|
Re: المؤتمر العلمى الخامس للروايه السودانيه.. = عالم على الرفاعى الروائى (Re: salah awad allah)
|
أما على تقنية كتابة الروائية فيمكننا رصد الحمل الإعتراضية على قلتها وتباعدها في سياق إيقاع السرد لراوى كلى المعرفة ... راوى يبسط سلطته الكاملة على الأحداث وعلى الشخوص ، راوي له القدرة على النفاذ إلى ذهن أي من شخوصه ويحكي تداعايتهم ولكنه بنفس القدرة أن هذا الإحكام المتقن يبسط فضاء متسع لتلك الشخوص أن تتحاور وتبوح بمكنوناتها إلى القاريء ولكن عبر وسيط هو الراوي (وحاج الدسوقي ... إن كنتم لا تعلمون صاحب طاقية بيضاء تطفو على رأسه الذي لا يزيد حجمه رأسه عن حجم ركبته ..) ص (27). فمن هو هذا المتكلم ؟ أنه الراوي. وفي مستوي بناء الشخوص نجد أن هنالك شخصيات مركزية هي التي تؤسس للحدث في (النص)... (الرواية) ومنها تتصاعد وتنمو بالأحداث بالدرجة التي تجعلنا نقترحها كشخصيات مركزية صنعت مكتملة البناء ولم تنمو مع تنامي الأحداث مثل: "حسون ود النعمان " الشخصية المركزية الغائبة الحاضرة عن الأحداث والتي تأتي على قمة هرم الرواية أي الموضوع المركزي، إنبنت منه وعليه فكرة النص المركزية... وهذا الغياب الشكلي بفعل الموت هو حضور فعلى على مستوي المتخيل والواقعي في الأحداث أي في سيرورة الرواية وبناءها الدرامي... "شخصية حاج النعمان" وتقوم بدور شخصية الظل لشخصية حسون ابنه رغم انفصالها بمكونات وملامح مختلفة هي في الأساس ملامح شخصية الأب. جوهانا وآندرسون أو مستر نعمان وهاتان الشخصيتان يمثلان الفضاء المغاير. الفضاء الغربي في جدلية حواره مع الشرق أو المكون المحلي " قوز قرافي ". هذا الفضاء المغاير... الأوروبي – (المستعمِر) هو فضاء يبدو في ظاهره منسجماً لكنه في حقيقته الداخلية كتلة منقسمة، أشارت له الرواية في بداياتها بالجيل الذي أدان سلوك أجداده المستعمرين وتمثلها شخصية " جوهانا" كما صممها الكاتب.. المؤلف لتلعب هذا الدور رامزاً بها لعلائق في مستواها الجنيني لم تكتمل ملامحها بعد ولكن لها تأثيرها وقوتها ربما يتجه فضاء الغرب اللبيرالي المؤسسي. هذه الديناميكية للشخصيتين (جوهانا وآندرسون) تمثل وقود الحراك في جدلية (غرب- وشرق) جدلية حوار الغرب مع مستعمراته السابقة بما تمثله سياقات الواقع التاريخي للمرحلة الراهنة وفق معطيات وشروط مختلفة تماماً ومتقاطعة مع ماضي مازالت آثاره وذيوله تتحرك وهذه الحالة تمثلها شخصية: (الفاضل ود البر).... المجنون ظاهرياً والذي لعب دوراً خطيراً من منطلق مختلف ومضاد لما كانت تقوم به شخصية (اللاّز) في رواية الروائي المغربي " الطاهر وطار" حيث برزت بوادر الشك حوله وما تؤول إليه شخصيته في مستقبل أحداث النص... كما نطالع " فرح صدقت ولكن الذي يحيرني في الخواجة صداقته الغريبة لود البر، ذاك المجنون الذي يهيم على وجهه ..ص(38) وبما أن غياب حسون ود النعمان كشخصية محورية … “غائبة وحاضرة" كشف النص في بداياته عن الكيفية التي تم بها غياب حسون ود النعمان محملاً هذا الغياب عدة دلالات وأسئلة تركت هكذا … دون تفسير لتطل علامات استفهام تحاور القارئ وتقفز إلي ذهنه من بين حشد كثيف من ثرثرة المثاقفة التي يمررها الكاتب عبر إتقان بناء كثيف من تفاصيل الحكايات الصغيرة ليمرر عبرها خطابه في الإيدويولوجيا والتاريخ والفلسفة… الخ. "هل كان حسون أول شخص ينتحر أو يموت مقتولاً، يدفن في جبانة تور القوز؟ (ص 45) (أول شخص مقتول دفن بجبانة تور القوز شيخ حملة إلينا السيل بعد سنوات من وفاة عوض ودكراع الفروه، ثم أن حماداً ولد الإعيسر إبن خالة قاريقا، والمأذون الذي عقد قرأن حسون ود النعمان علي "قاريقا" بنت اللبيب، وجدا مقتولين بالسم كما جاء في تقرير الطيب، ودفنا مع حسون في يوم واحد، كما دفنت معه قاريقا وأمه ست الجيل التي قتلتها صدمة انتحار
|
|
|
|
|
|
|
|
|