مواقف نقدية من التراث الإسلامي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 07:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-28-2008, 10:24 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي (Re: هشام آدم)

    _____________________


    خرافة الإسراء والمعراج:

    يذكر الترمذي في سننه حديث المعراج فيقول: "حدثنا أبو بكر قال حدثنا الحسن بن موسى بن الأشيب قال حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل , يضع حافره عند منتهى طرفه , فركبته فسار بي حتى أتيت بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي كان يربط بها الأنبياء , ثم دخلت فصليت فيه ركعتين , ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن ; فاخترت اللبن , فقال جبريل : أصبت الفطرة قال : ثم عرج بنا إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل : من أنت ؟ فقال : جبريل , قيل : ومن معك ؟ قال : محمد , فقيل : وقد أرسل إليه ؟ فقال : قد أرسل إليه , ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب ودعا لي بخير , ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل : ومن أنت ؟ قال : جبريل , فقيل : ومن معك ؟ قال : محمد , فقيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : قد أرسل إليه , ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى فرحبا ودعوا لي بخير , ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل : ومن أنت ؟ فقال : جبريل , فقيل : ومن معك ؟ قال : محمد , قالوا : وقد أرسل إليه ؟ قال : قد أرسل إليه , ففتح لنا فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب ودعا لي بخير , ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل : ومن أنت ؟ فقال : جبريل , فقيل : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم فقيل : وقد أرسل إليه ؟ فقال : قد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا لي بخير , ثم قال : يقول الله { ورفعناه مكانا عليا } ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل , فقيل : ومن معك ؟ فقال : محمد , فقيل : وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه , ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب بي ودعا لي بخير , ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل , فقيل : ومن معك ؟ قال محمد , فقيل : وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه , ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب ودعا لي بخير , ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل , فقيل : ومن معك ؟ قال : محمد , فقيل : وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه , ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم وإذا هو مسند إلى البيت المعمور , وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه , ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى فإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها أمثال القلال , فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت , فما أحد من خلق الله يستطيع أن يصفها من حسنها , قال : فأوحى الله إلي ما أوحى , وفرض علي في كل يوم وليلة خمسين صلاة , فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال : ما فرض ربك على أمتك ؟ قال : قلت : خمسين صلاة في كل يوم وليلة , فقال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك , فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم , قال : فرجعت إلى ربي فقلت له : رب خفف عن أمتي , فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى فقال : ما فعلت ؟ فقلت : حط عني خمسا , قال : إن أمتك لا تطيق ذلك , فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك , فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى عليه السلام فيحط عني خمسا خمسا حتى قال : يا محمد هي خمس صلوات في كل يوم وليلة , بكل صلاة عشر , فتلك خمسون صلاة , ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا , ومن هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب له شيئا , [ ص: 445 ] فإن عملها كتبت سيئة واحدة , فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تطيق ذلك , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد رجعت إلى ربي حتى استحييت } .

    بينما يذكر الإمام أحمد في مسنده حديث المعراج فصيغة مغايرة تماماً إذ يقول: حدثنا هوذة بن خليفة قال حدثنا عوف عن زرارة بن أوفى قال : قال ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لما كان ليلة أسري بي أصبحت بمكة , قال : فظعت بأمري وعرفت أن الناس مكذبي , فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم معتزلا حزينا فمر به أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال كالمستهزئ : هل كان من شيء ؟ قال نعم , قال : وما هو ؟ قال : أسري بي الليلة قال : إلى أين ؟ قال : إلى بيت المقدس : قال : ثم أصبحت بين أظهرنا ؟ قال : نعم , فلم يرد أنه يكذبه مخافة أن يجحد الحديث إن دعا قومه إليه , قال : أتحدث قومك ما حدثتني إن دعوتهم إليك ؟ قال : نعم , قال , هيا معشر بني كعب بن لؤي هلم , قال : فتنفضت المجالس فجاءوا حتى جلسوا إليهما فقال : حدث قومك ما حدثتني , قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني أسري بي الليلة , قالوا : إلى أين ؟ قال : إلى بيت المقدس , قالوا : ثم أصبحت بين ظهرانينا ؟ قال : نعم , قال : فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجبا للكذب زعم , وقالوا : أتستطيع أن تنعت لنا المسجد ؟ قال : وفي القوم من سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذهبت أنعت لهم , فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت , فجيء بالمسجد وأنا أنظر إليه حتى وضع دون دار عقيل أو دار عقال , فنعته وأنا أنظر إليه , فقال القوم : أما النعت فوالله لقد أصاب } .

    وقد ذكر حديث المعراج في أكثر من مرجع كسنن النسائي وسنن ابن ماجه وغيرهما باختلاف الرواية. وربما يكون اختلاف الروايات الواردة في حديث المعراج عائداً إلى اختلاف المناسبات التي قيلت فيها، فلقد كانت حادثة الإسراء والمعراج حادثة من الحوادث المهمة في التاريخ الإسلامي، إذ يكتسب محمد بها قدسيته وحجته السماوية من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنه كان بحاجة إلى دعم معنوي ومادي قويين لاسيما في تلك الظروف النفسية الصعبة التي كان يمر بها قبل الهجرة المحمدية إلى المدينة ذلك العام والذي سًمّي بعام الحزن. ولكننا نقف هنا على هاتين الروايتين الواردتين في شأن حديث الإسراء والمعراج لنعرف مدى صدق الرواية من كذبها بنوع من التحليل. فترى ما الغرض الإلهي من هذه الرحلة السماوية، إذا كانت الرحلة قد حدثت فعلاً؟ وإلا فما مناسبة هذه القصة المختلقة ومبرراتها إذا كانت مختلقة بالفعل؟

    في حديث المعراج الوارد في سنن الترمذي نجد أنّ الحديث منقول على لسان محمد مباشرة، فهو المتحدث والسارد لهذه القصة، وإذا كنا سوف نصدّق قصة المعراج فإننا لن نصدق روايته لها بتلك الطريقة التي تخلو من أيّ بلاغة لغوية كان مشهوراً بها. فكيف لعربي فصيح أن يول مثلاً (دابة أبيض) ولا يقول (دابة بيضاء). أيضاً فإن الوصف الخرافي للدابة كان مناسباً تماماً للمناسبة الخرافية ذاتها، فقد ذكرت بعض الروايات أنّ محمداً وجبريل وهما راكبان على البراق مرّا على دواب لقريش فجفلت، وتساءل القوم عن ذلك الشيء الذي مرّ سريعاً أمامهم، فقال بعضهم "إنها مجرّد ريح" في كناية عن سرعة الدابة "البراق" فكيف بعد ذلك يأتي ليقول (فركبته فسار بي) فكيف يكون السير وصفاً للريح أو لما يشبه الريح؟

    ومما يثير التساؤل كذلك، الأمر الذي دفع محمداً لأن يربط الدابة في قوله (فربطت الدابة بالحلقة التي كان يربط بها الأنبياء) فهل خاف أن تجفل الدابة وهي دابة سماوية مأمورة؟ وكما قال البعض هل يخاف أن تهرب وقد وهبها الله له؟ وكانت تلك من الأمور غير المبررة في الرواية، والواقع أنّ المخيّلة العربية لا تستطيع النزوح بعيداً عن الإرث العربي ذاته، فربط الدواب هو إرث وتقليد عربي لا يمكن أن ينسجم مع قصة خيالية من هذا النوع. ومما يدعو للتساؤل والحيرة أنّ تنطبق السنن الأرضية على مخلوق سماوي خرافي كالبراق، فربط الكائن يوحي بأنّ لديه لجاماً من نوعٍ ما، وهذا مما لا يُمكن أن يُفهم في سياق هذه القصة غير الواقعية. فإذا كان الله قد خلق البراق خصيصاً لهذا الغرض، أي غرض إيصال محمد إلى بيت المقدس، فهذا يستدعي أن نؤمن أنه قد خلق بلجام، وهذا ما لا يُمكن أن يُصدّقه عاقل.

    ثم إنّ بعض الروايات تذكر أنّ جبريلاً أردف محمداً وراءه على ظهر البراق. وهذه فيها مبالغة من خيال عربي محدود. فمعظم الروايات الثقات التي ذكرت البراق وصفته بأنه (فوق الحمار ودون البغل) ولا شك أنّ هذا حيواناً بهذا الحج قد يكون مناسباً لأن يركبه آدمي، ولكن ليس لكائن مهول "شديد القوى" كجبريل الذي وصفه محمد في إحدى أحاديثه الواردة في صحيح مسلم إذ يقول: "رأيته منهبطاً من السماء، سادًا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض". ووصف لبعض الملك بقوله في الحديث الذي رواه أبو داود : " أذن لي أن أحدث عن أحد حملة العرش، ما بين شحمة أذنه وعاتقه، مسيرة سبعمائة عام " ومن المعلوم أن جبريل هو كبير الملائكة قدراً ومنزلة. رغم أن القول بأنه كان لحظة الإرداف متشكلاً بخلقة آدمية أو ما دونها بقليل أو ما فوقها بقليل هو قول وارد، ولكن ألم يكن من الحكمة والمنطق أن يقوم جبريل بحمل محمد مباشرة إلى بيت المقدس دون الحاجة إلى كائن مثل البراق؟ وإلا فما الحكمة من خلق البراق مع وجود ملك كجبريل قادر على نقل محمد من مكة إلى بيت المقدس في لحظات؟ وإذا علمنا أن الملائكة كائنات لها قدرات خارقة أكثر مما يمتلك بقية المخلوقات من الإنس والجن، القادرين على حمل عرش ملكة سبأ قبل ارتاد الطرف، أفيعجز بعد ذلك جبريل عن نقل محمد من مكة إلى بيت المقدس؟

    ثم نجد في قوله على لسان "جبريل" (أصبت الفطرة) أنه لا يبتعد كثيراً عن المخيّلة العربية إذ أن شراب بل وغذاء العرب الأول هو اللبن فهو فطرتهم أي فطرة العرب وليست فطرة الإنسان عموماً، ولم تُعرف حكمة هذا الاختبار لاسيما وأنها قد جاءت مباشرة قبل المعراج، فما الحكمة من تناول اللبن قبل المعراج مباشرة؟ هل في اللبن عنصر يساعد على تقليل الإحساس بالضغط الجوي مثلاً أو شيء من هذا القبيل؟ أم كان ذلك مجرّد تكريس واعٍ لحرمانية الخمر وكراهيته، لاسيما وأنّ ذلك الوقت كان الوقت الذي تم فيه تحريم الخمر في الفترة المكية من الدعوة.

    ثم ومع صعود جبريل ومحمد إلى السماء في رحلتهم إلى سدرة المنتهى نجد أنّ هنالك العديد من التناقضات التي ترد على لسان الراوي وهو محمد نفسه فيما يرويه من أحداث تلك الرحلة العجيبة. فهو يقول: " ثم عرج بنا إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل : من أنت ؟ فقال : جبريل , قيل : ومن معك ؟ قال : محمد , فقيل : وقد أرسل إليه ؟ فقال : قد أرسل إليه , ففتح لنا) وإذا كنا سوف نصوّر هذا المشهد الدرامي بطريقة مبسّطة فسوف نعلم أنّ هنالك باباً يقف من ورائه ملائكة السماء الأولى والثانية والثالثة . إلخ. وهم بالضرورة لا يرون من هو دون هذا الباب، ولذا فهم يسألون "من أنت؟" لأنهم لا يرونه. وفي هذا تشكيك، لأنه من غير المنطقي ألا يتعرف ملائكة السماء إلى صوت جبريل "روح القدس" وإذا تجاوزنا عن هذه النقطة، وقلنا أنّهم مأمورون بالتأكد من هوية كل من يمر بهذه الأبواب وأنهم ما كانوا يسألون إلا زيادة في التأكيد؛ فكيف عرفوا أن من وراء الباب بمعيته شخص آخر ليسألوا (ومن معك ؟) وإذا تجاوزنا عن هذه المسألة على اعتبار أنّهم ربما قد سمعوا صوتاً آخر غير صوت جبريل فتشككوا في الأمر فكيف لم يتعرفوا على محمد عند قولهم (وقد أرسل إليه ؟) وهما في هذا إنما يسألون ما إذا كان هذا المحمد الذي يتكلم عنه جبريل رسولاً أم لا .. فهذا الأمر لا ينطبق مع الآية التي تقول (إن الله وملائكته يصلون على النبي ..) فكيف لا يعرف الملائكة محمداً؛ ذلك الرسول الذي يصلون عليه وتكون صلاتهم جزءاً من عبادتهم؟! ثم إنّ الأمر ظل يتكرر في كل سماء مما يعني أنّ ملائكة السماء كلهم لا يعرفون محمداً، وهو الأمر الأغرب على الإطلاق في مجمل القصة. ثم إن السؤال يبدأ بالتغيّر اعتباراً من السماء الخامسة ليكون (وقد بعث إليه) بدلاً من (وقد أرسل إليه) دلالة على أنّ تلك السماوات لا يصلها إلا الأنبياء وليس الرسل فقط.

    نلاحظ في الرواية التي يرويها محمد عن رحلته السماوية المعروفة بالمعراج أنّه كان يجد على كل باب يدخل منه رسولاً أو نبياً من الأنبياء وهم حسب الترتيب كالآتي:

    السماء الأولى: آدم
    السماء الثانية: يحيى وعيسى
    السماء الثالثة: يوسف
    السماء الرابعة: إدريس
    السماء الخامسة: هارون
    السماء السادسة: موسى
    السماء السابعة: إبراهيم

    وهنا نلاحظ أمراً غاية في الغرابة، فمنذ الباب الأول وحتى الخامس، كانت ملائكة السماء يسألون جبريل (أو أرسل إليه؟) في دلالة على أنّ السماوات الدنيا (من 1 إلى 5) لا يدخلها إلى الرسل، بينما اختلف السؤال منذ السماء الخامسة ليصبح (أو بعث إليه؟) في دلالة على أن السماوات العليا (من 5 إلى 7) لا يدخلها إلى أنبياء فقط. ورغم ذلك فإننا نجد في السماوات الدنيا عيسى (في السماء الثانية) وهو من الأنبياء بينما نجد هارون (في السماء الخامسة) وهو من الرسل، الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن سرّ هذا الترتيب. كما أنّ محمداً أشار في حديثه عن (إرديس) بالآية التي تذكره (ورفعناه مكاناً عليا) فهل السماء الرابعة مكان عليّ أكثر من الخامسة والسادسة والسابعة؟ بل وأين بقية الأنبياء؟ وأغلب الظن أنّه لو كان هنالك أكثر من سبع سموات لذكر أكثر من ذلك. ولكن السؤال الأكثر إلحاحاً هو: ماذا يفعل هؤلاء الأنبياء والرسل بين السماوات بينما كان من المفترض أن يكونوا في الجنة ونعيمها؟ هل كانوا في استقبال محمد مثلاً؟ أم أنّ لوضع كل منهم في درجته رمز يجب علينا أن نفهمه؟

    إن قصة الإسراء والمعراج تأتي في سياق الدعاية وتجديد القداسة التي كادت أن تبارح شخصية محمد بعدما بدأ البعض يتشككون في أمر رسالته ونبوته عام الحزن، لأن بعضهم قال: لو كان نبياً لما سمح الله بأن يحدث له كل ذلك في عام واحد. ولقد برع أيمّا براعة في تقديم قصته التي لم يصدقها غير القليلون من أمثال أبو بكر، ولم يصدقها القرشيّون، ورغم أنّ حادثة الإسراء كانت (إذا حدثت) معجزة بكل المقاييس إلا أنها لم تلق حظها من الانتشار بين أوساط مسلمي مكة ولا حتى مسلمي المدينة بعد ذلك. بل تناول بعض العلماء من المتأخرين رواية الإسراء والمعراج بجانب من التكذيب على شخصية محمد فقالوا بأنّه لم يصلِ في بيت المقدس وأنّه ما قيل حول ذلك إنما هو محظ كذب وافتراء عليه. ومن ذلك ما دار بين حذيفة بن اليمان (الذي كان يلّقب بحافظ سر النبي) وزر بن حبيش حول مسألة صلاة النبي في بيت المقدس، فكان رأي حذيفة بن اليمان أنّه لم يصلِ في بيت المقدس بينما كان زر بن حبيش يؤكد أن محمداً قد صلى في بيت المقدس، كما أنّ حذيفة بن اليمان كان يستهزأ بمسألة ربط محمد للجام البراق كما ورد في سنن الترمذي المتقدم. ولذا نجد (حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن حذيفة بن اليمان { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بالبراق هو دابة أبيض طويل يضع حافره عند منتهى طرفه , قال : فلم يزايل ظهره هو وجبريل حتى أتيا بيت المقدس ؟ وفتحت لهما أبواب السماء رأيا الجنة والنار قال : وقال حذيفة : ولم يصل في بيت المقدس , قال زر : فقلت : بلى قد صلى , قال حذيفة : ما اسمك يا أصلع فإني أعرف وجهك ولا أدري ما اسمك ؟ قال : قلت [ ص: 446 ] زر بن حبيش , قال : فقال : وما يدريك وهل تجده صلى ؟ قال : قلت : يقول الله : { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير } قال : وهل تجده صلى , أنه لو صلى فيه صلينا فيه كما نصلي في المسجد الحرام , وقيل لحذيفة : وربط الدابة بالحلقة التي يربط بها الأنبياء ؟ فقال حذيفة : أوكان يخاف أن تذهب وقد آتاه الله بها } ؟ .


    أما في حديث فرض الصلوات الخمس على أمة محمد والحديث الذي دار بين محمد وبين موسى ففيه كلام كثير، ولنعرف لم سأل موسى عما افترضه الله على أمة محمد ولم يسأل إبراهيم مثلاً رغم أنه كان أقرب إليه منه. وهذا كلام آخر يطول، وبه ما به.

    (عدل بواسطة هشام آدم on 05-28-2008, 10:29 AM)
    (عدل بواسطة هشام آدم on 05-28-2008, 10:33 AM)
    (عدل بواسطة هشام آدم on 05-28-2008, 10:35 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم05-25-08, 11:08 AM
  Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم05-25-08, 12:17 PM
    Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم05-25-08, 03:51 PM
      Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي محمد عثمان الحاج05-25-08, 04:09 PM
        Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم05-25-08, 04:21 PM
          Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم05-26-08, 06:44 AM
            Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم05-26-08, 09:15 AM
              Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم05-26-08, 11:11 AM
                Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم05-26-08, 02:22 PM
                  Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي Motawakil Ali05-26-08, 03:42 PM
                    Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم05-27-08, 06:37 AM
                      Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم05-28-08, 10:24 AM
  Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي Sabri Elshareef05-28-08, 12:14 PM
    Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم05-28-08, 02:42 PM
  Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي Sabri Elshareef05-28-08, 07:09 PM
    Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم05-29-08, 07:25 AM
      Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم05-29-08, 01:06 PM
        Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم05-31-08, 06:39 AM
          Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم06-01-08, 10:37 AM
  Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي Shihab Karrar06-01-08, 03:29 PM
    Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم06-02-08, 06:38 AM
      Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي atbarawi06-02-08, 03:44 PM
        Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم06-07-08, 07:10 AM
  Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي Sabri Elshareef06-07-08, 10:56 PM
    Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم06-18-08, 03:48 PM
  Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي Sabri Elshareef06-25-08, 02:47 AM
    Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي هشام آدم06-25-08, 07:40 AM
  Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي Sabri Elshareef06-25-08, 11:27 AM
  Re: مواقف نقدية من التراث الإسلامي Motawakil Ali06-25-08, 09:47 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de