Quote: رسالة الرئيس السوداني عمر البشر لمجلس الأمن
معالي السيد/ رئيس مجلس الأمن الدولي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته * أكتب إليكم، وعبركم للسادة أعضاء مجلس الأمن الدولي، حول تطورات الأوضاع في دارفور. فمنذ ان تم التوقيع على اتفاق سلام دارفور في أبوجا في الخامس من مايو 2006، قمنا باستنفار كافة اجهزة الدولة وقطاعات المجتمع المدني في دارفور من اجل انزال هذا الاتفاق الى ارض الواقع، في تعاون وثيق مع اجهزة الاتحاد الأفريقي والمنظمات ذات الصلة بهذه القضية.
لقد وصل الى الخرطوم في 5 أغسطس 2006 السيد مني أركو مناوي، رئيس حركة تحرير السودان الموقع على اتفاق ابوجا، وأدى القسم وتسلم مهامه مساعدا أول لرئيس الجمهورية، وتجري الآن الترتيبات لاستكمال تشكيل السلطة الانتقالية ومؤسساتها الى دارفور برئاسته. كما وصلت الى الخرطوم بقية الأطراف التي انحازت للسلام ووقعت على الاتفاق في أديس أبابا وبدأت نشاطها في تنفيذ الاتفاق بالتعاون التام مع الحكومة والاتحاد الأفريقي.
لقد شرعت أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني في دارفور بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي في تنفيذ برنامج واسع لشرح اتفاق السلام للأهالي بدارفور، كما بدأ العمل في فتح الطرق لإيصال المساعدات الإنسانية للنازحين والمحتاجين. كذلك شرعنا في تنفيذ خطة لتحييد ونزع سلاح الميليشيات، ودمج قوات حركة التحرير في القوات المسلحة السودانية وأجهزة الأمن الأخرى، لتتولى هذه القوات المدمجة مسؤولية حفظ الأمن حول المعسكرات وفي داخلها بالتعاون مع شرطة الاتحاد الأفريقي.
معالي رئيس المجلس: لقد تم الاتفاق مع معالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي أنان أثناء قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة في بانجول مطلع يوليو الماضي على تقديم خطة مدتها ستة اشهر، تقوم بمقتضاها حكومة السودان بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي ووكالات الأمم المتحدة المعنية بتطبيع الأوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور. وقد تم رفع الخطة الى معاليه الذي وعد بدراستها وإبداء الرأي بشأنها. ونحن نتطلع من خلال هذه الخطة والحوار الذي سيجري حولها مع مجلسكم الموقر، الى توحيد الجهود لتحقيق السلام الشامل والعادل في دارفور من منطلق أن الأسرة الدولية ممثلة في الأمم المتحدة شريك أساسي في دعم جهود تحقيق السلام في دارفور.
معالي رئيس المجلس إن عملية انتقال مهام قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور الى قوات أممية لا تجد قبولا من قطاعات واسعة من الشعب السوداني ومؤسساته التشريعية والنيابية والتنفيذية على كافة المستويات، والتي أصدرت جميعها، بما فيها حكومة الوحدة الوطنية، وبالإجماع، قرارات قاطعة برفض عملية الانتقال.
إن التركيز على قضية الانتقال ومن خلال القرار الذي يعمل مجلسكم على استصداره يعطي الانطباع بأن دخول القوات الأممية الى دارفور فيه الحل الناجع للقضية، غير أننا نرى ان الحركات الرافضة للاتفاق ستعتبر دخول القوات الأممية لدارفور تجاوزا، بل وأثناء عملية سلام دارفور، مما يشجعها على تكثيف عملياتها التخريبية بغرض إجهاض الاتفاق عمليا، فضلا عن ان الميلشيات سترتاب في دور القوات الأممية، وسترفض بالتأكيد التجاوب مع خطة الحكومة لنزع سلاحها.
إن الانتقال الى قوات أممية في هذه المرحلة التي تشهد بداية التنفيذ الفعلي لخطط وبرامج سلام دارفور، من شأنه إحداث مزيد من الإرباك للأوضاع في دارفور وخلق وضع شديد التسيب سيفضي بدون شك الى إعمال عنف ومواجهات لا يمكن السيطرة عليها بين كافة الأطراف في دارفور بما في ذلك القوات الأممية ذاتها.
معالي رئيس المجلس: أرجو ألا يفهم بأن لحكومة السودان موقفا رافضا لدور الأمم المتحدة في قضية دارفور، ولكنها في الواقع لا تستطيع أن تتجاهل موقف الشعب السوداني ومؤسساته التشريعية والتنفيذية حول موضوع الانتقال، ولهذا فإننا نرجو من مجلسكم الموقر التريث وعدم التعجل في إصدار قرار جديد حول الموضوع، وإتاحة وقت كاف لحكومة السودان لترتيب الأوضاع في دارفور والتركيز على إنفاذ اتفاق السلام حسب الخطة التي رفعت الى معالي الأمين العام، وتوفير الدعم لقوات الاتحاد الأفريقي وفقا للالتزامات الصادرة في هذا الشأن، وكذلك الاستمرار في دعم العون الإنساني والذي تقوم حكومة السودان بحضور مقدر فيه، على أن يظل الحوار والتشاور بيننا ومجلسكم الموقر، وكذلك مع الاتحاد الأفريقي متمثلا بهدف الوصول الى رؤى مشتركة تهدف الى تحقيق الغاية المنشودة لتعزيز السلام في دارفور.
وتفضلوا، معاليكم، بقبول أسمى آيات التقدير
* عمر حسن احمد البشير - رئيس الجمهورية
(أمنحونا فرصة ستة أشهر)
أين ذهبت لغة الأمس! أين الحديث عن الإستعمار والجهاد و(أكرم لى أكون قائد للمقاومة) و(سوف نحسمهم كما حسم نصرالله الإسرائيليين). قلنا أنه ورل رعديد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة