|
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! (Re: مدثر محمد عمر)
|
أبو ذگرى في ذاكرة الثقافة السودانية جريدة الصحافة - العدد رقم: العدد رقم: 5299 2008-03-20 من المدهش ان الشاعر والمترجم عبد الرحيم احمد عبد الرحيم «ابو ذكرى» لا زال حاضرا في وجدان الكثيرين ممن عرفوه او قرأوا قصائده وهو في رحلته تلك كان شديد الحساسية، مرهقا، ونحن اذ نذكره في هذه العجالة وقد انقضت خمس عشرة سنة على رحيله في اكتوبر 1989 كنا قد نشرنا من قبل دراسته حول رباعيات صلاح جاهين.. ونشرنا له اكثر من قصيدة مترجمة ولكن هنالك حسرة ابقاها غياب مجموعته الشعرية التي ضمت اشعاره التالية لمجموعته الرحيل في الليل وإلى ان يتم العثور على الديوان ـ المختبيء في مكان ما ـ لماذا لا تتبنى اسرته والمسؤولون عن الخرطوم عاصمة الثقافة العربية نشر ما تيسر من قصائده مثل «الخروج من عصور الظلام» «نجم يتهادى فوق الماء» وقصائده المترجمة ـ ومحمله المهم المترجم «تويجات الدم» واطروحاته عن ترجمات تشيخوف للعربية والتي ننشر هنا شهادة المشرف على الرسالة شاغال حول عبد الرحيم ابو ذكرى ودراساته المبثوثة في الصحف والمجلات السودانية والعربية ومساهماته القيمة الصحفية ومنها حواره العميق مع الشاعر محمد المهدي مجذوب. عبد الرحيم ابو ذكرى شهادة عن من أقوال د. شاغال فلاديمير ادواردو فيتش * كان يعمل كثيراً، إهتم جداً بدراسته، جاء لهذا المعهد من بوخارست، حيث قطع دراسته برومانيا. كانت استاذته برومانيا هى ديبرسيان. في البداية طلبنا منه اختيار موضوع يتصل بأعمال كاتبكم المبدع الطيب صالح، ولكنه ـ ابو ذكرى ـ، رأى ان يكون موضوعه عن الترجمة الفنية ( تشيخوف في العربية) وكان اختياره لهذا الموضوع نابعاً من رغبته الشخصية. وكان الموضوع بدوره جيداً حيث كنا نهتم بترجمة الادب الروسي ونحب ان نعرف ماذا ترجم وكيف ترجم. جمعنا مواد من كل الترجمات الموجودة ولأنني على صلة بآل ايوب مترجمي تشيخوف، فقد عرفت أبا ذكرى بهم وصممنا استبياناً وارسلناه الي سهيل أيوب، ووصلتنا منه اجابات تفصيلية عن المشاكل التي واجهته لدى ترجمة تشيخوف. نظرنا في تاريخ المسألة متى ظهرت أول ترجمات، من ترجمها وكيف ترجمها. واشتغل ابو ذكرى فى مبحثه بتأن وبعمق وبجدية، يكفي ان نقول اننا عالجنا ترجمات اكثر من خمسين قصة لتشيخوف وحللنا القصص من ناحية القاموس والمفردات النحو والافكار والاسلوب الادبي، وبدلاً عن ثلاث سنوات، كتب ابو ذكرى مبحثه في خمس، وتزخر صفحات هذا العمل الذي قام به ابو ذكرى بتحليل علمي عميق لمادة وقائعية ضخمة.. وكانت النتائج جادة. واعتقد ان هذا العمل يجب ان يترجم الى العربية لأنه يمثل مساهمة في فن الترجمة. وفي نهاية البحث، احدى الاستنتاجات الجديرة بالملاحظة وهى قول الباحث ان الكثير من قدرات تشيخوف لم تجد اضاءتها المناسبة في ترجماتها العربية، وهذا يفتح الباب بالتأكيد لتنظيم ترجمة تشيخوف. وهناك قسم آخر في معهدنا يحترم أبا ذكرى وهو قسم الادب.. لان ابا ذكرى كان يساعد الاختصاصيين في الآداب العربية من السوفيت ويقدم لهم النصائح. ومثال ذلك مساعدته في تحرير كتاب تشيركاسكي، «الادب الروسي في الشرق»، الشئ الذي حدا بكاتب الكتاب ان يشكر ابا ذكرى في مقدمة الكتاب. والى جانب دراسته الاكاديمية، اهتم ابو ذكرى بترجمة الشعر والنثر من الروسية للعربية وترجم مثلاً للشعراء والناثرين الكلاسيكيين والجدد، فضلا عن كونه كان هو نفسه شاعراً. كتب كثيراً، كثيراً جداً وكشاعر لم يكن حساساً فقط تجاه العربية، وانما امتدت حساسيته للروسية ايضاً ( انا الان اكتب مبحثاً في الثنائية اللغوية. الثنائيون يعرفون اللغات بمستويات مختلفة، واذكر دائماً ابا ذكرى الذي اظهر لنا معرفة ضخمة باللغة الروسية، كانت لديه حساسية مرهفه بالمعاني وبتركيب العبارات، والمدهش انه كتب رسالته بالروسية كاملة دون ان يلحن. لم تكن حياته سهلة (لديه مصاعب)، لم تكن لديه قدرات لمجابهة مصاعب الحياة المحيطة به. كان يثق في الناس. كان طيباً لم اره عابس الوجه قط. وهو مثقف كبير في سنته الاخيرة، مرض بالعيون وذهب لاكثر من طبيب وجاءني في الاسبوع الاخير وقال لي انه صار يفقد بصره تدريجياً، واحياناً كان ابو ذكرى ينغلق علي نفسه، شئ ما يقلقه، ربما دهمه ذلك المرض الذي اغتاله في نهاية المطاف. اذكر انه عندما عاد من السودان عام 1983، عطلوه في المطار واخذوا منه أشياء. وعانى من ذلك عندما عاد لموسكو. هكذا تعامل معه الوطن الذي احب، وعندما سألته عن مستقبله وكيف يراه قال: مهما كانت المشاق فيجب ان اعود للوطن وان اساهم في الحركة الادبية النشطة هناك. اذكره دائماً. اذكر ابتسامته الحية كان دائماً يخاف ان يزعج الآخرين. أن يقلقهم ومتطور لديه الشعور بالآخرين، ويمكن ان نقول ان الادب السوداني والثقافة السودانية فقدا شاعراً مجيداً ودارساً ممتازاً للأدب العربي وللترجمة، وكان يمكنه ان يعطي الكثير لتطور علوم الادب واللغة في السودان. أما نحن، فقد فقدنا صديقاً عزيزاً حقيقياً حيث انه في كل جهوده العلمية والابداعية قد خدم قضية الفهم المشترك والصلات الادبية بيننا وبينكم، واتمنى ان يقيم في وطنه وبانجازاته بالقدر اللازم. ولهذا فانني احيي هذه الخطوة التي قمتم بها في اتحاد الكتاب وانتظر بنفاد صبر ظهور اعماله.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | مدثر محمد عمر | 04-06-08, 09:41 AM |
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | احمد العربي | 04-06-08, 09:46 AM |
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | مدثر محمد عمر | 04-06-08, 10:19 AM |
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | مدثر محمد عمر | 04-06-08, 10:41 AM |
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | Yasir Elsharif | 04-06-08, 12:17 PM |
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | مدثر محمد عمر | 04-06-08, 03:04 PM |
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | مدثر محمد عمر | 04-06-08, 07:33 PM |
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | احمد العربي | 04-07-08, 03:39 AM |
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | مدثر محمد عمر | 04-07-08, 12:27 PM |
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | مدثر محمد عمر | 04-08-08, 07:38 AM |
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | Yasir Elsharif | 04-08-08, 09:32 AM |
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | mutwakil toum | 04-08-08, 09:54 AM |
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | مدثر محمد عمر | 04-08-08, 03:09 PM |
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | suliman ibrahim | 04-09-08, 00:53 AM |
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | مدثر محمد عمر | 04-09-08, 06:27 AM |
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | احمد العربي | 04-14-08, 03:26 AM |
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | مدثر محمد عمر | 04-14-08, 07:28 AM |
Re: عندما شعر أبو ذكري بالعزلة حاول ان ينهمك بشيء ما حتي وان كان موتاً !! | مدثر محمد عمر | 04-17-08, 05:55 AM |
|
|
|