|
Re: جزى الله موسى الكليم عن أمة الاسلام خير الجزاء! (Re: jini)
|
. .
الأخ العزيز جني
هذه الرواية غير مسلم بصحتهاعند أهل البيت عليهم السلام وإن كانت وردت في بعض الكتب كبحار الأنوار لكن قال عنها علماء الإمامية كالسيدالمرتضى : هذه الرواية فهي من طريق الآحاد، التي لا توجب علماً، وهي مع ذلك مضعفة .
ونحن هنا نشير إلى الأسئلة التالية على لسان السيد جعفر مرتضى العاملي صاحب موسوعة الصحيح من سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)
لماذا يفرض الله على الأمة هذا العدد أولاً، ثم يعود إلى تخفيفه بعد المراجعة، فإنه إن كانت المصلحة في الخمسين، فلا معنى للتخفيف، وإن كانت المصلحة في الخمس، فلماذا يفرض الخمسين، ثم الأربعين، ثم الثلاثين وهكذا. وفي بعض الروايات: أنه كان في كل مرة يحط عنه خمساً، حتى انتهى إلى خمس صلوات. وقد أجاب بعض المحققين عن هذا بأن ما جرى هنا ما هو إلا نظير إضافة الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " الركعتين الأخيرتين في الرباعية من الصلاة اليومية؛ ونظير التكليف بعدم الفرار من الزحف، مع أنه علم أن فيكم ضعفاً. ونظير الرفث إلى النساء ليلة الصيام، فقد نسخت حرمته بعد وقوع المخالفات منهم؛ قال تعالى: " علم أنكم كنتم تختانون أنفسكم؛ فتاب عليكم، وعفا عنكم؛ فالآن باشروهن " ونقول: إن ما ذكره ـ حفظه الله لا يكفي لدفع ما ذكرناه، أما بالنسبة لتشريع الركعتين الأخيرتين في الرباعية من قِبَله " صلى الله عليه وآله وسلم "؛ فإن الله سبحانه قد فوض له ذلك حينما يعلم " صلى الله عليه وآله وسلم " بتحقق مصلحته ومقتضيه في متن الواقع. وأما بالنسبة لحكم الفرار من الزحف، وحكم الرفث إلى النساء، فإن المقصود بـ: " علم أن فيكم ضعفاً ". و " علم أنكم كنتم تختانون أنفسكم " هو تحقق معلوم الله سبحانه في الخارج. أي أن الحكم السابق، وهو حرمة الفرار بملاحظة قلة العدد، وحرمة الرفث قد استمر وبقي إلى أن حصل الضعف وحصلت الخيانة وتغير الموضوع. فنسخ الحكم الأول، فنسخت حرمة الرفث ونسخت حرمة الفرار وليس المراد علم الله بعد جهله، والعياذ بالله. أما السيد المرتضى، فقد أجاب " رحمه الله " عن التساؤل الذي طرحناه فيما سبق بنحو آخر، وهو: أن من الممكن أن تكون المصلحة أولاً تقتضي الخمسين، ثم تغيرت هذه المصلحة بسبب المراجعة، وأصبحت تقتضي الخمس ولكنه جواب منظور فيه؛ فإن النبي إذا كان يعلم: أن الله تعالى لا يشرع إلا وفق المصلحة، فإنه لا يبقى مجال لمراجعته أصلاً؛ لأنه كأنه حينئذٍ يطلب تشريعاً لا يوافق المصلحة. ولو صحت المراجعة هنا، وأوجبت تبدل المصلحة صحت في كل مورد، وأوجبت ذلك أيضاً، فلماذا كانت هنا. ولم تكن في سائر الموارد. كما أن تعليل موسى للتخفيف بعدم طاقة الأمة، كأنه يدل على أنه يعتقد: أن هذا التشريع يخالف المصلحة. وهذا محال بالنسبة إلى الله تعالى. ولا يمكن صدوره لا من موسى " عليه السلام " ولا من نبينا " صلى الله عليه وآله وسلم ". قال صاحب المعالم:المطالبة بصحة الرواية، مع أن فيها طعناً على الأنبياء بالإقدام على المراجعة في الأوامر المطلقة " وسؤال آخر: كيف لم يعلم الله تعالى: أن الأمة لا تطيق ذلك، وعلم بذلك موسى؟: وسؤال آخر، وهو: ما المراد بعدم الإطاقة؟ هل المراد بها عدم الإطاقة عقلاً؟ فيرد عليه: أنه لا يمكن القول بجواز التكليف بما لا يطاق؟ أو المراد به ما كان في مستوى العسر والحرج، المنفي في الشرع الإسلامي، كما دلت عليه الروايات والآيات ولا سيما قوله تعالى: " يريد الله بكم اليسر، ولا يريد بكم العسر " و " ما جعل عليكم في الدين من حرج " وغير ذلك من الآيات. ومما ذكرناه يتضح: أنه لا يمكن أن يكون تعالى قد كلف بني إسرائيل ما لا يطيقون. وأما قوله تعالى: " ربنا، ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا " . فهو لا يدل على ذلك لعطف قوله " ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " عليه؛ فيدل على أن المراد بالإصر هو ما يطاق، لا ما لا يطاق. ويمكن أن يكون المراد بالإصر: جزاء السيئات الثقيل والشاق، أو المبادرة بعذاب الاستيصال. وأما طلبهم أن لا يحمّلهم ما لا طاقة لهم به، فليس المراد أنه يحمّلهم ذلك في التكليف الابتدائي، لأن العقل لا يجيز ذلك، بل المراد ما لا طاقة لهم به، مما يتسبب عن المخالفة وهو العذاب الأليم، والعقاب العظيم. وسؤال آخر هنا، وهو: كيف نسي الله تعالى تلك التجربة الفاشلة مع بني إسرائيل، حتى أراد أن يكررها مع أمة محمد من جديد؟!. ولعل هذه التجربة كانت هي عذر إبراهيم الذي مر عليه محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " ذهاباً وإياباً عشر مرات، أو عشرين على اختلاف النقل. ولكنه لم يسأله عن شيء، ولا أمره بشيء!!. وإن كنا نستغرب عدم سؤاله عن سر هذه الجولات المتتالية ذهاباً وإياباً؟!. ولماذا لم يلتفت نبينا الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم " إلى ثقل هذا التشريع على أمته، والتفت إليه نبي الله موسى؟ ولماذا بقي يغفل عن ذلك خمس مرات، بل ستة أو أكثر ولا يعرف: أن هذا ليس هو الحد المطلوب، حتى يضطر موسى لأن يرصد له الطريق باستمرار، ولولاه لوقعت الأمة في الحرج والعسر؟. ولماذا لا ينزل الله العدد إلى الخمس مباشرة من دون أن يضطر الرسول إلى الصعود والنزول المتعب والمتواصل باستمرار؟
لمزيد من الإطلاع شاهد هذا الرابط أدناه:
الصحيح من سيرة الرسول الأعظم
.
تحياتي وتقديري .
|
|
|
|
|
|
|
|
|