النيل الابيض الثانوية...الدويم...!!!

Quote: الأخوة أعضاء سودانيز أونلاين السلام عليكم – جميعا – ورحمة الله وبركاته . هذه إطلالتي الأولى عليكم داخل المنتدى وأتمنى أن تكون مدخلاً للولوج بالباب حتى ألتقيكم واحداً بعد الآخر . الأخ / العم / الأستاذ / جعفر محي الدين ( أختر ما شئت فأنت لكلٍ أهل فقد صادف وقت ولوجك للنيل الأبيض الثانوية وقت ولوجنا لهذه الدنيا ). على كلٍ تحية احترام وتقدير لك وأنت تفتح نافذة يتسلل منها الجمال والشجى والشجن وحلو الحديث , عن بقعة وأدنا فيها بعض الأيام النواضر والأحلام الفتية وأبقت لنا بعض فخرٍ وبعض حزن وبعض ذكرى وشيء في دواخلنا للتمعن لنحس معه بضآلة الدنيا وهوانها . التحايا الموشاة بعبق ذاك المكان ونكهته وريحة الطين المتسللة من جروف مبروكة عبرك لصاحب البوست المهندس / عبد الكريم . قبل أن أتحدث عن النيل الأبيض الثانوية دعني ألمح من طرفٍ نصف خفي وبابٍ موارب لأمري معها وهو كما يبدو مغلف بالحزن . هناك سيدي التقينا فتية كنا نرى فيهم والله مشاعلاً تنير دجى بلادي ونصلاً في خاصرة الأعادي وشيء يجود به الزمان كل ألف سنةٍ مرة لا أكثر . فهم في السمر بين الشعر والأدب والقصص والنوادر تحس أن الصبح يستعير جناحي عقاب حتى يأتي غير مرحبٍ به , وهم في منابر المسجد ..... يعجز كل من ( زماننا الحاضر وصاحب بلاغة التشبيه في أي زمان ) عن إيجاد قرين فتفغر فاك وأذنيك وعقلك ثم تنظر وتؤمي أن بخٍ بخٍ , وفي ميدان الرياضة أكتب ما شئت وفي كل ميدان تخير لهم الذرى فليس في الأمر إسراف أو تفريط . فهم سيدي – على الأقل من وجهة نظرنا التي لم يسعفهم الزمان حتى يوصلوها للآخرين - كانوا يهبون الشمس ضياءها ويمنحون الكون اتزانه ويسكبون في قلب الثائر شجاعة وبسالة وإقدام ثم يفتحون بتلات كل زهرة في الكون على مهل ليملأؤنها شذىً وعبير وهم يسكبون في حلوق العصافير تغريدها وبريشة فنان يصبغون جناحي كل فراشة . ثم بهم وبفعالهم تصبح الدنيا جميلة . ثم يا سيدي ببساطة هؤلاء يموتون !!!!. ثم بغرابة وبلاهة تشرق الشمس كعادتها وتدور الأفلاك وتستمر الحياة !!! , لكم كنت أكذب الشاعر حين يقول: ولتطلعن الشمس بعد فراقنا ... بيضاء لم تأسف على فقداننا كم من غداة يستطاب نسيمها ... ويد البلى تقضي على أبداننا ولكن ؟!. ناشدتكم الله من كان يعني صلاح أحمد إبراهيم في ملحمته ,, نحن والردى ,, حين يقول : كم فتىً في مكةٍ يشبه حمزة؟ **** بالخشوعِ المحضِ والتقديسِ والحبِ المُقيم واتّضاعٍ كاملٍ في حضرةِ الروح السماويِّ الكريمْ ثم ألم يكن يستعدي عليهم المنايا حين يقول في القصيدة : يا منايا حوّّمي حول الحمى واستعرضينا وأصْْطَفي كلّ سمح النفس، بسّّامِ العشياتِ الوفي الحليمََ، العفِّّ ، كالأنسامِ روحاً وسجايا أريحيِِّّ الوجه والكفِّّ افتراراً وعطايا فإذا لاقاكِ بالبابِ بشوشاً وحفي بضميرٍٍ ككتابِّّ اللهِ طاهرْْ أنشُُبي الاظفارََ في أكتافه واختطفي وأمانُ الله مِنّّا يا منايا.. كلّما اشتقتِ لميمونِ المُُحيّّا ذي البشائْْر شرّّفي تجدينا مثلاً في الناس سائرْْ نقهر الموتََ حياةً ومصائرْْ . اهـ . ــــ هل أنتم مدينون لي باعتذار عن طول المدخل والردهة التي تنبعث من جوانبها موسيقي كئيبة حزينة ؟. سأؤجل إعتذاري ؟. لكن الآن دعوني أواصل دون ذكر أسماء حتى أستطيع إكمال الكتابة لئلا يشرقني الدمع . قسوة الأقدار وإجحافها المستمر جعلاني آتي لهذه المدرسة وهي تحتضر وتكابد آلام الموت والشيخوخة – أليس في الأمر وحده مدعاة للحزن أن ترى عظيماً يتردى من علٍ ثم لا تملك إلا أن تحوقل وتصمت – فقد كنت ضمن آخر دفعة ولجت بوابة تلك المدرسة في منتصف العقد الأخير من القرن الماضي من الألفية الماضية من ...... الماضي ,, لم يعد هناك حاضر ومستقبل ,,. . فعلاً الأخ جعفر محي الدين وصفك جامد لا أستطيع أنا حديث العهد بالمدرسة أن آتي بمثله أنت قلت لأزهري – دعني أذكره هكذا بدون ألقاب فجميعها تتقزم أمامه – قلت له : ( يجب علينا أن نرفع القبعات احتراما لجيلكم العظيم ونتنحى قليلا لنسمح لتلك القوافل من الذكريات بالمرور ) ماذا عسانا أن نفعل نحن أمامك أنت وليس أمام سنيرك أزهري ؟. لكن حلمكم يدعونا أن نتكلم لكن دون أن ننسى أن التأدب في حضرتكم واجب لن نخل به أبداً . دعوني أ ضع ذكرياتي – أكابر حين أسميها ذكريات أمام تاريخكم المشرق هناك – في نقاط :ـ - كنت ضمن آخر دفعة دخلت النيل الأبيض بشكلها القديم 1995 ووفقاً لما سمعناه ممن سبقونا علمنا أنها مسخ مشوه من الأصل . - من المصطلحات المتداولة وقتها السنير والجنير الذي يوازي البرلوم في جامعات اليوم . - كان بكل داخلية 4 منازل طولية كل 2 على جانب ويربط بينها غرف التوالت – أبناء الصف الثالث - لتشكل الداخلية حرف ( U ) أكيد بزوايا قائمة . - المنازل الطولية تسمى عنابر ومسماة بأسماء الصحابة وأذكر أن العنبر الجنوبي الغربي بداخلية السوباط الذي سكنته يسمى عبد الله بن عامر أما منازل التوالت فهي غرف صغيرة تتسع كل منها لـ 4 طلاب وتسمى الثقافة الجنوبية والثقافة الشمالية – وهما على الطرفين من سكن التوالت والكمون وهي غرفة تتوسط غرف التوالت تفتح على الجانبين ولها أبواب من السلك ,, النملي ,, وغرفة الرؤساء . - في وقتنا تم استيعاب دفعتين معا ( الصف الثامن وثالثة متوسطة ( وكنت أسكن بداخلية الغزال ,كان الطالب يسكن بداخلية واحدة حتى تخرجه , لكن لأن المدرسة لم تقبل بها دفعة بعدنا فقد خلت بقية الداخليات تماما وتم تجميع الطلبة في السوباط . - الى بورداب أمريكا في الثقافة الجنوبية بالسوباط منحوت بخط جميل وأنيق (الطيب بشير عريبى شبشة ) قيل أنه منذ زمن بأمريكا ومصاب بالشلل لحادث ما وقبل فترة قرأت حوارا أجري معه في إحدى صحفنا , اللهم بلطفك وكرمك رده معافىً ليعيد بعض ذكرياته هناك وليستنشق هواء النيل الأبيض القادم من النهر وجروفه ثم ليجلس متأملاً على تلة من تلال كنار شبشة , الحزن هناك يحاصرني من كل جانب . - كنا نسمع أن داخلية الزراف مسكونة بالجن وفي ذلك قصص تحكى من عهدٍ سابق وبعضها حدث لأبناء دفعتنا . - لم يكن يقدم في السفرة سوى العدس والفول أذكر يوم قدمت لنا رجلة في الغداء فعم الابتهاج الجميع حباً في التغيير وليس حباً في الرجلة . - آخر مدير للمدرسة هو أستاذ إدريس من منطقة الدرادر قرب القطينة وهو كان أستاذاً للأحياء , لكم كنا نهابه ونخشى لقياه لك التحايا أستاذ إدريس . - بعد مضي سنتين على وجودنا بها حولت المدرسة لكلية الزراعة جامعة بخت الرضا ومن هناك تفرقنا أيدي سبأ فمنا من ذهب للشعبية مثلي والبعض إلى الريفية وبعضنا لم يدخل قاعةً للتدريس مذاك التاريخ ومن هنا كانت نكستنا جميعاً فتدهور المستوى وبالكاد حقق بعضنا مجرد النجاح في امتحانات الشهادة السودانية بعد كم التفاؤل منا والأهل . - السيد عمار يس النور أراك تقول أنكم قررتم وقف تسريح الشعر , ألم يكن هناك تفتيش للطابور الصباحي خاصةً يوم الخميس ؟. أقصى عقوبة توقع علينا نحن أبناء الداخلية هي أن تجد اسمك على بوابة الرؤساء ممنوعاً من الخروج , أرجو تذكيري بخلفية الصورة مع سائق البص أي فصل أو أية داخلية التي ليست لها مظلة ؟. كسرة : لزينة شباب الدويم علي عبد السلام احمد فضيل الرحمة والمغفرة ولكم الصبر والسلوان , لماذا تفقد المنطقة دوماً زينتها مبكراً ؟؟. - أراكم تقولون لبخت الرضا مبروكة الصفراء ونحن أبداً نسميها ,, البيضاء ,, لبياض مبانيها كما يقولون ,, لكن أكيد أنتم أصح مني . - بسبب كثرة العدد بعد إستيعاب دفعتين ( ثامنة + ثالثة متوسطة ) أضيف للأوائل الصف الخامس أبو ذر وهو جنوب شرقي المدرسة على إمتداد مكتب المدير وملاصق للعيادة , مع أن الأخ أزهري نور الدين كتب في هذا البوست قائلاً إن العيادة خارج أسوار المدرسة , كما أن أبناء الجنوب أُسكنوا في مبانٍ لم تكن في الأصل داخلية تقع شرقي داخلية العرب وذلك بسبب الزحام ولم تكن في الأصل داخلية ,, وكتب الأخ أزهري ( في السور الشمالي و بالقرب من داخلية العرب تقع ورشة النجارين وعبد الرحمن خضر (مكشاشة( و المكوجي و مكتب السواقين ) ربما هي التي يعنيها . - لم نكن نسلك طريق الحرت إلا لقصد دار الرياضة خاصة حينما يقدم أحد فريقي القمة حيث كان وقتها نادي الأشبال الدويم ضمن أندية الممتاز , وكنا نتسلل بين الأشجار والدروب الغير مطروقة خشية أن نلتقي بمدير المدرسة أستاذ إدريس يقود سيارته العتيقة من أو إلى مدينة الدويم . - ذكرتم عدد من الأكشاك لعبد العزيز وغيره لكنا لم نجد بالمدرسة إلا كشكاً واحداً تحت نيمة عند مدخل الفصول للقادم من داخليتي العرب والزراف ولبعده عنا لم نكن من مرتاديه . - لم نجد إسطبلات في المدرسة لكن من وصفكم يبدو أنها المباني المهجورة التي تقع في الزاوية الشمالية الشرقية للسور ولا نعلم فيما كانت تستخدم الخيل ؟ . - كنت أحسب أن التدريب العسكري لم يكن موجودا لكنكم ذكرتموه بحكاياته وصَولاته وصٌولاته ( بضم الصاد مرة وبفتحها مرةً أخرى ) أنا لا أتذكر إسم الصول لكن يبدو أنه من عهدٍ تليد وهو لا يفتأ يردد فينا : ( يا الهناك مالك رافع كراعك زي الحصان اليوغندي ) ,, لا أعلم إن كانت هناك فصيلة خاصة للحصان اليوغندي وإن وجد هل كانت له رفعة محددة للكراع ؟ . حقاً كما ذكرتم كان جل أبناء المنتخب من شبشة وكانوا من الفصول التي أمامنا فدفعتنا بالذات لم يكن بها طلاب من شبشة لأنه في ذلك العام أو الذي قبله لا أذكر أفتتحت مدرسة شبشة الثانوية . قادني سؤ الأقدار مرةً أخرى أن أزور المدرسة بعد أن أصبحت كلية للزراعة وكان الوقت إجازة والله بكيت بكاءا مريراً ربما إن كان بها طلاب لخًفَتْ معرة الوجد . ما بال أحدكم إذا وقف هناك أمام المسرح شرقي معمل العلوم – الذي به كل شيء - في المكان الذي لم يكن يخلو أبدا ثم لا يرى أحد أبداً ؟. وحتماً لكلٍ منكم هناك ذكريات مع أناس كانوا يرنون للعلياء بشمم ويرسمون معالم الأيام ثم رحلوا وتركوا جرحاً في الفؤاد لا تدمله عقاقير الدنيا وإن سكبت فيه , ما بال أحدكم إن وجد نفسه هناك ولم يجبه إلا الصدى القادم من الفصول ؟. . ختاماً نحمد الله أن نظمنا في خاتمة عقد جوهر نضيد كنتم واسطته وبكم حسبنا فخراً واعتزاز هناك غيري من يتابع خارج الأسوار بشغف لم تواتيه الجرأة وربما فرط التهذيب أن يوقع بين العمالقة لكني حاولت , لهذا ولكل ما جرى عاليه لكم كل العذر ثم التحيات الذاكيات . تلميذكم / إبنكم / أخوكم محمد قرية اللعوتة ود البر / الدويم .

(عدل بواسطة جعفر محي الدين on 10-07-2009, 07:42 PM)