|
Re: الشمالية في خطر ... النوبة في خطر (Re: خالد العطا)
|
مشاركة من الثائر النوبي فواد شباكا تراجيديا السدود ومشروع توطين الجورباتية فى أرض النوبة
لم تخلوا حياة الشعب النوبى يوما من التراجيديا وبأقل تقدير زمني منذ عام 1902 عندما أقيمت ما يسمى ” خزان أسوان” على أثر برمجي لما يسمى نوبيا بهلوكست التعليات، ومن ثم التهجيرات وبصرف النظر عن موقف النوبيين من هذه التراجيديا وقصصها ونتائجها التي تستغل إلى يومنا هذا في تكريس كيان جوربتى إستيطاني على الأرض النوبية . فالدراما التراجيدية للخطاب السياسي المصرى الذي صنع المأساة التراجيدية للشعب النوبي، بدءا من اللجوء إلى ضياع الأرض إلى التطهير العرقى الذى يتعرض له الشعب النوبي يوميا إلى عملية التمييز التي يتعرض لها أيضا أينما وجد وكأن النهاية المأساوية، لإعتبار أن أرض النوبة هي عبارة عن مسرح تتحدد عناصر النهب والاستلاب بشكل متجدد ولكن بنتائج ثابتة لمفهوم العمل التراجيدي للشعب النوبى
سأتطرق في هذا المقال المقتضب، بتزامن مع توطين 300 أسرة مصرية فى النوبة العليا، مع قرب حلول ذكرى الرابعة والأربعين لاغتصاب النوبة، وكأنها مصادفة مرتبة للتذكير بحق الشعب النوبي في العودة ( وان كان حق عودة النوبيين إلى وطنهم مطلبا نوبيا!) .. صراعنا مع هؤلاء المغتصبين لأرض النوبة ليس صراعا سياسيا وفحسب، بل انه صراع وجود، صراع من أجل الحفاظ علي هويتنا الثقافية والحضارية واللغوية من الاندثار، فهذا الكيان العنصرى يمارس أبشع أنواع محو المخزون الثقافي النوبي عبر أسوأ سد عالى رهيب والذى قام ببنائه من قبل زمرة عسكرية قمعية التي جاءت للسلطة عبر الدبابات، والتي بدأت تتآكل بفعل التحجر وغوائل الزمن ... نقول للعالم بأننا شعب يحب الحياة وننتشي برائحة ماء النيل الخالد، الا أن النضال مفروض علينا، وسوف نناضل من أجل حياة أفضل لأطفال قادمين .. وحتى تسمى الأشياء بأسمائها فالأصح علينا أن نطلق على 300 أسرة مصرية - بالمغتصبون - فالمستوطنون هم مغتصبون - والمستوطن هو مغتصب .. حقيقة ما يدعي النظام المصري فكرة التوطين أو مشروع انتقال، إنما هو استعمار إحلالي، بمعنى انتقال كتلة بشرية من مكانها إلى مكان آخر، ويعتمد حتى الآن على هجرة الجورباتيه لزيادة عددهم في النوبة لدعم القدرة البشرية التي تحافظ على ديمومة خطط الإحلال والتعاقب ... والأصح أن نلقبهم بالمحتلون المغتصبون
وبالمناسبة لا يفوتنا في هذا المقال أن نذكر حول تهجير أهالي حلفا، ومن محو مدينتهم وتاريخهم من سطح الأرض، وكل ذلك لأجل عيون البكباشى ناصر وسده العالي المشؤوم . وفي الحالتين خابت مشاريع التوطين البديلة فى جبال السلسلة المعروفة باسم الجيتو النوبى بجنوب أسوان، كما خابت مشاريع خشم القربة فى دولة الجلابة السودانية، وما حصد أهلنا منها سوى سياسه التشريد بعد إجتثاث فظ، أطاح بحضارتهم وتراثهم وتقاليدهم العريقة .. ليست هنالك دولة فى القارة الافريقية كالسودان يشعر فيه جل سكانه بالغبن تجاه هذا النظام الفاشى الذى يسيطر علي مجتمع يسوده القهر، الظلم، التهميش والاستعلاء العروبى المزيف . وقد واجه نظام بشير العفن الاحتجاجات النوبية السلمية بالعنف، وبأندفاع قواته المجرمة في قتل من النوبيين الأبرياء، رغم أن المظاهرة كانت سلمية ومعالمها كانت واضحة ، ولم يتم تقديم مرتكبى الجريمة إلى المحاكم لمعاقبتهم ... وكما ورد في خطب البشير بانه سوف لن يتفاوض الا مع من يحمل السلاح .. سؤال; الى متى نقف مكتوفي الأيدي أمام نهب الأراضي في عموم النوبة؟ / فؤاد شباكا
|
|
|
|
|
|
|
|
|