|
Re: بعد الصعود الى هاوية الجنون وقبل الموت والرحيل اكتب!! (Re: Ishraga Mustafa)
|
بدأت الازمة الجديدة, وكأ نما توقفت يوما الازمات عن انتهاكى وجرحى بسكاكين الواقع, وكأنى ماانتصرت عليها وعلى جبينى اعلان يؤكد انتمائى للحياة. كان الارهاق قد استولى على كل جسمى الذى بدأ عليه الهزال, وروحى بدأت حالات انسرابها وكل يوم تبعد عن ارض الاحياء. كان الاموات يومها رفقاء ليلى ونهارى, سن الذهب تضىء ليلى وزهراء ابنة خالتى تضحك, تحكينى عن جنة عرضها السموات والارض, هناك حيث انهار العسل وجنات العنب وبنات الحور, نجوى, سندس, فردوس, خالتى فاطمة, حبوبتى ريا, آمال وحميدة, لم يفارقننى لحظة واحدة, حكيتهن ماحدث على مسرح الحياة, حكننى عن رحمة الموت حيت تقفل الحياة ابوابها وتقسو. بدأت احس بالتضخم فى اطرافى, فى كل جسمى, يدى تتضخم, احسها ثقيلة, لا استطيع حملها, تتكاثر يدى داخليا, تملأ الغرفة, اصرخ مفزوعة- قولى بسم الله ده كابوس- واستمرت الكوابيس, الحمى لا تفارقنى, فحوصات ثم انها الملاريا. اكمل الدواء وتعيد الملاريا دورتها فى دمى. بدأ التوهان, عيونى زائغة ولاشىء يربطها بالواقع, ابى يقرأ لىّ ايات من القرأن الكريم, امى حليمة تصلى لاجلى وتهدج لىّ بالدعاء, جدى يدعو هو الآخر, امى تقف مربوكة وحزن عينيها ملاّ كل فناجين الخوف وقلبى. قلت لهم بانى ساموت قريبا!! نجوى – شقيقتى الصغرى- تنتحب, منى تكبت حزنها ودموعها الجيران والاهل لا يكفون عن الدعوات- بت عشة الله يرفعها, عين واصابتها, فقدت عقلها- رجال السوق الصغير لايكفون عن سؤال ابى عن حالى ويدعون بكل انسانيتهم لىّ بالطيبة والحياة. دكتور فائز يجيب على أسئلتى, متدينا كان- سألته عن الله كثيرا, عن الموت, ولماذا نخلق اذا كنا اصلا سنموت يوما, تلاحقت اسئلتى وهو يلهث فى الاجابة بالكاد على السؤال الاول, المرضى ينتظرون بالخارج, ماكثرهم فى موسم توالد الباعوض. النتيجة تايفود, ولكن مالذى يحدث فى اقدامى, ذلك التنميل الذى يبدأ فى يدى اليسرى ثم يطال كل حتة فى جسدى, حينها تتراص صويحباتى وبنات اهلى الللآتى فارقن الدنيا ينادين علىّ لالعب معهن, عصارة- عصارة- يادنيا عصارة, خطوة نحوهن واخرى تتراجع للخلف, للامام, عيونى معلقة بشجرة بعيدة, لونها اخضر, هدأ النشيد الايوبى داخلى, هدأة من سيفارق الحياة قريبا. ايام عيد الاضحى تقترب, الحزن يكسى بيتنا, بكت ابتهال اختى الصغيرة, اقتربت منى اجلال وعيونها دامعة, لا انكر ان عينيها حرضتنى على النهوض, فقد كانت وابتهال ينتظرننى كل وقفة عيد تسبقنى ضحكاتى واحلامى وابتهاجى بالحياة رغم كل شىء, يبدأ البيت فى الضجيج, الحكى, غوايش بلاستيك وفتيلين منكير وجلسرين هدية العيد لهن وكلونيا- اقتعنى البائع الصبى بانها من ماء ورد الياسمين, حاججته لانى كنت فعلا لا المك سوى ماقلت به, اعطر بها امى حليمة وتعطرنى دعواتها, ماتخليت عن وعدى والامل بان يوم بكرة سيكون اجمل, وعدتهن بانى ساعمل قريبا فى الصحافة, سوف يتحسن وضعنا, سوف افعل كل ماتشتهون, اتجاوز صوت ابى{- بكرة بنط فيها عسكرى وبتتحل الجرايد, شوفى ليك قراية تنفعك وتنفعنا- } نظرت فى عينيها, مسكت يدها وطلبت كوب ماء. بدأت حالتى تتأرجح بين حالات الغيبوبة و حالات الصحو, بدأت حكايات السرحان واقعية ومنطقية فى تسلسلها الى ان يقطع حبلها اللامنطق.
|
|
|
|
|
|