مبادرة الميرغني لتحقيق الوفاق

Quote: مبادرة الميرغني للوفاق ... باركوها !! ترتفع وتيرة التوافق والتراضي حول القضايا الوطنية يوما بعد يوم .. وبالامس نشرت صحيفتنا (أخبار اليوم) نص مبادرة الميرغني لتحقيق الوفاق الوطني الشامل والتي تتمثل في أربعة بنود متكاملة ولا اعتقد ان جهة ترفض محتواها ... وبقراءة سريعة للبنود نجد انها أصلا تمثل جزءا من كافة الاتفاقيات والمبادرات التي تم التوقيع عليها أو تلك التي تم التوافق حولها ... اذا ليس في مبادرة الميرغني شيء جديد ... سوي الحاق اسم (مولانا) بها . المبادرة تدعو للحوار وصولا للحد الادني من الوفاق حول القضايا الراهنة ... والجميع يعرف أن الحكومة بهيئة أحزاب الوحدة الوطنية (بح) صوتها من الدعوة للحوار وبعثت الحكومة عامة والمؤتمر الوطني خاصة بعدد من الرسل والمبعوثين للقاء مولانا الميرغني في القاهرة وعروس البحر الاحمر جده ... ولكن دونما طائل وظل مولانا يضيع كل الفرص التي كانت ستحقق له عودة ظافرة تحفظ له مقامه ومعارضته وقيادته للتجمع (الممزق) بالخارج .. وتقترح مبادرة (الميرغني) أجندة تتمثل في استكمال اتفاقيات السلام والاسراع بحل عاجل لمشكلة دارفور لوقف القتال والانفلات الامني وتحقيق السلام والاستقرار ومراجعة قوانين الانتخابات والاحزاب والخدمة المدنية ... والمعروف أن المجلس الوطني ينظر الان في تعديل عدد من القوانين التي تم الفراغ من اعدادها عبر اللجان القانونية لشريكي نيفاشا ... وتقترح (المبادرة) ايضا الاتفاق علي سياسة خارجية متوازنة لتحقيق مصالح البلاد العليا ... نعتقد أنه ما من مجال نجحت فيه الحكومة أكثر من توازن علاقاتها الخارجية التي حفظت للسودان كبريائه ومقامه بين الدول .. وتتضمن (المبادرة) بنودا اخري لا يختلف عليها اثنان . اذا كانت هذه المبادرة ستحقق عودة للميرغني تحفظ له كرامته بين قومه فاننا ندعو الحكومة بكافة احزابها كما ندعو القيادات الحزبية المعارضة أن تبصم بالعشرة عليها دون (تعديل أو ملاحظات) فليس فيها ما يستدعي تدخل القلم ... كل محتواها لا يخرج قيد انملة عن اتفاقية السلام ولا (الاتفاقيات المنبثقة) عنها . اننا والله نأسف كثيرا أن يظل مولانا محمد عثمان الميرغني بعيدا عن ارض الوطن كل هذه الفترة بعد أن اضاع فرص العودة بداية من اتفاق السلام الشامل وعودة قرنق وانتهاءا باتفاق التراضي الوطني مع حزب الامة في الوقت الذي يتابع فيه الجميع ما يتعرض له الحزب الاتحادي الذي (كان) يشكل الضلع الآخر للقوي الوطنية حيث يعاني الان التمزق دونما قيادة تخرج به الي بر الامان علما بان البلاد تتوجه نحو تحالفات للدخول في انتخابات ... لا تنتظر أحد أو حزب .. ونتمني ان يعود السيد محمد عثمان للباد اليوم قبل الغد ليجمع شتات الحزب الذي كان ويعقد مؤتمراته ويعيد صياغة مكاتبه استعدادا لموسم الحصاد السياسي .