|
أنت مظلوم ؟ لست وحدك !
|
في كثير من الأحيان ينتابني إحساس بأن الظلم في هذه الدنيا أكثر من العدل ، وأن لا مجال لانتهاء الظلم أبدا. أي أنني أرى أن الظلم جزء من الحياة لا يمكن اقتطاعه عنها ، فهذه هي الحياة ، هكذا ، كثير من الظلم وقليل من العدل . ومهما بلغ حجم الاقتصاص من الظالمين ، سواء جاء هذا الاقتصاص من الخالق أو من المخلوق ، فإنه يكون قاصرا عن هزيمة الظلم ، وردع الظالمين . تتوالد الأجيال ، وتتمدد الدهور ، وتتبدل الأمم ، والظلم يتنامى ويزيد ويتسع ، حتى أن الناس أصبحوا يعدّونه فلاحا ، ونجاحا ، ونصرا . تتسع دوائر الظلم ليصبح منهجا دوليا له مبرراته ، وله مؤسساته ، وله مدافعون عنه . وفي عالمنا الذي نعتبره متقدما ومتطورا يكون الظلم واضحا ومكشوفا أكثر مما قبل .. وتتشكل أنواعه وتتعدد ، فهناك ظلم اجتماعي ، وسياسي ، وديني ، واقتصادي ، وفردي ، وجماعي ،، وهناك ظلم من أجل الظلم .. أي أن الظلم أصبح يمارس لحد ذاته ، متعة ، ووجاهة ، واسنعراضا .. إذن ما الأمل ؟ شخصيا لا أرى للبشرية حلا ، كل القوانين والأنظمة واللوائح تجد من يخرقها ، ومن يخرج عليها ، ومن يتجاوزها . كل الأديان تجد من يكفر بها ، ومن ينافق بها ، ومن يغشّ بها ، ومن يلبسها عباءة لمزيد من الظلم . كل القيم والأعراف والتقاليد التي اعتبرناها راسخة ، نجدها تنهار ويدوس عليها الظالمون بلا رحمة .. والظالمون – دائما – هم الأقوى ، والأكثر تنظيما . أنا مظلوم ، وأنت مظلوم ، وهو مظلوم ، وسيذهب عن هذه الدنيا مظلومون ، ويأتي مظلومون .. والظلم بلا انقطاع ، والطغيان لا انقطاع ، والخنوع والخوف بلا انقطاع ،، والنضال ضد الظلم أيضا بلا انقطاع ... بعض المظلومين يمكن أن يتحولوا إلى ظالمين ، وبعض الظالمين يمكن أن يتحولوا إلى مظلومين ، والبعض يمكن أن يكون ظالما ومظلوما في آن واحد .. والظالم يرى أن الظلم بغيض ، والمظلوم يرى أن الظلم بغيض ، لكنّ الحياة مستمرة دون أن ينحسر الظلم .. ماذا لو كانت الدنيا سرمدية ؟ ما الذي يمكن أن يخلّص الإنسان من ظلم الإنسان ؟ كيف للإنسان أن يقهر الظلم الطاغي في داخله ؟ هل يكون الموت حلا على المستوى الفردي ؟ هل تكون القيامة هي الحل على المستوى الجماعي ؟ ولكن متى تأتينا القيامة ؟ هناك أناس ظلموا منذ بدء الخليقة ، فمثلا أحد أبناء آدم قتل أخاه ظلما، ولم تكن هناك حكومات أو قوانين لتقتص للمقتول، فهو ينتظر يوم القيامة ،،، ..... وحملها الإنسان أنه كان ظلوما جهولا .
|
|
|
|
|
|
|
|
|