مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 10:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-21-2007, 11:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين (Re: الكيك)

    سوء فهم وسوء نية (2-2)

    بقلم: د. مصطفى عثمان اسماعيل*

    ارتبط تاريخ دارفور بحكم السلطنات - حيث حكمت سلطنة «الداجو»، وهي قبيلة سودانية لها امتدادات في كردفان شرقاً وفي تشاد غرباً، حكمت هذه القبيلة دارفور ما بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين، ولكن حكم الداجو اقتصر على الجزء الجنوبي الشرقي من دارفور فقط، ثم مملكة «التنجر» التي حكمت من القرن الثالث عشر إلى النصف الأول من القرن الخامس عشر الميلادي، ويُقال إن قبيلة «التنجر» تنتسب الى قبيلة بني هلال، التي هاجرت من الجزيرة العربية الى مصر ومنها الى تونس وبلاد الشمال الافريقي في القرن الرابع الهجري في تغريبتهم الشهيرة في التراث الشعبي «قصة أبوزيد الهلالي».

    وكانت آخر السلالات التي حكمت دارفور هي سلالة «الكيرا» التي تنتمي الى قبيلة الفور، حيث حكمت الاقليم منذ حوالي منتصف القرن السابع عشر وحتى العام 1875م، ثم من العام 1898م وحتى العام 1916م وهي الفترة التي شهدت حكم السلطان «علي دينار» التي انتهت باستيلاء قوات الضابط الانجليزي هدليستون باشا على دارفور وضمها لتبعية أراضي ما كان يعرف بالسودان الانجليزي المصري. والشائع أيضاً ان سلالة «الكيرا» نفسها تنتسب الى رجل عربي الأصل من بني هلال يسمى «سليمان صولونق» وصولونق معناها بلغة الفور «الأحمر» أو «الأبيض البشرة».

    وتأسيساً على ذلك يبدو من المؤكد ان الوجود العربي في دارفور وجود قديم وغير طاريء، يشهد بذلك وجود عدد كبير من القبائل العربية في الاقاليم منذ القرون الوسطى، مثل قبائل الزيادية، والمعاليا، والرزيقات، وبنو حسين والهبانية، والتعايشة، وبنو هلبة، والسلامات، وبنو راشد، والمسيرية، والمحاميد وغيرهم. وقد اختلطت هذه القبائل اختلاطاً شديداً مع القبائل الاخرى غير العربية التي تقطن الاقليم مثل الفور، والزغاوة، والمساليت، والداجو، والتنجر، والميدوب، والفلاتة، والتاما، والميما، والبرتي، وقد جمع بين هذه القبائل الدين الإسلامي الحنيف الذي تدين به هذه القبائل العربية كافة وغير العربية بلا استثناء.

    ولعل هذه التوليفة الافريقية التي ظلت تميز الكيان البشري لدارفور منذ قرون خلت هي التي حدت بالرحالة العربي التونسي الشيخ محمد بن عمر التونسي، ان يختار لكتابه الذي ألفه حول وقائع سياحته وإقامته في سلطنة دارفور في مطلع القرن التاسع عشر «تحديداً في العام 1803م»، هذا العنوان «تشحيذ الاذهان بسيرة بلاد العرب والسودان».

    فالمقصود ببلاد العرب والسودان هي «دارفور» نفسها.. ذلك بأن المقصود بالعرب هاهنا، هي القبائل العربية القاطنة في دارفور، بينما المقصود بـ «السودان» هي القبائل الزنجية والحامية غير الناطقة بالعربية التي كانت تعيش في ذلك الإقليم. وهذا الكتاب الذي أصدره في طبعة محققة المؤرخ المصري الدكتور مصطفى محمد مسعد من الهيئة المصرية العامة للكتاب في العام 1965م، هو مصدر لا غنى عنه لأي باحث حول الخلفية التاريخية للتركيبة السكانية والاجتماعية والثقافية لإقليم دارفور بصفة عامة.

    يقع إقليم دارفور في أقصى غرب السودان، وتبلغ مساحته حوالي «196» ألف ميل مربع من مجمل مساحة السودان البالغ قدرها مليون ميل مربع. أي حوالي الـ «19%» من إجمالي مساحة السودان. ويتاخم الاقليم ثلاث دول مجاورة للسودان هي ليبيا من جهة الشمال الغربي، وتشاد من جهة الغرب، وافريقيا الوسطى الى جهة الجنوب الغربي. وتعيش في الاقليم حوالي الثمانين قبيلة ومجموعة إثنية عربية وغير عربية على النحو الذي ذكرنا منه أمثلة آنفاً. وقد اختلطت هذه القبائل فيما بينها وظلّت في تفاعل سلمي وتزاوج منذ قرابة الألف عام، على الرغم من احتفاظ كل واحدة منها بمميزاتها وخصائصها وسبل كسب عيشها. فبعض تلك القبائل هي قبائل بدوية مترحلة، وبعض قبائل مستقرة تحترف الزراعة.

    وكل قبيلة من القبائل الكبرى تمتلك داراً أو ما تسمى «حاكورة»، وهي رقعة من الارض تكون معروفة الحيازة منذ قديم الزمان، تكون إما مُنحت للقبيلة المعنية بواسطة سلطات كانت حاكمة، أو أنها دار ارتبطت بتلك المجموعة العرقية منذ قديم الزمان مثل: دار المساليت، دار الرزيقات، دار الميدوب، دار المعاليا، دار الزغاوة.. دار القِمِر.. إلخ.

    هذه النقطة، أيها الإخوة والأخوات، تقودني الى تأكيد حقيقة واقعة ظلت تميز إقليم دارفور ربما عن سائر أقاليم السودان الاخرى، ألا وهي البروز الصارخ للقبيلة وتأثيرها شبه المطلق على الفرد، وتشكيل هويته، وولائه، وخياراته الاجتماعية والسياسية، اضف الى ذلك ان علاقة جميع القبائل بلا استثناء في دارفور، بالسلاح علاقة قديمة جداً. ذلك بأن وجود القبائل في مناطقها الأصلية سابق لقيام الدولة الحديثة في السودان.. فالقبائل في دارفور قد ظلت دائماً تستشعر الحاجة الى السلاح بين أيدي رجالها والحصول عليه بشتى السبل والوسائل من أجل حماية أفرادها وديارها وثرواتها من المواشي إذا كانت قبائل رعوية متنقلة، أو حماية مزارعها ومحاصيلها إذا كانت جماعات مستقرة تحترف الزراعة. وقد فاقم من ظاهرة الانتشار السائب للأسلحة النارية في دارفور، الاتساع الشاسع للإقليم وترامي أطرافه وبُعده عن السلطات المركزية.

    وقد زاد من تنامي ثقافة العنف والحرب ايضاً انتشار السلاح بصورة أكبر مما كان عليه الوضع في الماضي، بسبب اندلاع الاضطرابات لعقود طويلة في جمهورية تشاد المجاورة لدارفور، الأمر الذي سهل من الحصول على السلاح في دارفور. اضف الى ذلك حلول بعض الكوارث الطبيعية والبيئية مثل موجات الجفاف والتصحر، التي بدأت تضرب الإقليم منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي، مما أدى الى نزوح أعداد هائلة من أفراد القبائل البدوية بقطعانها من شمال دارفور الصحراوي الجاف الى جنوب الاقليم الأغنى نسبياً من حيث المراعي والموارد الطبيعية الاخرى، مما أدى الى حدوث بعض الاحتكاكات والصدامات القبلية المسلحة.

    وفي الحقيقة فإن الصدامات القبلية والصراع حول المراعي ومساقط المياه قد ظل ديدن الحياة في دارفور منذ وجدت. ولقد كانت هنالك دائماً آليات تسوية قبلية تقليدية لفض مثل تلك المنازعات بأقل الخسائر، ولكن إرادة القوى المهيمنة والمسيرةً للنظام العالمي الجديد أبت هذه المرة إلا أن تتجاوز تلك الآليات الناجعة التي كانت كفيلة بحل التصعيد الاخير في دارفور الذي كانت الشرارة التي أشعلته مجرد سرقة جمل واحد، لكي تنفخ فيها آلة الإعلام الغربي وتصورها على أنها مشكلة تهدد السلام العالمي، سعياً وراء تحقيق مآربها الخاصة.

    إذاً في ظل تلك الاحتكاكات القبلية التي تفاقمت بصورة غير مسبوقة بسبب انتشار الأسلحة، وبروز النعرات القبلية، وتنامي أعمال الغارة والسلب، والعمليات الانتقامية، برزت ظاهرة النهب المسلح التي تحولت في نهاية المطاف الى تشكل عصابات من المجرمين الذين لا عمل لهم سوى النهب والسرقة تحت تهديد السلاح، وهم الذين عرفت طائفة منهم تحت اسم «الجنجويد».. هذا المصطلح الذي تلقفته أجهزة الاعلام الغربية، واخرجته من سياقه المحلي الذي يدل على مجموعة من مرتادي النهب المسلح، الذين لا ينتمون الى أية قبيلة بعينها وإنما تجمع بينهم تلك الأعمال المشينة فحسب، ليلصقوها زوراً وبهتاناً بالقبائل العربية وحدها في دارفور هكذا على الإطلاق وبدون تحديد، حتى وصل الأمر الى ان يعتقد كثير من العرب داخل البلدان العربية الاخرى تحت تأثير تلك الدعاية الإعلامية الغربية الخبيثة ان هنالك بالفعل مجموعة عرقية أو قبيلة أو مجموعة قبائل عربية تسمى «الجنجويد».

    إن لفظ الجنجويد كما يرد في الإعلام الغربي الذي يهيمن عليه اللوبي الصهيوني، إنما هو في الحقيقة استخدام رمزي قصد به جميع العرب حيثما كانوا، والدليل على ذلك ان مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة قد اعترض ذات مرة على مندوب فلسطين بقوله: «أنتم العرب تمارسون العنصرية والإبادة الجماعية وتنتهكون حقوق الأفارقة السود في دارفور».

    محصلة القول إن الاهتمام المحموم للغرب بقضية دارفور مستخدماً رمزية «الجنجويد» المختلقة والمبالغ فيها هذه، إنما أريد بها صرف الأنظار عما يرتكبه التحالف الصهيوني - الغربي ضد العرب والمسلمين فعلياً في فلسطين والعراق وأفغانستان. وهذه نقطة مهمة ينبغي على النخب والشعوب العربية التنبه لها في تعميق وعيها بقضية دارفور وأبعادها. من منظور الأمن القومي العربي، وقضاياه ومشاغله بصفة عامة.

    وثمة نقطة مهمة اخرى ينبغي التنبه اليها أيضاً ألا وهي سعي الغرب واللوبي الصهيوني من خلال تصعيد قضية دارفور الى دق إسفين في علاقات الإخاء والتضامن الأزلية التي ظلت تربط بين العرب والافارقة عموماً، خدمة لمآربهم الخاصة.

    فعلاوةً على سعي محركي فتنة دارفور الى تأليب المجتمع الدولي والرأي العام العالمي ضد السودان على خلفية قضية دارفور، نجدهم يسعون أيضاً الى إيغار صدور الأفارقة من غير العرب على الافارقة العرب ليس في السودان وحده وإنما على صعيد القارة الافريقية بأسرها.

    وفيما يلي أرجو أن أقرأ عليكم تعريفاً ورد في وثيقة لمنظمة العفو الدولية لمصطلح الجنجويد لكي نرى كيف يتم دس السم في العسل على الرغم من التظاهر بمظهر الحيدة والموضوعية.

    (تعني لفظة «الجنجويد» «الخيالة المسلحين».. وهي التسمية التي يطلقها الأشخاص المستقرون على الجماعات التي تهاجمهم. وتفضل المليشيات البدوية ان تطلق على نفسها لفظة الفرسان. ومعظم أفرادها ينتمون الى جماعات البدو أو الرعاة الناطقين بالعربية في دارفور، لكن الجماعات العربية لن تنضم جميعها الى الجنجويد. ويُقال «وهذا هو بيت القصيد» إن أشخاصاً ينتمون الى جماعات عربية في أجزاء أخرى من غرب أفريقيا مثل تشاد وموريتانيا وليبيا، قد انضموا أيضاً الى الجنجويد، لكن أغلبية المواطنين ما زالت تنتمي الى المنطقة كما يبدو) انتهى الاقتباس.

    فهذه الفقرة إذاً، تمثل استعداءً واضحاً للأفارقة غير العرب، مسلمين كانوا أم غير مسلمين، على اخوانهم العرب القاطنين في افريقيا. ونحن نعتقد اعتقاداً جازماً ان تصعيد مشكلة دارفور على النحو الذي تشهده، تمثل في نظرنا ضربة البداية لتصفية الوجود العربي في افريقيا جنوب الصحراء قاطبة، وهذه نقطة اخرى ينبغي ان ينتبه لها العرب، إذا كان يهمهم فعلاً أمنهم القومي ومجاله الحيوي داخل أفريقيا.

    وثمة ملاحظة اخرى في غاية الأهمية، وهي تتعلق بدور مجموعات الضغط الصهيونية في الغرب في تصعيد قضية دارفور. أولاً أنا لست من أولئك الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة، ولا من الذين يعلقون كل مشاكل المنطقة على مشجب إسرائيل وأمريكا. لكن دور مجموعات الضغط الصهيونية في تصعيد قضية دارفور ليس فيه أدنى شك. فأول مظاهرة حول قضية دارفور خرجت من متحف الهولوكوست بواشنطن. والتحالف من أجل دارفور يقوده مجلس العلاقات الامريكية - اليهودية، والمظاهرات التي خرجت أخيراً في العواصم الغربية يقودها ناشطون يهود، كما أنه لأول مرة خرجت مظاهرات إسرائيل في ذات الشأن، ويحق للمرء أن يتساءل، ما الذي تجنيه المجموعات اليهودية من هذه القضية؟ ويمكنني أن أحاول تلخيص الإجابة على ذلك في الآتي:

    * أولاً: إسرائيل هي الدولة الوحيدة القائمة على اليهودية الإثنية، وهي تسعى لإيجاد دويلات تقوم على ذلك مثل الأكراد في شمال العراق، وجنوب السودان، ودارفور وغيرها.

    ثانياً: من خلال عرضها لقضية دارفور، وتبنيها لها، وربطها بالمحرقة اليهودية فإنها تتصدى لقيادة الحملة العالمية ضد الإبادة، وتدغدغ بها عواطف العالم، وتبتز بها الدول والشعوب الغربية من اجل الحصول على المال والمساندة والدعم لدولة إسرائيل.

    ثالثاً: عرض القضية باعتبارها تصفية عربية للمجموعات الافريقية، وإحداث شرخ وفتنة في العلاقات العربية - الافريقية.

    رابعاً: ربط صورة العرب في فلسطين مع العرب في دارفور الذي يصور على أنه يقتل ويغتصب على الهوية.

    خامساً: استخدامها كوسيلة ضغط على السودان الذي يرفض تطبيع علاقاته مع إسرائيل.

    أيها الإخوة والأخوات الحضور الكريم..

    إنني لا أريد ان أرسم صورة غير واقعية وغير موضوعية للأوضاع في دارفور، أو أن أتغافل عن الظروف والملابسات الموضوعية التي أدت الى تراكم الاحساس بالغبن والتهميش الذي ظل يشعر به مواطنو دارفور عبر الحقب المختلفة، مما أسهم بكل تأكيد في قابلية مواطني ذلك الإقليم الى التمرد والثورة. فقد ظل الاقليم يعاني من التهميش ومن نقص التنمية والخدمات منذ عهد الاستعمار وعبر فترات حكم الحكومات الوطنية المتعاقبة. ولكن الحقيقة الموضوعية التي لا يستطيع ان ينكرها إلا مكابر هي أن دارفور قد شهدت طفرة حقيقية في التنمية والخدمات وعلى مستوى المشاركة في السلطة السياسية منذ قيام ثورة الانقاذ الوطني بمعدلات لا يمكن مقارنتها مع ما كان عليه الوضع منذ الاستقلال وحتى مجيء السلطة الحالية للحكم في العام 1989م.

    وكما أشرت الى العوامل الموضوعية للتذمر في دارفور، فإنه ينبغي علي أن أشير الى العوامل الذاتية التي أدت الى اندلاع التمرد الأخير متمثلة في تقاطع المصالح والأطماع القبلية، تسندها مصالح أقطار مجاورة بعينها، مع أطماع ومصالح إقليمية ودولية، مضافاً اليها بعض المصالح والأطماع الشخصية المحضة، التي تضافرت جميعها لكي توصل أزمة دارفور التي بدأت أزمة محلية بسيطة وتحولت بفعل تلك الارادات المتقاطعة الى ما بات ينظر اليها كواحدة من الأزمات التي تهدد السلام العالمي، وهذا محض زور وافتراء.

    أما فيما يتعلق بتجاوب العرب مع قضية دارفور، فاعتقد انه على الصعيد الرسمي كان التجاوب في مجمله موضوعياً ومتوازناً، وقد عبر ذلك التجاوب الرسمي عن نفسه على مستوى أطر العمل العربي المشترك متمثلة في جامعة الدول العربية، التي جعلت من قضية دارفور احد بنودها الثابتة في قممها واجتماعاتها الوزارية كافة منذ اندلاع هذه الأزمة في مطلع العام 2003م.

    وقد قررت الجامعة العربية إنشاء صندوق مالي من اجل توفير التمويل اللازم لقوات الاتحاد الافريقي بدارفور، على الرغم من ان معظم الدول العربية لم تلتزم بعد بالوفاء بإلتزاماتها المالية تجاه ذلك الصندوق. كما ان بعض الدول العربية مثل ليبيا ومصر والمملكة العربية السعودية قد بذلت جهوداً مقدّرة من اجل التوصل الى تسوية سلمية لأزمة دارفور، كما ظلت الجامعة العربية متابعة ومساندة لمختلف المبادرات التي استهدفت ايجاد حل للمشكلة بما في ذلك اتفاقية أبوجا الموقعة في شهر مايو 2006م.

    وعلى صعيد آخر ظلت منظمات الإغاثة ومنظمات المجتمع المدني الاخرى التابعة الى عددٍ محدودٍ من البلدان العربية تقوم بدورها تجاه إغاثة النازحين من أبناء دارفور أسوةً بالمنظمات العالمية الاخرى، والى جانب ذلك عملت منظمات المجتمع المدني والاعلاميون العرب الذين اتيحت لهم فرصة زيارة دارفور والوقوف على حقيقة الأوضاع فيها، والقيام بعكس تلك الحقائق بأمانة على مستوى الرأي العام العربي، على الرغم من أن تأثير هؤلاء يبدو محدوداً في ظل التأثير الطاغي لوسائل الاعلام الغربية على النخب، وعلى عامة الجماهير العربية للأسف بتناولها الاعلامي السلبي لقضية دارفور عبر امكاناتها الضخمة، في إطار عملية غسيل الدماغ التي ظلت تمارسها الدوائر المعادية للعرب أجمعين أصلاً بإزاء مختلف القضايا التي تهمهم.

    هنالك بوادر تحرك عربي - أفريقي بدأ أخيراً تشارك فيه السعودية، مصر، ليبيا، تشاد وأريتريا اضافة الى الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة لمعالجة أزمة دارفور، وإذا نجح هذا التحرك فإن من شأنه أن يفتح المجال أمام مرحلة جديدة في العلاقات العربية الافريقية في مجال فض النزاعات، ويمكن ان تتمدد آفاق هذا المسعى الى إقامة علاقات أكثر تطوراً في المجالات الاقتصادية والسياسية.

    ولعل من الأمثلة النادرة التي تعكس اهتمام بعض النخب العربية بأزمة دارفور وتجاوبهم معها: الندوة التي نظّمتها المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات والجامعة الامريكية بالقاهرة بتاريخ 19 أبريل 2007م، تحت عنوان: «التغطية الاعلامية لأزمة دارفور»، وكذلك الكتاب الذي صدر أخيراً عن مركز دراسات الأمة العربية حول أزمة دارفور بمشاركة عددٍ من الباحثين العرب. وهذه الندوة التي أتشرف بمخاطبتها هي باختصار أيها الاخوة والإخوات قراءة موجزة مني لموقف العرب إزاء قضية دارفور، بوصفها احدى القضايا التي وضعت العلاقات العربية - الافريقية بالفعل في المحك من النواحي السياسية، والدبلوماسية، والحضارية والنفسية.

    أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم.

    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،،

    * مستشار رئيس الجمهورية
    الراى العام
    21/5/2007
                  

العنوان الكاتب Date
مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك05-21-07, 05:03 AM
  Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك05-21-07, 05:18 AM
    Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك05-21-07, 05:30 AM
      Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك05-21-07, 11:42 AM
        Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك05-24-07, 05:59 AM
          Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك05-24-07, 11:30 AM
            Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك05-27-07, 04:42 AM
        Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك05-27-07, 06:38 AM
          Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك05-27-07, 06:54 AM
            Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك05-27-07, 11:34 AM
              Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك05-28-07, 03:55 AM
                Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك05-29-07, 08:16 AM
  Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين NEWSUDANI05-29-07, 08:37 AM
    Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك05-30-07, 05:40 AM
      Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك05-30-07, 08:27 AM
        Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك05-31-07, 04:28 AM
          Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك05-31-07, 05:07 AM
            Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك06-03-07, 09:00 AM
              Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك06-04-07, 09:51 AM
                Re: مصطفى عثمان اسماعيل يرد على السودانى ...ويخلط بين امرين الكيك06-17-07, 05:10 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de