|
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)
|
كتب الاستاذ كمال الجزولى فى رثاء الراحل مصطفى سند:
Quote: الجمعة: -------------
في منتصف ستينات القرن المنصرم، وفي عقابيل ثورة أكتوبر، بل وبتأثيرها المباشر، بدأت ذائقة جيلنا من الشعراء تزهر. وخلال ثلثها الأخير اتخذت نقوشنا البكرة في إنشاء القصائد شكلاً أكثر جديَّة بفضل ما أتيح لنا من ملامسة النشر الصحفي. وفي كلِّ ذلك كان مصطفى سند ناهضاً فينا، كأحد أندر الأصوات الأكثر إبهاراً، والإيقاعات الأسلس انسجاماً، والموسيقات الأعذب اندياحاً، في إطار فخيم من الإعلاء اللغوي وافر البذخ، والصورة الشعريَّة شديدة الفرادة، والمضامين التي تشفُّ عن نضج المُدرَك الوجودي، وخصوصيَّة التجربة الجماليَّة.
كان شاباً حيياً متواضعاً لما يتعدَّ السابعة والعشرين، يعمل في مصلحة البريد والبرق، ويسكن في الحيِّ الكائن بين العمدة وودنوباوي بأم درمان، حين تعرَّفنا به وصادقناه. كان يجسِّد في عيوننا تجسيداً حيَّاً كلمة إليوت البليغة "الشاعر حارس لغة القبيلة"! ولعلَّ ذلك هو ما لفت، بوجه خاص، نظر صديقنا الآخر صلاح احمد ابراهيم، فخط له، يوم أصدر مجموعته الأولى بعد ذلك بسنوات، تذييلاً على غلافها الخلفي شدَّد فيه على كون اللغة قد بلغت عند مصطفى شأواً بعيداً، أو كما قال.
كان مصطفى وردة مميَّزة اللون والأريج في بستان كان يشعشع، أيامها، بألق الشعر العظيم وبهاء الشعراء الضخام. كان غزير الإنتاج من الخرائد الجياد. ولم يكن قد أصدر ديواناً، بعد، حين كنا نتصيَّد مطوَّلاته الجديدة، نتلصَّص على الواحدة منهنَّ، بشغف ولذة متناهيتين، في باطن الأضابير أو داخل أكياس الوسائد، وهي لمَّا تزل في طور الإنشاء، حتى إذا اكتملت خلقاً سوياً، واستقامت على سوقها، دفع بها، مجلوَّة كعروس، إلى صحيفة (الرأي العام)، لنتبارى في اقتنائها، نتخاطفها، أو ينسخها بعضنا من بعض، بخط اليد، بأناة واستمتاع. تلك كانت فترة فتوَّته الشعريَّة التي شهدت مولد (أكوبو) و(الكمنجات الضائعة) و(مقاطع استوائيَّة)، وغيرهنَّ، وبالطبع زينتهن أجمعين .. (البحر القديم) التي أسمى عليها مجموعته الأولى تيمُّناً. وأشهد أن تلك الخرائد، ضمن أعمال سودانيَّة وأجنبيَّة أخرى، هي التي جسَّرت معابر أغلبنا إلى تذوُّق الشعر الجديد في نماذجه الرفيعة، وأعانتهم كثيراً على تحسُّس قياساته، وتلمُّس عياراته المائزة.
ولمصطفى كثير فضل عليَّ شخصياً. ولئن كان النقاد والكتاب والباحثون قد أطنبوا في الثناء على فنه، فها قد جاء يوم شكره الخاص حقاً مستحقاً له علىَّ لكلِّ ما أبدى من اهتمام بي، وحدب على تشجيعي في بداياتي، وذكري بالخير، غير ما مرَّة، في حواراته الصحفيَّة داخل وخارج الوطن. وقد حدَّثني صديقي الشاعر الكبير سيد احمد الحردلو وقت كان مديراً لدار الأشقاء للنشر، واعتزم نشر مجموعتي (عزيف الريح خلف بوَّابة صدئة)، أنه دفع بها إليه لإجازتها بحكم مهامِّه، أوان ذاك، بإدارة المصنفات، إلا أنه وضع توقيعه على مستند إجازتها دون أن يقرأها، قائلاً لسيد احمد: "بعد هذا سأقرأها. عيب أن أراجع شغل كمال"!
شقَّ عليَّ أن نعاه الناعي إليَّ، ظهر اليوم، بعيداً عن وطنه وأهله وأحبابه، فتذكرت مرآه، يوم مشينا خلف جنازة المرحوم عبد الله حامد الأمين عام 1976م، وهو يجهش بالبكاء، ويشرق بالدمع، ويكثر من الاستغفار والدعاء وترديد "إنا لله وإنا إليه راجعون"!
اللهمَّ لقد وسعت رحمتك السماوات والأرض، فارحم مصطفى، واغفر له، واحسن إليه، واشمله برضوانك، يا أرحم الراحمين، واجعل الجنة مثواه، وبارك في ذريَّته، والهمهم والهم ذويه والهمنا جميل الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
|
الأسـتاذ كمـال الـجزولـي ورزنامة الأسبـوع : نـضـمـي .....نـضـمـي ... نـضـمـي!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | حليمة محمد عبد الرحمن | 06-04-08, 11:23 AM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | Ishraga Mustafa | 06-04-08, 11:36 AM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | haroon diyab | 06-04-08, 11:45 AM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | عبود عبد الرحيم | 06-04-08, 11:48 AM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | ناهد بشير الطيب | 06-04-08, 12:02 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | كمال ادريس | 06-04-08, 12:05 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | الفاتح خليل الفكي | 06-04-08, 12:29 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | لؤى | 06-04-08, 09:23 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | فتحي الصديق | 06-04-08, 09:43 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | saber alhawatti | 06-04-08, 11:02 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | وجدي الكردي | 06-04-08, 11:47 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | Mohamed Yassin Khalifa | 06-05-08, 06:16 AM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | jini | 06-05-08, 06:22 AM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | عبدالله الشقليني | 06-05-08, 10:27 AM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | khalid abuahmed | 06-05-08, 12:26 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | siddieg derar | 06-05-08, 12:32 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | ادم الهلباوى | 06-05-08, 01:01 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | حليمة محمد عبد الرحمن | 06-06-08, 06:46 AM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | saber alhawatti | 06-06-08, 06:54 AM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | عبد اللطيف السيدح | 06-06-08, 09:45 AM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | Adil Osman | 06-06-08, 10:28 AM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | حليمة محمد عبد الرحمن | 06-06-08, 11:21 AM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | عبدالكريم الامين احمد | 06-06-08, 11:26 AM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | د.نجاة محمود | 06-06-08, 11:40 AM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | Dr. Moiz Bakhiet | 06-06-08, 04:25 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | حليمة محمد عبد الرحمن | 06-06-08, 09:03 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | ابوبكر يوسف إبراهيم | 06-07-08, 10:42 AM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | الرفاعي عبدالعاطي حجر | 06-07-08, 11:53 AM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | Adil Osman | 06-07-08, 12:15 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | قرشـــو | 06-07-08, 01:20 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | نادر الفضلى | 06-08-08, 05:41 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | نادر الفضلى | 06-08-08, 05:45 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | Bushra Elfadil | 06-08-08, 09:17 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | Raja | 06-08-08, 09:30 PM |
Re: في رحيل مصطفى سند.. شكرا لكم / اميمة مصطفي سند | حليمة محمد عبد الرحمن | 06-23-08, 11:03 PM |
|
|
|