آية الخــــراب !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 08:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة بشرى سليمان(bushra suleiman)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-03-2006, 09:26 AM

bushra suleiman
<abushra suleiman
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آية الخــــراب !! (Re: bushra suleiman)

    الشاعر "حميد سعيد"

    ولد ببابل.. وشرب من الفرات

    خيرية المنصور


    --------------------------------------------------------------------------------

    على مقربة من آثار بابل التاريخية ولد حميد سعيد 1941م في مدينة - المحلة - التي تقع على بعد مائة كم جنوبي بغداد وتطفو على نهر الفرات – الذي يمر وسط الحلة – ويقسمها إلى قسمين، وفي الجانب الصغير ولد شاعرنا الكبير في بيت جده – الحاج هادي في محلة الوردية... ووالده يعمل في تجارة الحبوب والزراعة، ثم استقر فيه الحال موظفاً صغيراً…

    حين فتح حميد عينيه على الدنيا كان يعيش في بيت صغير ولكنه على قدر من اليسر، فوالده حاصل على الشهادة الابتدائية وأمه امرأة طيبة لا تعرف القراءة والكتابة… فإن مصادر الثقافة في البيت لم تكن متوفرة.. وكان والده ظريفًا ومرحًا في حديثه.. أما والدته فكانت تحفظ مئات من القصص والحكايات، وتحفظ الشعر الشعبي – العامي – والأهازيج، ولحميد خال كان شغوفًا بالقراءة، وكان دكانه الخاص بالخياطة منتدى للشعراء الذين نالوا شهرة.. وكان حميد ملازماً خاله.. فقد تبلورت طفولته على أصوات الشعراء والمثقفين وقراء المآثر الحسينية.. وكان يحفظ كثيرًا من تلك الأغاني والأهازيج .. كان في دكان خاله كثير من المجلات والصحف ودواوين الشعراء؛ فكان ينهل منها في صباه..

    وكانت أولى قراءاته المنظمة في الصف الرابع الابتدائي، وكان يستعير الكتب من جيرانهم الموسرين، فقد قرأ الأجنحة المتكسرة لجبران خليل جيران – والرعب الأصغر – قصة بوليسية، وكان يقضي وقتاً متأملاً قراءتهما .. فقد عاش طفولة اعتيادية كثير الميل إلى اللعب الاجتماعي.. فلم يصنع حميد حاجزاً نفسيًّا أو ثقافيًّا بينه وبين صحبه رغم تباين مستواه الثقافي عنهم.. وكان شعوره بأن المجتمع غير مهتم بعالمه الخاص، قد كرَّس حياته في الحوار الدائم مع ذاته.. كان يسمع إلى كل ما يقال حوله ويفهم ما يقال، وكان القائلون إن رأى كلامهم رمزاً أو إشارة، وهذه الصفات كانت تجذب حنان وعطف أقاربه إليه.. وكان دائم الوجدان مع أخواله وجدته التي تقص عليه قصصًا كالخنساء وأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما.... ويقضي حميد شطرًا في الاستماع إلى قصص الكبار عن أحداث الماضي، وما فعله الأتراك حين استباحوا مدينة الحلة.. وعن ثورة العشرين ضد الإنكليز.. وكان يلتقط الأحداث سريعًا ويختزنها في ذاكرته، كان يفهم ما يقال ويحفظ ما يسمع، ويعرف كيف يسأل، وكيف يجيب إذا سئل.. وكان الثاني من إخوته، فتكبره أختٌ ثم ثلاث أخوات وولد.

    إن تلك الطفولة بامتزاجها الريفي وما أودعت فيه من دفء الطبيعة وفتنتها.. كانت أساس تربيته التي تفتحت داخلها جذور قصيدته الأولى حيث الحزن والنقاء والعناد.

    في سنة 1947م وتشاء الصدف أن يسجل في مدرسة للبنات كانت قد أصبحت في بداية العام المدرسة الشرقية، وقضى بهذه المدرسة سنتين، وقد نجح في الصف الثالث الابتدائي واعترض المشرف التربوي على وجوده مع البنات؛ فانتقل إلى مدرسة الفيحاء للبنين.

    وقد رفض حميد العنف منذ كان طفلاً.. وكانت في مدرسته مكتبة صغيرة يستعير منها بعض الكتب.. أو إلى مكتبات المحلة، ثم في الصف الخامس بدأ يميل إلى حفظ النصوص.. وبدأ يعرف السينما ويشاهد معظم الأفلام التي تعرض.

    انتقل إلى المرحلة المتوسطة.. وهي الفترة المهمة في حياته؛ حيث كانت خلية من النشاط السياسي والثقافي والفني والرياضي.. وكانت تضم كثيرًا من المدرسين المهتمين بالثقافة، وتعرف على عدد من الطلبة ذوي الميول الفنية كالسينما والمسرح والرسم والشعر.. وشهد اهتمامًا بالكتب وتبادلها والنقاش مع زملائه.. وكان يحرص على مشاهدة الأفلام وأنها ليست مجرد لهو، ولكنها مصدر مهم للمعرفة، وظهرت عنده الميول السياسية مغلفة بالعاطفة، وكان يميل للطلبة المعروفين بميولهم السياسية المعادية للاستعمار والأنظمة الرجعية، ثم وجد نفسه صديقاً للطلبة الذين يؤمنون بوحدة الأمة العربية وبَعْث تراثها، وبحياة كريمة متساوية في الحقوق، وبحياة كريمة لا يجوع فيها الفقراء، حياة تغلفها الحرية التي هي مصدر إبداع الحياة..

    ولأسباب سياسية واجتماعية لم يكمل دراسته الجامعية مبكراً؛ فعمل معلماً في مدارس الدين لثلاث سنوات أفادته في إغناء تجربته الحياتية، وفي سن الثالثة والعشرين انتسب حميد إلى الجامعة المستنصرية واختار قسم اللغة العربية.. وحصل على البكالوريوس في تاريخ الأدب العربي.. وأفاد من قراءة التراث العربي واقترابه من الوسط الأدبي وفي مقاهيها الأدبية وإحساس جمعية المؤلفين والكتاب.. والتقى في هذه الجمعية بشاذل طاقة وخالد الشواف ونازك الملائكة.. وشهد حوارات مستمرة وكان يتأملها أكثر مما يشارك فيها.. وبقدر ما كان يحس بالحاجة إلى التعبير كان يدرك أن محاولة إبداعية لا تمتلك قدرتها ووهجها في عالم القصيدة هي مجرد إضافة لا معنى لها.

    اقترب من مشروع قصيدته، وأرسى أساسها بكثير من الأسئلة والبحث والتأمل.. وكانت هناك فرص كثيرة ورغم ذلك أجل بدايته، وكان يعرف أنها ستأتي..

    بداية الموهبة.. بداية الشعر

    أساس موهبة حميد الشعرية.. كانت الأغنية.. ونهر الفرات كان مصدر الأغنية.. والذي عاش على ضفافه شاعرنا الكبير.. وقدرة الأغنية كانت أقوى من قدرة اللغة على بلورة إحساسه بتذوق الشعر وحفظه، وكان الفرات وأساطيره تشكل حضوراً دراميًّا في أعماقه، وأن جميع الحوادث الوطنية أو القومية أو العالمية كانت تستقبل تلك الوقائع والأحداث بأهزوجة أو أغنية.. وكانت تلك الأهازيج والأغاني تنطبع بعفوية بذاكرة حميد، وتستأثر باهتمامه فيحفظها ويرددها… هنالك قصيدتان لحميد: الأولى في ديوانه طفولة الماء - البساتين والرجال.. والثانية بعنوان "موت المغني" في ديوانه "مملكة عبد الله" يفلسف فيهما أن شعره ولد في الأغنية (في البدء كانت الأغنية) أي أنه كان غنائيًّا في تكوينه الشعري…

    لا تضحكوا

    لا تثيروا وساوسه

    واتبعوه إلى حيث كان المغني يقيم حرائقه

    ودعوه على مهل يكتب الكلمات الأخيرة..

    آخر أغنية في الوصية

    لا توقظوا فوز من نومها

    أتعبتها المحبة

    هذه التجاعيد.. لحن الغياب الذي مرّ بين يديها

    وبياض الجدائل.. لحن الوداع الذي ظلّ في شفتيها

    فلا توقظوها

    ولا توقظوا الحزن.. هذا الأليف المشاكس

    وكان شعر المناسبات كثيراً ما علق بذاكرته كقصائد الجواهري أو بحر العلوم.. فيحفظها البعض ويرددها، وكانت أسماء الشدقي وشوقي وبدوي الجبل والرصاص يتردد صداها في نفس؛ فيحفظها ويرددها…

    وكان يميل إلى سماع "محمد عبد الوهاب" ولا سيما الأغاني التي غنّى فيها قصائد شعرية، وشكلت بتلك الأغاني عاملاً مهمًّا في تكوينه النفسي وتعميق ميله إلى تنغيم نبرات الشعر مهما كانت إيقاعاته الداخلية أو الخارجية. وبمرور الأيام واتساع ذاكرته الشعرية تعمق الوعي الشعري في نفسه، ومع عدم التجاوب مع بعض النصوص الشعرية بدأ سؤاله الخاص واكتشافه الخاص؛ لذلك وقف موقفًا مشاكساً من الموقف السائد.. وكان أقرب إلى الحسم في وضع المحاولات التجديدية في عالم الشعر وليس خارجه مع محاولات الدواوين في كتابة القصيدة الحديثة - قصيدة التفعيلة - وأن قناعته بقصيدة التفعيلة لم تدفعه إلى الرفض للقصيدة العمودية… وكانت بدايته مع الشعر العمودي من 1957م إلى سنة 1961م بُدائية لا تخلو من موهبة شعرية، ويمكن وصفها بأنها تحمل بدايات شاعر موهوب فُطر على موهبة الشعر. وحميد سعيد من أولئك الشعراء الذين تهزهم الأزمات.. مترجم إحساسه بالرفض والتجاوز ففي بداية 1964م نفي حميد سعيد إلى مدينة السليمانية في شمال العراق مقراً لإقامته الجبرية لمواقفه السياسية، وكان شابًّا متمردًا مملوءاً بأحاسيس الوطن والشعر.. وفي هذا الحصار كتب قصيدته الأولى في الشعر الحر اسمها الجليد

    إذا حل الشتاء وسد نافذتي

    وأغلقت دوني الأبواب أيقظ في دمي العتمة

    ومزَّقت الرياح الهوج أشرعتي

    نأت بي عن دياري، مزقتني دونما رحمة

    وغلَّفني جليد عاقر فصرخت.. أين مرابع الصحو؟!

    متى يا دفء يندحر الجليد يذوب عن حسّي

    فإن حديث أهلي لم يزل في القاع من نفسي

    وإن مظاهرًا شوهاء ما فتئت

    تطاولني يد ثلجية..

    وقد نشرت هذه القصيدة في إحدى المجلات السورية، ثم في مجلة بغداد ثم تابعت قصائده، وقد وجدت قصائد ردود فعل جيدة على المستوى الشعري...

    ثم اشترك مع الشاعر عبد الأمير محلة والقاص موسى كريدي في إصدار مجلة – الكلمة – في بداية 1967م، ثم نشر قصيدة فيها شواطئ لم تعرف الدفء، والذي أصبح عنواناً لمجموعته الأولى، وإن توالت نشر قصائده في الأعداد التالية من الكلمة؛ حتى ثبت اسم حميد سعيد بين أسماء قلة في حركة الجيل الجديد بعد جيل الرواد في العراق.. وكانت آراء النقاد تبارك، وتمجد شعر حميد من هؤلاء الشاعر عبد الوهاب البياتي.. وبكند الحيدري .. وإدريس وشاذل طاقة وسيد يوسف وجبرا إبراهيم جبرا.. وكان شاعرنا يَعُدّ هذه الأسماء شهادات مهمة في حقه، فمنحته الثقة وأخذ ينمو في تكامله بين أبناء جيله من شعراء الستينيات، فسرعان ما تألف مع أبرز شعراء جيله، وكانوا في بداياتهم الشعرية الجدية.. وتألفوا مع وحدة الرؤية وكانوا ميالين إلى توحيد مفاهيمهم الجديدة للاتجاه الشعري المعاصر..

    فقد تولى منصب مدير تحرير مجلة الأجيال التي تصدرها نقابة المعلمين 1967م.. وتحولت شقته التي يسكن معه فيها الشاعر حسين الشيخ جعفر وهو يسبقهم في كتابة الشعر الحر إلى ما يشبه الندوة، وكانت مجمع الأدباء والجدل من الشقة إلى المقاهي الأدبية.. وأصبح متميزاً داخل تجربته الشعرية…

    إن مهمة جيل حميد سعيد كانت باهظة الثمن، فقد عانوا تجربة الانتكاسة الوطنية المتمثلة في تجربة الانفصال في وحدة مصر وسوريا، وسقوط بعض التجارب الوطنية في سنة الخامس من حزيران 1967م، هذا الجانب السياسي اقترن بتوقف مشروع الحداثة فقد غاب السباب فجأة، وتعثرت نازك الملائكة في طريقها الشعري، وهجرة أبرز جيل الخمسينيات إلى خارج الوطن مرغمين على ذلك؛ أحدث تصدعاً في مشروع القصيدة الحديثة، وترك تأثيراته على جيل حميد سعيد، لكن "حميد" وبعضاً من جيله كان يمتلك نظرة نقدية، بل وبثوا إلى القصيدة وطوروها، وهذا العجز الشعري قد نجده بصورة أوسع في تجربة حميد النقدية عن مزايا الجيل الثاني:

    (1) تكريس الموسيقي الداخلية للنص الشعري.

    (2) نضوج ظاهرة وحدة القصيدة.

    (3) تعريب الرمز التاريخي وشعبيته.

    (4) نمو التجريبية لصالح وحدة النصف الشعري.

    (5) تفتح القاموس الشعري وسعته.

    (6) اكتملت الجملة العربية شخصيتها.

    (7) ظهور القصيدة الشمولية.

    كان جيل حميد جيلا قلقًا، وكان حميد منتمياً يتمرد على انتمائه بالوعي المتجاوز وبتطوير الحقيقة في شعره وبتطوير القصيدة في هذا الشعر، وكانت قصيدته قصيدة قلق وانتماء وعبور إلى الإنسان النقي.

    وعندما حل الشعر في حميد سعيد فتح العمل السياسي أمامه أفقاً واسعاً تجاوز سكون المحيط الثقافي والمعرفي جعله أكثر قرباً من قضايا أمته إلى حاضرها بكل طموحاته واحتداماته .. لم يكن متعصباً في عمله السياسي وهذا الشيء الجوهري في الإنسان الشاعر.. حيث إن التعصب هو الوجه الآخر للهامشية؛ لأن التعصب لا يستطيع أن يرى المتغيرات بل لا يستطيع أن يرى الضعف في المشروع السياسي، ويقول حميد: إن السياسي في حياتي هو الإنسان ولم أعش فصلاً بينهما، فإن السياسي يعبّر عن الإنسان مثلما يعبر عن السياسي.

    ولا بد من إيمان بالشعر للحفاظ على وهجه الخاص بعيداً عن متطلبات الشعار.. وكتب حميد سعيد قصيدته من هذه العلاقة بين السياسي والمبدع.. وكان عنوانها – الطواويس)

    جمل ناقصة

    صحف وترتها عناوينها

    وعناوين موتورة

    ونصوص معبأة بالحوامض واللعنات

    كتب كالتوابيت

    مكتوبة للخراتيت

    تداخل السموم..

    لا شجر شقيق

    ولا قمر في الطريق

    رجال من غبار.. يحترفون الخطابة

    لأمثالهم في المسارح الرخيصة.. وطن

    ولأمثالهم يكتب النصوص الرديئة

    شغب ميت.. وموت قميء

    حنجرة من رصاص.. رديء

    ولعل شعر حميد نشأ في هذا الترابط الحي بين نظرته إلى الأشياء وفلسفته إلى هذه الأشياء، شاعرنا سمّى هذه العلاقة (وهج الشعر).

    في قصائد حميد سعيد تأخذ الأرض دور الأم الأولى، فتكون الأم رمز العطاء وفي علاقة الأرض بالماء يرى الحياة.. حياة البسطاء التي ما كانت لولا عطاء الأرض وتحولها إلى معنى فيه من المثالية الوطنية الشيء الكثير، وهذا ما جعله يعيش إحساسًا عميقاً في نفسه وفي قصيدته بأن للأرض حياة مثل كل الكائنات الحية، فهي تفرح وتحزن ولها لغتها الخصوصية المكانية والزمنية، وكان يتجلى روحاً تخفف في كل شيء على هذه الأرض.

    قرية مثل كل القرى

    تستضيء بما وَرِثت.. وبما ورّثت

    في أزقتها وقفت بابل.. وتهاوت مواكب فرسانها

    قرية حلَّ فيها الفرات

    ونامت على طرف من قميص أميرتها دجلة

    قرية..

    كان شاعرها السومري يُغني لعشاقها

    يستضيف بساتينها ويخط ملاحمه فوق أوراقها

    قرية..

    كان ملاحها البابلي يبارك شطآنها

    يقف الماء بين يديه.. وتمنحه الشمس ألوانها

    وفي شعر حميد نجد الإنسان العراقي حاضرًا، وموقف الإنسان هو الأساس، وأخلاق الإنسان وكفاحه ونضاله وصموده كل ذلك يتشكل بالبساطة والطيبة والبذل، ونجد كذلك قوة الإنسان العادي، الإنسان الذي يحمل بذور واقعة لا الإنسان الخارج من دفاتر النظريات وحماسة الشعارات، وفي قصيدته "العريف عبد العباس":

    إن مجد الحياة الجديدة

    يومئ لي أن أقوم

    فقمت ..

    رأيت بلاداً تدافع عن حبي

    وتدافع عني

    فحاولت أن أتمادى

    وأدفع عنها بتاريخها

    السلام عليك

    على وطن طيب

    السلام على أهلنا.. السلام على فخلنا

    وعلى الأمهات الجميلات

    والنسوة الطيبات

    والأمة في قصائده تظل هاجسه الكبير في وحدتها التاريخية أو في فعلها الحضاري:

    في مدن الشمس وفي حرائق الثورة

    علمنا مياه النهر

    أن نستقبل البحر

    وأن نرسم في دفتره حديقة

    فحاور الأرض.. و نستنبتها شجرة

    كأن في أعضائها طفولة الحياة

    أو كأن في جذورها معتركاً ..

    والحرية في قصائده هي الحياة، وهي الوعي بالحياة، هي الفعل المتجدد للمياه الإنسانية، وقد خص وعيه للحرية في قصيدة وصفية مقترحة للملحمة الفخرية:

    نلتقي فترافقني نحو بيتي

    اشتبكت بها ساعة احترقت

    واشتبكت بها ساعة انبعثت

    واشتبكنا.. اقتسمنا الحريق.. الطريق

    مناصبه:

    - عمل في حقل التعليم.

    - 1963 كان رئيس تحرير جريدة الطلائع

    - 1970 نائب أول رئيس تحرير لجريدة الثورة.. ثم عمل في أواخر السبعينيات مديراً للنشر والترجمة، وقد صدرت سلسلة لأبرز الشعراء العربي والعراقيين.

    - 1972 عين مستشاراً صحفيًّا في أسبانيا، واستمر عمله حتى نهاية 1975.

    - 1975 عين مستشاراً صحفيًّا في المغرب – الرباط.

    - 1978 رئيس تحرير لصحيفة "الجمهورية".

    - 1979 "مدير عام" لمؤسسة الإذاعة والتليفزيون.

    -1981 رئيس مجلس إدارة "دار الثورة" ورئيس تحرير "جريدة الثورة".

    -1986 انتخب أمينًا عاماً للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.

    - 1990 وكيلًا أقدم لوزارة الثقافة والإعلام ولا يزال مستمرًا في عمله.

    دواوينه:

    (1) شواطئ لا تعرف الدفء، صدر 1964، ويضم 19 قصيدة، وطبع أربع طبعات.

    (2) لفة الأبراج الطينية: 1970، ثلاث طبعات: الأولى دار الآداب بيروت.

    (3) قراءة ثامنة: 1972 الطبعة الأولي والثانية في بيروت والثالثة في بغداد.

    (4) ديوان الأغاني الفخرية: 1975 الطبعة الأولى والثانية ببيروت والثالثة في بغداد.

    (5) حرائق الحضور: 1978 الطبعة الأولي ببيروت، والثانية طبع الهيئة المصرية والثالثة بغداد.

    (6) طفولة الماء: 1985 الطبعة الأولي في بيروت والثانية في القاهرة.

    (7) مملكة عبد الله: 1987 طبع طبعتين في بغداد.

    ( ديوان حميد سعيد: 1984 طبع في العراق.

    (9) باتجاه أفقي أوسع: الطبعة الأولى 1992 بغداد.

    (10) فوضى في غير أوانها: الطبعة الأولى 1996 – بغداد – القاهرة 2000.

    (11) من الحدائق التسع: الطبعة الأولى 1997 في المغرب.


    مختارات من قصائده:

    من ديوان لغة الأبراج:

    في سرك قدست الأسماء الحسنى، لكن العصر يشق طريق العصر.

    قالوا: إن القادم يحمل وجه البوم .. وقالوا يحمل وجه النسر

    لم تسمع ما قيل وسرت كظمآن

    يبحث عن نبع نثر ***

    حملتني ريح الثورة

    باقة أزهار شوكية

    ألقت بي في أفياء المدن الكبرى

    عدت غريباً

    لم أتعود أشياء المدن الكبرى

    أو غرف المسئولين



    من ديوان الأغاني الفخرية:

    باتجاهين كنا نسير.. إلى الماء

    ونسعى إلى الماء

    لكننا باتجاهين كنا نسير

    العصافير ترحل نحوي.. تغني.. أناديك

    تتشابك الأشنان على راحتيك

    لعل القميص يستحم على طرف من قميصي

    ويفتح في جسدي واحة.. يستطيع استلابك نحوي

    لقد راودتك المدينة عن نفسها.. راودتني

    كما راودتني الأميرة من قبل

    بي ما يثير المراوغة البكر

    لكنني لا أطبقت الإضافة.. يلعنني جسد امرأة

    ويباركني جسد امرأة

    وأخاف المدينة .. أهرب من جسدي

    حين أسقط فالطير ..



    من ديوان حرائق الحضور
    حافل جسدي بالمسرات

    مزدحم بالحسرات

    مكتمل بالتوجع

    مكتهل بالتوجع

    أنت مراودة صعبة.. وأنا رجل لا يملّ الطراد

    أفجر في وردة التهلكة

    لغة ملكة

    وأقيم لها مملكة



    قصيدة الخطيئة:

    قدرت أن زمان الهوى طبع.. والهوى طبع

    والتباريح تأتي مراراً

    وكانت خطيئتك العشق.. والموت عشقاً

    وبين الخيارين كان الرماد..


    من قصيدة من تخطيطات حنا السكران على حيطان الذاكرة:

    وبكل الأسماء أناديك

    أراك بكل الأشياء

    لكنك في الحزن تجليت

    وفي ظمئي

    كنت الماء.

    ترجمات قصائده:

    لقد ترجمت معظم قصائده إلى عدة لغات غربية:

    (1) اللغة الأسبانية:

    (1) ترجم عدد من القصائد في كتاب صدر عن المركز الثقافي العربي – الأسباني، ترجمها الدكتور محمود صبيح سنة 1972.

    (2) قصائد ترجمها الدكتور "بدرو مارتنيت" ونشرت بمجلة دجلة سنة 1985

    (3) قصائد ترجمها الدكتور "أكرم جواد ذنون" 1987 ضمن دراسة عن الشاعر في مجلة جامعة غرناطة – كلية الآداب.

    (2) اللغة الإنكليزية:

    (1) عدد من القصائد ترجمها السيدان: "جورج مصري" و"روجر هاردي" في عام 1977 ونشرت في لندن مع قصائد للشاعرين: "شفيف الكي لي" و"بلند الحيدري" وأعيد نشرها في مجلة أوراتي يصدرها المركز الثقافي العراقي.

    (2) عدد من القصائد ترجمها د. زاهر بشاي وصدرت في كراسي.

    (3) قصائد ترجمها محمد درويش، ونشرت في مجلة ككامش التي تصدرها دار المأمون.

    (4) قصائد ترجمها محمد درويش ونشرت في صحيفة "أوبزرفر".

    (5) ثلاث قصائد نشرت ضمن بيلوغرافيا الشعر العربي التي أصدرتها الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي في الولايات المتحدة الأمريكية 1978.

    (6) من منشورات دار المأمون ببغداد صدرت لحميد سعيد مجموعة شعرية 1988 ضمت 13 قصيدة ترجمها واختارها الدكتور سلمان الوسطي.

    (7) عدد من القصائد اختارها المستعرب الجيكوسلوفاكي دومنيك زبانيك وترجمها إلى الجيكية والأنكليزية ضمن كتاب مختارات ودراسة في الشعر العربي.



    اللغة الفرنسية:

    (1) عدد من القصائد ترجمها الشاعر خليل خوري ونشرت في مجلة Baghdad التي تصدر بالفرنسية.

    (2) 1987 ترجم القاص المغربي محمد زفزاف ست قصائد لحميد ونشرت في مجلة البيان بطبعتها الفرنسية والتي تصدر في الدار البيضاء بالمغرب.

    (3) ترجمت المستشرقة "بوتيه" مختارات من شعره.



    اللغة اليوغسلافية:

    (1) ترجم المستعرب اليوغسلافي (رادا بوجوفيتش) قصيدة (تفاصيل في ثغرة السيدة" المنشورة في ديوانه – الأغاني الفخرية ونشرت في أحد أعداد مجلة (ربكلالا) التي تصدر بالعاصمة اليوغسلافية 1988.

    (2) ترجم الشاعر اليوغسلافي سلافكو ترجمة لمجموعة شعرية من أعمال حميد سعيد مع مقدمة عن حياة الشاعر كتبها "رادا بوجوفتش".

    لغات أخرى:

    (1) تُرجمت قصائد إلى اليابانية ضمت مختارات من الشعر العراقي.

    (2) عن اتحاد الكتاب السوفييتي في جمهورية جورجيا مترجمات لعدد من قصائده.

    (3) ترجمت المستعربة – سونغ موك – بعض قصائده إلى الكورية.

    (4)ترجمت السيدة "يوهانا كريستانا" قصيدة الفرقة ونشرتها مع دراسة عن الشاعر في المجلة الثقافية التي تصدر في أيسلندا.

    (5) ونشرت مجلة جسور في أمريكا قصائد مترجمة إلى اللغة الإنكليزية مثل قصيدة اللوحة الأخيرة.


    الدراسات والأبحاث:

    (1) دراسة عن مجموعته "شواطئ لا تعرف الدفء" كتبها المستعرب السوفييتي "عبد الحميد آراسلي" ونشرها في جريدة اتحاد الكتاب في جمهورية أذربيجان السوفيتية 1972.

    (2) بحث كتبه المستعرب الجيكوسلوفاكي دومنيك زبانيك باللغتين الجيكية والإنكليزية ضمن دراسة عن أربعة شعراء عراقيين: السياب – البياتي – حميد سعيد – حسب الشيخ جعفر، وصدرت في كتاب يبن جامعة براغ وجامعة أكسفورد.

    (3) دراسة باللغة الأسبانية، الموضوع الأسباني في شعر حميد سعيد، كتبها الدكتور أكرم جواد ذنون وقدمه في مؤتمر الاستشراق الذي عقد في أسبانيا 1988 ونشر في مجلة كلية الآداب في أسبانيا.



    نثره:

    لا يقل نثر حميد سعيد روعة وثراء عن شعره، فله كتب كثيرة ودراسات أدبية وسياسية، ولعل أشهرها:

    (1) الكشف عن أسرار القصيدة.

    (2) 20 رسالة ورسالة بينه وبين صديقه الشاعر "سامي مهدي"، وله عدة كتب سياسية.



    المصادر التي اعتمد عليها البحث:

    (1) أسرار الكشف عن القصيدة حميد سعيد.

    (2) الشاعر حميد سعيد موسوعة المفكرين والأدباء والعراقية تأليف حميد المطيفي.

    (3) مقدمة ديوان حميد سعيد بقلم د. جعفر العلاف.

    (4) مجلة الأقلام ملف خاص عن حميد سعيد العدد 2 أذار ‏2000‏.

    (5) حميد سعيد شاعراً تأليف شكر حاجم الصالحي.

    (6) حضور الإبداع، الاقتراب من تجربة حميد سعيد الأب يوسف سعيد.

    (7) 20 رسالة ورسالة "سامي مهدي" – حميد سعيد.


    http://www.islamonline.net/arabic/arts/2000/10/article15.shtml
                  

العنوان الكاتب Date
آية الخــــراب !! bushra suleiman08-28-06, 09:29 AM
  Re: آية الخــــراب !! bushra suleiman08-29-06, 05:29 AM
  Re: آية الخــــراب !! أبوذر بابكر08-29-06, 05:42 AM
  Re: آية الخــــراب !! bushra suleiman09-01-06, 09:17 AM
  Re: آية الخــــراب !! bushra suleiman09-03-06, 09:26 AM
  Re: آية الخــــراب !! bushra suleiman09-03-06, 09:34 AM
  Re: آية الخــــراب !! bushra suleiman09-04-06, 10:42 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de