|
هؤلاء الساقطين
|
أمثال ذلك الدعي ، بذئ اللسان ... لا يرون ... فهم يعيشون في عالمهم لوحدهم ... عالم تحفه حشود الحراس من الجوانب ... و يفترش طريقه المتملقون عديموا الكرامة من الأسفل ... و تظلله من الأعلى بسمات ذلك المارشال الراضية ... إبتسامة من الصعب عليك أن تدرك إن كانت تعني السعادة أم البلاهة أم الإمساك .
لا يعتقدون بأن هناك مسحقوين ... فالشلة مبسوطة ... و تلفونات الأقارب تتوالى كالمطر شاكرة التعيين في الحيكومة .. و شيخ القبيلة اللابس الصديري و ( ........... ) أهله في السهلة قد أدى البيعة قبل يومين ، من تبقى إذاً ؟ لا تقل لي أنك تعني المستوردين من غرب إفريقيا و الكفار و المرجفين ... فهولاء لم يصلوا مرحلة من الترف للإعتناء بحقوق الحيوان .
و هو كان ما نحن ناس كويسين كنا حنكون جاذبين للإستثمار ؟ أولا ترون نفطنا العجيب ، نفطنا الذي خالف سنن الجيولوجيا و أصبح خامه من مشتقات ( الجاز ) و ليس العكس ... و من ناحية أخرى فهذه النوعية هي المرغوبة في سوق تيانمين السوداء .
هذا منطقهم ... أما إن كنتم تراهنون على صفات تجمعكم معهم في الإنسانية ... فقد تلاشى ذلك الضمير عندما باشروا شخصياً دق المسامير في رؤوس المعارضين .. و التبول في وجوههم ، و ربما قبل ذلك بكثير .
و آخر رئيس منتخب لم يفتح الله عليه بتصريح في أمور السياسية إلا بعد سنوات من الإنقلاب .. و هو هنا يلتزم خلق آله المكرمين المترفعين عن صغائر الدنيا و المتفرغين لأمور دينهم .. و لا يتلفتون لأمور هذه الدنيا إلا في حالات نادرة تستدعي ذلك .. مثلما حدث عندما خبط أحدهم الطاولة مصرحاً بحيازته لصكوك ملكية جميع أهل الشرق ... جاي ... ما جاي ، جاي .. ما جاي ، بالله عليكم يا حواريين ثقبتم طبلة آذاننا فنحن لا نأبه ! فإن كان الأمر أمر إنتخابات فالمهم إشارة السيد .. و لكن و لأسباب صحية بحتة فلا يؤمل هؤلاء أن تكون الحشود نفس الحشود في العصر الذهبي ، عصر المطالبة بإستثناء من قرار حظر الرق.
و الخائر حفيد الثائر ذاعت عنه الذبذبة ... يختلف التردد و يختلف الطول الموجي ... و قد سجل مقياس رختر للإنتكاسة أقصى طول موجي في مرتين .... في المرة الأولى كان طول المسافة من ( المرتزقة ) و حتى الإتحاد الإشتراكي .... و الموجة الثانية لا زالت تمتد في إتجاه المؤتمر الوطني و لكن يتعذر حسابها الآن لأنها لم تبلغ مداها الأقصى بعد .
( المؤتمر الوطني قوة إجتماعية لا يستهان بها ) .. تخاله شعاراً يتقيؤه نافع إستعداداً للإنتخابات . بمعادلة رياضية .. فإن نسبة المؤتمرين الوطنيين إلى كافة السكان لا تقل عن نسبة الإنتهازيين و اللصوص و القتلة إلى سكان أي دولة أخرى .. فهل هذا ما تسميه قوة إجتماعية لا يستهان بها
ثم لماذا لم ترى في سكان بيوت الصفيح و حول العاصمة و في أحشائها و المرافيد و أصحاب نوعية الحياة المتدنية .. و مسلوبي الأحلام .. و الذين قصمت ظهورهم الجبايات .. لماذا لم ترى في جميع هؤلاء قوة إجتماعية لا يستهان بها ... أم لأن الأخيرة قوة تهب عكس إتجاه الرصاص؟
نما إلى علمنا عادة أسلافك في إستقطاب ( القوى الإجتماعية ) .. بوعود مثل تلك الأمتار في الجنة .. فماذا قدمت لقوتك الإجتماعية الجديدة حتى ترضى عنك ... أرجو ألا تكون خدعتهم و فاوضتهم بإسم الشعب السوداني ... فالأمر لا يستحق كل هذا التزييف .. من أجل السلطة الشكلية الخاوية من حلم سوى الكرسي ، السلطة التي ترتجف عندما تتولى مقاليدها ... و تصبح أنت و موسيقى الجيش تلك الثنائية التي تسبق كل إنقلاب .
نحن نرغب في أكل و شرب و تعليم و مهنة للجميع.. و أن يتوقف القصف و الإضطهاد و كبت الحريات ..و لا نخفي كذلك رغبتنا العارمة في الإنتقام لمن قتلتموهم ... أما أنتم فأذهبوا حيث شئتم ... فقط لا تكثروا من الخداع .
|
|
|
|
|
|
|
|
|