة لم تقبل الزواج منه ؟ أم أن طاعة الله أن يكره المسلم المنتصر المرأة الأسيرة على زواج لا ترغب به حتى ولو كان زوجها على قيد الحياة ؟
إذا كانت الإجابة بنعم فإن الكثير من نساء المسلمين المهزومين في هذا الزمان سيتعرضن لهذه الفعلة الشنيعة ولن يجدن أحدا يدافع عنهن لأن ذلك من طبيعة الأشياء ، لكن الإنسانية رأت أن الخلق الإنساني الرفيع لا يقبل هذا وأن المرأة لا يمكن إكراهها في أي ظرف من الظروف على ممارسة لا ترغب فيها سوى أن تتم داخل الأطر الشرعية أو غيرها ، لذا فقد وعت المرأة حقوقها ، وقد ترفع الرجل عن إهانة المرأة وأجمع المجتمع الإنساني على تحريم الاغتصاب وأي نداء بإباحة الإغتصاب تحت أي ظرف يعتبر نداء غير إنساني ، وأي عمل لا ترتضيه الإنسانية يعتبر أمرا مرفوضا دينيا ،وإلا نفرنا كلنا عن الدين وارتضينا ما اتفقت عليه الإنسانية ، وهناك أشيا ءأباحها الدين لكن رفضها المسلمون ، وأذكر هنا بموضوع الرق ، وهو أمر مشابه لأمر ملك اليمين ، وقد كرهه المسلمون وحرموه رغم إباحة الدين له ، وحقيقة أن الدين أباحه في ظل ظروف محددة وبزوالها زالت تلك الإباحة لأن الأمة أجمعت على التحريم ، ولدي سؤال آخر أختي مهيرة هل كان الدين سيشرع في أمر ملك اليمين لو أنه لم يكن موجودا في تلك الفترة ؟ بمعنى آخر هل ترين ضرورة لوجود مسألة ملك اليمين إذا أنها لم تكن موجودة أصلا ؟ وهل ترين ضرورة لوجود قوانين منظمة للرق إذا لم يكن الرق موجود أصلا ؟ من بداية موضوعنا هذا تحدثنا عن أن ابناء المسلمين بدأ يبحثون في الفكر الإنساني الواسع ، اتجهوا نحو الرأسمالية والماركسية وبحثوا في الفلسفة لأن الدين لم يغنهم ولم يشبعهم ، وقلنا أن ذلك ليس قصورا في الدين لكنه قصور في فهم النص الديني ، وقلنا أن تمليكنا العقل الناقد هو أساس العلم وأساس العملية التربوية كلها والدين يحضنا على البحث وثبر الأغوار ، وقلنا أن الذين يدعون أنهم يمتلكون ناصية العلم الديني عليهم أن يرتقوا بها إلى متطلبات الإنسانية أو أن يعلنوا إفلاسهم ويتركوا المجال لغيرهم ، هذا ، وإلا سيهجر الناس الدين لك شكري
09-14-2003, 08:46 PM
مهيرة مهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 948
الاخ الفاضل ود قاسم الاجابة على اسئلتك بالنفى طبعا، وما اردت ان اوضحه هو ان اباحة- ملك اليمين- بنص قرآنى واضح من الخالق عز وجل (وليس من مفسر للنص) يجب على المؤمن ان يفهم الحكمة من ورائها ،وان لم يفهم ،فعبوديته لله تقتضى ان يسلم بكلام الله لا ان يرده او يصفه –بالاغتصاب- لأن الله سبحانه وتعالى الذى حرم الزنا لا يمكن ان يبيح الاغتصاب للمسلم تحت اى ظرف من الظروف. المهم يا اخى قضية –ملك اليمين-ليست واردة فى الزمن الحالى اصلا لعدم وجود الظرف الذى تكلم عنه القرآن الكريم. واجابة على تساؤلك الاخير:-( هل كان الدين سيشرع في أمر ملك اليمين لو أنه لم يكن موجودا في تلك الفترة ؟ بمعنى آخر هل ترين ضرورة لوجود مسألة ملك اليمين إذا أنها لم تكن موجودة أصلا ؟ وهل ترين ضرورة لوجود قوانين منظمة للرق إذا لم يكن الرق موجود أصلا ؟ ) لقد ذكرت فى كلامى السابق ان تلك التشريعات عالج بها الاسلام امراض المجتمع التى كانت موجودة حين نزل القرآن وهى الرق واستباحة الجيوش المنتصرة للشعوب المهزومة فى الحرب، فالدين الاسلامى هو دين الحق والعدل والهداية الذى انزله الله عز وجل لاخراج البشرية من الظلمات الى النور، فلا يعقل ان يشرع لظلم الانسان لأخيه الانسان ذكرا كان او انثى .اما ان ضل بعض ابناء المسلمين الطريق الصحيح وهو واضح فى تعاليم دينهم الحنيف وذهبوا يتخبطون فى متاهات الفكر الغربى رأسمالى كان او ماركسى او فلسفى كما ذكرت انت:-( تحدثنا عن ان ابناء المسلمين بدأ يبحثون في الفكر الإنساني الواسع ، اتجهوا نحو الرأسمالية والماركسية وبحثوا في الفلسفة لأن الدين لم يغنهم ولم يشبعهم ، وقلنا أن ذلك ليس قصورا في الدين لكنه قصور في فهم النص الديني) فالمشكلة فى قصور فهم الدين نصوصا وروحا ليست مشكلة علماء الدين الثقات الذين يخشون الله،ولكنها مشكلة بعض ابناء المسلمين الذين ضلوا الطريق الصحيح لفهم الدين واحكامه من مصادرها الموثوقة وعلمائه الحقيقين، وتركوا القرآن الكريم –كلام الله عز وجل-وهدى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ،وراحوا يبحثون عن البدائل والمخارج فى فكر الانسان المخلوق القاصر، فهذا العقل الناقد هو مخلوق ولا يحق له انتقاد احكام الخالق وتشريعاته او تغييرها بحجة- الارتقاء بها الى متطلبات الانسانية- ولو كانت متطلبات الانسانية مخالفة لاحكام الله. وابسط مثل على ذلك ان احترام الحرية الشخصية بالمفهوم الغربى يبيح للفرد العلاقات الجنسية خارج الزواج فهل نطلب من رجال الدين اباحتها للمسلم لمواكبة متطلبات الانسانية؟؟ وخلاصة مداخلتى فى الموضوع الاساسى هى:- ان العلم الدينى علم قائم بذاته وله اصوله ومدارسه ومراجعه وعلماؤه فمن اراد ان يفتى فى الدين واحكامه وتشريعاته فليتعلمها اولا قبل ان يفتى اويجدد فى الدين. ومن اراد ان –يهجر الدين- لأنه غير مقتنع بعلماء الدين فليهجره وليعتنق ما شاء من –اديان او فكر انسانى ، فهو الخاسر فى الدنيا والآخرة ،والدين الاسلامى القيم ،محفوظ باذن الله
ولك الشكر
09-15-2003, 11:39 AM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
تقول اختنا الكريمة مهيرة وخلاصة مداخلتى فى الموضوع الاساسى هى:- ان العلم الدينى علم قائم بذاته وله اصوله ومدارسه ومراجعه وعلماؤه فمن اراد ان يفتى فى الدين واحكامه وتشريعاته فليتعلمها اولا قبل ان يفتى اويجدد فى الدين. ومن اراد ان –يهجر الدين- لأنه غير مقتنع بعلماء الدين فليهجره وليعتنق ما شاء من –اديان او فكر انسانى ، فهو الخاسر فى الدنيا والآخرة ،والدين الاسلامى القيم ،محفوظ باذن الله
حقيقة أجد نفسي مختلفا مع خلاصتك أختي لأسباب منها أولا : أن الدين مرتبط ارتباطا وثيقا بحياتنا وبالتالي فإن العلوم الدينية لا يمكن أن تنفصل عن مجمل العلوم العلمية والإنسانية وخاصة الأخيرة هذه ، لأن الدين أيضا يدخل في صميم حركة كل مجتمع ثانيا : كما ورد في نفس هذا الموضوع أن لا احتكار للعالمية في الدين ، والمعروف أنه ليس في الإسلام طبقة رجال دين ( أعرف أنك لم تقولين ذلك لكنك تعتمدين كلامهم على أنه العلم ومن يخالفهم فليبحث له عن دين آخر ) وهذا إقرار بالاحتكار ثالثا في حوارنا لم نطالب أبدا بإلغاء دور العلماء لكننا طالبنا بأن يطلع العلماء على التغيرات والتطورات العصرية وأن يتجهوا لمعالجتها في إطار مقنع لنا كمسلمين ليحفظ لنا ديننا ولكي لا يتركنا هملا نبحث عن مخارج هنا وهناك رابعا : إن ما أقعد الأمة الإسلامية هو التقوقع والإنحباس داخل التفسير التاريخي للنص وإلزام الناس به وقد كانت نتيجة ذلك الهزيمة الكبيرة التي نعايشها ونعاني منها في زماننا هذا ولا مخرج منها إلا بتطوير فهمنا للنص وإعادة ترتيب أفكارنا وتطويرها حتى نتمكن من الإنطلاق إلى آفاق العصرية ونحن ملتزمون بديننا خامسا : الكثير من المسلمين ينظرون إلى العلماء على أنهم علماء السلطان وذلك لسعيهم للعيش والتفكير داخل الحدود التي ارتضتها الأنظمة في دولنا وكلها متهمة من قبل الشعوب بأنها أنظمة ديكتاتورية ومهترئة وتهتم بالمصالح الضيقة ، وبالتالي فإن هؤلاء العلماء هم فقط إحدى أدوات التجميل للوجه القبيح للسلطة
ولكل هذا نرى أن المجتمع الإسلامي مطالب بكلياته للبحث في إيجاد المخرج العلمي للأزمة الراهنة
09-15-2003, 12:00 PM
ودقاسم ودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146
فقط وددت أن انبه غلى الورقة التي أوردها الأخ الشريف والتي قدمها الدكتور حيدر ابراهيم فبعض الاخوة يمكن أن لا يلتفتوا إليها لأنها أنزلت فوق المداخلات اللاحقة فأصبحت كأنها من المداخلات السابقة ولكنها جديدة ، آمل أن يطلع عليها زوار البوست لأهميتها والشكر أجزله للأخ الشريف
09-25-2003, 03:12 PM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48799
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ودقاسم
Yasir Elsharif
مهيرة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست