غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 10:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالكريم الامين احمد(عبدالكريم الامين احمد)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-07-2008, 02:11 PM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    مقال نائب رئيس التحرير
    اجراس الحرية 7ابريل 2008

    اتجاهات ومواقف

    دارفور ..استعادة المبادرة (1)

    كمال الصادق

    منذ فشل جولة مفاوضات السلام الخاصة بدارفور بمدينة سرت الليبية أكتوبر 2007م لم تعقد جولة أخرى حتى الآن، ولا أحد في المقابل يعلم على وجهه الدقة ما إذا كانت هناك مفاوضات قادمة في دارفور أم لا .. ومتى سيكون ذلك ... وفي أي بلد ستعقد؟!
    في المقابل ظل الوضع على الأرض في تدهور مريع، وعادت المعارك بين أطراف النزاع بصورة أكثر ضراوة، ولم يعد هناك وقف لإطلاق النار، وزاد في المقابل نطاق تشريد المدنيين، حيث نزح نحو( 260) ألف مدني من دارفور بسبب القتال خلال عام 2007م فقط حسب الأمم المتحدة، هذا بجانب النشاط واسع النطاق لقطّاع الطرق، والنهب المسلّح، وسرقة الإغاثة وسياراتها، وخطف وتهديد العمّال الإنسانيين.
    ورغم مرور خمس سنوات بنهاية فبراير الماضي على أزمة دارفور، وصدور (7 ) قرارات من مجلس الأمن لمعالجة الوضع آخرها نشر القوات الهجين، إلا أن كل هذه الجهود لم تثمر شيئاً، ولم تحسّن الوضع على الأرض على النحو المطلوب، وفي ذلك يتحمّل المجتمع الدولي المسؤولية .. فهذا المجتمع الدولي ورغم قراره الإجماعي في مجلس الأمن بنشر القوات الهجين، إلا أنه لم يستجب حتى الآن لمطلوبات نشر هذه القوات لحماية المدنيين وحفظ السلام، فلا يزال المجتمع الدولي يحجم عن تقديم طائرات الهيلكوبتر وطائرات النقل رغم الرجاءات المتكررة من الأمين العام لدول العالم، ولم تنشر في المقابل حتى الآن القوات المسمّاه هجيناً في دارفور ـ (26) ألفاً ـ وربما لا تنشر حتى بنهاية هذا العام .
    هذا من جانب، ومن الجانب الآخر ما تزال الوساطة الأممية الإفريقية تائهة ومتخبطة، ولا تملك خطة أو تصوراً للحل، هذا بجانب التشكيك المتزايد في حيادية ونزاهة الوسيط الإفريقي سالم احمد سالم من قِبل الحركات المسلحة، ورأي عام معتبر في دارفور.
    وإذا كان هذا هو المشهد على الأرض، وعلى المستوى الدولي والوساطة بإيجاز، فليس الحال على المستوى الداخلي (الحركات المسلحة، وأهل دارفور، والحكومة، والقوى السياسية، ومنظمات المجتمع السوداني) هو بأحسن من ذلك، بل هو وللأمانة سيء ومخيف، فالحركات المسلحة ( متشققة متناحرة)، ولم تتوحد بعد ولا تملك أي برنامج أو رؤية أو تصور للمفاوضات، ولا تملك برنامج عمل للحكم، بينما يعاني في المقابل أهل الإقليم من انقسام حاد كنتاج لإفرازات هذه الأزمة المتطاولة، وسياسة فرق تسد من قِبل السلطة.
    كل ذلك يقابله موقف حكومي غير جادٍ وراغبٍ في الحل الشامل، وغير مستعد لتقديم تنازلات شجاعة لمصلحة السلام الشامل المستدام في الإقليم، وكافة أنحاء السودان، وذلك في غياب شبه تامٍ من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في خلق تحرك جاد وقوى وضاغط لحل الأزمة وعلاجها من الجذور.
    وإذا كان هذا هو الموقف دولياً وإقليمياً وداخلياً وعلى الأرض في دارفور، هل سنبقى متفرجين؟! ...وما هو المخرج ؟! ...وكيف نستعيد المبادرة؟!.. وما هو المطلوب عمله من كافة الأطراف لاستعادة العملية السلمية والمفاوضات وصولاً لحلٍ شاملٍ في الإقليم، وتحول ديمقراطي حقيقي في السودان؟!.. كيف ؟!!
    غداً نواصل،،
                  

04-07-2008, 03:03 PM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبد المنعم سليمان)

    الف مبروك صدور هذه الجريده

    نتمنى ان تكون قلما وصوتا قويا مدافعا عن الحريه والديمقراطيه وعن قضايا الاغلبيه المهمشه المستضعفه .

    من الواضح ان فرسان تحريرها كوكبه من الفرسان ذوى القلم الحر والاراده الصلبه الذين لا تلين لهم قناة .

    ارى ان الانقاذيون والجبهجيه والاخوان كلما ظهرت صحيفه تعنى بالحريه والديمقراطيه يتحسسون مسدساتهم

    علينا الا ندعهم يهزمون ارادة الحق والحقيقه

    علينا الا ندعهم يطمسون نور الحريات العامه وحقوق الناس


    الف مبروك مره اخرى
                  

04-07-2008, 02:14 PM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    حــــــــــــــــــــــــــــوارات
    اجراس الحرية 2008
    القسم السياسي

    سيما سمر مقررة حقوق الإنسان في السودان لـ (أجراس الحرية):

    • مازال الجهد الأممي غير كافٍ لوقف انتهاكات حقوق الإنسان
    • الحاجة ماسة لحماية المدنيين وإقرار العدالة والمحاسبة وبناء الثقة في السودان
    • يجب إعطاء الأولوية لحقوق الأغلبية في عمليات الخصخصة والخطط التنموية
    • الفقر والحاجة لإعادة بناء مؤسسات العدالة من أعقد المشاكل في جنوب السودان ..
    • بدأت أفكر في مقاومة القمع والتفرقة وأنا طفلة صغيرة!!
    • حوار: المحرر السياسي
    - مقدمة
    في مواعيدها تماماً، حضرت د.سيما سمر المقررة الخاصة بحقوق الإنسان في السودان , وهي تستعد لحزم حقائبها بعد انقضاء زيارتها للسودان في إطار أدائها لمهامها كمبعوثة أممية، وقد كانت تتأهب لعرض تقريرها حول نتائج زيارتها على مجلس حقوق الإنسان الذي التأم الشهر الماضي, (أجراس الحرية) أجرت هذه المقابلة القصيرة مع د.سيما المرأة الأفغانية التي تعلمت أول الدروس في مقاومة القمع والتفرقة وهي طفلة، وها هي الآن تسعى ضمن حدود تفويضها للمساعدة في تحسين أوضاع حقوق الإنسان في السودان ...فالي حصيلة الحوار:
    * من هي سيما سمر؟
    ـ سيما سمر.. وأنا هنا في السودان في مهمة كمفوضة لحقوق الإنسان بالسودان منذ العام 2005م، وكنت اعمل مسؤولة أو مفوضة لحقوق الإنسان في أفغانستان منذ العام 2002م ولنا حوالي 600 موظف موزعين في العالم.
    * نحتاج لعرفة المزيد عن سيرتك الذاتية؟
    ـ أنا دكتورة أمريكية حسب المهنة، وكنت أتابع أحوال حقوق الإنسان للاجئين الأفغان بباكستان، ثم أصبحت وزيرة للشؤون الإنسانية، وكنت بذلك أول امرأة تتولى ذلك المنصب، كما سبق وتوليت مهمة نائب رئيس للإدارة الانتقالية لأفغانستان، وذلك في عام 2001م، لمدة (6) أشهر, وتوليت نائب لرئيس مجلس ألوجيرغا (مجلس الأعيان وشيوخ القبائل الأفغانية).
    * ماهو العمل الأساسي لك الآن؟
    ـ عملي الأساسي في مهنتي في أفغانستان، وأنا هنا في عمل تطوعي ومؤقت.
    * ما هي الأحداث الشخصية في حياتك والتي حولتك لمدافعة عن حقوق الإنسان؟
    ـ لدينا في بلادنا تفرقة ضد المرأة على أساس الجنس (ذكر وأنثى)، ولذلك كان من الواجب العمل على المساواة بين الرجل والمرأة، والعمل على المساواة الاجتماعية ضد التفرقة على أساس الدين، أو على أساس اللغة، وهذا ما يدفعني للنشاط كمدافعة عن حقوق الإنسان.
    * هل يعني ذلك انه لم يكن هنالك حدث أو أحداث معينة دفعتك لهذا الموقف ... هل يمكن أن تذكري شيئاً معيناً في هذا الصدد؟
    ـ نعم, فانا واحدة من أقلية عرقية، كنت طفلة صغيرة, ذهبت للمدرسة وكان تعليمي الديني في البيت يختلف عن التعليم الديني في المدرسة، لأني شيعية والمدرسة سنية، وعندما سألني الأستاذ بعض أسئلة بسيطة حسب معتقده السني, وعجزت في الإجابة عنها, بدأ يتساءل من أي نوع من المسلمين أنا... وكنت صغيرة ولا افهم في تلك الأمور، لذلك شعرت بالإهانة من ذلك الأستاذ, وبدأت أفكر في مقاومة ذلك القمع وتلك التفرقة.
    * ما هي التحديات الرئيسة لحقوق الإنسان في عالمنا المعاصر؟
    ـ اعتقد أننا وللأسف نعاني من أنواع مختلفة من التفرقة في القرن الحادي والعشرين، وهذه التفرقة تُبنى على اللون واللغة والجنس (ذكر وأنثي) والدين، اعتقد أن ذلك تحدٍ كبيرٍ خاصة لنا كبشر نعيش الحياة الإنسانية، ويجب أن نتحلى بعلاقات إنسانية أفضل مما هي عليه الآن، وكما بدأنا نتفهم العلاقات الإنسانية بأفق أوسع مما كنا عليه سابقاً، ومع ذلك نرى التفرقة على أساس اللون والدين والجنس والنوع، يمكنك أن ترى قصور العدالة الاجتماعية في هذا العالم.
    * على ضوء أهدافك وهذا المفهوم الفلسفي هل ترين أن جهود الأمم المتحدة والمنظمات عامة تكفي لتغطية هذه المناشط؟
    ـ لا.. بل أرى أن جهد الأمم المتحدة والمنظمات عموماً غير كافٍ واقل مما هو مطلوب، واعتقد أن الأمم المتحدة والمجتمع العالمي يجب أن يمارسا قدراً اكبر من المسؤولية تجاه المواطنين في الدول التي ينشطون فيها والدفاع عن حقوقهم.
    * هل انت راضية عن دور الأمم المتحدة في الارتقاء بحقوق الإنسان في السودان؟
    ـ لا.. بل على الأمم المتحدة أن تبذل جهداً اكبر وإضافي في السودان، وان تزيد موظفيها العاملين به، وان تحسّن أكثر من علاقاتها بسلطات الحكومة السودانية والمواطنين السودانيين.
    * ما هي أهم المجالات التي ترين أن على الأمم المتحدة بذل مزيدٍ من الجهد فيها؟
    ـ بصفة عامة , حماية المدنيين وهي معضلة حقاً، والمحاسبة، والعدالة في البلاد، ومراقبة وتوجيه حالة حقوق الإنسان، بل أكثر من ذلك بناء الثقة بين المواطنين في السودان وحكومة السودان ومنظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
    * ماذا عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؟
    ـ من المؤسف أن الفقر يؤثر بصفة كبيرة على الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وعندما يكون هنالك فقر فلن تجد الخدمات الاجتماعية الأساسية , أما من ناحية الحقوق الاقتصادية فمع حالة الفقر المنتشرة فان الأغلبية من المواطنين لا تجد حقوقها الاقتصادية، ونجد أن هنالك أقلية تستمتع بصرف المال.
    * هذا الوضع هل ينتج عن نظام معين؟
    ـ اعتقد أن النظام له دور، ولكن فليس كل الأمر نتيجة السياسة، لان النظام يمثل الإرادة السياسية، أو الإدارة، وهو يعطي الإستراتيجية في كيف يمكن التغلب على الفقر أو تقليله، والنظام يحدد السياسة والإستراتيجية التي تتخذها الإدارة في الدولة، وحتى لو كنت لا تملك مصادر فأنت تملك مصدر القوة البشرية، وهو اغلى مصدر والرأسمال الرئيس لأية دولة.
    * هل تعتقدين أن وضع الأولويات في القطاع السياسي له دور في فقدان الحقوق الاقتصادية ... مثل تنفيذ برنامج الخصخصة؟
    ـ اعتقد أن ذلك له تأثير كبير، وحتى في عمليات الخصخصة أو أية عملية للتطوير فان حقوق الأغلبية من المواطنين يجب أن يوضع لها الاعتبار وتعطي الأولوية، وإذا كان الهدف الأكبر من عمل الخصخصة هو صناعة المال وليس إسناد ودعم الإنسانية فهي في رأيي الشخصي بلا فائدة.
    * ما هي ملاحظاتك الرئيسة عن حالة حقوق الإنسان في السودان على ضوء جولتك الأخيرة؟
    ـ اعتقد أن هنالك بعض الايجابيات من جانب الحكومة، مثل انفتاحها معي ومع أفراد فريق بعثة منظمة الأمم المتحدة (الينومس)، وتقديمها الدعم وسهولة الاتصال بالأفراد والمؤسسات الحكومية، ثم نشاطها في المجالات الإنسانية واعتقد أنها تحتاج لمساندة المواطنين في هذا، ويشمل ذلك تصعيد المتطلبات إلى أعلى المستويات، وأيضاً منع أو لنقل القرار المكتوب ضد تشويه الأعضاء التناسلية في عمليات ختان الإناث، وهي خطوات اتخذت من جانب الحكومة، ثم تأسيس نقاط الشرطة سواء في الخرطوم أو دارفور أو أي مكان أخر، فإني اعتبرها خطوة ايجابية.
    ولكن يجب أن أشير إلى أن هنالك الكثير الذي يثير الاهتمام في مجال حقوق الإنسان في السودان، وذلك يحتاج للالتزام السياسي بالعمل الشاق والجهد الكبير من منظمات المجتمع المدني، ومن الذين يحاولون أن يقدموا جهداً في مجال حقوق الإنسان في السودان.
    * لقد قرأت في الصحف اليوم أن بعض المسؤولين من اللجنة البرلمانية لحقوق الإنسان في أحداث كجبار رفضوا إعطاءك نسخة من أوراق التحقيق؟
    ـ هذا غير صحيح , أولاً أنا لم اطلب نسخة , ثانياً: هم يقولون إن التحقيقات لم تكتمل بعد، كل الذي حدث أن أحد أعضاء اللجنة البرلمانية تحدث في وجودي، ولكن أنا لم اطلب، ولم يرفض لي طلب.
    * أعتقد أني قرأت ذلك في إحدى الصحف ؟
    ـ أنا رأيت ذلك ..ولم يحدث مطلقاً، وهذا مثلما سبق أن قرأت السنة الماضية أني طردت من البرلمان...والنقطة المهمة التي أريد أن أركز عليها هي أن حرية الصحافة لا تعني أن تكذب...حرية الصحافة تعني أن تكون صحافة مسؤولة .. وليس عمل عناوين صحفية مثيرة.
    * هل ذهبت لجنوب السودان؟
    ـ ليس الآن في هذه الزيارة، ولكن سبق أن زرت الجنوب في أغسطس الماضي قبل حوالي (6) أشهر.
    * ماذا عن حقوق الإنسان هنالك؟
    ـ اعتقد أولاً: أن الفقر هو مشكلة كبرى وثانياً: مرافق الخدمات الاجتماعية الأساسية لا توجد في الجزء الجنوبي من السودان، ومرافق العدالة مثل مؤسسات الشرطة ونظام القضاء فإنها تحتاج للبناء وان تكون متوفرة للمواطنين.
    *عموماً... كما رأيت حالة حقوق الإنسان في الجنوب والشمال فإذا قارنتهما فأيهما أفضل؟
    ـ لا اعتقد انه من السهل عمل هذه المقارنة، هناك مجالات للاهتمام في المنطقتين، ولكني أرى أن حكومة الوحدة الوطنية إذا التزمت سياسياً وفعلياً بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل ووجهة حقوق الإنسان فإنها ستحقق تحسناً كبيراً في حقوق الإنسان.
    * سمعنا منك حديثاً عن الانتخابات في الباكستان.. كيف يمكننا الاعتبار من ذلك مع مقارنتها بالانتخابات في السودان؟
    ـ لم يكن ذلك حديثاً بالمعنى، ولكنه رأيي.. وهو انه مهما كانت الظروف صعبة ولكن الانتخابات يمكن أن تأتي بنتائج ايجابية، ولهذا كانت الانتخابات في الباكستان جيدة جداً، وكان لدي اجتماع مع د.عبد الله من ان سي أر سي وله تعليق عن الانتخابات، واعتقد انه تعليق حسن فقد ذكر أن الانتخابات في كينيا مثال جيد للسودان فإذا كانت الانتخابات غير نزيهة فستنتهي إلى صراع عنيف، واعتقد أن على الحكومة السودانية أن تأخذ الدرس مأخذ الجد.
    * هل تعتقدين أن الحكومة ستأخذ الدرس ؟
    ـ اعتقد أنها ستأخذه وهذه مسؤوليتها أن تكون الانتخابات عادلة ونزيهة.
    * إذاً ماذا سيكون دورك وأنت تراقبين الانتخابات؟
    ـ ليس دوري مراقبة الانتخابات، ادعو في هذه الفرصة لممارسة الحقوق السياسية، مثل حقك أن تنتخب أو تصوت، وحتى الاجتماع والتجمع، وحق التعبير وتنظيم الحملات الانتخابية .
    * هل من كلمة توجهينها للمرأة السودانية؟
    ـ المرأة هي نصف تعداد السكان في منطقة الشرق الأوسط، واغلب الدول فان الأغلبية للنساء، وعليهن أن يلعبن دوراً ايجابياً في مرحلة بناء السلام، ولا اعتقد انه يمكن بناء السلام مع عدم مشاركة وجود المرأة، كما أنني اعتقد انه لا يمكن إحداث تطور بدون مشاركة المرأة، وأنا ارغب أن أشجع أختي السودانية لتكون عملية في البناء، لأني اعتقد أن اغلب التدمير الذي حصل في البلاد هو من فعل الرجال.
    * شكرا د. سيما ونتمنى أن نلقاك مرة أخرى وفي ظروف أفضل ببلادنا.
    ـ شكراً لـ ( أجراس الحرية) وأتمنى لكم التوفيق.
    --
    ترجمة: أبوبكر الصديق ذو النون
    كاميرا: حسن بابولينا
                  

04-09-2008, 01:09 PM

samual hassan
<asamual hassan
تاريخ التسجيل: 07-11-2007
مجموع المشاركات: 245

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبد المنعم سليمان)

    التحيةلاسرة اجراس الحرية


    ونتمنى لها التقدم والنجاح


    نأمل أن تكون اضافة حقيقية للصحافة السودانية

    وان تحمل لواء التغير فيهاعمليا بتنزيل شعارات السودان الجديد

    ارض الواقع .

                  

04-07-2008, 02:15 PM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    نائب رئيس التحرير
    اجراس الحرية 7ابريل2008

    فضاءات

    فائز السليك

    فأر جدي ود حمد وإعسار المزارع

    لجدي علي ود حمد رحمه الله رواية ساخرة تلخّص أزمة المزارع في مشروع الجزيرة، و ترجع الرواية إلى وقت أكل الفأر ذات سنوات عجاف القمح في المشروع العتيق، وتسبب الفأر اللئيم في إثقال كاهل المزارع بالديون، فسأله احد الأقارب في حيرة (من يدفع الديون؟)، فرد ود حمد بسخرية لاذعة (يعني ح يدفعها الفأر.؟).
    وما يثير الانتباه حديث نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه خلال زيارته لولاية القضارف اليومين الماضيين حول التزام الدولة بدراسة ملفات المزارعين المعسرين وإعادتهم إلى دائرة الإنتاج، والعمل على مكافحة الإعسار عبر التأمين الزراعي، وتوفير الآليات المختلفة بأقل الأثمان، بجانب مشروع التمويل عبر البنك الزراعي والبنوك الأخرى بالبلاد.
    وهو إعلان تكرر كثيراً من قبل مسؤولين آخرين في الدولة حول توفيق أوضاع المزارعين، و قد بلغ عددهم قبل عامين حوالي الـ (70 ألف) مزارعٍ وصلت مديونيتهم آنذاك قرابة الـ(3 مليارات دينار)، والإعسار غير شك مرتبط بقلة الإنتاجية، وهي بالضرورة مرتبطة بالسياسات العامة، وهي في مجملها شعارات جوفاء لن تسمن أو تغني من جوعٍ ما بين النفرة الزراعية والمرض النفطي على حد توصيف قيادات (حزب المؤتمر الوطني) ليقف المزارع المسكين مغلوباً على أمره، فمرة ثورة زراعية خضراء، ومرة ثورة نفطية، ومرة مرض نفطي، والمحصلة فقر مدقع وإعسار، ووعود من ديوان الزكاة بسداد الديون، منذ أن أعلنت الحكومة عليهم شعار (نأكل مما نزرع) وهو ذات الديوان الذي يطارد المزارعين بين الحواشات والجداول لجمع الزكاة عنوةً؟!.
    وقبل أن نستهلك الشعارات ها هي ولاية جنوب دارفور تقرع الأجراس للتحذير من مخاطر تواجه قطيعها الضخم من الماشية والبالغ 13 مليون رأس, حيث ذكر وزير الثروة الحيوانية والسمكية بجنوب دارفور مسار علي مسار (أن إغلاق المسارات بسبب الانفلات الأمني وزيادة المساحة المزروعة في ظل الزيادة المضطردة للقطيع ولّد العديد من الاحتكاكات بين الرعاة والمزارعين.) مشيراً إلى أن الاستفادة من النفرة الخضراء في مجال تنمية الثروة الحيوانية كانت (صفراً كبيراً).
    والسياسة الزراعية تمخّضت عن ضعف العناية بالزراعة في السودان، فعلى سبيل المثال نجد أن السودان في الفترة من عام 1990م إلى عام 2002م أنفق 625 مليون دولار في استيراد مدخلات الزراعة من تركتورات وسماد ومبيدات وبذور محسنة، بينما أنفق 763 مليون دولار على استيراد أجهزة الكترونية وفق تحليل الخبير الاقتصادي محمد إبراهيم كبج في ذات الفترة.
    وقصة إعسار المزارعين طويلة ومؤلمة، وعندما يتصدر خبر معالجة قضايا إعسار المزارعين نشرات الأخبار فان الأمر لجد خطير، وهل من كارثة اكبر من مسألة إعسار المزارعين والتلويح بالزج بهم في غياهب السجون في أزمنة (النفرة الخضراء؟).
    فلمن نشكو الإعسار؟. ولمن نقرع الأجراس؟. وعلى من تقع مسؤولية مديونية الخصخصة، والمضاربات البنكية، وعقود السلم؟. أهي دوماً على المزارع؟. أم من تسبب فيها ولو كان هو فأر جدي ود حمد؟.
                  

04-07-2008, 02:17 PM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    اجراس الحرية 7ابريل 2007
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هل الديمقراطية هي الحل؟
    رشا عوض

    لا نحتاج إلى كثير عناء كي نثبت أن الواقع الذي نعيشه في السودان وأشباهه من دول عالم الجنوب ولا سيما في العالم العربي وأجزاء كبيرة من العالم الإسلامي والأفريقي واقع مأزوم يفتقر إلى الحرية والعدالة والتنمية ويستوجب التغيير، وفي سياق البحث النبيل عن سبل الانتقال من واقع التخلف هذا بكل تجلياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية إلى مثال التقدم المنشود احتلت مفردة(الديمقراطية) موقع الصدارة في خطاب غالبية دعاة التغيير بل إن مشروع التغيير نفسه يتلخص في عبارة(التحول الديمقراطي) باعتبار أن أس البلاء الذي نعاني منه هو غياب الديمقراطية وبالتالي فإن الديمقراطية هي الحل وهي الأمل في إنقاذنا من الجحيم الذي نحن فيه،
    ولكن ما هي الديمقراطية؟ وما هي شروط تحقيقها؟ وهل يحتاج إنجازها إلى عسر مخاض تاريخي لا بد أن يكابده كل مجتمع في سياق تجربته الحضارية بطريقته الخاصة أم هي أشبه ما تكون بمصباح علاء الدين في أساطير ألف ليلة وليلة ذلك المصباح السحري الذي بمجرد لمسه تتحول كل الأحلام والرغبات إلى واقع ملموس دونما كلفة أو مجهود؟ إن طرح مثل هذه التساؤلات قد يعتبره كثير من الحادبين على الديمقراطية موقفا سلبيا أو على الأقل ارتيابيا من الديمقراطية، وقد يعتبره البعض الآخر قسوة على الشعوب المسحوقة تحت وطأة الاستبداد والفساد والقهر والفقر والتي باتت ترى في الديمقراطية الأمل الوحيد للخلاص بعد أن فشلت مشاريع الخلاص الآيدولوجية من ماركسية واشتراكية وقومية وبعثية وإسلاموية في الوفاء بوعودها الفردوسية، وبالتالي فإن أي موقف تشكيكي في جدوى الديمقراطية معناه الحكم بالإعدام على الأمل الوحيد المتبقي لهذه الشعوب،
    ولكن الحفاظ على الأمل في المشروع الديمقراطي-في تقديري- لا يحققه الإيمان الوثوقي بالديمقراطية والمصادرة القبلية لأية تساؤلات عن الشروط الموضوعية اللازمة لتحقيقها ولنجاحها، بل إن الحرص على الديمقراطية يقتضي في المقام الأول الحذر الشديد من تحويلها إلى أسطورة خلاصية على حد توصيف الدكتور جورج طرابيشي للخطاب التعبوي الذي يروج فكرة الديمقراطية في العالم العربي وذلك في مقالة رصينة له نشرها مركز دراسات الوحدة العربية في لندن ضمن كتاب بعنوان (الديمقراطية والأحزاب في البلدان العربية المواقف والمخاوف المتبادلة) فأورد في مقالته تلك ما يلي إن أهم ما يميز الديمقراطية كأسطورة خلاصية هو أنها ترهن النقلة الموعودة من الجحيم إلى النعيم بالشرط الذي تمثله هي نفسها، فقبلها لا شيء وبعدها كل شيء وهي بذلك تقدم نموذجا مكتملا لخطاب آيدولوجي حامل لا لبرهان كما في الخطاب العلمي ، بل لوعد وهذا الوعد الذي يتعقل نفسه من دون أن يتعقل شروط تحقيقه يمثل ما تسميه الإبستومولوجيا الحديثة باللا مفكّر فيه، واللا تفكير في مشروط الديمقراطية يجعلها أشبه ما تكون بنتيجة تجهل مقدماتها، ولذلك لا بد من التساؤل هل الديمقراطية هي فعلا شرط ما تعد به أم هي نتيجته؟ هل هي الشرط السابق لكل شرط أم هي ذاتها مشروطة؟ هل تدشن التطور الموعود أم تتوجه؟)
    إن إعمال الفكر في هذه التساؤلات شرط لازم للنجاح في تأسيس ديمقراطية راشدة وذات قابلية للتطور المطرد في دول عالم الجنوب ذات التجربة المحدودة في الممارسة الديمقراطية، ففي هذه الدول تحتاج الديمقراطية إلى عملية توطين عبر منظومة متناغمة من التحولات الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية ووفق برنامج مدروس بعناية فائقة للتغيير الممرحل، إذ أن هناك عوامل كامنة في البنية الثقافية والاجتماعية لشعوب هذه الدول ترفض الديمقراطية كمجموعة ممارسات أو أساليب عمل لإدارة الصراعات الاجتماعية ضمن مؤسسات شرعية، وهذا يجعل الممارسة ناقصة وشكلية ومفرغة من المبادئ الجوهرية التي لا تصح الديمقراطية بإهدارها كليا أو جزئيا، هذا بالإضافة إلى أن الآيدولوجيات التي تصدت لإنجاز مهام التحديث في هذه الدول هي في الغالب آيدولوجيات ثورية معادية للديمقراطية ومناقضة لفلسفتها في التعامل مع الواقع.
    فإذا كانت الديمقراطية على المستوى السياسي تعني الالتزام بحزمة من المبادئ الجوهرية وعلى رأسها مبدأ المواطنة والمساواة السياسية والقانونية بين المواطنين بصرف النظر عن الدين أو العرق أو النوع أو المذهب، ومبدأ السيادة للشعب باعتباره مصدر السلطات، ومبدأ حرية التعبير والتنظيم، ومبدأ استقلال القضاء، ومبدأ سيادة حكم القانون ومبدأ التداول السلمي والدوري للسلطة وفق انتخابات دورية حرة نزيهة، ثم التجسيد المؤسسي الحي لهذه المبادئ فإن الشكل التاريخي الوحيد الذي تجلت فيه الديمقراطية هو الديمقراطية اللبرالية الغربية، فهذا الشكل هو النموذج المرجعي في تقييم أية تجربة ديمقراطية، وهذا لا يعني إنكار مشروعية التعددية في النماذج الديمقراطية كانعكاس طبيعي لاختلاف المعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لواقع كل شعب، فالنموذج الديمقراطي الغربي نفسه مرن ومتعدد،
    ولكن المقصود هو تحديد إطار مرجعي للحكم والقياس والتقييم منعا للعبث الآيدولوجي بالديمقراطية وإهدار مبادئها الجوهرية على نحو ما تفعل الأحزاب اليسارية التي تعتبر أن الديمقراطية الغربية أو البرجوازية أو اللبرالية زائفة والمطلوب لمجتمعاتنا هو (الديمقراطية الاجتماعية) أو(الديمقراطية الثورية) أو(ديمقراطية الشعب العامل) وكل النماذج التي شهدها التاريخ الحديث لهذه الديمقراطيات المزعومة نماذج استبدادية أهدرت حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ولا علاقة لها البتة بجوهر الديمقراطية، أو على نحو ما تفعل الأحزاب اليمينية ولا سيما الأصولية منها في تنصلها من بعض أو كل المبادئ الجوهرية للديمقراطية باسم الخصوصية الثقافية أو الهوية الحضارية أو غير ذلك من الذرائع.
    إن واقع التخلف المأساوي والحروب الأهلية والمفاصلات الدموية على أسس طائفية ومذهبية وعرقية في عوالمنا تستوجب التعامل مع قضية الديمقراطية بجدية وصرامة منهجية وبإقدام فكري خلاق ومبدع يتجاوز حدود الممارسات الإجرائية السطحية في مواسم الانتخابات إلى التأسيس النظري لفلسفة الديمقراطية في المرجعيات الفكرية والثقافية وتوطين ممارساتها وتقاليدها في المؤسسات السياسية، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا إذا آمنت قوى التحول الديمقراطي بفلسفة الديمقراطية، وأهم ما يميز هذه الفلسفة هو أنها فلسفة واقعية لا تهدف لاقتلاع الواقع الماثل من جذوره وإقامة واقع جديد على أنقاضه بل تخضعه لتنظيم إجرائي وتسعى لعقلنته وتطويره بصورة مطردة وهذا يجعلها أبعد ما تكون عن العنف، والميزة الثانية هي أن مبدأ الصراع فيها هو مبدأ النسبي في مواجهة النسبي وهذا يجعلها أبعد ما تكون عن الاستئصال والإقصاء وهاتان الميزتان هما أهم ما تحتاجه مجتمعاتنا لتحقيق الاستقرار والتعايش السلمي،
    من كل ما تقدم نستطيع أن نخلص إلى القول أن الديمقراطية مطلوبة بإلحاح لمجتمعاتنا في الظرف التاريخي الراهن ولكنها لن تكون مجدية وذات مردود إيجابي دون الوفاء بحزمة من الشروط على مستوى التنظير وتأسيس المفاهيم وعلى مستوى الممارسة السياسية والحياة الاجتماعية، وأي مشروع للتغيير في العالم العربي أو الإسلامي أو الأفريقي لا يأخذ في اعتباره تلك الشروط لا يمكن وصفه بأنه عملية تحول ديمقراطي بل سيكون مجرد حركة مضطربة تدفعها المرارات والإحباطات المتراكمة والرفض المغلظ لواقع لا يمكن بأي حال الدفاع عنه، ومثل هذه الحركة لا ينتظر منها لعب دور إصلاحي بالمستوى المطلوب.
                  

04-07-2008, 02:18 PM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    اجراس الحرية2008

    سناء :دايره حقنا

    هادية حسب الله
    [email protected]

    إحدى مساءات قرية "الشكينيبة"..
    ( وسط الأسرة المتراصة والحقائب فاغرة الأفواه حاولت أن أجد لنفسى مكاناً ألوذ به عن الضوضاء التى إصطخبت بداخلى منذ أن علمت بأنه قد تم عقد قرآنى على رجل لم ينفتح له قلبى وكان مايهمه إنفتاح السيقان حتى دون إنشراح الانفس .الضوضاء بداخل رأسى ترتفع وانا أقفز فوق أوانى الغسيل وثرثرات البنات اللآتى يغسلن وينشرن أسرارهن الصغيرة على حبال " الونسة الدقاقة". أخيراً وجدت لضوضائى مكاناً بعيداً...إندلقت كل الأصوات برأسى دمعاً مالحاً ..ضوضائى سالت على خدودى..وملابسى..وغطت المكان تحت أقدامى..وقبل أن تبتلعنى أمواج دمعى المالح، أمسكت بيدى أصابع قوية إنتشلتنى..جففت نهر دمعى..من وسط نشيجى رأيتها تبتسم وتحرضنى ألا أكتفى فى رفضى بالدمع..إنها أنا ذاتي الصامدة.
    نهار قائظ بقرية أم حجار المكاشفى..
    سبقتنى الأرجل الصغيرة لأطفال الجيران وهم ينادون بعضهم.." العروس جات" عانقتنى أمى بإنكسارها المألوف ، عانقتها رائحة عرقى، فأنا لم أتعطر منذ أيام رغم العطور الكثيرة التى حملونى بها لشهر العسل فى ودمدنى ولكنهم لم يتذكروا أن يحملونى خضوعاً وإذعاناً لرغبة هذا الرجل الذى قررت أنه لن يكون زوجى أبداً ..تعثرت أمى بثوبها وإرتباكها ونظرت بخوف فى وجه الرجل الغريب وفهمت مايحدث، تشاغلت بالبحث فى بيتنا الخالى عما تكرم به ضيفها وانتظرت حتى المساء لتحادثنى، ومن ثم جاء أبى يحمل روحه الحبيسة بأقفال الفقر وليالى الهم الثقيل، حدثنى، زجرنى، ولكنى كنت بعيدة أحادث أخرى تمازحنى وتبقينى هادئة..من بعيد سمعته يصرخ بوجهى إمتدت يده التى تشققت كأرضنا البور وضربنى..صرخنا سوية انا وهى:" أقتلنى ولكنى لن أكون له زوجة"...صفقت هى بقوة ...ذاتى الشجاعة..
    صباحات ومساءات تشابه بعضها...
    تمضى الأيام متماثلة ..لاشئ يحرك مواتها وسكونها..فحتى صفعاته صارت ساكنة، وتمتماته بأصوات تشق هدوء الليل لم تعد تخيفنى لأنه أكثر خوفاً منى..إنه يخاف الظلام لذا يقضى ليله متيقظاً هارباً من كوابيسه، ولكن ظلامه الداخلى ينسال ليضع كوابيسه نهاراً فى وجهه لذا فهو يقضى حياته خائفاً ..كل شئ إلتزم الصمت ، إلٌا هى ، فصوتها بداخلى يشرخ زيف السكون الخارجى ، توصينى الاأبيع جسدى.. لست عاهرة وحدهن العاهرات يدفعن من أجسادهن لأفواه الكلاب الجائعة..وأنا لن أضع قلبى تحت أنياب كلب ليسد جوعه، فجسدى قلبى، صرخت معى : " لن ابيع روحى"..ذاتى الشريفة.
    الثالثة صباحاً بقرية "أم حجار المكاشفى"..
    دوائر الماء كانت تتفتح كوردة نقية..والضوء يرسم ألوانه بقاع النافورة فيشكل فى كل لحظة لوناً جديداً..وقفت بجانبها والرذاذ ينعش روحى ورائحة الياسمين تداعب قلبى ودعاش المكان يهدهدنى ...شعرت بيد تهزنى لتقطع الحلم، إنه أخى "مصطفى" وذلك الرجل البغيض،إنسكب سائل بوجهى، ظننت أنى لازلت فى الحلم ، خلتها زخات النافورة وذلك الرجل مجرد كابوس لفظه حلمى الجميل.. ولكن فجأة إندفع لهب مستعر الى وجهى، إنتفضت ، زاد اللهب إشتعالاً،مددت يدى أطفىء ناراً لاأعرف مصدرها، إلتصقت يدى بجلد أسود لزج .. عوائى أفزعنى.. بعين واحدة وجدت وجهى مبعثراً- فذاك شعر،وتلك رموش،وهذا لحم خد، وهذه قضمة أذن… ضوء حاد يجهرنى،ومن وسط وجعى سمعت أصواتاً نحاسية ومن خلف نصل الضوء توارت أمى تتقلب فى الأرض ويغمى عليها..صار الألم جارفاً يهوى بى فى لجة ظلام عميقة وغبت عن الوعى.. شهورمن الألم والليالى المترعة بالأرق ورائحة الصديد التى صارت تلازم ماتبقى من أنفى.ولكن روحى الجميلة ظلت تربت على وجعى ، تعنف يأسى، وتذكرنى بأنى أقسمت الأابيع جسدى ، إنه يحاول الأن أن يدخل فراشى عبر أرقى وألمى، لقد حاول أن يتملك بالتشويه الوجه الذى لم يستطع ملامسته ، ولم تنفرد له ملامحه مبتسمة ، بزجاجة ماء حقده ومرضه شوه شيئاً فى الجسد ولكن الجسد الذى لايعطى نفسه الأ عن حب يظل عفيفاً مهما رسمت عليه ماء النار من وشوم العدوانية المنحرفة. إبتسمت فرحة، إنها روحى الجميلة بونستها الدقاقة وعزاءها العميقً..)
    إن جوهر حياتنا ما نختاره من خيارات، ولقد إختارت البطلة " سناء عوض الكريم" خياراً شجاعاً وجريئا،ً فمنذ العام 2005م وهى تقاوم بضراوة تزويجها ممن لم تحب وفى ذلك فعلت كل ما يمكن أن يضعها فى قائمة المنبوذات فى مجتمع يرى الخضوع لسلطة الأب والزوج أمراً مقدساً، وغامرت بأن تصنف كمنفلته على أن تخون نفسها، ظلت تقاتل على جبهات التخلف، وعلى جبهة رجل مجرم لم يترك وسيلة الأ وجربها، فضربها، وحبسها، وسقاها محايات دجله، وحبس أنفاسها بدخان بخراته الكذوبة . لم تتردد فى خيارها لأنها عرفت حدود الإختيار ،فإما الكرامة او المذلة واما الحب او الدعارة . لم يذلها عوز أهلها ، ولم تثنيها ثرثرات الإفك حولها، ثم لم تنكسر روحها والمستكلب يحاول أن ينهش جسدها إغتصاباً ، بل ورغم كل غصة اختارت ان تتحدث علانية للإعلام ، لم تتوارى خلف ألمها وعذابها مثلما لم تتنازل سابقاً عن حلم تعليمها وتتوارى خلف يأسها كغالب بنات قريتها وقرى السودان ومدنه، إختارت أن تقاتل معركة كرامتها حتى نهاية الشوط ، كرامة النساء المظلومات ، وهى ذاتها معركة كل المهمشين. ولكن كى تربح معركتها لابد لنا-نحن النساء – أن نختار أيضاً.. هل يحركنا توق سناء لحلم شفيف حيث النساء حرات فاعلات محبات، أم يأسرنا خوفنا فنظل مسترقات؟!
    إن شجاعة سناء التى لم تشوه روحها ماء النار لتملأ القلب طاقة ودفئاً لكسر حلقة ذلنا الشريرة. سناء ليست مجرد ضحية، تستحق التعاطف بالتأكيد ولكنها مع ذلك وفوقه أنموذج بطلة تستحق الإحترام والتكريم . يالجمال الوجه المحترق حين يعطى معنىً لحياتنا جميعاً، ويالجمال الروح فى سناء حين نضبت المدامع فى العينين فقد رسمت معالم التحليق - ليس عبر الدمع وإنما بالفعل.
    والفعل الجاد يبدأ بالضغط لأجل تسليم الجانى للعدالة ، فهو تجسيد للعنف الذى يمارس علينا..وإن التعدى على حق سناء فى تملك جسدها والإعتداء على وجهها انما هو ذاته العدوان علينا جميعاً كنساء، فى ختاننا وضربنا وفرض بيوت الطاعة علينا وفى منعنا من السفر وتعويق ترقياتنا وتدريبنا وتقدمنا الوظيفى وفى تسليع أجسادنا الإعلانى .وإن بقاء هذا المجرم طليقاً ليشكل عاراً وإهانة لكل امرأة فى البلاد بل ولكل رجل كريم ، "فماأكرمهن الا كريم وما أهانهن الا لئيم".





    فى تسجيل صوتى لمقابلة أجرتها الأخت "سارة منصور" مع البطلة "سناء" يوم 24مارس 2008م بموقع "سودانيز أون لاين" كانت "سناء" صامدة ولم يرتفع صوت نشيجها إلا عندما قالت : "انا دايرة حقى" ، هنا أدركت توحدى الوجدانى معها فملأت غصة الظلم حلقى أيضاً ، ان سناء لتطالب بإسمنا جميعاً ارساء مبدأ عدم الافلات من العدالة لإيقاف الظلم والعنف.
    وإننى أدعو كل النساء السودانيات- ربات المنازل الطامحات لمستقبل أفضل لبناتهن،الزوجات الحزينات الحالمات بأيام أسعد لبناتهن، المتعلمات الشغوفات بالتغيير، الرائدات اللآتى أفنين شبابهن لغد أجمل،الطالبات اليافعات ذوات الاحلام الشفيفة، والناشطات الفاعلات فى منظمات المجتمع المدنى والفاعلين من الرجال ذوى الحساسية تجاه الظلم الراغبين بمجتمع معافى، أدعوهم للتحرك لتكريم سناء وإعلانها وتكريسها كبطلة .
    كما أدعو منظمات المجتمع المدنى المهتمة بالشأن النسوى و المؤسسات المستنيرة الساعية لتنمية سوداننا على أسس العدالة والمساواة، وعلى رأسها قلعة النساء الحصينة "الأحفاد" بأن ينتظموا لتشكيل مبادرة جادة توظف كل إمكانياتها لتقديم الجانى للعدالة ، وإنها لحظة للإختيار أترانا نلوذ بصمتنا أم نرفع صوتنا مطالبين بالعدالة.. اترانا نظل مسترقات أم نختار الحرية؟!.
                  

04-07-2008, 02:21 PM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    الرزنامه تنتقل لاجراس الحرية
    كمال الجزولي
    اجراس الحرية 7ابريل2008

    وَلا صِرَاخُ العَالَمِ .. كُلِّهِ؟!

    الإثنين
    غداة إعدام الشهيد محمود ضحى السابع عشر من يناير عام 1985م، جاءني صديقي الموسيقار المغني أبو عركي البخيت مُشوَّش الشَّعر، مُجعَّد الثوب، مُسهَّد الرُّوح، متورِّم العينين، دامع الفؤاد، مُحتقباً عوده الفصيح، وشفافيَّته الثوريَّة، واختياراته الباذخة، ورهاناته التي لا تخيب قط، وجلس في ركن الغرفة يُسمِعني، كما (زرقاء اليمامة)، لحناً ظلَّ عاكفاً عليه طوال ليلة البارحة، وقد تجافى جنباه، في سبيل ذلك، عن مضجعهما، وجافت عيناه الكرى وجافاهما.
    ما كاد عركي يطلق لحنجرته العنان، ويتوغل في الاغنية ـ النبوءة، حتى أخذ الكون كله يستحيل، رويداً رويداً، إلى كرة من البللور، وعركي إلى كائن أثيري، وأنا نفسي إلى شبكة من الاعصاب العارية المشدودة، فقد اقشعرَّ بدني، وقفَّ شَعر رأسي، وتحشدت دمدمة العواصف في أذنيَّ، ووجيب (الجلجلة) تحت قدميَّ، وإذا بكلمات الفيتوري التي كان نضَّدها قبل ذلك بما يناهز العشرين سنة كأنْ لم تولد إلا في تلك اللحظة، بل كأنْ لم تولد إلا لأجل تلك اللحظة:
    ـ "أرضُكَ ظمأى/ والخريفُ شَحَّ هذا العامْ/ والمتسوِّلونَ يزحفون، والاقزامْ/ يُعَربدونَ في حُطام المَملكة/ يا ملِكاً مُتَوَّجاً على حُطامْ/ يا قائِداً بغَير مَعْرَكة/ هذا أوانُ المَعْرَكة"!
    ................................
    ................................
    والرصاصة التي شقت قلب القرشيِّ مساء الحادي والعشرين من أكتوبر عام 1964م لم تكن سوى قشَّة التاريخ التي قصمت ظهر بعير الطغمة النوفمبريَّة في نهاية سنواتها الستِّ العجاف، فقد ظلَّ ظهرُ ذلك البعير ينوء، أصلاً، تحت الحمولة الثقيلة للانتهاكات الفادحة التي ما انفكت تترى تباعاً مذ أجهزت تلك الطغمة على الديموقراطيَّة عام 1958م، فما كان محتاجاً لأكثر من تلك القشَّة، كي ينقصم نهائياً في ملابسات تلك الصدفة الموضوعيَّة التاريخيَّة بالتحديد، مساء (الأربعاء الرائعة) .. لا قبلها ولا بعدها. كان الأمر محتوماً ومقضيَّاً، ومع ذلك لم يكن بمستطاع أيٍّ من كان أن يحدِّد، على وجه الدقة واليقين، متى أو كيف يمكن أن يقع (الانفجار الكوني)!
    بذات القدر يخطئ من يظنُّ أن ثمَّة سبباً واحداً أحداً لانتفاضة أبريل الباسلة عام 1985م، والتي تتوَّجت بأكاليل نصرها المؤزَّر ساعة دكَّت سواعد الجماهير العارية عرش النميري صباح السادس الأغر، فيروح يفتش عن ذلك (السبب) المعرَّف بالألف واللام، تارة في فضيحة ترحيل اليهود الفلاشا الداوية إلى إسرائيل لقاء حفنة من دولارات الصهيونيَّة العالميَّة، وتارة أخرى في فوضى السياسات الاقتصاديَّة الطفيليَّة التي دفعت بملايين الناس إلى بيوت النمل ينبشونها بحثاً عمَّا يسدُّ الرمق، وتارة ثالثة في فرض قوانين سبتمبر الشوهاء ومحاكماتها الجائرة التي طالت، تحت مسمَّى (العدالة الناجزة)، مناضلين سياسيين، وقادة نقابيين، بل ومواطنين عاديين، قطعوهم من خلاف، وألهبوا ظهورهم بالسياط، وصادروا بيوتهم وأموالهم، وزجُّوا بهم في غيابات السجون، وفوق كلِّ هذا سحقوا إنسانيَّتهم، وداسوا على كرامتهم، ومُرِّغوا سمعتهم في الرغام، إذ لم تكن الصحف وأجهزة الاعلام المسموع والمرئي تكفُّ عن استباحة أسمائهم صباح مساء!
    لكن يخطئ أيضاً مَن لا يبصر شيئاً مِن جدل السببيَّة بين حدث الانتفاضة المجيدة ذاك وبين كلِّ تلك الحادثات، وأكثرها مأساويَّة إقدام ذلك النظام المتهرِّئ على إعدام الشهيد محمود، حيث قدِّر، لا للسودان فحسب، بل وللعالم بأسره، أن يبصر، في ذلك الضحى الكئيب، مشهد الشيخ السبعيني يعتلي مشنقته بالخطو الواثق، وبالروح المطمئن، وبالنفس الراضية المرضيَّة، وبابتسامة الفداء الصريحة تكسو محياه الوضئ، لتخلد، مرَّة وللأبد، في الذاكرة الجمعيَّة، وفي وجدان المبدعين الثوريِّين، مع غيرها من وقائع جحد الحقوق، وإهدار الحريات، ونهب الاقوات، وقطع الارزاق، وإشاعة الفساد، وانتهاج القمع، والتنكيل بالمعارضين، والتشريد من الخدمة، والمساس باستقلال القضاء، ومفاقمة الحرب الأهلية، وتهميش تكوينات الاطراف القوميَّة، وما إلى ذلك من (أسباب) كانت تلهب وجيب (الجلجلة)، حتى بلغت مراكمتها الكميَّة حدَّاً أصبح فيه وقوع أيِّ سبب إضافي بمثابة القشَّة التي ستقصم ظهر البعير حتماً، فما أن وقع حتى زلزلت أرض السودان زلزالها، وأخرجت في أفق الفعل الثوريِّ أثفالها، لتلفظ النميري ورهطه في مزبلة التاريخ إلى الأبد.
    و(أبريل)، من قبل ومن بعد، شكل متميِّز من أشكال الممارسة الديموقراطيَّة، مثلها، في ذلك، مثل فعل (الانتخاب) و(الاستفتاء) سواء بسواء، إذ أتاحت لـ (الاغلبيَّة)، مثلما يتيح لها هذان، أن تعبِّر عن إرادتها على أتمِّ وجه من التحضُّر. سوى أنها لم تكن محفل (عقد قران) يبدأ في ساعة بعينها لينقضي في ميقات معلوم، فيملك الداعون إليه أن يحدِّدوا موعده، أو يؤجلوه، أو يلغوه بالمرَّة! إنها أقصى فعل العبقريَّة الشعبيَّة، ومنتهى حراكاتها (العفويَّة) التي لا تجتمع على باطل، أبداً، إنتصرت أم انهزمت! ولقد أثبتت هذه العبقريَّة مضاء سدادها مرَّتين، خلال ما لا يربو كثيراً على العقدين، وأمام أعيننا هذي التي سيأكلها الدود!
    و(أبريل)، في الحقيقة، لم تحدث في (أبريل)، وإنما ظلت تحدث دائماً، على مدى سنوات (مايو) الستة عشر! فعلت ذلك بما يكفي ويزيد لتنبيه كلِّ من ألقى السمع وهو شهيد، بل ولإيقاظ كلِّ سادر في غِيِّه، لو كان النميري يسمع أو يعقل، ولتنبيه كلِّ من يحسب نفسه، في غفلة الوهم، استثناءً لا يُقاس عليه، ولا هو ينقاس على سواه!
    ................................
    ................................
    كانت (أبريل)، إذن، (حتمٌ)، رغم أنف شانئي الأيديولوجيا الأيديولوجيين! و(الحتمُ) إنما يُدرَك بالقراءة المستبصرة لمنطق التاريخ وجدله الراجح، لا بطيلسانات (السياسة السياسويَّة)، بالمصطلح الفرنسي، أو حسابات ميتافيزيقياها الخائبة التي لا تتأسَّس إلا على (قراءة الفناجيل) الفكريَّة و(ضرب الرمل) السياسي! وأوَّل مُدرَك من (حتم أبريل) أن حراك التغيير لا يُتعمَّل ولا يُصطنع من العدم. ولأن ذلك كذلك، فإن غاية عمل حُداته تعهُّد الوعي العام بالسقيا في صبر، ومواصلة رفده بعناصر استنارته في دأب، وهو ما يمكن أن يقع في جيل، جيلين، أو أكثر، فضلاً عن رصد أمزجة الجماهير بما يفوق مقياس (رختر) دِّقة وصرامة، في طقس إصغاء عميق لوجيب (الجلجلة) حتى لا ينحرف سهم التغيير عن الجادَّة، أو يميل، والناس في ضلال أهل بيزنطة يعمهون، عن الهدف، ليمسي المآل وبالاً، وتنقلب النعمة، بالنتيجة، إلى نقمة، فما أكثر ما انقلبت آمال التغيير التي أسئ قيادها، أو تركت لتنمو، كالسلعلع، وحدها في حقل (العفويَّة)، إلى هرج لا حدَّ له في الجغرافيا، ومآس لا عدَّ لها في التاريخ!
    أما الحكام ذوو الحصافة، مِمَّن حباهم الله نعمة البصر النافذ والبصيرة الحديدة، ولم يكن النميري ورهطه مِمَّن أوتوا من تلك الحظوظ شيئاً، فإن غاية ما ينبغي أن يضعوه نصب أعينهم من عِبَر التاريخ، ودروسه الكبيرة، هو تعظيم شعيرة الانتباه إلى ما يمكن أن تفضي إليه مراكمة الوجيب المتواتر لهذه (الجلجلة) بالذات، وإن اتسمت بالبطء، فيحرصون، الحرص كله، على اتقائها ولو بـ (شقِّ تمرة) من (العدل) يجعلونها في أساس (مُلكهم) .. وكفى بذلك رشداً سلطانياً!
    ................................
    ................................
    اللهم فاشهد ..
    وسلام على شهداء (أبريل) في الخالدين.

    الثلاثاء
    عدت من سفرة إلى خارج البلاد لأجد على مكتبي دعوة كريمة من المهندس أبو القاسم احمد، رئيس مفوَّضيَّة تعويضات دارفور التابعة للسلطة الانتقاليَّة الاقليميَّة، مرفقة بالقرارات الجمهوريَّة الصادرة بإنشاء المفوَّضيَّة، وبعض مستندات صندوق التعويضات، وذلك للمشاورة وإبداء الرأي حول مسائل بدت لي في غاية الأهميَّة والجديَّة، مثل المنهج الفكري والعلمي للتعويضات، والمبدأ الحاكم لتطبيقاتها فردياً وجماعياً، ودعم الصناعات التقليديَّة، وتشجيع الأسر المنتجة، وإلحاق المتضرِّرين بالاقتصاد القومي، والارتقاء بالقدرات الاقتصاديَّة للكليات الاجتماعيَّة، خصوصاً المرأة، فضلاً عن المعالجات البيئيَّة، والتعديلات المطلوب إجراؤها على القرار الجمهوري لفضِّ التداخل في الاختصاصات بين مجلس التعويضات وصندوقها ولجانها، وذلك لضمان حقوق المواطنين.
    رغم رأيي السالب في اتفاق أبوجا، والجراحة القيصريَّة المؤلمة التي أخرج بها ناقص الوزن، مشوَّهاً، مِمَّا أحوجه، منذ صرخته الأولى، إلى حاضنة طبيَّة خاصَّة تنقذه، بمعجزة، من موته المحقق، إلا أنني استشعرت، مع ذلك، واجب المشاركة، ولو بسهم متواضع في أيِّ مجهود يُبذل ليجعل لهذه (المعجزة) سبيلاً، وقلت في نفسي: "سيد الرايحة يفتح خشم البقرة"! هكذا، برغم تكاثر المشغوليات، وجلها (طواحين) تجعجع، لكن قلما يُرى لها (طحيناً)، ألفيتني أشرع في كتابة بعض الأفكار بنيَّة أن أبعث بها إلى المهندس أبو القاسم، مركزاً بالأساس على قضيَّة الارتباط بين (التعويضات) من جهة، والتي ينبغي ألا يقع تقديرها جزافاً كمحض عطيَّة مزيِّن، وبين (العدالة الانتقاليَّة) من جهة أخرى، والتي لا مفرَّ من أن تشكل أساس هذه (التعويضات)، بل وأساس (المصالحة الوطنيَّة)، من جهة ثالثة، والتي لا مستقبل بدونها لمتلازمتي (السلام) و(التحوٌّل الديموقراطي) من جهة رابعة.
    على أنه ما كادت تنقضي بضعة أيام حتى أصمَّ الآذان الدَّوىُّ الهائل لفضيحة حسابات السلطة الانتقاليَّة الإقليميَّة لدارفور، حيث أورد تقرير المراجعة الداخليَّة، بالجنيه القديم، أن (نثريَّة) رئيس السلطة بلغت 951,400,000 جنيه، و(صيانة) منزله 392,000,000 جنيه، و(تأسيس) مقرِّ السلطة بالخرطوم 559,244,000 جنيه، و(تكملة) صيانة بقيَّة مقرَّاتها 396,317,000 جنيه، في حين لم يخصَّص لـ (دعم معسكرات النازحين) كلها سوى 4,250,000 جنيه، ولـ (دعم النسيج الاجتماعي)، وما أدراك ما هو، إلا ما جملته 3,500,000 جنيه، ولـ (تبرعات) مني أركو، رئيس السلطة، ما لم يزد، زاده الله كرماً، عن 31,500,000 جنيه، ولـ (صيانة) جميع (مدارس) الإقليم ما لم يتجاوز 345,100,000 جنيه فقط! من جهة أخرى حصر التقرير جملة الصُرف على (الفصل الأوَّل/المرتبات) بأكثر من 11 مليار و720 مليون جنيه، وعلى (الفصل الثاني/التسيير) بمبلغ 7 مليارات و69 مليون جنيه، وعلى (الحركات الموقعة) بمبلغ مليار 280 مليون جنيه، إضافة إلى الصرف على (فعاليات/ تقرأ: إحتفالات تدشين السلطة) بمبلغ 265,665,000 جنيه، وأرقام أخرى كثيرة و(مفيدة) لمن أراد الوقوف بتثبت أدق على حقيقة ما جرى (الأيام، 24/3/08).
    وعلى حين كشف التقرير عن عمليات سحب على المكشوف، وعدم تعامل عن طريق الخزينة، وغيرها من التجاوزات لقانون الاجراءات الماليَّة والمحاسبيَّة، (إعترفت) السلطة، رسمياً، بـ (سوء إدارة) بعض مؤسَّساتها، و(تبديدها) للمال العام، دون أن تتخذ من الاجراءات ما يكفل وضع الأمر بين يدي القضاء (!) وتقدَّم أمينها العام باستقالته، إثر تعرُّضه لضغوط واستفزازات من مجموعات داخل السلطة نفسها (!) كما قرَّرت كتلتها البرلمانيَّة الدخول في اجتماع موسَّع مع أمانتها العامَّة ومفوَّضياتها للتحقيق في (تبديد) هذا المال وعدم توجيهه لمشاريع (التنمية) في دارفور (راجع: المصدر نفسه).
    عند هذا الحد باخت في نفسي حماستي الأولى لتلبية دعوة مفوَّضيَّة تعويضات دارفور، فأغلقت جهاز الكمبيوتر، وصرفت النظر عن الأمر برمته، إذ عن أيِّ (حقوق مواطنين) سيحدِّثنا المهندس أبو القاسم احمد، وعن أيَّة (عدالة انتقاليَّة) سنحدِّثه، و .. بلا خشُم بقرة بلا نيلة!

    الأربعاء
    يعلم الغاشي والماشي أن (الانتخابات) شأن يتصل، وثيقاً، بصميم الخيار السيادي لـ (الدولة)، وكذا كلُّ ما يتصل بها من عمليات، بما في ذلك (التعداد) وما يلزمه من آليات تشمل أجهزته ولجانه.
    ويعلم الغاشي والماشي أيضاً أن (التعداد)، الذي تعتزم (الدولة) السودانيَّة إجراءه نهاية الأسبوع القادم، شامل، أو هكذا ينبغي، لكلِّ الإقليم الذي يُفترض أن تنبسط عليه سيادتها، دونما استثناء لأيَّة بقعة، مهما تناءت أو صغرت.
    لذلك كله لم أستطع أن أفهم، على وجه الدقة، ما رمى إليه د. ياسين الحاج عابدين، مدير الجهاز المركزي للإحصاء، حين اعتبر أن (حلايب) التي تعيق السلطات المصريَّة عمليَّة التعداد فيها ".. هي قضيَّة دولة ولا علاقة للتعداد بها!"، أو كما قال (السوداني، 25/3/08).
    لا أتصوَّر، بالطبع، أن د. عابدين قصد، فعلاً، إلى القول بأن (التعداد) ليس من ضمن أعمال (الدولة)، فالجهاز نفسه الذي يتربَّع هو على سدته (شغل دولة)، أو، على حدِّ تعبيره، (قضيَّة دولة). لذا، ولأنَّ (الشينة منكورة) دائماً، فأغلب ظنِّي أن الرجل أراد أن يبعد عن أطراف ثوبه (شينة حلايب) التي أثارتها عمليَّة (التعداد) مجدَّداً، ليرمي بها جهات أخرى في (الدولة) لم يشأ، لسبب أو لآخر، أن يعيِّنها؛ ولو كنت مخطئاً .. فليصوِّبني!

    الخميس
    مع كلِّ ما ظلت (الانقاذ) تبدي من فصاحة في شجب (استكبار إسرائيل) على فلسطينيي القطاع، إلا أن في فمها ماء كثير، هذه الايام، إزاء تنكيل (الصينيين) بشعب (التبت)، مثلما كان هذا الماء دائماً في فمها إزاء ما ظلَّ (الروس) يفعلون بأهل (الشيشان)! ولات ساعة فارق بين (بوذيَّة) الأوائل وبين أن تكون في قيادة الأخيرين حركة (إسلامويَّة)، فالمحكُّ، حتف أنف الشعارات الطنانة، ليس أصلاً في نصرة (الاسلام) أو مناهضة (الاستكبار) على الضعفاء، إنما في استراتيجيَّة (تقديم السبت) انتظاراً لـ (نوال الأحد)، وخطة (شيِّلني واشيِّلك) التي يقتسمها، في مستوى العلاقات الدوليَّة، نظاما (الصين) و(روسيا) مع نظام (الانقاذ) بشأن عمايله هو نفسه في أهل (دارفور)! و .. حقاً إذا عُرف السبب بطل العجب!

    الجمعة
    من دارج قول الصحافة الثقافيَّة والفنيَّة في بلادنا صفة "العائد إلى أرض الوطن بعد غياب طويل" تطلقها على (كلِّ) مبدع ألجأته أوضاع القمع الظلاميَّة، أوَّل أمرها، مثلما ألجأت غيره، إلى مشارق الدياسبورا ومغاربها، لسنوات طوال، ثم ما لبث، حال وقوع الانفراج الدستوري الجزئي في السودان، منذ حين، أن صار يزور الأهل والأحباب في (الوطن الأصلي) مِن وقت لآخر.
    خلال تلك الفترة اكتسب نفرٌ من هؤلاء المبدعين (مواطنيَّة) أوطان جديدة، حيث لم يخلُ الأمر، في البداية، من طغيان (النزعة العمليَّة) التي غالباً ما تلوِّن خيار المقموع! لكن، مع الزَّمن، ومع التبدُّل النسبي في الأوضاع، جاءت لحظة الاختيار الحقيقي. غير أن بعضاً من هذا النفر لم يلتمسوا في أنفسهم رغبة صميمة في إنهاء (هجرتهم) المديدة، بل واصلوا تمسُّكهم بحالة (مواطنيَّتهم) الأخرى، مِمَّا رتب لهم عليها حقوقاً مستحقة، ولها عليهم واجبات لا فكاك منها. و(المواطنيَّة) حين تكتسب بمثل هذه النوايا إزاء إخوة جدد، وتاريخ جديد، وجغرافيا جديدة، ولغة جديدة، وثقافة جديدة، وبالجملة تركيبة نفسيَّة جديدة، هي إحساس نبيل بالانتماء ينبغي أن يُفسح له كي ينمو، في الدواخل، ويزهر، فلا تعود محض (رخصة) تمكن حاملها من (الإقامة الآمنة) في هذا البلد أو ذاك، أو (جواز سفر) يتيح له حريَّة التجوال هنا أو هناك، وإلا لأصبح السعي المحموم، بالإظفر والناب، لاكتسابها أو الاحتفاظ بها، حال تغيُّر الاحوال بما يتيح هامشاً معقولاً لطلاقة الاختيار، مجرَّد (انتهازيَّة) قميئة ما مِن أحد يحب لنفسه أن يُرمي بها، دَعْ أن يكون هذا الأحد مبدعاً!
    وهكذ، لو وقع ذلك الوصف الصحفي، كما قد يبدو بالفعل للوهلة الأولى، في مقام الرَّصد (البرئ) لسيرة غيريَّة، لأمكن هضمه شيئاً. سوى أنه ما ينفكُّ يشفُّ، من خلف غلالة (براءته) المزعومة هذه، عن ضرب من التواطؤ غير المفصح عنه على أمرين مختلفين، لكن باتجاهين متداخلين: فهو، بالاتجاه الأوَّل، إغواء مجَّاني لهؤلاء المبدعين بكون مجرَّد "غيابهم الطويل" هذا نفسه هو، في حدِّ ذاته، (قيمة مضافة) يجدر أن يُستقبل بها إبداعهم في (الوطن الأصلي)؛ وذاك ضلال نقدي بيِّن. ثمَّ هو، بالاتجاه الآخر، إلحاحٌ مُمضٌّ على تقرير انتمائهم، فقط، إلى السودان، أوَّلاً وثانياً وعاشراً وأخيراً، فلا يجوز أن يراودهم أوهى إحساس، مجرَّد إحساس، بما عدا ذلك؛ وهذا تشويش أخلاقي بالغ القسوة على سلاسة اندغامهم المطلوب في (أوطان جديدة) جُلُّ بُنات ثقافاتها (مهاجرون) مثلهم!
    ولعلَّ مِن نافلة القول أن نذكر بأننا إنما نتحدَّث عن (مبدعين/مواطنين) كاملي المواطنة، في تلك المهاجر، بقضِّ فضاءات تجربتهم الابداعيَّة والانسانيَّة المغايرة وقضيضها، لا محض رعايا أو (لاجئين) فحسب. ذلك أدعى لأن نرحمهم من أنانيَّة "حبِّنا القاسي" هذا، والذي لا قِبَلَ لهم بضغطه النفسي والفكري، فليسوا أوَّل ولا آخر من خاض، في هذه الحياة الدنيا، مثل هذا المخاض الرهيب!

    السبت
    إستوقفتني بإلحاح عبارة أطلقها د. نافع علي نافع، مساعد رئيس الجمهوريَّة ونائب رئيس الحزب الحاكم للشئون السياسيَّة والتنظيميَّة، في معرض حديثه عن الوضع في دارفور، من خلال الندوة التي عقدتها قناة المستقلة (المستقلة؟!) بالخرطوم في منتصف مارس المنصرم، قال: "لا أرى حرجاً في أن تقاتل الحكومة من يقاتلها، ولن يمنعنا (من ذلك) لا مجلس الأمن .. ولا صراخ العالم كله" (السوداني، 14/3/08).
    أولاً بالتبادي لا يملك أحد أن يلوم الرجل، أو يسأله كم ثلث الثلاثة، في باب التعقيب عليه. فمثل تقريره هذا لا يحتاج، أصلاً، لتصريح مخصوص، كونه يندرج، بطبيعة الحال، ضمن تحصيل الحاصل، وفي عداد المعلوم من (السلطة) بالضرورة، إذ ما من عاقل يمكن أن يطلب من (حكومة) ما أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء من يرفع السلاح في وجهها! بل إن منطق (رفع السلاح) نفسه ينطوي على إقرار ضمني ناتج عن وعي قبْلي (بتسكين الباء) لدى رافعيه ذاتهم بأن (الحكومة) إنما تحرسها، بالمقابل، (قوَّة مسلحة) لا بُدَّ من وضعها في الحسبان، فلا مناص من أن يعدوا لها ما يستطيعون من عُدَّة تكافئها، ساعة الدواس، إن لم تجاوزها، أو فلينفضوا أيديهم عن الأمر برمَّته. أما الحكومة فليس أمامها غير واحد من سبيلين: فإما أن تسعى في فضِّ نزاعهم معها سياسياً، أو تهئ نفسها لحربهم بما لا يعلم إلا الله مداه أو نتيجته!
    ورغم أن الخوض في هذا الشأن ليس من مطلوبات كلمتنا هذي، إلا أن التاريخ، مع ذلك، ومنذ انتفاضة العبيد المصارعين، بقيادة سبارتاكوس، ضدَّ الامبراطوريَّة الرومانيَّة عام 73 ق.م، مروراً بثورة الزنج، تحت قيادة على بن محمد، ضدَّ الدولة العباسيَّة، أواسط القرن الثالث الهجري، وحتى حركات الهامش المسلحة في جنوب السودان وشرقه وأخيراً في دارفور، ظلَّ يرشد الحاكمين، وبالأخص الذين يستمعون منهم دروس التاريخ فيتبعون أحسنها، إلى أن مثل هذه الحروب، بصرف النظر عن نتائجها، كفيلة باستنزاف مقدرات السلطة نفسها، دَع البلاد، وتبديد طاقاتها في ما لا طائل من ورائه. سوى أن ذلك كله، كما قلنا، شأن آخر!
    الشاهد أنه لا القوى الوطنيَّة، ولا الأمم المتحدة، ولا "صراخ العالم كله"، على حدِّ عبارة د. نافع، بمستطيع أن (يمنع) الحكومة، إن هي أرادت أن تسفه هذه الدروس فلا تعتبر بعبرها، من أن تمضي في مواجهة حركات دارفور المسلحة، بالقوَّة المسلحة، إلى يوم يبعثون، فليست تلك هي المشكلة في عبارة الدكتور. المشكلة أن هذه العبارة، وعلى حين تشي، من ناحية، بكونها تلوِّح بحُجَّة رفض الحكومة لـ "صراخ العالم" ضد (حقها) في إخماد أيِّ تمرُّد مسلح ضدَّها بالقوَّة المسلحة، إنما تحاول، من الناحية الأخرى، طمس حقيقة أن هذا (الصراخ) لا يستهدف، في واقع الأمر، ذلك (الحقَّ) المكفول في كلِّ الأحوال، بل كان، وما يزال، منصبَّاً، بكليَّاته، على الانتهاكات البشعة للقانون الانساني الدولي، والتي ما زال يروح ضحيَّتها ملايين (المدنيين) العُزَّل وسط حرائق النزاع المسلح في الاقليم.
    ولعلَّ أحدث وقائع هذا (الصراخ) ما ورد مؤخراً، في تقرير مشترك صادر في جنيف بتاريخ 20/3/08 عن المفوضيَّة العليا لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة وقوَّة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدوليَّة والاتحاد الأفريقي، من وصف لأعمال العنف حيال المدنيين في قرى دارفور خلال الشهرين الماضيين، والتي حمَّل التقرير مسئوليَّتها للجانب الحكومي، بأنها تندرج في إطار "استراتيجيَّة عسكريَّة متعمَّدة"، مِمَّا أسفر عن سقوط 115 قتيلاً على الأقل، واضطرار أكثر من 30,000 شخص للنزوح، فضلاً عن تدمير ممتلكات المدنيين، خصوصاً الأشياء التي لا غنى عنها لضمان بقاء السكان، بالاضافة إلى تعرُّض مساكن، ومدارس، ومراكز طبيَّة، ومنشآت مياه، ومحلات تجاريَّة، ومخازن مواد غذائيَّة، ومكاتب منظمات غير حكوميَّة، إلى نهب، وتخريب، وإحراق في بعض الاحيان، بينما الناس بداخلها. كما أشار التقرير إلى عمليات اغتصاب ارتكبت، وإلى قصف أوقع عدداً غير محدَّد من القتلى في صفوف المدنيين، وإلى دعم جوي للهجمات العسكريَّة، وإسناد من مليشيات على الأحصنة والجمال، مِمَّا يشكل انتهاكاً للقانون الانساني الدولي وحقوق الانسان (المصدر نفسه).
    والآن، وفي ضوء التسليم الكامل بـ (حقِّ) الحكومة في أن "تقاتل مَن يقاتلها" مِن محاربين مسلحين ينازعونها السلطة، فإن السؤال الذي لا مفرَّ لمساعد رئيس الجمهوريَّة ونائب رئيس الحزب الحاكم من الاجابة عليه بوضوح، على خلفيَّة عبارته سالفة الذكر، هو: هل يا ترى تعتبر الأفعال المذكورة لازمة للحكومة، بالضرورة، أو مِمَّا يسمح لها به القانون أو الدين أو الأخلاق، وبدونها لا تستطيع أن "تقاتل مَن يقاتلها"، وبالتالي يحقُّ لسيادته "ألا يرى حرجاً" في ارتكابها، فلا يجوز أن يمنعهم (من ذلك) لا مجلس الأمن ولا "صراخ العالم كله"؟!
    ما لا تريد الحكومة أن تفهمه هو أن (حماية المدنيين) بآليَّة القانون الدولي لحقوق الانسان في أزمنة السلم، وبآليَّة القانون الانساني الدولي في أزمنة النزاعات المسلحة، أصبحت تشكل عنصراً أساسياً في خط التطوُّر الرئيس للقانون الدولي المعاصر، حيث ارتقت قواعده، عبر جدليات القانون والسياسة، من محض الاقتصار على صون (حقوق الدولة القوميَّة)، كما كان الأمر في السابق وفق مفهوم (السيادة) القديم الذي أسَّست له اتفاقيَّة وستفاليا لسنة 1648م، إلى الاهتمام بصون (حقوق الأفراد والشعوب)، خصوصاً أثناء النزاعات المسلحة. ومن ثمَّ تكفُّ علاقة الدولة بمواطنيها عن أن تكون محض (شأن داخلي) في ذات اللحظة التي يتسبب فيها سلوكها نحوهم في كوارث إنسانيَّة، خصوصاً حين تمتدُّ آثار هذه الكوارث إلى دول أخرى. لذا كان لا بُدَّ لقواعد القانون الدولي الحديثة مِن أن تقضي بالتدخل الدولي لأسباب إنسانيَّة، فى عصر تشبَّع بعالميَّة مبادئ حقوق الانسان، وبالمعايير الدوليَّة للديموقراطيَّة، مِمَّا يوجب على الدولة مراعاة التزامات محدَّدة تجاه مواطنيها، في أوقات السلم كما في أوقات الحرب، فإن هي أخفقت في الوفاء بها من تلقاء نفسها، تحتم على المجتمع الدولى إجبارها عليها.
    ولم تعُد مراقبة تطبيقات هذه القواعد الإنسانيَّة مقصورة، كما في السابق، على المؤسَّسات الدوليَّة الرسميَّة، إذ أن منطق التطوُّر نفسه فرَضَ أن تصبح المجتمعات المدنيَّة أكثر فاعليَّة في هذا السياق، وأن تشكل، كما نرى الآن، اصطفافاً شعبياً عالمياً ضاغطاً ينتظم فيه ملايين الناس من شتى الأقطار، وما لا حصر له من التنظيمات السياسيَّة، والمنظمات الطوعيَّة، والمراكز البحثيَّة، والجمعيات العلميَّة والثقافيَّة والاجتماعيَّة، والمؤسَّسات الصحفيَّة والاعلاميَّة المستقلة، من مختلف المدارس والاتجاهات الفكريَّة الانسانيَّة والديموقراطيَّة.
    ويجدر أن نفتح هامشاً هنا لنؤكد أن تلك، في حدِّ ذاتها، وفي وجه مهم من وجوهها، ظاهرة إيجابيَّة تدفع بعولمة إنسانيَّة بديلَة تزيد من معدَّلات التقارب بين الشعوب، في مجابهة العولمة الرأسماليَّة التي لا همَّ لها سوى زيادة معدَّلات النهب لموارد البلدان الضعيفة، و(القولبة) لثقافاتها على النمط الغربي.
    ومع ذلك يجدر، أيضاً، ألا تكون ثمَّة أوهام حول أن اختلال ميزان القوة الدولي الراهن قد يغري بالالتفاف حول هذه الدلالات، وجعلها ذريعة لتمرير أجندات خفيَّة أو معلنة لهجمنة دوليَّة تتفاوت، خشونة ونعومة، بحسب الحال. على أن تغيير هذا الواقع لا يكون بإنكار (المبدأ) نفسه، بل بتعديل هذا الميزان المختل. ولأن هذا ميدان صراع سياسي دولي، فإن المناضلين الديموقراطيين، مِن كلِّ الجنسيات، لا يكتفون، فحسب، ببذل جهدهم من أجل أن تدرك شعوبهم مفاهيم هذا الصراع الأساسيَّة، أو أن تتقن التمييز، فقط، بين صالح ديناميكياته وطالحها، بل وأن تنهض بدورها المقدَّر فيه.
    وهكذا، فليس من الحكمة في شئ، حين يعلو "صراخ العالم"، أن تشيح الحكومة عنه بوجهها، لتسُدَّ أذناً بـ (طينة) وأخرى بـ (عجينة)!

    الأحد
    هل يشرِّفك، مقدار قلامة ظفر، أن تنتمي إلى مؤسَّسة يعمل بها 535 موظفاً، 3 منهم قضوا أحكاماً بالسجن في جرائم اغتصاب، و7 أوقفوا في جرائم احتيال، و19 حوكموا في جرائم شيكات، و29 اتهموا بإساءة معاملة الزوجات، و14 في قضايا مخدرات، و8 قبض عليهم متلبسين بجرائم سرقات، و84 اعتقلوا العام الماضي بسبب قيادة سياراتهم وهم في حالة سكر، و71 ممنوعون من الحصول على بطاقات ائتمانيَّة بسبب سوء سجلاتهم المصرفيَّة، و117 تسبب كلٌّ منهم، بشكل مباشر أو غير مباشر، في إفلاس شركتين على الأقل، بينما لا يزال 21 ينتظرون المحاكمة بتهم مختلفة؟!
    قبل أن تجيب على هذا السؤال، نطرح عليك سؤالاً آخر: هل ستدهش إذا علمت أن هذه المؤسَّسة هي (الكنغرس الأمريكي) ذاته، وأن هؤلاء (البلطجيَّة) هم أعضاؤه الذين يشرِّعون، سنوياً، مئات القوانين الجديدة لإلزام (غيرهم) في الولايات المتحدة جادَّة السلوك السوي؟!
                  

04-07-2008, 02:22 PM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    اجراس الحرية7ابريل2008
    أشياء صغيرة
    أمل هباني
    حبنا الكبير
    أعزائي القراء... مرحبا بكم بعد انقطاع التواصل بيننا لأكثر من شهرين ونصف الشهر، هي مدة إجراءات (الرحول) من بيتي القديم صحيفة (الصحافة) إلى صحيفة (أجراس الحرية)، ومن هناك إلى هنا يبقى هذا العمود ملتزما بمشروع (حبنا الكبير) لهذا السودان الواحد إلى الأبد دون انفصال أو انقسام بكل مكوّناته السكانية، بكل سحناته الإثنية، بكل ثرائه العرقي الذي يجب أن يكون محفزا للوحدة وليس الانفصال، فهذا السودان ليس فيه تباين عرقي، بل فيه ( وهم) التباين العرقي، لأن التباين العرقي يكون بين أعراق متضادة (بيض وسود) كما حدث في جنوب أفريقيا، وليس بين أعراق ( متمازجة) كما يحدث في السودان، الذي تنحصر أعراقه بين (أسود) و(بني)، والاختلاف مجرد اختلاف (مقدار) ودرجة ليس أكثر، لذا من المحزن أن يتقاتل أهلنا (المسيرية والدينكا) في أبيي، لان هذا صراع على (وهم) وليس على حقيقة، ومن المؤسف أن تصل دارفور إلى حافة الجحيم الذي تقف عليه الآن بسبب صراع على (وهم) أيضا، ومن المؤسف أن يصل السودان كله إلى خيار الانفصال والتقسيم الذي يعنى (لا سودان) بسبب أن هناك ( أعراق ) تعتقد(واهمة) أنها الأفضل والأكثر نقاء عرقياً، وهنا مربط الفرس الذي يجعلني أدعو إلى البحث عن (القومية الوطنية) قبل البحث عن (الهوية)، وليصبح السودان هو (حبنا الكبير) قبل أن نبحث عن هويتنا العربية أو الإفريقية، وقبل أن نبحث عن هويتنا الدينية، لأن مفهوم الوطن هو الأصل ويسبق مفهوم الهوية، لان الأولى أن يبحث الإنسان عن نفسه.. (أين هو).. و(من هو)الآن، قبل أن يبحث من أين جاء جده السابع عشر (الذي مات وشبع موت) في الماضي، والماضي لا تعيش فيه سوى الأشباح، ونحن في هذا السودان كالإخوة (أولاد الأم الواحدة) من عدد من الأزواج، تختلف أشكالنا وتختلف أنسابنا، لكن يربطنا رابط الدم والمحنة، وهذا السودان هو (بيتنا) جميعا، فلينعم كل أبنائه بالمساواة والاحترام والحرية.
                  

04-07-2008, 02:28 PM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    اجراس الحرية7ابريل2008

    جنوب السودان مقابل السودان الجديد:
    مسخرة التفكير السياسي الغريب..!
    بيتر أدوك
    "... ما أعرفه هو أنك إذا أردت أن تغير العالم ، فإنك لن تستطع فعل ذلك دون مساعدة مقدرة من أولائك الذين لم يجعلوا الجهل العمد قاعدة لتصرفاتهم. واعتقد أن الألم والأذى واليأس هي عوامل قوية للغاية. دعك من فلسفة أساتذة التفاؤل – فقد فندتها كل الأشياء التي حدثت على ارض الواقع. وأؤكد لك أن هناك قوة أكبر يمكن استخلاصها للمستقبل من الهزائم من تلك التي يمكن أن تستخلص من العديد من الانتصار ، حيث لا ترتقي في معظمها الى شئ أكثر من كونها دعايه فارغه. إن معاناة الشقاء وليس الرضاء الذاتي البراق يمكن أن يجعل مستقبل البشرية أكثر ثراءً..."
    لويس أرغون في (La Valse des odiem)

    تمهيد
    إن الانغماس في حالة من الظلم كالذي حدث في السودان منذ الاستقلال يمكن أن يؤدي في أغلب الأحيان إلى تدمير الفكر السياسي العقلاني وسط عامة الشعب. ففي جنوب السودان ، كما قد يكون الحال الآن في دارفور و مناطق أخرى تعاني من الإقصاء السياسي و التهميش، كان للحرب الأهلية أثرها على الخيارات المفتوحة أمام الشعب. فكأنما أصبح البقاء السياسي والمادي مرادفا للانفصال كخيار تحرري. في هذه الإصدارة البكر من (أجراس الحرية) أود مناقشة انفصال جنوب السودان كانحراف سيكولوجي في التفكير السياسي لكثير من النخب السياسية من السودانيين الجنوبيين.

    في عام 1964 م، نشر الراحل جوزيف قرنق 'معضلة المثقفين الجنوبيين ' محللا الارتباك الأيديولوجي والسياسي وسط النخبة السياسية في جنوب السودان في تلك الفترة. كثيرون هم من قاموا بعزل جوزيف قرنق كشيوعي ولكن المعضلة لا تزال قائمة إلى الآن و تلعب في أذهان كثير من الجنوبيين مثل الخيار بين 'السودان الجديد' و 'جنوب السودان' ما يدل على وجود انقسام حاد مع دعماتهم السياسية الفرعية للتحرر' مقابل 'الانفصال'. ظهر هذا الانحراف الجذري فى عام 2005 م عقب فاجعه موت الدكتور جون قرنق و من ثم هيمن على الحركة الشعبية لتحرير السودان حتى أكتوبر 2007م. كان ذلك نتيجة طبيعية لتصلب موقف المؤتمر الوطني خصوصا نحو أعضاء الحركة الشعبية من السودانيين الشماليين وكذلك نحو أولائك الذين ينظر إليهم باعتبارهم من اليساريين أو كانوا مقربين من زعيم الحركة الشعبية الراحل.

    إن الجدل السياسي الحالي ، زاد من حدة الصراع على السلطة بين الجنوبيين من مختلف التوجهات و القناعات السياسية والأيديولوجية، هو في الأساس من اجل السيطرة على جنوب السودان في انتخابات منتصف المدة فى عام 2009. و ليس له أي علاقة مع انفصال جنوب السودان ، ولكنه سعي لدفع المنافسين المحتملين خارج الحلبة. وفي واقع الأمر شعار الانفصال يثار الآن فقط من أجل المنفعة السياسية. والفكرة هي للضغط على الحركة الشعبية لتحرير السودان وقيادتها للتخلي عن موقفها السياسي التاريخي من التحرر ورؤية السودان الجديد. إن هذا الضغط مخطط له على نمط مثير لذكريات الضغط المفرط من اجل الدعم الذي وضع على الأحزاب السياسية الشمالية من قبل الصادق المهدي عندما استولى الجيش الشعبي لتحرير السودان على الكرمك في عام 1987 م خشية أن يتم وسمهم بالطابور الخامس. فقد تم وسم أي شخص أيد رؤية السودان الجديد على انه 'وحدوي' ، 'أيتام قرنق' كما وجهت إليهم جميع أنواع الصفات.

    إن جنوب السودان كدولة مستقلة في السياق القديم للهندسة الاجتماعية والسياسية الذي اتسم بسيطرة سياسية متواصلة هو ليس خطر فقط ولكن أيضا عفا عنه الزمن. ليس هناك معنى للتوزيع السياسي الذي يتميز بعدم استقرار اجتماعي وسياسي دائم. ليس ذلك فحسب بل إنني أعتقد اعتقادا قويا بأن القادة الذين رفعوا شعار الانفصال بدلا من التحرير وبناء السودان الجديد هم في الحقيقة ينخرطون في حديث مزدوج. ذلك النوع من الحديث المزدوج الذي قام على مر الزمن بتقوية الأنظمة المستبدة من خلال المساعدة في تقسيم و إرباك جماهير شعبنا. وهذا يمكن إثباته تاريخيا.

    إن عدم التناسق الاجتماعي والاقتصادي في السودان والعلاقات السياسية التي بنيت على ذلك يعني أن أي حزب سياسي جنوبي جاء إلى المسرح السياسي للدفاع عن انفصال جنوب السودان كان له ولي نعمة سياسي شمالي كانت أجندته وحدة السودان القائمة على التوجه العربي والإسلامي. إن ازدواجية الحديث تظهر في الخرطوم عندما يتحدث سياسي جنوبي في النهار حول انفصال جنوب السودان ولكنه في الليل يتحدث عن الوحدة مع معلميه و أولياء نعمته الشماليين. إن هذه اللعبة من الحب ـ الكراهية تشكل معضلة للمثقفين الجنوبيين، كما تشكل أرضاً خصبة للمخربين ومدبري المكائد.

    إن الكفاح من اجل السلطة والنفوذ من النوع الذي يؤدي إلى فقدان التركيز و الرؤية الواضحة يدفع العديد من الجنوبيين إلى تبني المواقف السياسية المتطرفة ودون أدنى مبالاة بالعواقب. لقد رأينا ذلك في عام 1991 عندما انشقت الحركة الشعبية/ الجيش الشعبي عقب إعلان ناصر. أثار إعلان ناصر مسألة تقرير المصير بوصفها جوهر الخلاف بين فصيل ناصر و فصيل توريت. و دون أن يعرفوا أنهم يخدعون أنفسهم بدلا من نظام الجبهة الإسلامية القومية؛ سقط قادة ناصر في فخ خدمة الإستراتيجية السياسية والعسكرية للجبهة الإسلامية القومية لهزيمة الحركة الشعبية/الجيش الشعبي لتحرير السودان. و كانت نتيجة تواطئهم، الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الناس، هي اتفاقيتي الخرطوم وفاشوده التين لم تستحقا الورق والحبر الذي اريق عليهما.!

    خلال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية كان تركيز المجموعة المسيطرة على تنفيذ اتفاق السلام الشامل وضمان أن يمارس جنوب السودان تقرير المصير قبل انتهاء الفترة الانتقالية. وتجاهلت المجموعة حقيقة أن تنفيذ اتفاق السلام الشامل لا يعتمد على النوايا الحسنة لحزب المؤتمر الوطني لكن على الضغوط التي تمارس عليه من قبل الحركة الشعبية والأحزاب السياسية الأخرى التي تناضل من أجل تحول ديمقراطي حقيقي في البلاد. في محاولة إرضاء قادة المجموعة فقدت الحركة الشعبية الأرضية لصالح المؤتمر الوطني في الحقائب الوزارية لوزارتي المالية والطاقة مقابل وزارة الشؤون الخارجية، وقد ساهم ذلك في جوهره في تجميل الوجه القبيح للمؤتمر الوطني محليا ودوليا.

    إن اكبر شيء غادر قامت به هذه المجموعة أنها أذعنت عن غير قصد إلى خدعة المؤتمر الوطني لتدمير اتفاقية السلام الشامل والحركة الشعبية من الداخل عبر إثارة الخلاف والعصيان ومن خلال التصريحات و السلوك الغير مسئول. إن فكرة جعل الحركة الشعبية حزب سياسي جنوبي لم تأت من الفراغ بل جزء من مخطط أوسع يشمل بعض كبار أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان لإضعاف الحركة الشعبية من خلال دق إسفين بين الشماليين والجنوبيين. يذكر أن الحركة الشعبية سقطت إلى أدنى نقطة لها وسط الشماليين وشهدت العديد من الاستقالات والهجران. إن تعيين الجنوبيين، وبعضهم من الذين لم يكونوا حتى أعضاء في الحركة الشعبية، في مناصب الحركة في الأجهزة التشريعية والتنفيذية لحكومة ولاية الخرطوم بدلا من أعضاء الحركة من الشماليين؛ تحالف الحركة الشعبية مع المؤتمر الوطني في انتخابات نقابه المحامين و كذلك محاولة إزاحة الرفيق ياسر سعيد عرمان من قيادة الكتلة البرلمانية للحركة الشعبية هي أمثلة على الصعوبات التي ابتليت بها الحركة الشعبية. إن ذلك يعكس فقدان التركيز وعدم وجود إستراتيجية سياسية سببه اعتقاد خاطئ بأن المؤتمر الوطني يمكن أن يجلب السلطة و النفوذ.

    الحقيقة هي أن المؤتمر الوطني له اتجاه و إن مضمون سياسته ليس قابل للتنقيح والتعديل. في تفكير الاستراتيجيين والمتشددين في المؤتمر الوطني الطرف الآخر هم من يجب أن يتكيفوا مع الواقع السياسي الذي أوجده المؤتمر. وهذا ما يفسر لماذا عاد الدكتور رياك مشار والدكتور لام أكول من الخرطوم إلى الحركة الشعبية/الجيش الشعبي في 2002م و 2003 م على التوالي وذلك لأنهم عجزوا عن دفع المؤتمر الوطني للتخلي عن قدر ضئيل من السلطة. وبالمثل فإن حزب الأمة تخلى عن موقفه فى التحالف الوطنى الديمقراطى من أجل إيجاد حل توفيقي مع المؤتمر الوطني ليجد أن قادته قد فسدوا وان الحزب تمزق إلى عدة فصائل.

    يعيد ذلك إلى الأذهان ما ذكرناه سابقا عن أن المؤتمر الوطني لا يمكن إصلاحه؛. إن المؤتمر الوطني يسيطر على أغلبية مصطنعة [52 ٪] في السلطتين التنفيذية والتشريعية مع سيطرة قوية على الجهاز الأمني للدولة معطيا إياه أفضلية غير مستحقة بما في ذلك عرقلة التغيير. إن الطريق إلى التحول الديمقراطي هو السبيل الوحيد لتدمير قبضة المؤتمر الوطني على السلطة والثروة في البلاد. ويمكن تحقيق ذلك عن طريق إقامة الوحدة بين القوى الديمقراطية في البلاد والحركة الشعبية لتحرير السودان في وضع جيد يسمح لها بقيادة التحالف على الرغم من شراكتها مع المؤتمر الوطني.

    إن عرضي للحركة الشعبية أنها اجل كي تقود الطريق نحو التحول الديمقراطي في السودان فإنه لا ينبغي أن تكون منعزلة في جنوب السودان. صحيح أن السودانيين الجنوبيين يشكلون الأغلبية من أعضاء الحركة الشعبية كما أن قيادتها العليا هم من جنوب السودان ولكن ذلك لا يجعلها خاصة بجنوب السودان. إن رؤية الحركة الشعبية كما صاغها زعيمها و مؤسسها الراحل تشكل منبرا للديمقراطية السياسية من اجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية للسودان. و أولئك الذين يريدون تشويه تلك الرؤية من أجل مكاسب سياسية و اقتصادية قصيرة المدى لايريدون سوى اللعب بمصير جماهير الشعب السوداني..
                  

04-07-2008, 07:55 PM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبد المنعم سليمان)

    Quote: مازال الجهد الأممي غير كافٍ لوقف انتهاكات حقوق الإنسان
    • الحاجة ماسة لحماية المدنيين وإقرار العدالة والمحاسبة وبناء الثقة في السودان
    • يجب إعطاء الأولوية لحقوق الأغلبية في عمليات الخصخصة والخطط التنموية
    • الفقر والحاجة لإعادة بناء مؤسسات العدالة من أعقد المشاكل في جنوب السودان

    سيما سمر والانتفاضة وقضايا التشرد والشهيد محمود محمد طه..
    ثم قضية الراي العام الاولي سناء ثم دارفور
    كل الشكر يا منعم علي اشراكنا كتابات العدد الاول...
    وفي انتظار تنامي الرنين والضرب علي حديد القضايا الاساسية للمواطن الغلبان
    والوطن المتمزق
                  

04-07-2008, 02:30 PM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    مقال مدير التحرير
    اجراس الحرية7ابريل2008

    خط الاستواء
    عبد الله الشيخ

    الحالة الأشعبية!
    أبصم بالعشرة على أن أشعب كان تمكينياً على السكين رغم خفة ظله!.. ولو لم يكن بهذه الصفة لما اعتمده الجماعة واحداً منهم ..ا
    ورغم كونه من السابقين تاريخياً إلا أنه ليس المناضل التمكيني الأول الأول, فقد سبقه (من عندنا) أقوام قادرون على أن يأتوا بما لم يأته الأوائل..
    حدثنا التاريخ عن أشعب, وأنه إذا لم يجد وليمة (واقعية) نسج مائدة في الخيال وأقنع الناس بالبحث عنها.. وحين يراهم هرعوا إلي الوهم ذهب هو على أثرهم حتى لا يفوته شئ.
    ولكن موائد الجماعة كلها واقعية.. فهي لها كيان لا يتعامل مع الوهم, وإن باعه للناس.
    الصورة الأشعبية هذه أخرجها الواقع الحالي الذي يحدث الناس عن وليمة الانتخابات وحين رأى بعض القوم قد صدقوه أمر أعيانه إلى استباق القوم.. مصدقاً ما أعتاده من توهم.. ومسكين أشعب.. كان يمشي إلى وليمة الوهم كداري.. أما هؤلاء (ما شاء الله)!..
    وحتى تكتمل الصورة في ذهن القارئ نقول إن الانتخابات مائدة.. وليمة.. لكن لمن استطاع إليها سبيلا.. وصاحب العقل يميز.. ويعرف (منوالبقدر يمد إيديهو لي كيس المرابي)!.. وصاحب العقل يقارن بين الوليمة الانتخابية التي يروج لها قبل التعداد الذي كان يفترض أن يكتمل قبل عامين, وبين ولائم الانتخابات التي صاغها الأخوه كرامازوف.. ولأن الكيان عاقل فقد روّج الآن بأن الانتخابات القادمة ستكون خالية من مشهيات التمكين.. حتى ظن أكثر الناس شكاً فيه أن وليمة الانتخابات هذه ستكون مناسبة سعيدة تفكك النظام!.
    وقد يتساءل الناس أو يتضجروا, أو يتظاهروا إذا اكتشفوا في نهاية البحث أن السادة قد باعوا لهم الوهم!.. المسألة بسيطة, ومحلولة.. فربما يقوم القوم بقطع النور، (وتجوط الحكاية) فهم الأقدر على (إدارة الأزمات)!..
    أين أشعب من كل هذا؟.. ولماذا لم تحفظ االجماعة له حقوق الملكية الفكرية؟.. الحقيقة هنا.. أن تاريخ أشعب وأوصافه قد تم تطويرها والتاريخ وهو كائن حي- كانت له القدرة علي ترصيع وجه أشعب كيف شاء!.. لكنه حين أتى على ذكر الجماعة (كضم) .. لم يكن التاريخ يظن أن تأتي حالة أشعبية تتنزّل فيها مسيرة أشعب وتكون (بيان بالعمل) مع بعض التطوير الحتمي الذي يقتضيه تبدل المناخ!..
    مسكين أشعب , لقد كان رحيماً بنا في ولائه لهم..ونبيلاً في أنانيته!.. علي الأقل كان الرجل يغلف إيثاره لنفسه بالفكاهة!! ربما لأنه لم يبتلع دولة بحالها.. ولو قدر له ذلك لقال لنا ما يقولون : (الماعاجبو......)
    لذا .. لابد من اعتذار لأشعب الذي كان يسعى إلى ما يسميه مفصولي الصالح العام ب (رزق اليوم باليوم).!!. وكان همه أن يحشو كرشه في ليلة واحدة .. كان لا يؤجل واجبه نحوها إلي الغد فكيف لنا أن نقارن بين أشعب والحالة الأشعبية التي وصل بها (حالها) إلي ما بعد الاستثمار ومابعد التصدير ؟ ان أشعب لا يحمل (المواصفات والمقاييس) التي تؤهله للدخول إلي الوعاء الجامع.. انه لم ينل من الشهرة إلا ما نال فريق أم دوم حين تصدر الدوري السوداني!..
                  

04-07-2008, 03:24 PM

ابراهيم على ابراهيم المحامى

تاريخ التسجيل: 04-19-2011
مجموع المشاركات: 126

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبد المنعم سليمان)

    تحية لاجراس الحرية
    وهي تقرع اولى اجراسها


    * هل تم ربطها بالنت؟
                  

04-07-2008, 03:45 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبد المنعم سليمان)

    صديقنا عبد المنعم

    مبروك الصدور وشكرا لهذه التغطية الراقية ولقد سعدت برؤية صديقي وأخي فايز الشيخ وهو يبدو أكثر وسامة وحضورا تحياتي بلغها له يا منعم ولكل الاخوان بالصحيفة ..ويا ريت لو صورت لينا بس الصفحة الاولي والاخيرة ونزلتها في هذا البوست.
    تحياتي

    (عدل بواسطة صلاح شعيب on 04-07-2008, 03:46 PM)

                  

04-07-2008, 02:34 PM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    الصفحة الاخيرة
    منعم سليمان
    7ابريل 2008



    صـــدى الاجــراس


    بدلاً من الحديث عن مطلوبات التحول الديمقراطي يتحدث نافع علي نافع عن فوز (الوطني) في الانتخابات القادمة... بهذه الطريقة التي تسير بها الأمور والبلاد قادمة على انتخابات ( سيفوز) الوطني ويخسر الوطن!! لم يقل لنا الدكتور أي دولة من دويلات السودان سيحكم المؤتمر الوطني..!!

    الله يسلم البلد
                  

04-07-2008, 02:37 PM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    اتمنى ان اجد الوقت لانزال باقي الصحيفة


    لكم الشكر والتقدير


    منعم
                  

04-07-2008, 02:39 PM

نصار
<aنصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    العزيز عبد الكريم
    اكيد ما ح يتحمل الرغيب كل هذا الجمال و الوضوح
    فالتحي لمن يضئ (شمسا) ليهزم الظلام..
    الانحناءة و التقدير لهؤلاء الشرفاء..
                  

04-07-2008, 02:42 PM

rani
<arani
تاريخ التسجيل: 06-06-2002
مجموع المشاركات: 4637

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: نصار)
                  

04-07-2008, 03:46 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: rani)

    صديقنا عبد المنعم

    مبروك الصدور وشكرا لهذه التغطية الراقية ولقد سعدت برؤية صديقي وأخي فايز الشيخ وهو يبدو أكثر وسامة وحضورا تحياتي بلغها له يا منعم ولكل الاخوان بالصحيفة ..ويا ريت لو صورت لينا بس الصفحة الاولي والاخيرة ونزلتها في هذا البوست.
    تحياتي
                  

04-07-2008, 04:08 PM

Elawad Eltayeb
<aElawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: صلاح شعيب)

    يا سلام يا شباب

    أول مرة أحس انو "السودان الجديد" فعلاً اتولد!

    نحن معاكم للطيش.
                  

04-07-2008, 08:45 PM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    أمنياتنا بالتوفيق ودوام التقدم ..

    في انتظار النسخة الالكترونية، واهم مافي الأمر هو أن يتنبه الأستاذ والشقيق الرائع طارق الجزولي إلى أهمية الأرشفة الإلكترونية الفعالة، سودانيل كان من المفترض أن تكون مكتبة مقالات ضخمة جدا جدا إذا ما تم الاهتمام بموضوع الأرشفة.

    التحايا لأجراس الحرية ولأهل القلم في السودان
                  

04-08-2008, 06:43 AM

زهير الزناتي
<aزهير الزناتي
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 12241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    باكراً كانت كل الأجراس تقرع
    في ايدي الناس ، وأرفف المكتبات خالية
    بحثت عن العدد الأول في كل اكشاك وسط الخرطوم
    لم اجده ،،،
                  

04-08-2008, 09:01 AM

عبد المنعم سليمان
<aعبد المنعم سليمان
تاريخ التسجيل: 09-02-2006
مجموع المشاركات: 12158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    الود والتقدير
    اتمني لو تمكنت اليوم من انزال بعض مقالات ومواد العدد الثاني
                  

04-08-2008, 12:01 PM

مصدق مصطفى حسين


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    الأعزاء عبدالكريم الامين احمد .. عبدالمنعم سليمان

    عاطر تحياتى ... نقول مبروك و إلى الأمام ،
    موفقين إن شاءالله .

    (عدل بواسطة مصدق مصطفى حسين on 04-08-2008, 01:04 PM)

                  

04-09-2008, 03:22 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    الأعزاء زكريا وعبدالرحمن (زول واحد)..

    سلامات ومحبة..

    أكيد يا زكريا الدكتور يكون راقد ليهو في فهم ورا الشعر ده.

    ويا عبدالرحمن أتفق معاك إنه الجماعة حيرازوها زي باقي الصحف المحترمة.
    لكن السؤال هنا: هل الحركة الشعبية حكومة ولا ما حكومة؟
    يعني لو ما قدرت تحافظ على طاقة التعبير بتاعتها. فعلى البلد السلام

    ودي للجميع
                  

04-09-2008, 03:23 PM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    الاخوة الاعزاء جميعاً هنا المتداخلين
    تحياتي لكم جميعا وانتم تفرحون بصدور (أجراس الحرية) صراحة زهلت للكم الهائل من الكتاب البارزين ونجوم الفكر والسياسة والثقافة والأدب في بلادنا في (سلة) واحدة يومياُ للقاري السوداني... والله وقسماً بالله أهلنا السودانيين يستاهون هذه الباقة المتميزة من الذين صقلتهم التجارب السياسية والفكرية والذين عاشروا أمهات الكتب والافكار..
    هنيئاً لكم يا قراء بلادي العزيزة..
    أحد الجهلة استنكر ان الصحيفة فيها 16 عمود في يوم واحد وقد أشار الى جهله بحقائق الواقع التي تقول أن صحافة الراي أصبحت هي الأكثر رواجاً في العالم العربي من مصر وولبنان وسوريا والاردن وفي السودان أتذكر عندما كانت تصدر صحيفة (الأضواء) بقيادة أساتذة الجيل أحمد الحسن أحمد ومحمد سعيد معروف كانت الأكثر رواجا وسط الطبقات المستنيرة ووسط الدبلوماسيين وأساتذة الجامعات ذلك لأن الاخبار أصبحت متوفرة أكثر من الهم في القلب لكن الناس تريد معرفة ما وراء هذه الاخبار وكنتها وتداعياتها المستقبلية واستقراء الأحوال في البلاد هذا هو المطلوب ولا توفره إلا صحيفة مثل (أجراس الحرية) لما فيها من أقلام مشهود لها بالكفاءة.
    صراحة انا سعيد للغاية لهذا الصدور وهذا الاجتماع الكبير في صحيفة واحدة..
    كل دعواتي وامنياتي القلبية ان يوفق القائمين على هذه الصحيفة، انا صحفي من البحرين مستعد لكل تعاون ويمكنني ان ارسل تقارير صحفية حول ما يجري في البحرين وخاصة ان المشروع الاصلاحي البحريني يسير على قدم وساق وان حقائق الواقع في هذه المملكة تدهش المراقب..
    هذا تأكيد على استعدادي للمشاركة، دون مقابل مادي.
                  

04-09-2008, 05:25 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    الاعزاء منعم وكيكي.

    شكرا لكم على هذا البوست الرائع.

    وتحية الى كل الذين قاموا على أمر هذا الصحيفة.


    دينق.
                  

04-14-2008, 12:39 PM

الأمين لعوتة

تاريخ التسجيل: 11-21-2006
مجموع المشاركات: 167

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: Deng)

    عاليا

    لحين رفد الرابط الإلكتروني

    تحية لجميع المشاركين






    .
                  

04-14-2008, 04:17 PM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: الأمين لعوتة)

    شكرا للجميع
    وسنعود اليكم فردا فردا مع كامل تحياتي
    وصحيفة اجراس الحرية هو نفاجنا وصوتنا جميعا
    وسيكون هذا السفر عاليا حتي نحظي برابطنا الالكتروني حتي يصل رنين الاجراس وصداها
    كل بقاع العالم...
    وسنعود
                  

04-15-2008, 00:06 AM

اندرو كوات
<aاندرو كوات
تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 340

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    منذ اندلاع الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان كان للاعلام دورآ محوريآ و استراتيجيأ في رسم خارطة المستقبل للكفاح المسلح, حيث تمكنت الحركة _عبر اذاعتها آنذاك_ من ايصال رسالتها النضالية و رؤيتها المتكاملة و حلولها الجزرية للمشكلة السودانية الي كافة اطراف السودان المترامية؛ و ان لم تخني زاكرة الطفولة فاني اكاد اجزم ان قاطني الخرطوم حينذاك كانوا يتلهفون للثالثة بعد الظهر ترقبآ لانغام لوول شول الثورية و برامج الحركة الاذاعية المتنوعة. تلك كانت ايامآ خوالي ترسخت في الزاكرة الي الابد اذ انها ساهمت في تربية جيل باكمله و سلحته بالعزيمة و الاصرار و زرعت فيه الحس الثوري فترعرع رافضآ للظلم و التهميش, معتزآ بتاريخه و حاضره, و مقدامآ لنصرة المغبون . تلك الايام كانت اللبنة الاولي في تكوين دولة السودان الجديد ذلك الوطن المريح الذي يلتقي في رحابه كل ابناء السودان بمختلف سحناتهم و اعراقهم و معتقداتهم و ثقافاتهم؛ و رغم قساوة دروب النضال و فداحة خياراتها و التي جاءت مثقلة بتضحيات جسام الا ان ابناء السودان الجديد ما زالوا مشرئبين الي تلك الفضاءات الرحبّة التي تحترم آدمية الانسان و حقوقه و يشقون طريقهم نحوها بكل ثبات و شموخ .
    بعد التوقيع علي اتفاقية السلام الشامل بنيفاشا كان ايجاد منفذ اعلامي آخر للتواصل مع المواطن السوداني و العالم الخارجي من اهم اجندات المرحلة للحركة الشعبية خاصة و ان احادية القطب الاعلامي في البلاد ابان فترة الحرب و تسييس موسسات الدولة الاعلامية كان قد وضع الشارع السوداني في كهف مظلم و اغرقه في الخطاب الايدولوجي الاسلاموعروبي لاخمص قدميه و لهذا كانت فكرة خلق منبر آخر_ يبث ثقافة السلام و التآخي و يدفع عجلة التحول الديمقراطي و المصالحة الوطنية_ ضرورة قصوي لا يحتمل التلكؤ و الانتظار و حلم كبير عاش عليه ابناء السودان الجديد و محبي الديمقراطية؛ ليس فقط لانه يمنح المواطن بديلآ آخر يتعاطي منه حصيلته اليومية من المعلومات بل لانه يوفر له الارضية المتوازنة لرسم محصلته الخاصة دون اي ضغط ايدولوجي يضبب الرؤية و يعيق خياراته الفكرية. لتلك الاسباب انتظر الملايين من ابناء السودان انطلاقة صحيفة اجراس الحرية علي احر من الجمر و تلهفوا للغوص بين صفحاتها لاستنشاق عبير الحرية و لتذوق الكلمة الصادقة و للاستشفاء من سنوات الصحافة الصفراء و براثن الايدلوجيات المجحفة للحقوق. من زاوية اخري, تشوق الكثيرون منا الي رؤية النموزج الذي سيقدمه اجراس الحرية كصحيفة تعكس التعددية التي يمتاز بها السودان؛ ليس فقط من باب ان التعددية ستظل دومآ منبعآ هامآ للاثراء الثقافي و الاجتماعي المتبادل, بل لان السودان الجديد لابد ان يقدم معالجات جزرية لطبيعة العلاقات الاجتماعية و الثقافية التي خلفتها سياسات المركز الاسلاموعروبي و التي من جراها تم عزل ابناء الهامش من تقلد مراكز متقدمة في موسسات الدولة بصفة عامة والاعلامية منها (التلفزيون_الصحافة) بصفة خاصة و لست مبالغآ ان قلت ان كل منا قد سمع بعبارة (ان فلان ليس وجهآ تلفزيونيآ).
    المؤسف في الامر ان هذه السياسة لم تكن محصورة في مؤسسات الدولة فحسب بل امتدت لتشمل القطاع الخاص, حتي الصحف المشهودة لها بالالتزان كانت تمارس تلك السياسة و لكنها تتحيّل علي القراء بمنح عمودآ لاحد الجنوبيين مثلآ حفظآ لماء الوجه و لكي تعطي نفسها مساحة للزعم الاجوف و هي ممارسة تضليلية شخصّها الدكتور ابكر آدم اسماعيل و اطلق عليها مصطلح "الترميز التضليلي" و ما اصدقها من عبارة!
    كل تلك الممارسات الظالمة كانت حافظآ آخر ليعلق الكثيرون آمالآ ضخمة علي هذه الصحيفة الوليدة لكي تصحح المسار و لتجعل المقدرات فيصلآ في اختيار الكادر و لكن ليس كل ما يتمني المرء يدركه فلقد ’وجهت لنا صفعة مؤلمة ايقظتنا من رومانسية ذلك الحلم الجميل ليطل علينا الواقع المرير معلنآ انعدام اي فارق نسبي بين اجراس الحرية و غيرها من الصحف التي تكتظ بها الاسواق بالنظر الي مكوّن الهيكل الاداري و كتاب الاعمدة, و ان توخينا الصراحة المؤلمة فنسبة الكتاب الجنوبيين بالصحيفة تجعل شعارات التعددية اشبه بنكتة سخيفة ﭐلقيت في مآتم حزين؛ مما يدفعنا للتسآؤل عما تقصده ادارة الصحيفة بالتعددية؟ هل يعتبر القائمون علي امر الصحيفة ان التعددية الحزبية _كوجود رباح الصادق المهدي_ كفيلآ بترجيح كفة التعدد و التنوع؟ و ما هي المعايير التي ﭐستخدمت لتجميع الطاقم الصحفي؟ اليس هنالك اقلامآ جنوبية مؤهلة للعمل بالصحيفة؟
    ثمة تسآولات كثيرة ما زالت تسبح في بحار بلا مرافي فالبعض يتكهن بان الاختيارات جاءت عبر ترشيحات الاستاذ الحاج وراق و آخرون يقولون ان تقديم وجوه مقبولة كانت ضرورة مرحلية! لكن كلا من هذين التفسيرين لا يرويان ظمآ المتسائل؛ فان كان مبدآ الوجوه المقبولة هو اساس الاختيارات فعن اي سودان جديد يتحدثون اذا كان الكاتب الجنوبي مازال يمثل وجهآ غير مقبولآ في تقديراتهم؟ الم ينطلق رؤية السودان الجديد لمحاربة هذه العقلية؟
    و ان كان الاستاذ الحاج وراق _ والذي اكنه له عميق احترامي _ صاحب هذه القرارات فالتاريخ قد اجاب عن تساؤلاتنا, فكيف بنا ان نتوقع انصافآ و الشهيد جوزيف قرنق مازال _الي اليوم_ يرقد في قبره متطلعآ لليوم الذي يمنح فيه ذرة من التبجيل و التخليد الذي حاز به رفيقه عبدالخالق محجوب؟ حقآ صدق من قال " يموت جوعآ من يننتظر مائدة القدر".
    ختامآ اود ان اوضح ان الاسس الفلسفية التي ترتكز عليها صحيفتنا الوليدة تعد خطوة غير مسبوقة في الصحافة السودانية و هذا حقيقة واقعية لا ينكرها الا المكابر ؛ لكن اضفاء بعدآ رومانسيآ للقضايا السياسية دون تقديم معالجات واقعية لا تساهم بصورة فعالة في ايجاد التسوية المرجوّة لقضايا التهميش فهي كالزهرة تبهر الناظر و لكنها لا تشبع جائعآ, لهذا علي ادارة الصحيفة مراجعة سياساتها حتي لا نعيد انتاج الماضي في حاضرنا فالسودان الجديد يتسع لنا جميعآ و لا مكانة للتهميش و الاقصاء فيه.

    اندرو كوات قرنق
    الولايات المتحدة_ آيوا
                  

04-15-2008, 08:56 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: اندرو كوات)

    go
    go
    go
    go up
                  

05-29-2008, 11:27 PM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)


    الم تقرع الاجراس؟؟
                  

06-20-2008, 07:26 PM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: غدا ستقرع اجراس الحرية في قلب الخرطوم...!!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de