عثمان مرغني: مره اخري !!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 09:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة علي عسكورى(Asskouri)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2005, 05:41 AM

Asskouri
<aAsskouri
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 4734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! (Re: Asskouri)

    في هذا الموضوع ادناه يؤكد الصحفي عثمان مرغني ما ذهبنا اليه من فشل مشروع التوطين الذي حول الاف المزارعين الي قوي عاطله، مما سيقود الي تدهور مريع في دخولهم وحياتهم. هذا الامر الذي يسرده الرجل يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان المشروع لم يكن جاهزا لاستقبال اي شخص، وأن ادارة السد لا تهمها حياة المواطنين. ولكن الرجل مثله مثل بقية صحافيي الانقاذ لايريد ان يعترف بفشل المشروع، ولا يقول لنا لماذا اصبح علي هؤلاء المواطنين النهوض بتنظيف الرمال من اراضي صحراويه بعد ان كاونوا يزرعون جروفا لا تطولها الرمال. ومن ياتري يتحمل هذه التكاليف؟؟؟

    من الواضح ان الرجل لم يقل إلا عشر الحقيقه، ففي كل مشروعات الخزانات تقول الحكومات نفس هذا الشئ، ولكن الواقع علي الارض مختلف تماما. فمن الواضح ان هؤلاء المزارعون اصبحوا يواجهون مشكله حقيقيه في كسب رزقهم وان سوء التغذيه يتهدد أطفالهم واسرهم. نحن لا نحتاج ان نذهب الي موقع التوطين لنقول ذلك ، لان كل مشروعات الخزانات علي اختلاف الدول صاحبها نفس الكذب ونفس الروايه الرسميه التي تعمد الي تدجين الباطل واخفاء الحقيقه المره واعادة اخراجها.

    ان هذه الاعترافات التي يقدمها الرجل تؤكد ان هنالك مأسأة شامله قد حلت بهؤلاء المزارعين البسطاء، وتفيد معلوماتنا ان اغلبهم قد غادر موقع اعادة التوطين في رحلة خروج بلا عوده بعد ان اتضح له بؤس الصحراء التي هجر لها.

    لم يقل الرجل لماذا تمنع سلطات الخزان الناس من زيارة موقع التوطين ولماذا تقوم باعتقال كل من يدلي بحديث ولماذا يحتاج المهجرون لاذونات للخروج والعوده الي المشروع؟
    لقد فشل الصحفي الهمام في تقديم اي صورفوتوغرافيه لماناة المواطنين في هذا المعسكر الذي تعتقل فيه ادارة السد الالاف من المزارعين وتجبرهم علي استصلاح الصحراء ونحن نعلم ان ادارة السد تمنع التقاط الصور وقد اعتقل احد كوادرنا الذي كان قد تطوع للقيام بهذه المهمه ولا ندري أين تحتجزه ادارة السد. لم يقل الرجل ما هو مستقبل هؤلاء المزاعين، والي متي سيستمر انتظارهم حتي تقوم ادارة السد بتنظيف الرمال ومن اين لهم بتدبير حياتهم الي أن يتم ذلك. لم يقل الرجل لماذا يتحمل المزارعين كل هذه التكاليف اصلا؟
    ان الرجوع الي الحق فضيله وكان علي الرجل نصح ادارة السد بارجاع هؤلاء المواطنين الي ديارهم ، وإيقاف العمل في السد الي حين مراجعته بصوره جذريه، ففي ترحيل هؤلاء الناس الي الصحراء وبهذه الطريقه مخالفه لكل الشرائع السماويه والارضيه، اذ كيف يرحل الانسان من ضفة النيل الي الصحراء ويقال له انه تم تعويضه، هل اصبحت الصحراء في مقام النيل؟

    إن محاولة دفن الراس في الرمال عن التجاوزات والانتهاكات التي وقعت في حق هؤلاء المواطنين، هو بمثابة مشاركه في هذا العمل. كان علي الرجل ان يطالب باستقالة معتمد التوطين فورا ان لم يطلب اقالة ادارة السد مجتمعه، ولكن مثله مثل باقي الانقاذيين يفتقد الاحساس بقيمة حياة الانسان، فكنز الاموال علي حساب البسطاء هو شريعة الانقاذ ومنهجها.
    لقد ظللنا ننبه العالم الي ما يجري، وظللنا نقول ان الدوله السودانيه تقوم بتهجير مواطنيها من مصدر ثابت للمياه الي الصحراء، ولم تابه لنا الحكومه وتركت الامر لمجموعه تفتقد ابسط أسس التأهيل في مثل هذه القضايا، وفي الحقيقه لم يكن ما سيحدث للمهجرين يهم الدوله او القائمين علي المشروع. ونحن نعلم ان هؤلاء المزارعين لم ينتجوا محصولا واحدا منذ أن تم ترحيلهم، لقد فشلت كل المواسم الزراعيه نتيجة لفقر التربه ونتيجة للزحف الصحراوي، ولكن القائمون علي المشروع استمراؤا الاستمرار في الخطاء حتي تمزق هذا المجتمع وتفرق اهله في انحاء السودان يبحثون عن مصدر رزق يعيلون به اسرهم التي تقطعت بها السبل في الصحراء.
    ان هذه الاعترافات التي ينقلها الرجل والشكاوي الواضحه من المزارعين تستوجب ان تنهض الجمعيات السودانيه لحماية حقوق الانسان والجمعيات الدوليه العامله في هذا المجال لمراجعة ما تم من انتهاكات وتعدي صارخ علي حياة هؤلاء المزارعين باسم التنميه! وصدقني يا عثمان مرغني أن العالم يراقب ما يجري ,وان التحقيق في هذه الجريمه قادم وان طال الطريق!!!


    Quote:

    اقراء موضوع غثمان مرعني

    الاثنين3يناير2005
    الوجه الآخر لسد مروي - الحلقة الرابعة
    عثمان ميرغني
    المهجرون ليسوا سياحا يبحثون عن مجرد منزل جميل يتمتعون فيه بالراحة هم مزارعون مرتبطون بالأرض.. وهم يحتاجون الى الانتقال ليس من بيت مهجور الى آخر معمور فحسب بل من مزرعة معمورة الى أخرى معمورة أيضا..!!
    شمال السودان متهم بتهميش بقية جهاته .. الأمر يبدو أقرب للنكتة لمن يزور هذه الديار فهذه المنطقة بقعة منسية خارج الحضارة الانسانية.
    الصغار يبدو انهم المستفيد الأول من الهجرة فهم يدرسون الآن في مدارس نظيفة واسعة ومجهزة بجميع المستلزمات التعليمية ويرعاهم عدد كاف من المعلمين .. والمدارس على مرمى حجر من بيوتهم فقد انتهى عصر الهجرة طلبا للتعليم
    عثمان ميرغني :
    تمنيت أن لو أمكن لي الحصول على دراسة اجتماعية أجريت بواسطة اىة جهة بحثية عن المتغيرات الموجبة والسالبة التي تجتاح المواطنين المتأثرين بسد مروي عند انتقالهم الى مستعمراتهم الجديدة .. فقد كان الوجه الآخر لمشروع سد مروي واضحا في أهالى (الحامداب الجديدة).. الوجه الآخر بلونيه الأبيض والأسود .. الابيض من حيث تبدل حياة العزلة والتخلف بأخرى مدنية مفتوحة بمصراعيها على عالم جديد والأسود في الروح الانسحابية المهزومة التي قد تخالط وجدان المستوطنين عندما يفتقدون موطنهم الأصلي ويكابدون الحالة الانتقالية للوضع الجديد..
    المرحلة الاولى من التهجير التي استهدفت أهالى منطقة الحامداب ستمثل 8% فقط من جملة المتأثرين بالسد والذي يشملهم برنامج التهجير .. وقد بدأت عملية التهجير بثلاثة أفواج مثلت حتى الآن نصف المرحلة الأولى ..اى 4% فقط من جملة المتأثرين .. ومن المهم ان يعلم القاريء أن منطقة الحامداب لا تتأثر كلها بقيام السد فهناك قسم من الحامداب يقع خلف السد في الاتجاه النازل Down Stream وهؤلاء لا يشملهم برنامج التهجير .. والمرحلة الثانية من التهجير تشمل سكان منطقة «أمرى» وهي جزيرة كبيرة تضم عشرات القرى والجزر الأخرى .. ففي تلك المناطق يعيش البعض في جزر داخل الجزر .. وعندما يتطلب الأمر انتقالهم الى البر فإنهم يعبرون النهر الى بر جزيرة أخرى ثم يعبرون مرة ثانية الى البر الأخير .. وهذا ما يجعل حياتهم معزولة مرتين وتقهر بذلك فرص توفر الخدمات ..
    جزر .. داخل جزر ..!!
    المرحلة الأولى من التهجير كانت من نصيب أهالى الحامداب .. وهجر نصفهم في أربعة أفواج .. الفوج الأول ويتكون من ( 125) أسرة تم تهجيرهم في يوم 15 يونيو 2003 .. اما الفوج الثاني فكان من (191) تم تهجيرهم يوم 15 أكتوبر 2003 . والفوج الثالث ويتكون من ( 226) أسرة تم تهجيرهم في يوم 15 فبراير 2004 .. ولا تزال هناك (295) اسرة في انتظار التهجير وهي الفوج الرابع والأخير من سكان منطقة الحامداب ومن المتوقع تهجيرهم في شهر ابريل القادم 2005 .
    والتهجير عمل لا يكتمل الا بسلسلة طويلة من الإجراءات الصعبة .. حيث تتم عملية احصاء دقيقة للمنازل والأسر المهجرة واشجار النخيل وأشجار الموالح والمغروسات الأخرى خاصة التي تعيش لسنوات مثل البرسيم .. ويقوم بالاحصاء أتيام من الجهاز المركزي للاحصاء تحت اشراف ادارة السد ..
    ومنشأ التعقيد من حيث أنه عمل ميداني يستوجب تجول اتيام الاحصاء في القرى والجزر المعزولة والشروع في عمليات تفاوض صعبة مع المواطنين لاثبات الحقوق .. وفي كثير من الأحيان تبدو مسألة تحديد الحيازات السكنية أو الزراعية معقدة وحساسة للغاية عندما يحاول بعض المواطنين تقسيم منازلهم الى حيازات منفصلة للحصول على اكبر قدر من التعويض .. فحسب معادلة التعويض فإن كل منزل يعوض بمنزل في المهجر فإذا قسم المواطن منزله الى قسمين فإنه قد يتمكن من الحصول على منزلين في المستوطنات الجديدة .. وفي إحدى المرات واجهت فرق الاحصاء معضلة حقيقية في التفاوض مع إحدى الاسر التي - بعجالة - قسمت المنزل الى قسمين مستخدمة (مشمعاً) .. وكان طريفا أنه رغم الأخذ والرد بين لجنة الاحصاء واصحاب المنزل وتمسكهم بأن منزلهم .. انما هما منزلان وعندما جاءت لحظة تناول الوجبة دعت الاسرة أفراد اللجنة لتناولها معهم وقام افراد الاسرة بافتراش (المشمع) الذي كان يقسم المنزل الى منزلين واستخدمته كمائدة للطعام ..
    العمل الميداني الاحصائي كان معضلة حقيقية خاصة في الشد والجذب المستمر بين لجان الاحصاء التي استقدمت من الخرطوم والولاية الشمالية وبين المواطنين الذين يبذلون قصارى جهدهم وذكائهم للحصول على أعلى المكاسب .. واستمرت الخلافات في بعض الحالات الى أن وصلت الى القضاء وبعضها استطال نظره أمام القضاء بضعة اشهر..
    خطأ في أسلوب التهجير .!!
    في نهاية المطاف كان لابد للمهجرين في مناطق المحور.. أى في موقع بناء السد أن يتحركوا الى موطن تهجيرهم الجديد .. وفي تقديري هنا ارتكبت ادارة السد خطأ كبيرا .. فقد نظمت عمليات تفويج جماعية نقلت فيها المواطنين وامتعتهم وكل مايحملونه معهم الى الموطن الجديد وهناك اعدت لكل اسرة منزلها مزودا بتموين يكفي لعدة اسابيع .. حتى الماء في (الأزيار) .. بل وكلفت شركة ضيافة بان تقدم لهم الطعام الجاهز المطهي ثلاث وجبات لثلاثة ايام ما كان مطلوبا فيها من الأسرة المهجرة سوى الذهاب الى مركز توزيع الطعام للحصول على وجبة جاهزة..
    ثم عمدت ادارة السد الى ازالة القرى التي تم تهجير الأهالى منها .. اغراق المراكب حتى لا يعود اليها البعض بدافع الحنين او البحث عن آخر لقمة قبل رفع المائدة ..
    لم تفطن ادارة لسد الى المخاطر التي تكتنف المرحلة الانتقالية لهؤلاء الأهالى الذين عاشوا عمرهم كله في مكان وعندما يتم اقتلاعهم منه الى مكان آخر فهم مثل زروع النخيل التي يجيدون شتلها ويدركون أن الشجرة المنقولة الى مكان جديد تحتاج الى فترة انتقالية ربما تذبل فيها قبل أن تستقيم على ساقها وتتلاءم مع التربة الجديدة ..
    وهؤلاء المواطنون هم في الاصل ليسوا سياحا يبحثون عن منزل أو موطن جميل يتمتعون فيه بالراحة والاستجام بل هم مزارعون مرتبطون بالأرض ويعتمدون عليها في أرزاقهم .. وهم يحتاجون الى الانتقال ليس من بيت مهجور الى آخر معمور فحسب بل من مزرعة معمورة الى أخرى معمورة أيضا.. ويستخدمون في وصف ذلك عبارة قوية اذ يقولون (عاوزين نقلع الطورية لينه من هنا .. لنغرزها في أرض لينه هناك) .. الانتقال من مزرعة الى أخرى عامرة..
    لكن الكثير من المزارع لم تكن جاهزة لاستقبال الهجرة الأولى رغم أن البيوت كانت جاهزة بتموينها ومستلزماتها .. فوجد كثيرون انفسهم في رحاب بطالة فرضتها عليهم الفترة الانتقالية المطلوبة لاستصلاح الأرض حتى تؤتي أكلها ..
    ولأن التعويضات المالية التي صرفت لمعظمهم كانت تمثل (سناماً) يسمح لهم بالصبر قليلا فلربما قاوم البعض هذا الحال لكن بالطبع مرت الأيام و ذاب السنام.. وصار البعض ينظر بقلق كبير الى مستقبله ..
    إدارة السد وقعت عقدا مع إحدى الشركات لتقوم بعمل كبير وسريع لاستصلاح الارض و لازالة الرمال عن مزارع كثيرة لا يمكن زراعتها قبل غسلها من الرمال .. لكن شكوى تكاد تكون متفق عليها بين جميع المزارعين أن الآليات التي تستخدمها هذه الشركة قاصرة عددا ونوعا عن انفاذ هذا العمل بالسرعة المطلوبة..
    الحواشة لازم تكون راقدة تربيزة ..!!
    عبد الهادي أحمد حسن مهيد (42 سنة) مزارع في مشروع الملتقى يقول (المشكلة في الموتر قريدر .. لا توجد آليات كافية العمل بطيء للغاية ) ..و يرسم لوحة معبرة للوضع فيقول عن الموسم الزراعي الماضي ( زرعتو بلا نفس) .. اى بهمة خائرة بسبب مكابدة مشاكل استصلاح الارض المغطاة بالرمال ..
    قلت للمزارع عبد الهادي .. ماهي المشكلة بالضبط التي تعاني منها فمزرعتك تبدو مخضرة .. قال بعفوية وصرامة على وجهه ( نحن تعودنا على زراعة الارض بعد أن تصبح مثل التربيزة) اى مستوية كالطاولة .. لكنهم هنا يسلمون الارض بعد تسويتها بالآليات بصورة لا يمكن زراعتها دون مجهود اضافي كبير لمزيد من التسوية .. ويستمر عبد الهادي ( وعدونا بأن يفعلوا ذلك لكن الوعود لم تنجز) ..
    المدير الزراعي «الطيب جاد كريم» في مشروع (الملتقى) يعترف بهذا التقصير .. ويؤكد انهم ظلوا يضغطون على الشركة لانجاز العمل بأسرع ما يمكن .. لكن في كل الأحوال والى أن يتم ذلك فإن المزارع القلق على مستقبله سيظل ضجرا يرفع الشكوى في كل اتجاه .. وهي شكوى تتمدد الى كل الظروف التي حتمت عليه الخروج من موطنه الأول .. ألم اقل لكم إنها حالة انسحاب وهزيمة ما كان لها ان تحدث لو أن التهجير اتخذ تدرجا حصيفا يضمن لكل مزارع عمله الجديد دون انتظار ..
    ربما كان ممكنا لكثير من الاسر أن تستلم البيت الجديد والمزرعة الجديدة دون ان تفقد اتصالها بموطنها القديم .. تتدبر حالها في الاستمرار في الزراعة والاقامة في الموطن الاول والانتقال تدريجيا حسب ظرفها الى الموطن الجديد .. فبعض المناطق (بعيدا قليلا عن موقع السد) ربما أمكن لأهاليها الاستمرار في استثمار زروعهم سنتين او ثلاث قبل أن تتلقفهم بحيرة السد .. وربما أمكنهم المحافظة على تلك الزروع اطول فترة الى أن تخرج الارض الجديدة في مشروع الملتقى خيراتها وتستوعب همتهم الزراعية مع حيواناتهم ..
    «شارون» في الحامداب ..!!
    ( محمد احمد عبد الرحمن النجومي ) مدير مكتب ادارة السد في الحامداب.. ويناديه معارفه باسم ( النجومي) من أبناء المناصير حباه الله بروح دعابة وسخرية أقرب لما اشتهر به (الرباطاب) قال لى إن المواطنين أطلقوا عليه لقب (شارون) لأنه المسئول عن عمليات ازالة القرى التي تم تهجير اهاليها .. فكان يستخدم (البلدوزر) في تسوية البيوت مع الارض ..المواطنون رأوا فيه صورة - ساخرة - مشابهة لما يرونه في مدن الضفة وغزة .. سأله أحدهم ..( ألم يكن أجدى أن تدفعوا لنا قيمة ما تنفقونه في تدمير البيوت .. وتتركوها للزمن ومياه البحيرة تدمرها لكم مجانا).. رد في دعابة وسخرية (نحن في كل الأحوال نفعلها مجانا.. فآليات التدمير نأخذها من الشركة الصينية «ملح») .. اى أنهم يستعيرونها مجانا من الشركة العاملة في بناء السد ..
    عماد الدين ابراهيم (32 سنة) غير متزوج .. تم تهجيره من منطقة الحامداب غرب .. جاء الى مدينة الملتقى وحصل على مزرعة (6) أفدنة لكنه لم يزرع في الموسم السابق (الدميرة) ولن يستطيع الزراعة في الموسم الشتوى الحالي لأن أرضه لم تستصلح بعد .. يقول ( اعمل بالأجرة عند المزارعين الذين استصلحت اراضيهم ولحقوا بالموسم الزراعي ) .. عماد الدين مثال للمنتظرين من ضحايا الفترة الانتقالية ..
    حسن عمر (28 سنة) من قرية (العفين) لم يجد أرضا في المشروع الجديد فمنحوه مزرعة مساحتها فدانين اثنين يطلقون عليها (شبورة) اى جزء من الارض يقع بين حيازات أخرى ومساحته اصغر من أن تعتبر (حواشة).. بعبارة مختصرة (بواقى) الارض الزراعية بعد تخطيطها .. كان يعمل بهمة في ارضه ويستعين ببعض المزارعين بالأجرة مثل حالة عماد الدين.
    الطيب جاد كريم المدير الزراعي يقول ان هناك (79 ) حواشة - مزرعة - مغطاة بالرمال وتحتاج الى استصلاح .. حاليا يجري العمل في (47) منها و الباقي ينتظر ربما بعد الموسم .. لكن «يونس أحمد محمد» رئيس اللجنة الزراعية بالمشروع يعطي أرقاما أخرى إذ يقول « مجموع الحواشات في المشروع 600 حواشة منها 65 تغطيها الرمال بنسبة مائة في المائة ولا يمكن زراعتها بينما 47 منها مغطاة جزئيا بالرمال وهناك 50 حواشة بها رمال لكن عملاً يجري فيها الآن».
    بعض المزارعين الذين تحدوا الواقع واستطاعوا استثمار اراضيهم الزراعية يبدون احسن حالا .. حسن عثمان (48 سنة) ويعول اسرة من أربعة أبناء أحدهم في الجامعة .. من مزرعته التي تبلغ مساحتها (6) أفدنة استطاع زراعة فدان ونصف الفدان محاصيل بستانية أي شجيرات النخيل أو الموالح التي يزرع تحتها البرسيم..و زرع 3 أفدنة بالقمح المحصول الرئيسي في الموسم الشتوي.. بينما ترك فداناً ونصف الفدان الآخر بوراً..
    قسمة ونصيب ..!!
    القسمة والنصيب بلا شك ستجعل المزارعين الذين استصلحت مزارعهم ولم تعاني من الرمال سعداء بعد أن تتطور قدرتهم على فلاحتها مع استمرارهم في استثمارها في المواسم الزراعية .. لكن في المقابل فإن الجالسين على رصيف الإنتظار سيكابدون ضجرا كبيرا تعبر عنها الشكوى المستمرة التي يضجون بها في وجه كل من يسألهم عن الحال في الموطن الجديد ..
    الاستاذ «عبد الله صديق محمد على» موجه بالنشاط الطلابي بمحلية «الدبة».. من الذين شملهم التهجير لكنهم ربما لم يتأثر كثيرا بالحالة الانتقالية حيث أن طبيعة عمله الديواني التي تتطلب ذهابه الى مدينة «الدبة» كل يوم اثنين وخميس لم تتركه في مواجهة مباشرة مع معضلات الزراعة .. يسكن في منزله الذي يشبه بقية منازل المهجرين .. وفي ركنه يبني حجرة جديدة مطلة على الشارع حتى يفتتح فيها محلا للاتصالات.. فالمدينة لا تزال بلا خدمات هاتفية أو جوال .. وفي إمكانه استخدام الهاتف الهوائي لتشغيل المحل ..
    (العمل بالمرتب حاليا أفضل من الزراعة) هذا ما قاله الاستاذ عبدالله ..فهو يرى أن العائد من الزراعة في الوقت الراهن غير مجز حتى ولو نجحت.. (حياة هؤلاء المواطنين كانت بسيطة للغاية في موطنهم قبل التهجير.. الطعام والمعيشة لم تكن من ضمن هواجسهم فمزارعهم كانت كافية لاطعامهم وتوفير ما يحتاجونه) .
    ومع ذلك فإن النقلة المدنية والحضارية كبيرة .. فالبيوت الطينية التي كان يسكنها الأهالى في موطنهم الأول فقيرة من كل النواحي .. والقرى بلا خدمات تذكر والكهرباء والمياه أبعد كثيرا من متناول أحلامهم .. الرعاية الطبية حلم لا يداعب الخيال والمدارس قليلة وبعيدة وبلا مقومات ..
    شمال السودان متهم بتهميش بقية جهاته .. الأمر يبدو أقرب للنكتة لمن يزور هذه الديار فهذه المنطقة بقعة منسية خارج الحضارة الانسانية .. ومع ذلك تبدو صابرة على الضيم .. هذا الصبر يغفر ويبرر لها كل ما تطمح له وتحاول الحصول عليه من مكاسب من عملية التهجير .. فكم مرة في التاريخ ستتاح لهم هذه الفرصة؟
    بنين وبنات..!!
    مدرسة مرحلة الأساس في القرية (3) فسيحة واسعة بأسوار جميلة غرست بداخلها بضع شجيرات .. فصول التلاميذ الأصغر عمرا في جانب من المدرسة يفصلها عن بقية فصول التلاميذ الأكبر سنا مكاتب هيئة التدريس ..
    المدرسة بها (24 تلميذاً من الجنسين .. هناك مبانٍ لمدرستين احداهما للبنين والأخرى للبنات لكن قلة عدد التلاميذ من الجنسين اجبرتهم على ضمهم جميعا في مدرسة واحدة بينما تركت المدرسة المجاورة الأخرى بكل مبانيها الكبيرة شاغرة .. داخل الفصول يجلس الأولاد في الجانب الأيمن والبنات في الجانب الايسر..
    الصغار يبدو انهم المستفيد الأول من الهجرة فهم يتلقون العلم الآن في مدارس نظيفة واسعة ومجهزة بجميع المستلزمات التعليمية ويرعاهم عدد كاف من المعلمين .. والمدارس على مرمى حجر من بيوتهم فقد انتهى عصر الهجرة طلبا للتعليم..
    الدكتور «فهد فيصل» الطبيب بالمركز الطبي في «الحامداب الجديدة» تخرج من جامعة امدرمان الاسلامية قبل أربع سنوات يعمل تحت اشراف مفوضية الشئون الاجتماعية بوحدة سد مروي .. كان يباشر الكشف على احدى السيدات مع طفليها عندما وصلنا الى المركز الصحي..
    الحالات المرضية لا تزال قليلة.. ومعظمها أمراض خفيفة.. (لم اتعرض لحالات اسعافية طارئة الا مرتين طوال مدة وجودي في الحامداب الجديدة) .. هنا تجهيزات طبية بسيطة على قدر متطلبات المركز الصحي وحدة اسنان وكرسي ولادة وصيدلية ومختبر طبي.. دكتور فهد متزوج ويقيم مع اسرته في القرية الادارية (رقم واحد).. ويعمل بنظام المناوبة مع طبيب المركز الطبي في القرية الأخرى (رقم 3) .. بحيث يظل أحدهما في موقع العمل خلال الأمسيات..
    ونواصل في الحلقة الخامسة..!!
    ربة منزل تقول «مستوى الدخل صفر.. ونعيش على التعويض»
    مستوى الطلاب في المدارس تحسن بصورة ملحوظة

    (عدل بواسطة Asskouri on 01-03-2005, 05:43 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri12-31-04, 06:01 PM
  Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri12-31-04, 06:22 PM
    Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri12-31-04, 06:30 PM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-01-05, 04:37 AM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-02-05, 05:58 AM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-02-05, 08:40 AM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-02-05, 11:26 AM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-03-05, 05:41 AM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-04-05, 08:42 AM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-04-05, 05:19 AM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-03-05, 04:35 AM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-09-05, 04:59 PM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-10-05, 07:13 AM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-12-05, 06:45 AM
    Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-05-05, 12:00 PM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-08-05, 06:00 AM
  Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-01-05, 08:44 AM
    Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-01-05, 08:56 AM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-01-05, 12:59 PM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-03-05, 09:38 AM
  Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-05-05, 04:47 AM
  Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Omer5401-06-05, 00:19 AM
    Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-06-05, 08:49 AM
      Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-06-05, 01:15 PM
        Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-07-05, 04:43 AM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-09-05, 07:39 AM
            Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! معتصم ود الجمام01-09-05, 05:50 PM
              Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-09-05, 07:54 PM
              Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-11-05, 11:16 AM
                Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-15-05, 04:00 AM
          Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-13-05, 06:44 AM
            Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-19-05, 05:24 PM
              Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-28-05, 12:48 PM
                Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-29-05, 08:34 AM
                  Re: عثمان مرغني: مره اخري !!! Asskouri01-30-05, 08:18 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de