الفيتوري وقضية اللون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 10:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة خالد عويس(خالد عويس)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-17-2003, 05:35 AM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفيتوري وقضية اللون

    للكاتب النوبي
    حجاج حسن الدول
    نقلا عن موقع كيكا
    اللون الأسود مشكلة. قضية ولو خشي بعضاً من السود اعتبارها قضية. ولأن السواد صار عقدة نفسية، خشي الكثيرون من الشعراء والأدباء السود مواجهتها، فنأوا بأنفسهم عنه فيما عدا الشاعر الكبير محمد الفيتوري، فهو الجريء وأهم من كتبوا عن اللون وتأثيره النفسي المؤلم حتى الآن. الفيتوري لم يهرب من لونه ولم يساير وينافق المجتمع على أن لونه قضية مسكوت عنها فيسكت. وهنا في بلانا العربية عنصرية لونية وإن كان محظور الحديث عنها علناً. والاتفاق الضمني أن ينكر تواجدها حتى السود أنفسهم. ورغم أن كل الأدباء السود متأثرين بها بدرجة أو بأخرى لكن لم يفتح هذا الجُرح أحد منهم، ليس إشفاقاً على نفسه من كشف آلامه فقط، وليس خجلاً من عيب خَلقي اقتنع به وخنع له وركع, بل خشية على نفسه، خشية من رد فعل السلطة والمثقفين ومدعي الثقافة أن يتهموه بالعنصرية وتشويه وقلقلة استقرار المجتمع، بل والغريب خشية رد فعل بني لونه السود أنفسهم! فأحد مواطني الفيتوري في مدينة الخرطوم هاجمه قائلاً (ما هذا الشعر الذي تكتبه يا أخي.. لقد فضحتنا.. إنني أكرهك) وقد كتب الفيتوري هذا في ديوانه (أذكريني يا أفريقيا) الذي نشره عام 1966. فالسود صاروا في وضع ضعف وخجل من أنفسهم كملونين، يخشون أن يتحدث أحد عن لونهم الأسود، ممكن أن يقول الغير عنهم.. السمر، أو هو يقول عن نفسه.. أنا أسمر، فاللون الأسمر لون مراوغ ممكن الاختباء خلفه. وجميع ذوي اللون الأسود يشتركون في نفس الوجع كل بنسبة معينة. والشاعر الأسود المارتنيكي إيميه سيزير، قال بوجود القاسم المشترك بين السود، وعبّر عنه بمصطلح (الزنوجة) وفي الجنوب المصري والشمال السوداني حيث منطقة النوبيين، المصطلح الموازي أو المنبثق من الزنوجة هو (النوبية). والنوبيون موجوعون بوضعهم كسود، ويغضب الكثير منهم حتى الآن إن قيل عنه أسود، يفضل كلمة أسمر. ويغضبون إن قال أحد منهم أننا سود! فالنوبيون لونهم ليس ثقيل السواد وإن كان بهم من هم سود تماماً كما أن بهم القمحيين لوناً والبيض أيضاً. وهم أنفسهم برفضهم إن يصنفوا كسود تعالياً، بهم عنصرية.

    والسود عامة بمختلف درجات اللون فيثم, ينتظرون من يصيح صيحة رائعة تقول (يا سود العالم. اتحدوا) صيحة تقول ما هو كائن بالفعل في الوجدان. وقد قالها الفيتوري شعراً فكتب (ولا تحسبوا أني وحدي، فمعي الملايين) وكتبها أوجستينو نتو الأنجولي، والحائز على جائزة لوتس للأدب الأفريقي الآسيوي عن عام 1970:-



    أيها السود في كل أرجاء الدنيا

    إنني أحس بكم جميعاً

    وأحيا آلامكم..

    يا .. أخوتي



    لكن لم يستطع السود حتى الآن أن ينظموا وجدانهم في تجمع عقلاني نفعي.

    نعود للفيتوري.. الفيتوري يجمع بين أصقاع عربية شتّى، فجدته السوداء ابنة قبائل الجرعان السودانية، اختطفت وصارت جارية وأحس هو بآلامها التي هي نبع آلامه، لم يخجل منها ولا من جده المصري الصعيدي عربي الأصل الذي كان تاجراً للرقيق. والفيتوري في نفس الوقت له جذور ليبية. كتب الفيتوري تجربته فأثار قضية الإنسان الأسود في البلاد العربية التي كان بعضها مازال يتاجر ويستخدم البشر كعبيد، والبلاد الأخر تحمل في طيات كيانها التعالي على السود، وكأنهم لا يريدون أن يعترفوا اعترافاً كاملاً بأن السود بشر مثلهم! أثار قضية العبودية التي تخص أفريقيا كلها وكل أبناء أفريقيا في العالم، مثله مثل سيزار وسنجور وداماس وغيرهم. قال الفيتوري (لقد أردت أن أفضح واقعنا الأسود، ولن أسمح لنفسي بتزييف هذا الواقع) وحين اتهمه الأستاذ محمود أمين العالم حوار تم رصده في نفس الديوان المذكور "أذكريني يا افريقيا" بأنه يسقط مأساته الشخصية على أفريقيا، وبأنه شاعر مريض. قال الفيتوري (المرضى كثيرون، وأنا واحد منهم.. كلهم يعانون مثلي.. أقصد كلنا.. ثق فيما أقول.. وأنا أريد في هذه المرحلة من شعري، أن أتطهر من مرضي.. بأن أبوح به.. لقد جرؤت على أن أكسر الصدفة من الداخل، لذا تجدني أغني مبتهجاً بمادة حزني).

    طبعاً كان الفيتوري على حق، لكن الأستاذ محمود العالم كتب رأيه المتأثر بالحالة العامة في مصر والعالم والتي تطالب الفنان عموماً بأن يعبر عن القضايا الإنسانية الكبيرة، خاصة طبقتي العمال والفلاحين لا أن يكتب عن آلامه النفسية التي يحس بها هو وحده. فالوقت كان وقت الاشتراكية والكتابة الواقعية الاشتراكية. وفات الأستاذ العالم أن الفيتوري يتكلم من خلال نفسه عن ملايين البشر السود في العالم. فاته أن قضية اللون حامض كاوي في نفوس السود نتيجة لآلام قرون ترسخ فيها أن العبودية سوداء، وأن كل أسود بالضرورة عبد! لا يهم شهرة سبارتاكوس كعبد أشقر ثار واشتهر، لا يهم المصريين والعرب أن المماليك الذين حكموا مصر قروناً كانوا عبيداً بيض وشقر. لا يهم كل هذا، فقد استقر واستوطن في بطونهم أن العبودية سوداء! وسبب من الأسباب أن فيهم تكوين شخصي جمعي يحب أن يستقر وعيهم عند ذلك القرار الصارم الباتر الذي لا يقبل مراجعة أو محاورة أو حتى مراجعة بينهم وبين أنفسهم، وهو أن العبودية سوداء. العنصرية اللونية مستقرة في البلاد العربية وإن أنكروا وإن احتجوا وإن أقسموا أن لا عنصرية فيهم، فالعنصرية متواجدة بمؤشرات وأدّلة عديدة. فهل في مصر مثلاً يوجد مذيع تليفزيوني أسود أو مذيعة صريحة السواد؟ هل شاهد أحد مسلسل عن النوبة أو عن عائلة سوداء؟ أقول أسود وسوداء، ولا أقول الكلمة المراوغة.. أسمر.

    ولأن الفيتوري يقود تطور نفسية السود ويعبر عنها بصدق، فقد استقبح نفسه صغيراً لأن الأسود كان في العرف السائد في مصر وفي البلاد العربية والعالم كله، قبيح مهما كان وسيماً. وعليه كان السود واقعين تحت هذا التأثير ورضخوا له فخجلوا من لونهم. فكتب الفيتوري في ديوان اذكريني يا افريقيا..

    فقير أجل.. ودميم دميم بلون الشتاء، بلون الغيوم

    يسير فتسخر منه الوجوه وتسخر حتى وجوه الهموم

    فيحمل أحقاده في جنون ويحضن أحزانه في وجوم

    ولكنه أبداً حالم وفي قلبه يقظات النجوم

    تجرأ السود في العالم وفتحوا ملف اللون، ماعدا سود العالم العربي فهم حتى الآن يتفادون إثارة قضية اللون خوفاً من زيادة التهاب جرحهم الدامي. ولأن الفيتوري هو الذي اقتحم ولم يهب لا البيض ولا السود، ولأنه هو الذي وضع القضية تحت البصر والبصيرة، ولأنه هو الذي كتب أربع دواوين عن أفريقيا، فهو الذي يستحق الاحترام على شجاعته الإنسانية والشعرية، هو الذي يجب أن تقدره افريقيا وتختاره شاعر افريقيا مرتين. لكنها لم تفعل ولو لمرة واحدة.

    وأدباء النوبة في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات، شابهوا أدباء أفريقيا جنوب الصحراء في اتجاههم اليساري، بل الشيوعي. التحاماً بالشعوب ومجابهة الاستعمار والحكام المتسلطين، وكتبوا بالواقية الاشتراكية واشتهرت رواية (الشمندورة) لمحمد خليل قاسم فكانت العباءة التي خرج منها تنويعات من الكتابات النوبية. وأرى أنه توجد عدّة أوجه من التلاقي والتشابه والتوازي بين الأدب النوبي والأدب الأفريقي، وأيضاً بين هذين النوعين وبين أدباء الولايات المتحدة الأمريكية ذوي الأصل الأفريقي، أوجه التلاقي والتشابه والتوازي منطلقها المشترك هو اللون. لكن هذه مواضيع تحتاج لدارسين متخصصين
                  

العنوان الكاتب Date
الفيتوري وقضية اللون خالد عويس06-17-03, 05:35 AM
  Re: الفيتوري وقضية اللون HOPELESS06-17-03, 06:07 AM
  Re: الفيتوري وقضية اللون Yasir Elsharif06-17-03, 10:08 AM
  Re: الفيتوري وقضية اللون kofi06-17-03, 11:02 AM
    Re: الفيتوري وقضية اللون خالد عويس06-17-03, 07:33 PM
      Re: الفيتوري وقضية اللون nassar elhaj06-17-03, 07:40 PM
        Re: الفيتوري وقضية اللون abuguta06-17-03, 08:10 PM
  Re: الفيتوري وقضية اللون AbuSarah06-17-03, 09:00 PM
    Re: الفيتوري وقضية اللون Yasir Elsharif06-17-03, 09:54 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de