فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 03:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة معالى ابوشريف (الكيك)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-27-2007, 05:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان (Re: الكيك)

    العدد رقم: 546 2007-05-26
    السودانى

    د.عبد الرحيم عمر محيي الدين لـ(السوداني):لا توجد مؤسسة حزبية اسمها المؤتمر الوطني.. فقط هناك نافذون..السودان تحول إلى جيش من الفاقد السياسي

    قصة الحوار



    كنا قد اردنا ان يكون الحوار رسالة تذكيرية لمجلس شورى المؤتمر الوطني قبل انعقاده، حيث كان مقررا له يوم الحادي والعشرين من الشهر الجاري، غير انه لم ينعقد ولم تأت افادات بشأن موعد انعقاده. على أية حال يظل الحوار والحديث مع الدكتور عبد الرحيم عمر محيي الدين ذا أهمية خاصة، حيث انه يتحدث بمبضع الجراح وبلغة الخبير والمدرك لبواطن الأمور..



    حوار: عادل فضل المولى



    لو صبر الترابي على (خيانة) العشرة لأصلح الحزب



    الدولة تديرها العقلية الأمنية والقبلية



    * لنقف أولاً على التحديات التي ستواجه اجتماعات هيئة الشورى بالمؤتمر الوطني.. ما أبرز هذه التحديات وكيفية العمل على تجاوزها..؟



    - السودان في الظرف الحالي يواجه تحديات كبيرة على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.. من الإشارات الى توترات في العلاقات المصرية السودانية، أو الخوف من توترات في العلاقات السودانية الليبية، او الاحتكاكات على الحدود بين السودان وإثيوبيا. وعلى المستوى الدولي ما يزال الأخذ والرد يدور حول جبهة دارفور، وما يترتب على سياسة السودان الخارجية من آثار سالبة.



    على المستوى الداخلي... ما تزال نيفاشا تفرز افرازات سالبة، وحتى هذه اللحظة لم ينعم السودانيون في الجنوب أو الشمال بثمار وخيرات نيفاشا، حيث ما يزال الخلاف على أوجه حول البترول او الشركات التي تعمل فيه، مثل الخلاف الدائر بين شركة توتال والنيل الأبيض، أو حول ملف أبيي.. وحتى السلام الذي هلل له السودانيون كثيرا تبين أن المفاوضين (ممثلي الحكومة في نيفاشا) قد خدعوا وكأنهم قد وقعوا على (شيكات على بياض)، إذ تبين انهم قاموا بنقل حرب الجنوب من الأطراف الى قلب العاصمة القومية، حيث أصبحت العاصمة عبارة عن قنبلة موقوتة تنتظر ساعة الصفر، كما خدعتهم القوى الدولية المعروفة بـ(أصدقاء الإيقاد)، الذين شهدوا ووقعوا على الاتفاق وضمنوا نيفاشا، بأنهم سوف يمولون مشروعات اعادة الإعمار (المانحين) لكنهم لم يقدموا شيئاً.



    كذلك مورست الخديعة على المفاوض السوداني في ابوجا، حيث كان العهد أن يحاصر كل من لم يوقع على أبوجا، ولكن دُعمت الحركات التي لم توقع على الاتفاق، وحوصرت الحكومة وأصبحت تحاصر يوماً بعد يوم، ورأينا كيف بدأ القسم المغلظ يتحلل، ورأينا الحزم الحقيقية والمتوسطة والثقيلة في طريقها إلى المجئ بالقوات التي أعلنا الوقوف ضدها.



    على مستوى الأحزاب السياسية فإن هيئة جمع الصف الوطني (هيئة المشير سوار الذهب) قد خرجت بطموحات وأشياء جميلة لكنها لا تزيد عن كونها أمنيات. ورغم أن المؤتمر الوطني قد سعى كثيراً وحاول أن يلعب على محور الخلافات داخل الأحزاب وأن يستوزر بعضاً منها على حساب الآخر.. لكن أيضاً تشهد الساحة الحزبية السياسية، سواء أكان ذلك في شكل ضغوط أو وساطات خارجية، عودة بعض أحزاب الأمة للتجمع مرة أخرى وربما أحزاب الاتحادي، وربما نشهد تحالفاً والانتخابات على الأبواب، تحالفاً اقليمياً أو جهوياً.



    ومجلس الشورى الذي سينعقد يُجابه بتحديات كبيرة على المستوى السياسي والاقتصادي، وعلى المستويات كافة، هذا علاوة على المعاناة التي يعانيها الشعب السوداني الذي يفتقد إلى التعليم المجاني وإلى الصحة والعلاج ويفتقد إلى الأمن، كل هذه التحديات تواجه أعضاء مجلس الشورى.



    التحدي الأكبر الذي يواجه المجلس، هو فاعلية مجلس الشورى نفسه: هل هذا المجلس حقيقة فاعل وله القدرة على الحل والعقد؟ أم هو مجلس اعضاؤه اقرب إلى الموظفين؟.. وحتى المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني لم يقم بالدور المنوط به في رسم السياسات وإقرارها ونقضها وتعديلها، خاصة القرارات الكبيرة.



    الآن لا يوجد مجلس شورى فاعل بالمعنى. أيضاً سيجتمع مجلس الشورى والحركة الإسلامية تكاد تكون قد غابت عنه كمؤسسة فاعلة لها مرجعيتها وكان لها دور كبير. الآن أصبح الإسلاميون على هامش الحياة السياسية تماماً.. صحيح هناك بعض الإسلاميين كأفراد موجودين على الساحة، لكن الحركة الإسلامية ما كان ينبغي لها أن تتحول لجمعية القرآن الكريم أو جمعية للدعوة الشاملة لو أنها كانت موجودة بمؤسساتها و(جرحها وتعديلها)، لو كانت هي كذلك، لما اجتمع مجلس الشورى في اجتماعاته السابقة بصورة السكوت الجماعي.



    أيضاً في هذا الظرف السودانيون يتحدثون عن التوجه القبلي للإنقاذ، نحن نريد لمجلس الشورى أن يقدم احصاءات وأن يجيب على السؤال الذي أصبح متداولاً حتى داخل أروقة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني: لماذا تدير الحكومة والمؤتمر الوطني والأجهزة، ثلاث قبائل فقط من شمال السودان؟ نريد أن نأخذ مثالاً (رئاسة الجمهورية، مجلس الوزراء، الشركات).. لماذا قبيلة واحدة ومعها قبيلتان من شمال السودان وباقي قبائل السودان تشكو إلى الله هذا الظلم الفادح وهي تردد قول الله سبحانه وتعالى (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ)؟؟ هذه المسألة ربما تجلب نوعاً من السخط، فلذلك فإن الولاء في هذه الحالة لا يكون ولاء إيمان ولا يكون ولاء مبادئ أو عقيدة، وإنما يكون إما طمعاً أو رهبة. يعني إن كنا نتحدث في السياسة الخارجية ما بين الجزرة والعصا، فإننا نتحدث في السياسة الداخلية ما بين (ذهب المعز وسيفه)؛ اما طامعاً يخشى ان يفقد طموحاته، وإما خائفاً يخشى من السيف المسلط عليه وعلى وظيفته، وهكذا...



    *مجلس الشورى بهذا الفهم والواقع هل فقد فاعليته منذ قراراته إبان المؤتمر الشهير لرأب الصدع بين المنشية والقصر (صراع الترابي والبشير).. حيث لم تجد قراراته وتوصياته طريقاً للنفاذ، وحدث بعد ذلك الانشقاق بخروج الترابي وإعلان المؤتمر الشعبي..؟



    - لا... حقيقة هذه المجالس والهيئات مجالس ديكورية (فلان يأتي وفلان لا يأتي). هذه مجالس لا تعدو كونها ديكورية تقرر ما هو مقرر، وتمرر ما هو مجاز سلفاً، سواء أكانت تلك المجالس مؤتمرات الشورى أو ما يمسى بالكيان الخاص للحركة الإسلامية.. هذه هياكل تأتي كلها جاهزة للمباركة ويُختار لها الناس. فمثلاً مؤتمر الحركة الإسلامية من يحضره؟!، مديرو الوزارات ورؤساء الأقسام ومديرو الشركات، فهؤلاء من يمثلون؟!، هؤلاء لا يمثلون الشعب السوداني ولا يمثلون المستضعفين والغبش ولا يمثلون حتى قواعد الحركة الإسلامية، هؤلاء يمثلون الدولة.. وأصلاً لا يمكن أن يكون حبل الحركة الإسلامية وقياداتها في أيادي دستوريين ليس لديهم الوقت ليحلوا مشاكل المؤسسات التي يعملون فيها.



    * بهذا الفهم.. من الذي يدير المؤتمر الوطني؟ ومن الذي يصنع القرار ويجيزه.. حيث كان يتردد -قبل الانشقاق- أن الترابي كان هو المهيمن..؟



    - نحن نختلف مع د.حسن الترابي اختلافاً كبيراً ونحمله التردي الذي وصلت له الحركة الإسلامية، لو صبر الترابي على مماحاكات ومؤامرات وخيانة العشرة، لو صبر قليلاً لاستطاع أن يحدث اصلاحاً كبيراً، لكنه تعجل بإعلان حزبه. اما الآن فالمؤتمر الوطني الذين يديرونه لا يتجاوزون الـ(5) أشخاص، ولا يستطيع أحد أن يتجرأ بالرفض، بعضهم يستمع إلى القياديين في المؤتمر الوطني، ولو في داخله رفض لكل سمع، ولكن لسانه يلهج بالتأييد، يقولون ما لا يؤمنون به اصلاً في دواخلهم، وإذا سمعوا أحداً يعترض يذهبون إليه ويقولون له "جزاك الله خيراً، قد قلت الذي لم نستطع قوله"، وهكذا.. لكنهم تكبلهم المصالح والمطامع وربما أشياء أخرى من أن يجهروا برأيهم. لذلك جروا البلد، الآن السودان تحول إلى جيش من الفاقد السياسي، مجموعة من الخلايا، جيوش من السياسيين اسهموا في تعطيل الإنتاج وفي ربكة المعادلات السياسية وأصبح كل منهم يتطلع إلى دور أكبر من امكاناته وأكبر من تأهيله وأكبر من خبراته، هذه مشكلة.. وليست هناك مؤسسة اسمها المؤتمر الوطني.. هنالك ذهب وسيف.



    * أثار البعض اتهاماً مفاده ان (الدولة) ذابت في الحزب، بمعنى ان المتحكمين فيها يتعاملون مع مواردها وكأنها (ضيعة) تابعة للحزب.. كيف تنظر للأمر؟



    - ليس هناك حزب حتى تذوب فيه الدولة.. هناك موظفون يتسنمون مواقع في الدولة ويجمعون بينها وبين مسميات داخل الحزب.. الحزب الآن كسيح لا يستطيع المشي، حزب متلاشٍ تماماً ويديره أهل الدولة.. لو كانت هناك أجهزة حزبية مصغرة تحاسب الدولة لقلنا إن الدولة تسير بموجهات الحزب، لكن هناك آليات، رئيس الدولة هو رئيس الحزب فمن يحاسب رئيس الدولة؟ هل يحاسبه رئيس الحزب الذي هو نفسه رئيس الدولة؟!! كل الوزراء والمستشارين هم قيادات في الحزب، فلذلك الدولة لم تذب في الحزب وإنما هناك دولة يلهث وراءها الحزب. الحزب أصبح بأفراده -ليس هناك مؤسسات- يلهث لكي يبرر قرارات الرئيس، ولكي يبرر قسم الرئيس.. وهكذا. انظر إلى أمانة العلاقات الخارجية لا تجدها، لا تكاد تسمع لها ركزاً، لا توجد أجهزة داخل الحزب، أين امانة الإعلام؟... حزب حاكم حتى الآن لا يمتلك صحيفة أو منابر إعلامية!!.



    * ما قصدناه من السؤال هو ان موارد الدولة اصبحت مسخرة للمنتمين للحزب، والحزب اصبح يهيمن على مفاصل الاقتصاد.. والحديث يتصل بالفساد بوصفه سمة مميزة في كيفية ادارة الدولة..؟



    - هذه اشياء تقال.. انا شخصياً أسمع ذلك كثيراً وأرى أن أي حزب سوداني يحتاج أن يمارس نوعاً من النشاط الاقتصادي وأن تكون له مؤسساته المستقلة، وهذا الذي ينبغي أن يكون، أن يكون للمؤتمر الوطني مؤسساته وشركاته ومصادر تمويله خارج مؤسسات الدولة، وإذا بات يتصرف من ميزانية الدولة فهذه اشياء سوف تأتي الأيام وتأتي المراجعات وتكشف ذلك.. الأمر لن يستمر في ديمومة للمؤتمر الوطني، وأنا ليست لدي ادلة واضحة لكن اسمع حديثاً من هذا القبيل.



    * وماذا عن الحديث بأن الدولة يقودها تحالف (الأمن والسوق والقبيلة)..؟



    - نعم ذكر ذلك الأخ التيجاني عبد القادر ويمكن الأخ عبد الوهاب الأفندي ايضاً يسير في هذا المجال بحديثه عن (السوبر تنظيم)، وأيضاً جاء غازي صلاح الدين في مقالاته الأخيرة في صحيفة (الصحافة) حول مستقبل السياسة السودانية وتحدث عن التكوينات ذات الطبيعة الاستثنائية، التي لا تُراقَب والتي تتوسع توسعاً كبيراً وخطيراً وتؤثر على مجريات الحياة، وأصبحت الملفات المدنية تدار بعقلية أمنية.. وهكذا. هذا حديث لمستشار في رئاسة الجمهورية، فحقيقة الدولة تديرها الآن العقلية الأمنية، وقبل ذلك تديرها القبلية، وأنا على يقين من أن التوجه القبلي هذا ليس عفوياً، وإنما هو توجه منتظم يسير وفق تنظيم ومتابعة ورصد، فهذه حقيقة (التوجه القبلي، توجه السوق، والتوجه الأمني) لا يختلف حولها اثنان.



    * ما مدى تأثير ذلك على تعميق أزمات الوطن؟



    - طبعاً هذا يؤثر.. القبيلة حينما تأتي لا تأتي بالمبادئ انما تأتي بالمصالح، أيضاً العقلية الأمنية كذلك. نحن مع الأمن الذي يحفظ وحدة البلاد ويحفظ الأجهزة الحكومية والشعبية من الاختراق، نحن مع الأمن الذي يحفظ سيادة الدولة.. لكنا لسنا مع الأمن الذي يرهب الناس، ولا مع الأمن الذي يرفض ان تقال الحقيقة، ولسنا مع الأمن الذي يعمل تغطيات على الممارسات الخاطئة.. نحن لسنا مع هذا، وتأثير ذلك واضح على المواطن.



    أنظر إلى التنمية... لا يمكن لبلد ان يكون فيها بترول وصادرات زراعية وفيها ما فيها، الا تُصرف المرتبات حتى يوم 20 في الشهر وتحدث اضرابات وأن يفتقد الناس العلاج والتعليم.. وأن تصب كل الأموال في جهات محددة.



    أنا أذكر ان برفيسور الدومة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية، كتب عن اثر معارك دارفور على سياسة السودان الخارجية، وذكر ان هناك (أشياء) كان مفروضاً ان تذهب إلى وسط وشرق وغرب السودان لكنها حولت إلى الولاية الشمالية. وفي أحد البرامج التلفزيونية ذكر أحد أبناء المناطق في الشمالية انهم يفتخرون بأن لهم (26) دستورياً.. فرد د.جبريل إبراهيم، المدير السابق لشركة عزة للنقل وشقيق الدكتور خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، وقال لأحد الدبلوماسيين في لندن (هؤلاء الجماعة يفتخرون بأن لهم (26) دستورياً في منطقتهم وحدها، ولو كان لدارفور كلها (26) دستورياً لما كنا تمردنا.. فهذه المسألة يراقبها الشعب وكل شئ بات معروفاً.. اعتقد ان هذه عقلية متخلفة وسوف تأتي على الذين ينتهجونها بالدمار وبأشياء لا يحمد عقباها.



    * معنى ذلك ان الاجتماع القادم تحصيل حاصل؟



    - ليس لديّ أدنى شك في ان اجتماع مجلس الشورى القادم سيكون تحصيل حاصل.. أنا اتحدى أعضاء مجلس الشورى ان يقرروا قراراً واحداً (وهو تجديد القيادات السياسية) التي جثمت على صدر الشعب السوداني منذ 1989 وحتى هذه اللحظة.. ان يتم تجديد هذه القيادات من خلال التعديل الوزاري القادم.. ان يبقوا فقط على الرئيس ليظل رمز سيادة، ولكن من دونه فلتأت قيادات جديدة.



    * هل تعتقد ان قرار إلغاء الأمانة العامة في المؤتمر الوطني اسهم في شل فاعلية الحزب..؟



    - بعد مذكرة العشرة التي حاولت تقليص مهام الأمين العام وإسناد كل المهام الرئيسية للأخ رئيس الجمهورية اصبح منصب الأمين العام (سكرتيرا) يعني أشبه بالمقرر. والرئيس بعد ان استلم (هذه المسائل) أصبحت الأمور كلها في يده.. فأصبحت الأمانة العامة (شكلا هلاميا)، حتى انني اخبرت إبراهيم أحمد عمر (الأمين العام السابق) انه سيصبح فقط مقرراً، وأن هذا (المكان) كان يملؤه الترابي وأنه كانت له قيمته.. لكنه في عهد إبراهيم أصبح مقرراً لمتابعة المحاضر (وحتى هذه إبراهيم نفسه لم يكن يستطيع القيام بها).. بعد ذلك رأى القائمون ان النجاح لم يتحقق، لذلك جاءت التغييرات. لكن مهما يكن فإن المؤتمر الوطني الآن هو الرئيس ومعه أمين الأمانة السياسية ونائب الرئيس للشؤون التنظيمية والسياسية هذا هو كل المؤتمر الوطني.. حتى الأخ نائب الرئيس لا وجود له داخل المؤتمر الوطني.. والمستشار نفسه د.مصطفى عثمان (الأمين السياسي) لا يزال يمارس دوره كوزير خارجية أو وزير خارجية ظل أكثر من دوره في الحياة السياسية الأخرى.



    أمانة العلاقات الخارجية كان أبرز زول فيها هو حسن برقو، أمانة الإعلام لا تجد لها ذكراً ابداً، فالمؤتمر الوطني إذا تفاءلت أقول هناك (5) أشخاص وإذا لم اتفاءل اقول الرئيس ودكتور نافع.



    * إذا كان الـ(5) أكثر من الواحد.. أليس هذا بتحول، كون ان الحزب كان يهمين عليه رجل واحد والآن صاروا (5)..؟



    - طبعاً ليس هناك تحول أو تطور.. في النهاية ليس هذا هو الشكل المطلوب.. هذه صورة من الاتحاد الاشتراكي.. انا اتحدث بخلفيتي كعضو في الحركة الإسلامية لأكثر من (30) سنة، وكنت اطمح ان أرى دولة تعيد الخلافة الرائدة في التصور وفي الشورى وفي زهد القيادات.. ما كنت اتخيل ان اجد شخصاً مستشاراً للرئيس وبعدها اجده وزيراً للحكم الاتحاد وبعدها اجده وزير زراعة.. (الا ان يكون هذا الرجل خارقاً وأوتي جوامع الكلم).. الأخ ربيع حسن أحمد (رئيس اتحاد طلاب الخرطوم ابان ثورة أكتوبر 1964) قال "المؤتمر الوطني كأنه فريق كرة ليس لديه احتياطي. إذا اردت ان تغير وظيفة أحد اللاعبين لازم تغير تشكيلة الفريق كله، لكن داخل الميدان".. هذا واقع لا يتماشى مع روح الإسلام... أين الحديث عن تجديد القيادات وتجديد الأفكار... هذه مسائل لا تشبه طموحات الحركة الإسلامية!!.



    * الملاحظ بعد خروج الترابي تراجع الإسهام الفكري للمؤتمر الوطني.. هذا التراجع هل أسهم في عدم ظهور قيادات جديدة..؟



    - الفكر لم يعد لديه حظ في السياسة السودانية، الإنقاذ طرحت نفسها بوصفها دولة فكرة.. صحيح ان الترابي رجل رائد في الفكر، لكن الفكر هو فكر الحركة الإسلامية، يعني مجتمعة تنفذ برنامجها، لكن بعد الانشقاق لم تعهد هنالك مكانة للفكر، ونسمع اليوم كلمات مثل (هذا كلام مفكراتية) وبعضهم حينما تحدثه عن الفكر يقول لك هذا شعر، ولم تعد هناك مكانة للفكر.. ومع ان الدولة الإسلامية كما يقول أبو الحسن الماوردي في (الأحكام السلطانية)" "من شروط الإمام فيها أن يكون عالماً يرقى إلى درجة الاجتهاد".. لكن الآن من (العالم)؟؟.. حتى الذين يتصدون للقضايا الفكرية هم الذين من يدافعون ويبررون السياسات، وفي المقابل تخسر الحركة اناسا أمثال التجاني عبد القادر، وعبد الوهاب الأفندي الذي كان لسان حالها في الاتحاد الأوروبي كله وكان مستشار اعلاميا في لندن.. وتخسر أناسا كثيرين حتى أمثال محجوب عروة وعثمان ميرغني وعادل الباز وكل مجموعة الإعلاميين هؤلاء كلهم كانت خلفياتهم إسلامية.



    * كل هؤلاء يهدفون في شباك الدولة والحركة الإسلامية لماذا..؟ - لغياب الشفافية، لغياب الشورى، لعدم احترام الرأي الآخر.



    ما أرجوه من الأخ الرئيس ونوابه ومن الأخ نافع أن يلتقوا بأصحاب هذه الآراء لقاءات صادقة، وأن يستمعوا إليهم.. وما اتمناه من الأخ نافع ومن الأخ علي عثمان ومن الأخ مصطفى اسماعيل ومن الأخ مجذوب أن يقدموا لنا نموذجاً، أن يترجلوا، ولو في استراحة محارب لمدة سنتين أو ثلاثة وأن يتعاهدوا الا يدخل فيهم واحد التشكيل الوزاري القادم..



    * دعوتك هذه تحتاج الى قرارات فردية من هولاء.. اليس الأفضل ان تدعو المؤتمر نفسه الى (نقد الذات) أولاً..؟



    - طبعاً إذا لم يكن هنالك نقد للذات فكيف يكون الإصلاح؟ إذا لم تكن مستعداً لقبول الآراء الأخرى فإنك قد تكون فرعوناً تقول للناس أنا لا أخطئ وأنا لا أريكم إلا ما أرى، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد، وهذه ظاهرة من الظواهر الفرعونية.



    والشيء الذي أعلمه أن الرئيس مضروب عليه نوع من الحصار، لكنه يقبل الرأي الآخر إذا وجد من يقدمه إليه، ولكن في النهاية كيف يستطيع الناس أن يصلوا الى الرئيس؟ لأجل ذلك دعوت الرئيس، في بعض المقالات، أن ينظم لقاءً شهرياً غير محروس، (يعني لا فيه ناس أمن ولا أبواب) مع أساتذة الجامعات ومع الصحفيين والمفكرين في باحة القصر الجمهوري، الناس يحدثونه بكل ما يرون وهو يستمع لآرائهم مباشرة.



    عندئذ الرئيس يكون مُبصراً.. وما تكتبه الصحافة اليوم شيء عظيم لكن من يقرأ..؟ كلهم (يلمون الجرائد ويقولون نقراها بكرة وعندما تأتي جرائد بكرة يقولون خلاص نقرأها بعد بكرة وهكذا)، لم يعد هناك من يسمع النصح، ولم تعد للصحافة قيمة عند المسؤولين.



    * المؤتمر الوطني بهذا الوضع الذي أشرت اليه.. كيف سيتعامل مع استحقاق الانتخابات والوحدة الجاذبة نهاية الفترة الانتقالية..؟



    - أولاً اتوقع وبقدر كبير جداً أن يحرز المؤتمر الوطني اغلبية كبيرة جدا في معظم الأماكن التي تجري فيها الانتخابات، هذه ليس لدي فيها شك، ليس لأن الناس قد آمنوا بالمؤتمر الوطني، لكن لأن المؤتمر يدير الحملة الانتخابية وهو حاكم بكل مؤسساته، وأيضاً المؤتمر الوطني استطاع بإمكاناته وبذهبه وبإغراءاته وبتعييناته وبهداياه وإكرامياته أن يجتذب وأن يضم إليه معظم الفعاليات في المجتمع السوداني (الطرق الصوفية والعمد والنظار وخلافهم)، ولا اعتقد أن هؤلاء دخلوا المؤتمر لأن لديه فكراً أو لديهم ولاءً، وقد سمعت أحد الذين ناصروا أصحاب مذكرة العشرة (وهو قائد الآن في المؤتمر الوطني في نقابات المزارعين والعمال)، وقالوا له يا فلان انت مع القصر أم المنشية..؟ قال لهم: "أنا مع القصر ولو كان داخله غردون باشا". هذه هي التشكيلة الموجودة الآن في المؤتمر الوطني تشكيلة تبحث عن مصالحها.



    اما إذ جاءت أمريكا والاتحاد الأوروبي بأموالهم وإغراءاتهم في الشمال وشكلوا أيضاً حزاما إفريقيا (يعني عملوا تنسيق بين الحركة الشعبية وحركة دارفور وكذلك الجبهات الشرقية أيضاً وحدوها)، هذا ربما يؤثر أثرا كبيراً في الانتخابات. أما إذا جرت في الوضع الحالي فليس لدي أدنى شك لأن الناس مع الذي يخدمهم، في النهاية سيرون ان معارضة الحكومة ليست في صالح الناس، وأصبحوا أيضاً (براغماتيك) ينظرون اين مصلحتهم فينحازون لها، المبادئ لم يعد لها وجود.



    الوحدة الجاذبة... هذه أشياء تقررها الدول الكبرى ولا نقررها نحن، إذا كانت أمريكا تريد سوداناً متحداً ستتجه الأطراف نحو الوحدة، وإذا كانت تريد للجنوب أن ينفصل فلديها من الآليات ولديها من الأعضاء والممثلين داخل السودان ممن يحققون لها أهدافها.



    * وماذا تريد امريكا..؟



    - كل الذي يقال إن امريكا تريد سوداناً موحداً، فالسودان الموحد فيه ضمان لاستقرار افريقيا كلها، ولكن ما أراه اليوم لا يبشر بخير وأتمنى أن يتحد السودان على أساس السلام والاحترام المتبادل.



    =-=-=-=-=-=-=



    * الدكتور عبد الرحيم عمر محيي الدين، مساعد الأمين العام للعلاقات السياسية سابقاً بالمؤتمر الوطني ومقرر مناوب سابقاً للقطاع. يعتبر من الخبراء في الحركات الاسلامية بحكم كتاباته عن الإسلام السياسي حيث صدرت له عدة كتب (الإسلاميون في السودان، التطور الفكري والسياسي 1969 -1989) وكتاب (الإنقاذ والترابي, صراع الهوية والهوى) وكتاب (فتنة الإسلاميين بالسلطة من مذكرة العشرة إلى مذكرة التفاهم مع قرنق)، بالإضافة الى كتب أخرى. يعمل استاذاً بكلية الآداب جامعة النيلين. له مقالات راتبة في صحف الخرطوم.



    حوار: عادل فضل المولى


                  

العنوان الكاتب Date
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك05-06-07, 06:23 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك05-06-07, 06:27 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك05-07-07, 08:48 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان البحيراوي05-06-07, 07:30 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك05-08-07, 05:47 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك05-14-07, 11:16 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك05-27-07, 05:23 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين الاخوان الكيك06-10-07, 10:13 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de