|
Re: محمد المكى ابراهيم .....الأصالة ومواصلة الاتجاه دارسة فى ثلاث حلقات (Re: Abuelgassim Gor)
|
الحلقة الثالثة رؤيتي فى هذه الدراسة هى تقصى (ألأصالة ومواصلة الاتجاه) فى شعر محمد المكى ابراهيم ، وهو أمر لا يمكن بحثه ، وتفتيته ، ثم نشره فى حلقات ثلاث فقط ، فذلك أمر به خلل ، لكنى كل مأ أقوم به هو جهد متواضع.أما ( الأصالة ومواصلة الاتجاه) هى مقدمة منطقية كما يصفها الناقد الانجليزى ماثيو أرنولد مؤسس تيار النقد الموضوعى . بالطبع تلك أكاديمات طوال ، ما أنزل بها الله من سلطان و ليس من الحكمة فى شيئ ولا الكياسة أن نغرق القاريئ الكريم فى خضمها وبحرها المتلاطم الذى أسس له فحول النقد . وباختصار شديد يمكننا تعريف المقدمة المنطقية هى الفرضية التى يبنى عليها الناقد دفوعاته وحججه اثباتا أو نفيا، فان ضاعت منه فى مسارب الأثر الابداعى الذى يعمل عليه ، ضل طريقه ، وفقد الاتجاه ، وصار كلامه مثل كلام ( الطير فى الباقير ) .لا أدرى ماذا يعنى السودانيون بقولهم ( كلام الطير فى الباقير ) لكنهم بلاشك يحدثون عن الكلام المفكك غير المترابط أو الكلام الفارغ وهو كثر فى أيامنا هذه التى صار فيها الكلام كلاما ساكتا. ولقد رأيت من عجب الدنيا ان نقاد كثر أو بالأحرى من يدعون هذا الفن الرفيع ( النقد) ويتأبطونه شرا ثم يسيرون بين الناس يقولون مالا يعلمون وهو قول أشد ركاكة من كلام الطير فى الباقير . أما ماثيو أرنولد قد أكمل رؤيته فى النقد من بعده الشاعر والناقد ت .أس أليوت فى منظومته ( المعادل الموضوعى) وهى منظومة بها قسوة على الاثر الابداعى مثل قسوة ( أوعست كونت) على العقل الغربى فى تيار الوضعية المنطقية ، لكن النقاد من بعد ذلك غالطوه مغالطة شديده ، ثم أنكرو عليه زعمه بضرورة أن يكون الاثر الابداعى (متعادل موضوعيا) وكانوا كثر ، لكن فى نهاية القرن العشرين خرجت نظرية النقد الغربى الى ما يمكن تسميته ( النقد من الداخل ) ولقد أشار ( جيروم سولدريز ) فى كتابه ( النقد الفنى ) الى ذلك باسم النقد الباطنى ، وهو ما أفضى الى رحاب البنائية structuralism من بنيوية توليدية ، وتفكيكية وهلمجرا. كى لا تضلني أشجار محمد المكى ابراهيم الورافة ويئها من غابته الساحره وهى غابة أشبه بتلك الغابة التى صورها الشاعر والكاتب الانجليز وليم شكسبير فى مسرحيته (حلم منتصف ليلة صيف) أعود وأبحث المقدمة المنطقية ( الأصالة ومواصلة الاتجاه) فالشاعر الذى اتخذ من الملحمية الدرامية خاصية لشعره يجبرنا فى كثير من الأحايين على اعادة قراءة قصيدته ( شيئ ) فى ديوانه ( أمتى ) الذى تم نشره لأول مرة عام 1969 م وهى قصيده فلسفية عميقه تناقش قضايا الحدس والابداع يقول فيها
شيئ فى قلبى كالأكلان كدبيب بعوضة داخل طبلة أذن كالرغبة فى تحكيك قفا أو ذقن يتحرك ذاك الشيئ على الأغوار بخطى التنميل خطى الارهاص خطى الأحزان هذا بيان للناس ، الشاعر يعلن عن نفسه ، فالشعر عنده سجية وجبلة وليس صنعة . وصف دقيق لنفس مسكونة بالابداع أصيل فيها مثل أصالة الروح فى الجسد حيث يص حالة الحدس الابداعى والاشراق والحبور بقوله شيئ فى قلبى كالأكلان من المعروف القلبى لا تصيبه أكولة ، لكنه يبدع ف الوصف قيقول كالرغبة ى تحكيك قا أو ذقن تلك من الخصائص المميزة لشعر محمد المكى ابراهيم ، الوصف ، والصور الدرامية الحية ، اذا كيف يبدو حك الظهر وحك الذقن ، ألم مصحوب بلذة .لكن الشاعر يتجاوز وصف حالة الحدس عندما يبدا فى الحديث مباشرة عن الشعر فى قصيدته ( قطار الغرب ) عفوا عفوا يا أجدادى شعاء الشعب يا من نظموا عقد الكلمات بشكة سهم أنا أعلم أن الشعر يواتيكم عفو الخاطر عفو الخاطر. هكذا تبدوا قصيدة (قطار الغرب ) امتداد لقصيدة (شيئ)، هذه نقطة أخرى تصب فى خانة مواصلة الاتجاه ولا أدرى مقدار الزمن أو الفترة بين قصيدة ( شيئ) و وقصيدة ( قطار الغرب) ...تلك فترة هامة فى تاريخ التكون والتخلق المعرفى ( الابستمولوجى ) لشاعرنا الكبير محمد المكى ابراهيم ، تخلق معرفى ينبعث من الداخل ، شيئ من التصوف ، والاحساس بأزمة الكون ، ازمة السودان ، أزمة الايدلوجيا فى قصيدته ( اصبع فى الشمس ) نقرأ على أعتابنا كان النهر يحك لحيته ويرمقنا سعيدا فى توجعنا سعيدا باحتراق الوعى فى الغيبوبة البيضاء لأن الكون حين نكف لا يبقى تموت نضارة الاشياء نظرة الذات للموضوع . الذات بوصفها موضوع . دونها نفشل ى تكوين وعينا الكونى ، هذه النظرة غائرة ، وموجوده فى شعر محمد المكى ابراهيم . أرد ذلك الى الحس الصوفى ، واحساسه الكبير بالآخر تلك صفة تمتع بها شاعرنا الخلوق محمد المكى ابراهيم . بالطبع هناك من يجد احالات ايدلوجية لمعانى تلك القصيده ، لكننى أبحث فى الابستمولوجى ، أما الايدلوجيا فهى مسألة تتعلق بموقف الشخص . انتهت
|
|
|
|
|
|
|
|
|