|
حين تكون الكتابة أمراًً مقززاً ، أمارسها فتريحني ...
|
أرى أنه من الضروري تسجيل الكثير مما يمر بنا ، وأرى أنه لابد لنا من معالجة الكثير من الغبن ، والغضب ، والإحساس بالظلم بإفراغ قدر منه على الورق . فالرسم بالكلمات أهون وأقرب إلى النفس الإنسانية من الرسم باللكمات . والكتابة ، ربما في كثير من الحالات ، تغنيك عن الصراخ ، وتعينك على طرح جبينك المتقطّب . ورغما عن أن الكتابة فعل ذاتي ، نأتي به من عند أنفسنا ، إلا أنها في كثير من الأحيان تكون كالقي . وفي كثير من الحالات أجد نفسي محتاجا لأن أفرغ أمورا محتبسة في داخلي تصيبني بالكآبة والملل ، فتنتابني حالة شبيهة بالحاجة إلى التقيوء . وأعرف تماما أن هذه الحالة لن تزول إلا بإفراغ ما في داخلي ، فأعمد إلى القلم والورق ، أستعيض بهما عن شخص أساء إليّ ، أو سفهني ، أو استصغرني ، أو ظلمني ، فأقول على الورق ما أشاء ، دون قيد أو حدود . وكما تأتيك القصيدة وأنت شاعر ، يأتيك أيضا النثر وأنت ناثر ، وكما يُضيع بعض الشعراء القصيدة في لحظة الإلهام ، فإنت أيضا يمكنك أن تضيع قطعة نثرية قيّمة إذا قاومت حالة الاحتياج للكتابة ولم تستجيب لإفراغ ما بداخلك . وليست كل الكتابة للنشر ، كما أنها لا يجب دائما أن تكون متاحة لإطلاع الآخرين . يمكن أن تكون الكتابة متاحة للبعض من المقربين ، ويمكن أن لا تكون متاحة لأي كائن آخر . اكتبها فقط وأحتفظ بها في سجلاتك ، فهي قيً عمدتَّ إليه لتريح به نفسك من احتقان وامتلاء وانتفاخ نتج عن فعل أو قول خبيث لا ترتضيه ولا تحتمله ولا كنت تتوقعه ... والكتابة القي تنتج في بعض حالاتها من حالة خذلان مرير ، يفاجئك به شخص ظننت به خيرا ، أو رأيت فيه أملا ، أو حلمت بصداقة معه . والتواصل بين البشر عادة يتدرج ، لكن هناك بعض الأمور تدفع بمراحل التواصل أو تقفز فوقها ، أو تطويها . وحالة طي المراحل في العلاقات الإنسانية تحدث عندما يتوفر مدخل للآخر عن طريق صديق وفيّ قديم ، فيأتيك فورا افتراض يقنعك بأن كل قرين بالمقارن يهتدي ، ويتملكك الظن أن هذا وجه آخر لذاك ، فتندفع دون حساب ودون روية لتفاجأ في بداية الطريق أنك أمام شخص آخر يختلف تماما عن ما تمنيت وما رجوت . لكن أجمل حالات الخذلان – إن كان ثمة جمال في الخذلان - هي التي تأتيك باكرا قبل الوصول إلى منتصف طريق العلاقة . وهذه يمكن معالجة آثارها بقليل من الكتابة القي ... لكن أن لا تكتب فإنك لن ترتاح ، ولن تهدأ ، وربما أنّ الصدمة تأخذك إلى أبعاد أخرى ضارة ، أو تسوقك إلى الهلاك . وحالة الاستفراغ فقط هي التي يمكن أن تنقذك من كل هذا . بعض الكتابة المقززة يطلق عليها البعض ( نشر الغسيل ) ، وهي حالة يدفعك إليها فجور الآخر ، ومحاولاته تشويه الصورة ، أو المغالاة في تفسير الأقوال والأفعال ، أو الاندفاع بالإساءة . ومثل هذه الكتابة ليست مطلوبة لأنها لا تريح النفس ، بل ربما تدفع الأمور إلى التصعيد ، وتصب الزيت على النار . لكن تسجيل الحالة بتفاصيلها ضروري للغاية ، لأن تجاوز الحالة بدون كتابة يكون قاسيا إن لم يكن مستحيلا
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حين تكون الكتابة أمراًً مقززاً ، أمارسها فتريحني ... | ودقاسم | 12-04-05, 00:56 AM |
Re: حين تكون الكتابة أمراًً مقززاً ، أمارسها فتريحني ... | عبد الباقي الجيلي | 12-04-05, 01:02 AM |
Re: حين تكون الكتابة أمراًً مقززاً ، أمارسها فتريحني ... | زول ساكت | 12-04-05, 01:10 AM |
Re: حين تكون الكتابة أمراًً مقززاً ، أمارسها فتريحني ... | saif massad ali | 12-04-05, 01:13 AM |
Re: حين تكون الكتابة أمراًً مقززاً ، أمارسها فتريحني ... | ودقاسم | 12-04-05, 03:49 AM |
Re: حين تكون الكتابة أمراًً مقززاً ، أمارسها فتريحني ... | ودقاسم | 12-04-05, 02:59 AM |
Re: حين تكون الكتابة أمراًً مقززاً ، أمارسها فتريحني ... | زول ساكت | 12-04-05, 05:23 AM |
Re: حين تكون الكتابة أمراًً مقززاً ، أمارسها فتريحني ... | ودقاسم | 12-04-05, 02:03 AM |
Re: حين تكون الكتابة أمراًً مقززاً ، أمارسها فتريحني ... | أم سهى | 12-04-05, 02:19 AM |
Re: حين تكون الكتابة أمراًً مقززاً ، أمارسها فتريحني ... | saif massad ali | 12-04-05, 03:14 AM |
Re: حين تكون الكتابة أمراًً مقززاً ، أمارسها فتريحني ... | ودقاسم | 12-05-05, 01:33 AM |
Re: حين تكون الكتابة أمراًً مقززاً ، أمارسها فتريحني ... | ودقاسم | 12-04-05, 04:24 AM |
Re: حين تكون الكتابة أمراًً مقززاً ، أمارسها فتريحني ... | حمزاوي | 12-04-05, 03:46 AM |
|
|
|