أربعون عاماً على إغتيال وليم دينج نيهال!

Quote: والرجوع الى هذه المسألة لا يهدف الى نبش جوانب من تاريخنا يتمنى لها البعض أن تنداح فى طى النسيان. ولكن الأمر هنا يتعلق بارتكاب جريمة إغتيال بشعة خلفت جرحاً غائراً فى ذاكرة أقسام واسعة من السودانيين على اختلاف إنتماءاتهم. كانت هى الجريمة السياسية الأولى بحق رئيس حزب سياسى واسع النفوذ، ولكنها للأسف لم تكن الأخيرة فى مضمار تصفية الخصوم السياسيين البارزين.

السودان..ويلات الحرب وطموحات السلام)..النسخة الانجليزية بعنوان:Sudan, A Tale of Two States

الضباط الذين اغتالوا وليام دينق بالوكالة عن حكومة النخبة التي كان يرأسها محمد احمد محجوب - صاحب أكبر رصيد في أشعال نار الحرب في الجنوب - بعد حكومة الإنقاذ طبعا- معروفون رغم التستر عليهم، وسيكشف التاريخ أوراق الجريمة مهما طال الزمن.

من تداعيات اغتيال وليام دينق تدهور الوضع الأمني في جنوب السودان وازدياد وتيرة الحرب الأهلية بصورة جنونية بعدئذ حتى قيام مؤتمر المائدة المستديرة وماأعقبه من توقيع اتفاقية 1972 وكلها من ثمار الحوار الهادئ الذي كان وليام دينق من أوائل من بشروا له.

في نقاط:
* كان وليام دينق عفيفا..لم يطلب لنفسه ولرفاقه حين انضم لقطار السلام - بعد موافقته على نبذ العنف وتبني الحوار - غير ما يستر الحال.
* أطلق عليه بعض معاصريه - بعد استشهاده - لقب السياسي الراهب The Saint إذ كان لا يتناول مسكرا ولا يدخن ، ولا يمد يده إلى المال العام (جاء من بعده على نفس المنوال إبنه نيال دينق نيال - القائد بالحركة الشعبية لتحرير السودان).
* حركت جريمةاغتيال وليام دينق وجدان الكثيرين من أحرار الشمال والجنوب من المبدعين، ولعل قصيدة Wiliam Deng للأستاذ ادريس البنا (بالإنجليزية) من أروع ما سمعت من شعر في حادث مماثل.
* حان الوقت لفتح ملف مؤسسة الجيش السوداني وجنرالاته الذين لم يعرفوا فن الحرب ضد عدو خارجي يوما واحدا منذ بزوغ فجر الاستقلال بل جذرت هذه المؤسسة نفسها في اثنتين1) الانقلاب على كل تجربة ديموقراطية و(2) إذكاء نار الحرب على مواطنيها (الجنوب والشرق وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وأخيرا دارفور.) أروني بلدا واحدا من بلدان الدنيا _ ونحن نجاور عشرة أقطار (إن أضفناحدودنا مع السعودية في مياه البحر الاحمر)أروني واحدا من هذه البلدان - وكم لنا مع بعضها أزمات بل إن بعضها يسلبنا قطعا غالية من تراب الوطن في وضح النهار- أروني واحدا من هذه البلدان أطلقت عليه مؤسسة الجيش السوداني طلقة واحدة- لنقل من باب التهديد!!!
نعم حان الوقت لفتح ملفات ظن من ملأوا صحافها بالجرائم والإبادة ضد شعبنا أنها طويت !!