|
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز بين اخوان السودان ..!!
|
العدد رقم: 946 2008-07-02
بين قوسين الترابى بين قوسين
عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2008-07-02
جلس السيد الترابى بكامل تاريخه الاسلامى وارثه الطويل الذى بناه فى العمل من أجل رفعة المشروع الاسلامى ودخل السجون والمعتقلات فى سبيل ذلك المشروع.. وبعد كل تلك (اللفة) الطويلة وجد الترابى نفسه جالساً وعن يمينه محمد ابراهيم نقد زعيم الشيوعيين وعن يساره باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية وعلى خلفية (أجراس الحرية) التى لم تجد فى كل التراث الاسلامى آية أو حديثاً تجعله (شعاراً) لها غير نص لاهوتى من الانجيل. الترابى الذى كان يجلس عن يمينه (فلان) وعن يساره (فلان) من كبار قادة الدولة والحزب والحركة وهو كملك (غير متوج) يأمر وينهى والدولة كلها بقضها وقضيضها تحت أمره وامرته وقادة الدولة والاجهزة السياسية والتنفيذية والأمنية يستمعون إلى (توجيهاته) وتعاليمه: افعلوا هذا ولاتفعلوا هذا... عينوا هذا و(افصلوا) هذا والجميع كلهم (أذن صاغية) يستمعون إلى (الشيخ) ليس بقصد المناقشة وتوجيه الاسئلة والاستفسارات والاعتراضات بل بقصد التنفيذ الفورى و (بالنص) يجد اليوم نفسه (بين قوسين) هلاله الأول باقان أموم والهلال الثانى محمد ابراهيم نقد. ولم يقصر باقان أموم فى التشنيع على المشروع الاسلامى والدولة التى بناها بعد مجاهدات ودماء سكبها خيرة شباب الحركة الاسلامية (منهم أخ للترابى نفسه) وذلك فى سبيل الله وفى سبيل الدولة التى يصفها باقان بأنها دولة فاسدة وفاشلة ومنهارة.. هنالك شئ اسمه (سوء الخاتمة) فى الآخرة لكن وضع الترابى فى تلك الصورة هو تعبير دقيق عن (سوء الخاتمة) السياسية. كان الترابى (سعيداً) وهو يؤمن على تشنيع صاحبه وبدلاً من أن يرد عليه (زايد) عليه وحكى (سيناريو) من وحى خياله لكى يثبت أن البعض فى المؤتمر الوطنى يؤيدون التحاور معه بينما البعض الآخر يعارضون ذلك التحاور. ولكى يثبت نظريته تلك والتى لا تجد أى سند من الحقيقة غير ادعائه قال ان الذين يعارضون التحاور معه هم الذين اعتقلوه أول النهار وأطلق الذين يؤيدون الحوار معه سراحه آخر النهار. لا أريد أن اتهم الرجل بالكذب غير أننى اقول ان ما قاله هو من نسج خياله وليس له من الحقيقة نصيب وذلك من وجهين والترابى يعلمهما جيداً: الأول هو أن أعضاء المؤتمر الوطنى جميعاً قيادة وقاعدة ما هم متفقين على شئ مثل اتفاقهم على أنه سبب (البلاء) الذى أصاب الحركة الاسلامية وأن عودته إلى صفوف الحركة والدولة هو المستحيل بعينه. أما الوجه الثانى فهو ان الذين أطلقوا سراحه (آخر النهار) هم الذين اعتقلوه (أول النهار) وذلك بعد أن أفهموه بالدليل القاطع الدور الذى قام به أنصاره ثم قالوا له (اتفضل امش بيتك) وللحكاية بقية أرجو أن أحكيها فى وقتها! ان واحدة من مشاكل السيد الترابى هى أنه يعتقد أن كل النشاطات الحياتية تدور حول (شخصه) فقد ركبته فكرة سيطرت عليه ابان زعامته للحركة الاسلامية وهى أن الحركة (هى هو) وأنه (هو هى)! لذلك عندما قررت قيادة وقاعدة الحركة والدولة (طرده) واقصاءه كما يحدث فى كل حركة سياسية لم يفهم الأمر على تلك الحقيقة البسيطة المباشرة بل اعتبر الأمر على أن الذين مارسوا ذلك (التمرين) الديموقراطى قد (خانوا العهد)! الناس كانوا بطبيعة الحال (يبايعونه) لأنه ببساطة كان زعيم الحركة لكنه فهم أن تلك البيعة هى (عهد) معه شخصياًً! وهو الآن لا يزال يعيش فى ذات (المربع).. لم يستطع أن يفهم أو يصدق أن الزمن قد تجاوزه بالنسبة للحركة الاسلامية فلا يزال يعتقد أن الحركة منقسمة بشأنه لذلك يصور مسالة اعتقاله وكأنها دليل على ذلك الانقسام المشكلة هى متى وكيف يفهم الرجل الأمور على حقيقتها؟
السودانى
|
|
|
|
|
|
|
|
|