|
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي (Re: عبدالله عثمان)
|
Quote: جاء تحت موضوع الثوابت الدينية: 1-2): حرية العقيدة والضمير. 1-3) التزام قطعيات الشريعة. 1-4) التسامح في الإختلافات الإجتهادية. 1-5) التعايش السلمي بين الأديان) (المصدر السابق). إن هذه الفقرات جميعها متناقضة، ولا يمكن أن تقوم في أي مجتمع في وقت واحد. وذلك لأن قطعيات الشريعة، لا يمكن أن توافق على حرية العقيدة. ولو كانت الشريعة الإسلامية توافق على أن يعتقد كل شخص ما يشاء، لما قام الجهاد، وأحكم السيف في رقاب المشركين حتى يسلموا، وفي رقاب أهل الكتاب حتى يعطوا الجزيّة عن يد وهم صاغرون. قال تعالى في حق المشركين (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم). وقال في حق أهل الكتاب من المسيحيين واليهود (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزيّة عن يد وهم صاغرون). وقال في حق الكفار عموماً (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب). وقال النبي صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وأمرهم إلى الله). هذه هي نصوص الشريعة القطعية في التعامل مع غير المسلمين، فماذا سيفعل السيد الصادق والمشير عمر البشير بها؟! هل يتفقان على تطبيقها ومحاربة المسيحيين والوثنيين من المواطنين السودانيين؟! أم انهما لن يستطيعا ذلك، وإنما أتوا بها هنا من باب المزايدة السياسية، ودعوى الاتفاق على الثوابت؟! أليس في مجرد القول بالالتزام بهذه القطعيات، مخالفة ظاهرة لحرية العقيدة والضمير، التي نص عليها هذا الاتفاق؟! أليس فيها استفزاز مقصود لغير المسلمين، واشعار لهم بأنهم مواطنون منبوذون، سيشن عليها تحالف حزب الأمة والمؤتمر الوطني الحرب الدينية، متى ما استطاعا ذلك عملياً؟! وهل يمكن أن يكون كل هذا من ضمن التراضي الوطني، الذي ينبغي ان يشمل كل السودانين مسلمين وغير مسلمين؟! والتعايش السلمي بين الاديان لا يتم بتراضٍ زائف، وانما سبيل تحقيقه، هو الاحتكام لإحدى مرجعيتين لا ثالث لهما: أولهما اصول القرآن، التي وفرت حرية العقيدة، لكل انسان، في قوله تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). وهذا المستوى من الاسماح منسوخ بالشريعة، التي أحكمت آيات القتال التي أشرنا إليها أعلاه، ولا يمكن تطبيق الاسماح وهو أصل ديننا إلا بتطوير الشريعة.. ومن أجل تطوير الشريعة، لا بد من بعث الآيات المنسوخة، واحكامها، لتقوم الدعوة بالتي هي أحسن، بدلاً عن الجهاد، ويقوم الاسماح بدلاً عن الإكراه، وهذا ما دعا له الأستاذ محمود محمد طه دون سائر علماء المسلمين.. وثانيهما المرجعية العالمية لمواثيق حقوق الإنسان، التي نصت في كافة تلك المواثيق على حق كل إنسان في أن يعتقد ما يشاء. ومن قطعيات الشريعة، عقوبات الحدود في قطع يد السارق، ورجم الزاني المحصن، فهل سيطبقها تحالف الحزبين؟! أم انهما يعلمان انها لا يمكن ان تقوم، الا على خلفية من العدل الاقتصادي والاجتماعي، ليس محققاًً اليوم؟! ومنها أيضاً قتل المسلم، اذا غير دينه، فقد ورد في الحديث (من بدل دينه فأقتلوه)، وعلى هذا الفهم، ما زالت الردّة موجودة في قانون العقوبات السوداني، ولقد اكد على بقائها هذا الاتفاق العجيب، حين نص على ايجاد قانون يحكم على اجتهادات المفكرين، وذلك حيث جاء (يكون القانون حكماً في الاختلافات الاجتهادية)!! هذا مع انه كان قد نص على (التسامح في الاختلافات الاجتهادية)!! (المصدر السابق). فما معنى دخول القانون، ليجرم اجتهاد شخص، ما دام هنالك تسامح في اختلاف الاجتهادات؟! وحتى نتصور مبلغ السوء في هذا الاتجاه، الذي التقى عليه هذان الحزبان، يمكن ان نفترض ان د. الترابي، قد أذاع اجتهادات عديدة، مثل قوله بجواز زواج المسلمة من مسيحي، أو امامة المرأة للرجال، أو تصريحه بأن الحور العين هن طالبات الجامعة الإسلامية، أو غيرها مما نسب إليه من اجتهادات مؤخراً.. فإذا لم يوافق تلاميذه القدامى في المؤتمر الوطني، على هذه الاجتهادات، فإنهم بدلاً من حواره حولها، واثبات باطلها للناس، يلجأون الى ذلك القانون، الذي يكون حكماً على الاختلافات الاجتهادية، ليحكم لهم على اجتهاد شيخهم بالبطلان، ثم ما يترتب على ذلك من عقوبة على المجتهد، ربما كانت مادة الردّة نفسها؟! أرأيت كيف تأخذ هذه الاتفاقية العجيبة بالشمال، ما منحت باليمين؟! |
شكرا يا عبد الله عثمان.. وشكرا للقراي..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | عبدالله عثمان | 05-25-08, 02:29 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | Omer Abdalla | 05-25-08, 07:12 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | عوض محمد احمد | 05-25-08, 07:44 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | حسن الجزولي | 05-25-08, 09:49 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | عبدالله عثمان | 05-25-08, 11:54 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | عبدالله عثمان | 06-01-08, 03:50 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | Yasir Elsharif | 05-25-08, 10:04 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | عبدالله عثمان | 05-27-08, 04:41 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | Sabri Elshareef | 05-30-08, 05:15 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | عمر دفع الله | 05-30-08, 05:46 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | عبدالله عثمان | 05-30-08, 07:10 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | Sabri Elshareef | 05-31-08, 12:45 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | عبدالله عثمان | 05-31-08, 04:06 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | عبدالله عثمان | 05-31-08, 04:06 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | عبدالله عثمان | 06-08-08, 07:42 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | عبدالله عثمان | 06-01-08, 00:39 AM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | wesamm | 06-01-08, 05:52 AM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | kamalabas | 06-01-08, 04:00 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | عبدالله عثمان | 06-01-08, 04:59 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | عبدالله عثمان | 06-02-08, 03:34 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | عبدالله عثمان | 06-08-08, 07:36 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | Elawad | 06-15-08, 08:45 PM |
Re: قراءة في اتفاق التراضي الوطني (1-3): د. عمر القراي | Elawad | 06-19-08, 04:53 PM |
|
|
|