قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 03:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-27-2008, 04:41 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)


    مفتاح شخصيته
    لقد نشأ السيد الصادق في البيت الذي يتزعم، من حيث العدد، أكبر طائفة دينية عندنا في السودان .. وهي طائفة الأنصار .. ومن المعروف في البيوتات الطائفية عندنا، أن أبناء زعماء الطائفة يجدون من الإتباع كل تقديس، وتوقير، لا فرق، في ذلك، بين الأطفال والكبار، فجميعهم (أسياد)، فحتي الأطفال الصغار مطاعون من جميع الأتباع بما فيهم الشيوخ، فهم لا ترد لهم حاجة .. في مثل هذا الجونشأ الصادق، وترعرع، فهولم يعرف منذ نعومة أظفاره سوي أنه (سيد) مطاع .. وقد ظلت هذه (السيادة) تتوكد في نفسه كلما شب، وكلما تفتحت عيناه علي ضروب من الطاعة له تصل الي حد التضحية بالنفس في سبيل مرضاته ..
    ولم يكد يبلغ سن الشباب حتي تهيأت الظروف التي جعلته زعيم الطائفة، وهولم يبلغ بعد سن الثلاثين .. وكان يري الآلاف من الأنصار يخضعون لتوجيهاته، ويتحركون بإشارته، وهم علي إستعداد تام أن يضحوا بأنفسهم في سبيله ..
    ثم إنه لم يلبث أن أصبح رئيسا للحكومة في تلك السن المبكرة، وأصبحت البلاد جميعها تحت زعامته .. والأنصار يعتقدون أن لهم حقا زائدا في هذه البلاد، ويعتقدون أن أمجادها أمجادهم، وهم ورثتها .. وكان الصادق كثيرا ما يسمع هتافات الآلاف من الأنصار داوية: (الله أكبر ولله الحمد .. البلد بلدنا ونحن أسيادها) .. فلا يملك إلا أن يستجيب لهذه الهتافات، فتتوكد عنده أحقيته التي ما ينبغي أن تنازع - في السيادة علي البلاد .. ثم يزيد من توكيد هذا المعني في نفس الصادق تلك الهتافات الداوية (الصادق أمل الأمة .. الصادق أمل الأمة) فيزداد يقينه بأحقية الطائفة في فرض سيادتها علي البلاد، وفي أحقيته هوفي فرض زعامته علي الطائفة، وعلي البلاد معا ..
    فالنفس البشرية، بطبيعة ميلها، يصعب عليها أن تمتنع علي دواعي الأمر والنهي فيها .. وما أصدق الشاعر الذي قال:-
    لقد صبرت عن لذة العيش أنفس * وما صبرت عن لذة النهي والأمر
    وإذا وجدت النفس الفرصة لإشباع ميلها الي النهي والأمر فإنه يبرز ويعبر عن نفسه، وهو، من خلال هذا التعبير، ينمو، ويقوي ويستفحل .. ثم أن النفس، من بعد ذلك، تجد أنه من السهل عليها أن تجد الحيل والمبررات التي تسوقها لتقتنع بأحقيتها في النهي والأمر، ثم تفلسف هذا الإقتناع لتقنع به الآخرين ..
    ومن الأمثلة التي يمكن أن تساق للتدليل علي جعل النفس، في تبرير شعورها بالتفوق وتبرير ميلها الي النهي والأمر، قول الصادق في صفحة 19 من كتابه (يسألونك عن المهدية) فقد قال:
    (هؤلاء العمالقة يستجيب الواحد منهم لحاجة جماعية عميقة، ويتحدث بالمنطق السائد في زمانه، وبتعبير المعارف المتاحة له الرائجة في ذلك الزمان .. ومن صفات هؤلاء العمالقة أن الواحد منهم يفوق أقرانه بثقة مستمدة من يقينه بأنه ملهم) والعبارة التي تهمنا هنا قوله : (ومن صفات هؤلاء العمالقة أن الواحد منهم يفوق أقرانه بثقة مستمدة من يقينه بأنه ملهم) ..

    القيادة الملهمة
    إن المتتبع لسيرة الصادق، ولأقواله، وكتاباته، يستطيع أن يري بوضوح أن مفتاح شخصيته يكمن في عبارة كثيرا ما وردت في كتاباته الأخيرة وهي عبارة (القيادة الملهمة) .. فهو، في تحليله لأحداث التاريخ، والصراعات الفكرية التي نشأت في العالم الإسلامي، والتحولات السياسية والدينية التي تمت، والتي ينتظر أن تتم، يرجع دائما الي أمر أساسي هو(القيادة الملهمة) .. فالقيادة والإلهام عنده هما الأمران اللذان بهما تتم التحولات الكبيرة في الفكر وفي الواقع .. فمثلا الصادق عندما يتحدث عن فكرة المهدية في الإسلام، في كتابه المشار إليه آنفا صفحة 92 يقول : (ومهما كانت التفاصيل فإن هذه الأصول أفهمت كثيرين بمجيء قيادة مختارة لإصلاح فساد الأحوال .. وفي الأدلة الإسلامية أيضا ما يشير الي إتيان قيادة ملهمة يلهمها الله الصواب ويهديها) .. وفي صفحة 94: (إن في الأدلة مكانا واضحا لقيادة مهتدية مرشدة مصلحة للفساد يؤهلها إصلاحها لإستقبال إلهامات روحية) .. وهوعندما يريد تلخيص دعوة محمد أحمد المهدي في السودان يقول في صفحة 163 من نفس الكتاب: (ومع تشعب المواصفات والنعوت فإن الذي أصف به الدعوة المهدية هو: أنها قيادة دينية ملهمة توحد الكلمة وتجدد الدين.)
    ثم يخلص الصادق من مثل هذه الأقوال عن القيادة (الملهمة) وهي كثيرة جدا في كتاباته الأخيرة الي قاعدة أساسية في التغيير، فأسمعه يقول في صفحة 158 من كتاب: (يسألونك عن المهدية) : (إن الصفاء الروحي وإلهاماته، وحاجة الجماعة الملحة للقيادة الملهمة لتنبعث وتتحرك أمور لا يمكن إنكارها إلا من وجهة نظر شكلية بحتة في فهم النظام الإجتماعي ووجهة نظر مادية بحتة في فهم الإنسان): فالخلاصة التي يصل اليها الصادق هي: أن الجماعة لتنبعث وتتحرك، تحتاج، حاجة ملحة، الي قيادة ملهمة .. فإذا كان الصادق يؤمن، ويبشر، في كتابته الأخيرة، ببعث إسلامي مرتقب: وهوبعث حتمي الوقوع: أسمعه يقول (سواء نظرنا من ناحية نظرية عامة، أوإستعرضنا وجودا واقعيا محددا سنجد أن كل المؤشرات تعلن حتمية البعث الإسلامي): وهذا البعث الإسلامي عند الصادق إنما هوبعث للمهدية كما سنوضح في فصل قادم: وقد وضع الصادق صورة متكاملة لفكرة هذا البعث، وضمنها الكتب التي كتبها في سجنه، وفي فترة ما بعد السجن .. فمن يكون (القائد الملهم) الذي تحتاجه الجماعة حاجة ملحة لتحقيق هذا البعث الحتمي إذا لم يكن هوالصادق نفسه؟!
    إن كل الدلائل تشير الي أن الصادق يؤمن بحتمية قيادته للأمة كإيمانه بحتمية البعث الإسلامي الذي يبشر به، والذي وضع تصورا لمبادئه، ووسائله، وملابساته، في كتبه: 1- الصحوة 2- الدعوة 3- القوت 4- الرئاسة ..
    ====

    الأخوان الجمهوريون

    الصادق المهدي!!
    والقيادة الملهمة!!
    والحق المقدس؟!

    الطبعة الرابعة فبراير 1978- ربيع أول 1398


    الأهداء:-
    الي الشعب السوداني الكريم!!
    لقناعتنا بخطر الطائفية عليك لا نمل التكرار في تحذيرك منها ..
    وإنما تتمكن الطائفية منك لأنها تستغل فيك أنبل عواطفك!!
    هي تستغل فيك تعظيمك لأمر الله، وحبك للدين ..
    وهي!! هي لا ترجولله وقارا ..
    وهي!! هي لا تنظر للدين إلا كوسيلة لتغفيلك ..
    فأحذرها فإنها هي العدو!!
    أحسن الله خلاصك من حبائلها!!
    ورد الله كيدها في نحرها
                  

العنوان الكاتب Date
قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي عبدالله عثمان05-25-08, 02:29 PM
  Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي Omer Abdalla05-25-08, 07:12 PM
    Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي عوض محمد احمد05-25-08, 07:44 PM
    Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي حسن الجزولي05-25-08, 09:49 PM
      Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي عبدالله عثمان05-25-08, 11:54 PM
    Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي عبدالله عثمان06-01-08, 03:50 PM
  Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي Yasir Elsharif05-25-08, 10:04 PM
  Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي عبدالله عثمان05-27-08, 04:41 PM
  Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي Sabri Elshareef05-30-08, 05:15 PM
  Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي عمر دفع الله05-30-08, 05:46 PM
  Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي عبدالله عثمان05-30-08, 07:10 PM
  Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي Sabri Elshareef05-31-08, 12:45 PM
  Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي عبدالله عثمان05-31-08, 04:06 PM
    Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي عبدالله عثمان05-31-08, 04:06 PM
      Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي عبدالله عثمان06-08-08, 07:42 PM
  Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي عبدالله عثمان06-01-08, 00:39 AM
    Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي wesamm06-01-08, 05:52 AM
  Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي kamalabas06-01-08, 04:00 PM
    Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي عبدالله عثمان06-01-08, 04:59 PM
  Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي عبدالله عثمان06-02-08, 03:34 PM
    Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي عبدالله عثمان06-08-08, 07:36 PM
  Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي Elawad06-15-08, 08:45 PM
  Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي Elawad06-19-08, 04:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de