|
Re: بريطانيا تهدد السودان والبشير يرد بالتحدى (Re: الكيك)
|
لم اجد ابلغ من هذا الرد الذى كنبه يسن حسن بشير فى السودانى يوم 5/2/2007
العدد رقم: 443 2007-02-0 قضايا ساخنة:حالة الدُّوار السياسي لا أعتقد أن هناك حكومة في العالم تعيش في حالة دوار سياسي مثل حكومة الوحدة الوطنية الحالية... ومظاهر حالة الدوار السياسي عديدة يمكن أن يدركها القارئ المحترم دون عناء... ولكن ما أود أن أشير إليه اليوم هو موضوع رئاسة الاتحاد الإفريقي... فالذي حدث في مؤتمر القمة السابق 2006م بالخرطوم أن الحكومة السودانية قد التزمت بشكل مباشر وغير مباشر للزعماء الأفارقة وللمجتمع الدولي أنها ستعمل على معالجة مشكلة دارفور, وأنها ستضع تدابير خاصة بها للمعالجة دون حاجة لتدخل المجتمع الدولي... وتفرق القادة الأفارقة على أن السودان مُنِح فرصة عام كامل لمعالجة مشكلة دارفور التي تؤرق إفريقيا والعالم أجمع وبعدها سيستحق رئاسة الاتحاد الإفريقي لعام 2007م... مر العام وعقدت القمة الإفريقية ونظر القادة الأفارقة في ملف مشكلة دارفور فلم يجدوا على أرض الواقع إلا مزيداًَ من التعقيد وأن حكومة السودان لا هي عالجت المشكلة ولا أفسحت المجال للمجتمع الدولي لمساعدتها في حلها... فكان من البدهي أن يتشكك جميع القادة الأفارقة في مصداقية الحكومة السودانية وأن لا يمنحوا السودان كرسي الرئاسة لعام 2007م, بل وإلى أن تتم معالجة مشكلة دارفور بشكل نهائي... وهذا أمر طبيعي ومتوقع وكان من المفترض أن تراه الحكومة قبل انعقاد الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة وتقدم اعتذاراً عن رئاسة الاتحاد الإفريقي تفادياً لأي حرج سياسي ودبلوماسي. ولكن ما حدث مدهش بكل المقاييس... فالحكومة صرحت على لسان وزرائها المعنيين بأن موضوع الرئاسة مفروغ منه وسيحدث تلقائياً تنفيذاً لقرار القمة السابقة في الخرطوم... وتناسى هؤلاء أن القادة الذين أصدروا قرار الخرطوم مقروناً بمعالجة الحكومة لمشكلة دارفور هم أنفسهم الذين اجتمعوا الآن في أديس أبابا ولهم الحق في إصدار قرار آخر يلغي قرارهم السابق إذا لم تعالج مشكلة دارفور. وعندما تنازلت الحكومة عن الرئاسة داخل المؤتمر خرج علينا ممثلوها مصرحين بأن السودان قد تنازل تفادياً لحدوث انشقاق في الاتحاد الإفريقي... وهذا بالطبع غير صحيح لأن جميع الدول الإفريقية بما في ذلك الدول العربية الإفريقية قد وقفت ضد رئاسة السودان للاتحاد الإفريقي... فاحتمال الانشقاق كان سيكون وارداً إذا كانت هناك دول مع رئاسة السودان للاتحاد الإفريقي وأخرى ضدها... فحقيقة الأمر أن حكماء إفريقيا قد نصحوا السودان بأن ينسحب من موضوع الرئاسة قبل أن يطرح الأمر للتصويت وتحدث فضيحة سياسية كبرى حيث أن نتيجة التصويت كانت ستكون 52 صوتاً ضد رئاسة السودان للاتحاد الإفريقي وصوت واحد فقط معها وهو صوت السودان نفسه. وحتى بعد أن حدث ما حدث كان في مقدور حكومة الوحدة الوطنية أن تستثمر بذكاء دبلوماسي مسألة التنازل لصالحها... ولكنها على عكس ذلك خرجت بحكاية المؤامرة الدولية والإفريقية ضد السودان ووجود شخصية دبلوماسية أمريكية في أديس أبابا أثناء انعقاد القمة... كما خرج علينا بعض المسؤولين متحدثين عن أن جميع الدول الإفريقية بها دارفورات فلماذا يحرم السودان من رئاسة الاتحاد الإفريقي بسبب دارفوره؟ وكل هذه معالجات سياسية سطحية وساذجة للغاية تؤكد حالة الدوار السياسي لحكومة الوحدة الوطنية... فافتراض أن جميع القادة الأفارقة أغبياء وعملاء ولا رأي لهم وأن أمريكا تملي عليهم القرارات ونحن الوحيدين الأذكياء والشطار والوطنيون هو افتراض ساذج... فالواقع يقول بأن المسألة لا تحتاج لتآمر فحكومة الوحدة الوطنية قد فقدت مصداقيتها محلياً وإقليمياً ودولياً فيما يتعلق بمشكلة دارفور. ومن ناحية أخرى صحيح أن هناك دولاً إفريقية لديها مشاكل مشابهة لمشكلة دارفور ولكن الفرق بيننا وبينهم أنهم واقعيون يعرفون حجمهم الحقيقي ويتعاونون مع المجتمع الإقليمي والدولي لمعالجة مشاكلهم... أما نحن فنعتمد على قوة (الحلقوم) ونتصرف وكأننا دولة عظمى الأمر الذي أدهش المجتمع الدولي وحير المجتمع الإقليمي فانفض من حولنا الجميع بما في ذلك حتى أقرب الدول لنا... فمتى سنتعافى من حالة الدوار السياسي ونعالج قضايانا الحيوية بعقلانية وبواقعية تجعلنا محل احترام وتقدير المجتمع الدولي ياسين حسن بشير
|
|
|
|
|
|
|
|
|